الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" وأخرجه النسائي من الوجه الذي أخرجه منه أبو داود، ولكن وقع في السند
اختلاف بين موسى بن إسماعيل، وبين عمرو بن عاصم- شيخ شيخ النسائي
فيه-، فروياه معاً عن حبان بن يسار، فوقع في رواية موسى عنه: عن عبيد الله بن
طلحة عن محمد بن علي
…
وفي رواية عمرو بن عاصم عنه: عن عبد الرحمن
ابن طلحة عن محمد بن علي عن محمد ابن الحنفية عن أبيه علي بن أبي طالب.
ورواية موسى أرجح. ويحتمل أن يكون لحبان فيه سندان "!
قلت: وهذا احتمال بعيد عندي؛ بل الأقرب أن الاختلاف من حبان نفسه؛
لاختلاطه.
ورواية عمرو بن عاصم عنه قد أخرجها الدوْلابي أيضاً في " الكنى "
(1/173) .
184- باب ما يقول بعد التشهد
185- باب إخفاء التشهد
[ليس تحتهما حديث على شرط كتابنا هذا. (انظر " الصحيح ") ]
186- من باب الاشارة في التشهد
175-
عن زياد (هو ابن سعد) عن محمد بن عجْلان عن عامر بن عبد الله
عن عبد الله بن الزبير أنه ذكر:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير بأصبعه إذا دعا، ولا يحرّكها.
(قلت: إسناده حسعن، لكن قوله: ولا يحركها.. زيادة شاذة، تفرد بها
- عن ابن عجلان- زياد بن سعد، وخالفه جماعة من الثقات؛ فرووه عن ابن
عجلان دون الزيادة. وتابعه ثقتان فروياه عن عامر بن عبد الله بدونها. ولذلك
قال ابن القيم: " في صحتها نظر ". وقد خالفه حديث وائل قال: ثم رفع
أصبعه؛ فرأيته يحركها يدعو بها. وهو في الكتاب الآخر (717)) .
إسناده: حدثنا إبراهيم بن الحسن المِصِّيْصِيُّ: ثنا حجاج عن ابن جريج عن
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وفي ابن عجلان كلام يسير لا ينزل به
حديثه عن رتبة الحسن، لكن قوله: ولا يحركها.. لم يذكرها كل من روى هذا
الحديث عنه- غير زياد بن سعد-؛ فهي زيادة شاذة.
والحديث أخرجه النسائي (1/187) ، والبيهقي (2/131) من طريقين آخرين
عن حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: أخبرني زياد
…
به.
وجرى النووي على ظاهر الإسناد؛ فقال في " المجموع "(3/454) :
" إسناده صحيح "!
كذا قال، وإنما هو حسن فقط؛ لما أشرنا إليه من الكلام في ابن عجلان، وهذا
لو سلم من العلة القادحة. والواقع أنه مُعلًلٌ من وجوه.
الأول: أن جماعة الرواة عن ابن عجلان لم يذكروا فيه الزيادة المذكورة: ولا
يحركها. وإليك أسماءهم:
1-
الليث بن سعد: عند مسلم (2/90) ، والبيهقي (2/131) .
2-
أبو خالد الأحمر: عندهما أيضاً.
3-
سفيان بن عيينة: عند الدارمي (1/308) ، وأحمد (4/3) .
4-
يحيى بن سعيد: عند المصنف وغيره، وهو في الكتاب الأخر برقم
(910)
.
كل هؤلاء الثقات لم يذكروا في حديثهم عن ابن عجلان هذه الزيادة.
الثاني: أن ابن عجلان قد تابعه جماعة على أصل الحديث؛ فلم يذكروا
الزيادة، وهم:
1-
عثمان بن حكِيم: عند مسلم وأبي عوانة وغيرهما. وحديثه عند المصنف
في الكتاب الآخر (908) .
2-
مخْرمةُ بن بُكيْرٍ: عند النسائي (1/173) ، والبيهقي (2/132) .
3-
عمرو بن دينار: عند المصنف وغيره، وهو في الكتاب الأخر برقم (909) .
قلت: فقد اتفق كل من روى الحديث عن عامر بن عبد الله على ترك هذه
الزيادة- وفيهم ابن عجلان في الرواية المحفوظة عنه-، فذلك يدل على أنها غير
محفوظة عن عامر، فهي شاذة.
وقد قال المحقق ابن القيم في " زاد المعاد "(1/85) - عقب الحديث، وحديث
وائل المتقدم برقم (717) -:
" فهذه الزيادة في صحتها نظر، وقد ذكر مسلم الحديث بطوله في " صحيحه "
عنه، ولم يذكر هذه للزيادة. وأيضاً فليس في حديث أبي داود عنه أن هذا كان في
الصلاة. وأيضاً لو كان في الصلاة لكان نافياً، وحديث وائل بن حجر مُثْبِت، وهو
مقدم، وهو حديث صحيح، ذكره أبو حاتم في " صحيحه "
…
".
وانظر " سلسلة الأحاديث الضعيفة "(5572) .
176-
عن مالك بن نُميْر الخُزاعِي عن أبيه قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم! واضعاً ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، رافعاً
أصبعه السبابة؛ قد حناها شيئاً.
(قلت: إسناده ضعيف؛ مالك بن نمير لا يعرف، ولا روى عن أبيه غيره؛
كما قال ابن القطان والذهبي) .
إسناده: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي: ثنا عثمان- يعني: ابن
عبد الرحمن-: ثنا عصام بن قدامة- من بني بجِيلة- عن مالك بن نمير.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير مالك بن نمير، قال ابن
القطان:
" لا يعرف حاله، ولا روى عن أبيه غيره ". وقال الذهبي في " الميزان ":
" لايعرف ".
قلت: وقد تفرد بذكر إحناء السبابة من بين كل من روى رفع الأصبع في
التشهد عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو منكر.
وقد رواه مرة بدون هذه الزيادة: عند أحمد كما يأتي.
وعثمان هذا: هو الطرائفي، وهو صدوق، وإنما عيبه روايته عن المجهولين.
والحديث أخرجه النسائي (1/187) ، وابن حبان (499) ، وأحمد (3/471)
من طرق عن عصام
…
به، وليس عنده في روايته الزيادة المذكورة.
فهو بدونها صحيح؛ لموافقتها للروايات المشار إليها آنفاً.