الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الرحمن بن أبي ليلى- سيئ الحفظ جداً، وهو أسوأ حالاً من يزيد بن أبي
زياد، كما قال البيهقي في " سننه "(2/77) . ونص كلامه- بعد أن ساق حديث
يزيد بن أبي زياد المتقدم-:
" قد روى هذا الحديث: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء؛ قال فيه: " ثم لا يعود.. وقيل: عن
محمد بن عبد الرحمن عن الحكم عن ابن أبي ليلى. وقيل: عنه عن يزيد بن أبي
زياد عن ابن أبي ليلى، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى لا يحتج بحديثه،
وهو أسوأ حالاً عند أهل المعرفة بالحديث من يزيد بن أبي زياد ".
فقد اضطرب ابن أبي ليلى في إسناده، وقد أشار البخاري في " رفع اليدين "
(ص 12- 13) إلى ترجيح القول الأخير، وهو أنه من روايته عن يزيد عن عبد الرحمن
ابن أبي ليلى؛ لأنه من رواية ابن أبي ليلى من كتابه، وقد رأيت نص كلام
البخاري آنفاً.
فعاد الحديث إلى أنه من حديث يزيد بن أبي زياد، وقد علمت حال حديثه
هذا مما تقدم.
118- من باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة
128-
عن زُرْعة بن عبد الرحمن قال: سمعت ابن الزبير يقول:
صفُ القدمين، ووضع اليدِ على اليدِ مِن السُّنّة.
(قلت: إسناده ضعيف؛ زرعة بن عبد الرحمن في عداد مجهولي الحال.
ويغني عنه الأحاديث الأخرى في الباب في الكتاب الآخر (رقم 736 و 737) ،
والشطر الأول منه قد روي عن ابن مسعود- مرفوعاً- خلافه ولا يصح أيضاً) .
إسناده: حدثنا نصر بن علي: أنا أبو أحمد عن العلاء بن صالح عن زرعة بن
عبد الرحمن.
قلمت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات معْرُوفون؛ غير زرعة بن عبد الرحمن
- وهو أبو عبد الرحمن الكوفي- لم يوثقه أحد غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير مالك
ابن مِغْول والعلاء هذا؛ فهو في عداد مجهولي الحال. وقال الحافظ في " التقريب ":
" مقبول "؛ يعني: عند المتابعة، وإلا؛ فلين الحديث.
قلت: ولم أجد من تابعه، بل وقفت على من روى خلافه:
فقد أخرج النسائي (1/142) ، والبيهقي (2/288) عن أبي عبيدة عن
عبد الله:
أنه رأى رجلاً يصلي قد صف بين قدميه، فقال: خالف السنة، ولو راوح
بينهما كان أفضل. وقال البيهقي:
" حديث مرسل "؛ يعني: منقظع؛ لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله
ابن مسعود.
والحديث أخرجه البيهقي (2/30) من طريق المصنف.
129-
عن عبد الرحمن بن إسحاق عن زياد بن زيد عن أبي جُحيفة
أن علياً رضي الله تعالى عنه قال:
السُنة وضْعُ الكفِّ على الكف في الصلاة تحت السّرةِ.
(قلت: إسناده ضعيف؛ عبد الرحمن بن إسحاق: هو أبو شيبة الواسطي،
ضعيف اتفاقاً. قال النووي: " اتفقوا على تضعيف هذا الحديث؛ لأنه من رواية
عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، وهو ضعيف، باتفاق أئمة الجرح
والتعديل ". وقد اضطرب في إسناده: فمرة جعله من (مسند علي) ، كما في
هذه الرواية؛ على اختلاف فيها عليه. ومرة جعله من (مسند أبي هريرة) ، وهو
الآتي بعد حديث) .
إسناده: حدثنا محمد بن محبوب: ثنا حفص بن غياث عن عبد الرحمن بن
إسحاق.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الرحمن بن إسحاق- وهو ضعيف اتفاقاً- لم
يوثقه أحد، بل ضعفه أحمد، كما رواه المصنف وابن معين والبخاري وابن سعد
ويعقوب بن سفيان والنسائي وابن حبان وغيرهم.
ولذلك نقل النووي في " المجموع "(3/313) ، وفي " شرح مسلم "،
و" الخلاصة ": اتفاق العلماء على تضعيفه وتضعيف حديثه هذا. وقد ذكرنا نص
كلامه في ذلك آنفاً.
وأقره عليه الزيلعي في " نصب الراية "(1/314) . ونقل عن البيهقي في
" المعرفة " أنه قال:
" لا يثبت إسناده، تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، وهو متروك ".
وقال الحافظ في " الفتح "(2/178) :
" هو حديث ضعيف ".
وزياد بن زيد- وهو السُوائي- قال أبو حاتم- وتبعه الحافظ-:
" مجهول ".
والحديث أخرجه الدارقطني (ص 107) ، وعبد الله بن أحمد في " زوائد المسند "
(رقم 875) - من طريق يحيى بن أبي زائدة-، والدارقطني- من طريق أبي معاوية-
كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق
…
به.
ومن طريقه: الضياء في " المختارة "(1/260) . وهو من تساهله!
وفي الحديث علة أخرى، وهي الاضطراب في إسناده:
فقد رواه عبد الرحمن بن إسحاق مرة هكذا: عن زياد بن زيد عن أبي جحيفة
عن علي.
ومرة قال: عن النعمان بن سعد عن علي.
أخرجه الدارقطني، وعنه البيهقي من طريق حفص بن غياث أيضاً عنه.
ومرة رواه بإسناد آخر من (مسند أبي هريرة) ؛ كما يأتي في الكتاب بعد
حديث.
وهذا اضطراب شديد؛ يزيد الحديث وهناً على وهن.
وقد عارضه عن علي ما روي عنه من فعله، وهو:
130-
عن ابن جرير الضّبِّيِّ عن أبيه قال:
رأيت علياً رضي الله تعالى عنه يُمْسِكُ شماله بيمينه على الرُّسْغِ فوق
السُرةِ.
(قلت: إسناده ضعيف؛ ابن جرير- واسمه: غزوان- ووالده في عداد
مجهولي الحال. وقال الذهبي في جرير: " لا يُعْرفُ ") .
إسناده: حدثنا محمد بن قُدامة بن أعْين عن أبي بدْرٍ عن أبي طالوت
عبد السلام عن ابن جرير الضبًي.
قال أبو داود: " وروي عن سعيد بن جبير: فوق السرة. وقال أبو مجلز: تحت
السرة. وروي عن أبي هريرة؛ وليس بالقوي ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير ابن جرير ووالده؛ فلم يوثقهما
غير ابن حبان.
وقد روى عن الأول- غير عبد السلام-: الأخضر بن عجلان.
وروى عن جرير- غير ابنه غزوان- أبو الحكم. وأورده الذهبي في " الميزان "، وقال:
" لا يُعْرفُ ".
قلت: فهو وابنه في عداد مجهولي الحال. وقد قال الحافظ في كل منهما:
" مقبول ".
والحديث أخرجه البيهقي (2/29) من طريق أخرى عن عبد السلام
…
به أتم
منه؛ دون قوله: فوق السّرةِ.
وكذلك علقه البخاري (3/55) ثم قال البيهقي:
" هذا إسناد حسن "!
وتعقبه ابن التركماني بقوله:
" قلت: جرير أبو غزوان لا يعرف. كذا ذكر صاحب " الميزان " ".
وأما أثر سعيد بن جبير؛ فقد وصله البيهقي (2/31) من طريق ابن جريج عن
أبي الزبير قال:
أمرتي عطاء أن أسأل سعيداً: أين تكون اليدان في الصلاة: فوق السرة أو
أسفل من السرة؟ فسألته عنه؟ فقال: فوق السرة. يعني به: سعيد بن جبير.
وإسناده صحيح؛ لولا عنعنة ابن جريج.
وأثر أبي مجلز وصله ابن أبي شيبة- كما في " الجوهر النقي " - عن الحجاج بن
حسان: سمعت أبا مجلز- أو سألته- قلت: كيف أضع؟ قال: يضع باطن كف
يمينه على ظاهر كف شماله، ويجعلهما أسفل من السُرّةِ.
وإسناده صحيح. وقال ابن التركماني:
" جيد "، قال:
" والحجاج هذا: هو الثقفي "!
قلت: الذي وجدته في كتب الرجال التي عندي: " القيسي "، فلعلها تحرفت
على يد بعض نساخ كتاب التركماني! والله أعلم.
وأما حديث أبي هريرة الذي علقه المصنف- وضعفه-؛ فقد وصله المصنف
وهو:
131-
عن عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي عن سيارٍ أبي الحكم عن
أبي وائل قال: قال أبو هريرة:
أخْذ الأكفً على الأكفِّ في الصلاة تحت السرّةِ.
(قلت: إسناده ضعيف، وعلته عبد الرحمن هذا، وقد تقدم قبل حديث
بيان حاله واضطرابه في هذا الحديث، وقد قال المصنف:" وليس بالقوي ".
وبين السبب فقال: " قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يضعف عبد الرحمن
ابن إسحاق الكوفي ".