الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحسين. فلعلها هي المذكورة! قلت: وهو حديث ذكره أبو داود من هذا الوجه
تعليقاً. وذكر البيهقي أن ابن خزيمة أخرجه موصولاً. قلت: لكنه مرسل؛ لأن أبا
جعفر تابعي، ولم يذكر من حدثه به ".
وفي " المجمع "(1/281) :
" وعن سودة بنت زمعة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المستحاضة تدع
الصلاة أيام أقرائها التي كانت تجلس فيها، ثم تغتسل غسلاً واحداً، ثم تتوضأ
لكل صلاة ". رواه الطبراني في " الأوسط "؛ وفيه جعفر عن سودة، ولم أعرفه ".
قلت: لعله أبو جعفر هذا؛ سقط من نسخة الأوسط لفظة: (أبو) ! والله
أعلم.
109- من باب إذا أقبلت الحيضة تدع الصلاة
47-
عن أبي عقِيل عن بُهيّة قالت:
سمعت امرأة تسأل عائشة عن امرأة فسد حيضها وأُهريقت دماً؟ فأمرني
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آمرها؛ فلتنظر قدْر ما كانت تحيض في كل شهر- وحيضها
مستقيم-؛ فلتعد بِقدْرِ ذلك من الأيام، ثم لتدع الصلاة فيهن- أو بقدْرهن-،
ثم لتغتسل، ثم لتستذفر بثوب، ثم لتصلِّ.
(قلت: هذا إسناد ضعيف، قال المنذري: " أبو عقِيل- بفتح العين- هو
يحيى بن المتوكل، مدني لا يحتج بحديثه، وقيل: إنه لم يرو عن بهية إلا
هو ". قلت: فهي مجهولة، وقال الحافظ: " لا تُعْرفُ ") .
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا أبو عقيل
…
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو عقيل- واسمه: يحيى بن المتوكل- متفق على تضعيفه
وبُهية؛ قال الذهبي:
" تفزد عنها أبو عقيل ".
قلت: فهي مجهولة، ولذلك قال الحافظ في " التقريب ":
" لا تعْرفُ ". وقال في " أصله ":
" قال ابن عمار: ليست بحجة ".
والحديث ضعفه المنذري؛ وقد ذكرنا كلامه في ذلك آنفاً.
ثم إنه قد وقع في أول سياقه اختصار أخل بالمعنى، وأوهم أن التي أمرها
رسول الله صلى الله عليه وسلم هي بُهيّةُ!
وليس كذلك؛ وإنما هي عائشة، وقد أبان عن وجه الصواب في ذلك الذهبيُ؛
حيث ساق الحديث بإسناده إلى بشر بن الوليد: ثنا يحيى بن المتوكل
…
به،
ولفظه:
عن بهية: سمعت امرأة تسْألُ عائشة عن امرأة فسد حيضها، فلا تدري كيف
تصلي؟ فقالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فأمرني أنْ آمرها
…
الحديث.
وزاد في آخره:
"
…
فإني أرجو أنّ ذلك من الشيطان، وأن يذهبه الله عنها؛ فمري صاحبتك
بذلك ".
ثم رأيت البيهقي قد أخرح الحديث (1/343) من طريق المصنف،
بلفظ:
سمعت امرأة تسأل عائشة- يعني- عن حيضها؟ أظنه قال: فقالت عائشة:
سألت رسول الله عائشة عن امرأة فسد حيضها، وأُهريقت دماً؟ فأمرني رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنْ آمرها
…
الحديث.
وهكذا أخرجه أيضاً (1/332) من طريق يحيى بن يحيى: ثنا يحيى بن
المتوكل
…
به.
48-
قال مكحول:
إن النساء لا تخفى عليهن الحيضة! إنّ دمها أسود غليظ، فإذا ذهب
ذلك، وصارت صُفرةً رقيقةً؛ فإنها مستحاضة، فلتغتسل ولْتُصل.
(قلت: لم أر من وصله) .
49-
قلت: ساق المصنف من طريق زهير بن محمد عن عبد الله بن
محمد بن عقِيل عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عمِّهِ عمران بن طلحة
عن أُمهِ حمْنة بنت جحش قالت:
كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة
…
الحديث بطوله، وفي آخره
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:
" فإن قوِيتِ على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين وتجمعين
بين الصلاتين الظهر والعصر، وتؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ثم
تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين؛ فافعلي، وتغتسلين مع الفجر؛ فافعلي،
وصومي إن قدرت على ذلك ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" وهذا أعجب الأمرين إلي ".
قال أبو داود: " رواه عمرو بن ثابت عن ابن عقيل فقال: قالت حمنة:
هذا أعجب الأمرين إليّ
…
لم يجعله قول النبي صلى الله عليه وسلم، جعله كلام حمنة ".
قال أبو داود: " وكان عمرو بن ثابت رافضياً "؛ وذكره عن يحيى بن
معين.
قال أبو داود: " وسمعت أحمد يقول: حديث ابن عقيل في نفسي
منه شيء ".
(قلت: الحديث إسناده حسن، وقد صححه أحمد- في رواية الترمذي
عنه-، والبخاري والترمذي وغيرهم، ولذ لك أوردناه في الكتاب الأخر (رقم
293) ، وإنما أوردنا منه هذا القدر؛ ليستدل به عليه، ولنبيّن ضعف رواية عمرو
ابن ثابت- هذه- الذي أوقف الجملة الأخيرة منه: " وهذا أعجب الأمرين إلي "!
والصواب أنها مرفوعة؛ كما رواه زهير بن محمد. وعمرو بن ثابت ضعيف؛
وقال المنذري: " لا يحتج به ") .
إسناده: قد أوردناه في الكتاب الآخر، وخرجناه وتكلمنا عليه هناك؛ فأغنى
عن الإعادة.
وقد ذكرنا هناك أن زهيراً قد توبع على رفع الحديث برمته:
فتابعه شريك بن عبد الله وعبيد الله بن عمرو الرقي وإبراهيم بن أبي يحيى
وابن جريج.
وخالفهم عمرو بن ثابت فأوقف الجملة الأخيرة منه، وهو متفق على ضعفه؛
إلا رواية للمصنف، فقد رأينا في نسخة مطبوعة من " السنن " - عقب هذا الحديث-
ما نصه:
" قال أبو داود: وعمرو بن ثابت رافضي رجل سوء، ولكنه كان صدوقاً في
الحديث. وثاب بن المقدام رجل ثقة. وذكره عن يحيى بن معين ".
وهذه النسخة توافق ما نقله الحافظ في ترجمة عمرو هذا، فقال:
" وقال أبو داود في " السنن " - إثْر حديثٍ في الاستحاضة-: ورواه عمرو بن
ثابت عن ابن عقيل، وهو رافضي خبيث، وكان رجل سوء. زاد في رواية ابن
الأعرابي: ولكنه كان صدوقاً في الحديث ".
وبالجملة؛ فوقف هذه الجملة خطأ من عمرو هذا.
ثم إنه علمت أن أحمد قد صحح الحديث في رواية الترمذي عنه.
وأما المصنف فقد نقل عنه ما يشير إلى تضعيفه! وقد قال في " العون ":
" فالجواب عن قول أبي داود: بأن الترمذي قد نقل تصحيحه نصاً، وهو أولى
مما ذكره أبو داود؛ لأنه لم ينقل التعيين عن أحمد، وإنما هو شيء وقع له، ففسر به
كلام أحمد. وعلى فرض أنه كلام أحمد؛ فيمكن أن يكون قد كان في نفسه من
الحديث شيء، ثم ظهر له صحته ".
قلت: وهذا الجواب الثاني هو المتعين؛ لأنه إنما يصح الجواب الأول بناءً على
نقل المصنف هنا؛ فإنه ليس فيه التعيين، ولكنه قد نص على الحديث وعيّنه في
" مسائل أبي داود "، فقال (ص 23) ما نصه: