الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن حبان، ولم يرو عنه غير قرة هذا- وهو ابن خالد-، وعمران بن حدير. وأشار
الحافظ إلى تضعيفه بقوله فيه:
" مقبول ".
يعني: عند المتابعة؛ وإلا فلين الحديث عند التفرد.
والحديث أخرجه البيهقي (2/391) من طريق المصنف.
132- باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين
133- باب القراءة في الفجر
[ليس تحتهما حديث على شرط كتابنا هذا. (انظر " الصحيح ") ]
134- من باب من ترك القراءة في صلاته بـ (فاتحة الكتاب)
145/2- عن جعفر بن ميمون البصري: ثنا أبو عثمان النهْدِيُ قال:
حدثني أبو هريرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أخرج فنادِ في المدينة: أنه لا صلاة إلا بقرأن- ولو ب (فاتحة
الكتاب) فما زاد- ".
(قلت: إسناده ضعيف؛ جعفر ضعفه جماعة، وتفرد بقوله! " بقرآن
ولو
…
"؛ فهي زيادة منكرة. والحديث صحيح بدونها، وهو رواية عن جعفر،
تراها في الكتاب الأخر (778)) .
إسناده: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي: أخبرنا عيسى عن جعفر بن ميمون
البصري.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير جعفر
هذا، فقد ضعفه جماعة من الأئمة- أحمد والبخاري والنسائي وغيرهم-، وقد
حكيت أقوالهم في الكتاب الآخر (778) .
وقد اختلف عليه في متن الحديث:
فرواه عيسى- وهو ابن يونس- عنه هكذا.
ورواه يحيى بن سعيد عنه؛ بلفظ: " لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما
زاد ".
أخرجه المصنف وغيره.
وهذا اللفظ هو الصحيح؛ لأمور:
الأول: أن يحيى بن سعيد- وهو القطان- أحفظ من عيسى بن يونس.
الثاني: أن عيسى بن يونس قد وافق القطان عليه في رواية عنه، فقال ابن
حبان في " صحيحه "(453) : أخبرنا عبد الله بن محمد الأزْدِي: حدثنا إسحاق
ابن إبراهيم: حدثنا عيسى بن يونس
…
به 0
الثالث: أنه الموافق لساثر الأ حاديث الواردة في الباب، فليس فيها كلِّها
قوله: " بقرآن ولو
…
".
فهي زيادة منكرة؛ لتفرد جعفر الضعيف بها- في إحدى الروايتين عنه-.
146-
عن مكحول عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت قال:
كنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاه الفجر، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فثقُلتْ عليه القراءة، فلما فرغ قال:
" لعلكم تقرأُون خلف إمامكم؟ ".
قلنا: نعم، هذّاً يا رسول الله! قال:
" لا تفعلوا إلا ب (فاتحة الكتاب) ؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها ".
(قلت: إسناده ضعيف؛ مكحول صاحب تدليس، وقد عنعنه. واضطرب
عليه في إسناده كما يأتي: فمرة قال: عن محمود بن الربيع- كما هنا-. ومرة
قال: عن نافع بن محمود بن الربيع عن عبادة- كما في الرواية الآتية-. وأخرى
قال: عن عبادة- كما في التي بعدها-) .
إسناده: حدثنا عبد الله بن محمد النُّفيْلِيُ: ثنا محمد بن سلمة عن محمد
ابن إسحاق عن مكحول.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ لكن فيه ثلاث علل:
الأولى: عنعنة ابن إسحاق؛ فإنه كان يدلس.
لكن قد صرح بالتحديث في بعض الطرق عنه، كما يأتي بيانه في تخريج
الحديث.
الثانية: عنعنة مكحول؛ فإنه مدلس أيضاً- على اختلاف في توثيقه-، قال
الذهبي في " الميزان ":
" مفتي أهل دمشق وعالمهم، وثقه غير واحد. وقال ابن سعد: ضعفه
جماعة. قلت: هو صاحب تدليس ".
وقد ذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال (1/230) :
" ربما دلس ".
ولذلك أورده الحافظ برهان الدين العجْمِيّ الحلبي في " التبيين لأسماء
المدلسين " (ص 17) . وكذا الحافظ العسقلاني في رسالته " طبقات المدلسين "،
فقال (ص 16) :
" مكحول الشامي الفقيه المشهور، تابعي، يقال: إنه لم يسمع من الصحابة
إلا عن نفر قليل. ووصفه بذلك ابن حبان. وأطلق الذهبي أنه كان يدلس. ولم أره
للمتقدمين إلا في قول ابن حبان ".
قلت: وتدليسه ظاهر في رواياته لمن تأمل، ومنها الرواية الثالثة الاتية لهذا
الحديث، فقد رواه عن عبادة بن الصامت مباشرة، لم يذكر بينه وبينه: محمود بن
الربيع.
والحديث أخرجه البخاري في " القراءة "(ص 15 و 55) ، والترمذي (2/116-
117) ، والطحاوي (1/137) ، والدارقطني (120) ، والحاكم (1/238) ، والبيهقي
(2/164) ، وأحمد (5/313 و 316 و 322) من طرق عن ابن إسحاق
…
به.
وقال الدارقطني:
" هذا إسناد حسن "!
ونقله البيهقي عنه وأقره! مع أنه لم يقع عند الدارقطني تصريح ابن إسحاق
بالسماع، وإنما وقع ذلك في رواية أخرى- له وللبيهقي وأحمد-.
وفيه عنعنة مكحول. وقد اختلف عليه في إسناده- كما يأتي بيانه في العلة
الثالثة-. وقال الترمذي:
" حديث حسن. وروى هذا الحديث الزهريُ عن محمود بن الربيع عن عبادة
ابن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا صلاة لمن لم يقرأ بـ (فاتحة الكتاب) ".
وهذا أصح ".
قلت: والحديث الذي أشار إليه الترمذي متفق عليه، وهو في الكتاب الآخر
(780)
، فلا شك أنه أصح من الذي نحن فيه، بل لا تصح المفاضلة بينهما؛
فذاك صحيح، وهذا ضعيف معلول بثلاث علل، سبق آنفاً بيان العلتين.
والشالثة: اضطراب مكحول في إسناده. وبيانه في الرواية الاتية:
147-
وفي رواية عن مكحول عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري،
قال نافع:
أبطأ عبادة بن الصامت عن صلاة الصبح، فأقام أبو نُعيْم المؤذنُ
الصلاة، فصلى أبو نُعيْم بالناس، وأقبل عبادة وأنا معه، حتى صففنا خلف
أبي نعيم، وأبو نعيم يجهر بالقراءة، فجعل عبادة يقرأ بأم القران، فلما
انصرف قلت لعبادة:. سمعتك تقرأ بأم القرأن وأبو نعيم يجهر؟ قال:
أجل! صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصلوات التي يُجْهرُ فيها
بالقراءة، قال: فالتبست عليه القراءه، فلما انصرف أقبل علينا بوجهه
وقال:
" هل تقرأُون إذا جهرتُ بالقراءة؟ "، فقال بعضنا: إنا نصنع ذلك.
قال:
" فلا، وأنا أقول: ما لي يُنازعُنِي القرآنُ، فلا تقْرأُوا بشيء من القرآن
إذا جهرتُ؛ إلا بأمِّ القرآن ".
(قلت: إسناده ضعيف؛ نافع بن محمود لا يعرف. وقال ابن حبان: " حديثه
معلل "، كما قال الذهبي. ثم هو مضطرب كما سبق بيانه، وهذا وجه ثان من
وجوه اضطرابه. وبعده ثالث) .
إسناده: حدثنا الربيع (1) بن سليمان الأزْدِيُّ: ثنا عبد الله بن يوسف: ثنا
الهيثم بن حُميْدٍ: أخبرني زيد بن واقد عن مكحول.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات؛ غير نافع بن محمود بن الربيع
الأنصاري، وهو مجهول، كما قال ابن عبد البر. وقال الطحاوي:
" لا يُعْرفُ " - كما في " الجوهر النقي "(2/165) -. وقال الحافظ في
" التقريب ":
" مستور ".
وأما ابن حبان؛ فذكره في " الثقات " - على قاعدته في توثيق المجهولين-!
ولذلك لم يعتدّ به الحافظ، كما أشار إليه بقوله:
" مستور ". وكذلك قال الذهبي:
" لا يُعْرفُ بغير هذا الحديث، ولا هو في " كتاب البخاري "، و " ابن أبي
حاتم ". ذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال: حديثه معلل ". قال الحافظ في
" التهذيب ":
" تتمة كلامه (يعني: ابن حبان) : ومتن خبره يخالف متن خبر محمود بن
الربيع عن عبادة بن الصامت. كأنهما حديثان. وعند مكحول الخبران جميعاً عن
محمود بن الربيع، وعن نافع بن محمود بن ربيعة. وعند الزهري الخبر عن محمود
ابن الربيع مختصر غيرُ مستقصىً ".
قلت: وحديث الزهري هو الذى تقدم في الكتاب الآخر. وتقدم هنا في
الحديث الذي قبله أنه هو الصواب.
(1) الأصل: (أبو الربيع) ! والتصويب من " البيهقي " وكتب الرجال.
وأما هذا فعلته الجهالة والاضطراب:
أما الجهالة؛ فقد عرفتها.
وأما الاضطراب؛ فقد سبقت الإشارة إليه في الرواية الأولى، ففيها قال
مكحول: عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت
…
وفي هذه قال: عن نافع
ابن محمود بن الربيع عن عبادة
…
فجعل نافعاً مكان: محمود! وفي الرواية
الآتية قال: عن عبادة
…
فأسقطهما كليهما من البيْنِ!
والحديث أخرجه البيهقي (2/164) من طريق المصنف.
والدارقطني (121) من طريق أخرى عن عبد الله بن يوسف التنيسِي: ثنا
الهيثم
…
به.
وتابعه صدقة بن خالد فقال: ثنا زيد بن واقد عن حرامِ بن حكيم ومكحول
عن نافع بن محمود بن ربيعة- كذا قال- أنه سمع عبادة بن الصامت
…
به.
أخرجه البخاري في " جزء القراءة "(15) ، والنسائي (1/146) ، والدارقطني
(121)
، وعنه البيهقي (2/51) . وقال الدارقطني:
" إسناده حسن، ورجاله ثقات "!
ولم يقع عند النسائي ذكر مكحول في هذه الطريق.
ووقع عند البخاري- مكان نافع بن محمود بن ربيعة-: ربيعة الأنصاري!
فالظاهر أنه سقط من الطابع. " نافع بن محمود بن
…
".
أو أنه رواية.
ثم أخرجه الدارقطني من طريق يحيى بن عبد الله بن الضحاك: ثنا صدقة عن
زيد بن واقد عن عثمان بن أبي سودة عن نافع بن محمود
…
به نحوه.
قلت: ويحيى هذا: هو البابْلُتي، وهو ضعيف، فلا يعتد بمخالفته لرواية
الجماعة عن صدقة! فهي المحفوظة عنه، لا سيما وهي موافقة لرواية الهيثم بن حميد،
إلا أن صدقة زاد في السند: حرام بن حكيم- وهو مختلف فيه-، فأورده ابن أبي
حاتم في " كتابه "(1/2/298)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال العجلي:
" بصري تابعي ثقة " - كما في ترتيبه (رقم 225) -.
ووثقه دحيم أيضاً.
وهو مقتضى قول الدارقطني المتقدم.
وضعفه ابن حزم في " المحلى ". قال الحافظ في " التهذيب ":
" بغير مستند "، وقال عبد الحق عقب حديثه:
" لا يصح هذا ". وقال في موضع آخر:
" حرامٌ ضعيف "!
فكأنه تبع ابن حزم. وأنكر عليه ذلك ابن القطان الفاسي فقال:
" بل مجهول الحال ". قال الحافظ:
" وليس كما قالوا! [بل هو] ثقة، كما قال العجلي وغيره ".
قلت: وعلى كل حال؛ فمتابعة حرام هذه لمكحول مما يقوي روايته هذه، وذلك
يعطي لها الأرجحية على الرواية المتقدمة عن ابن إسحاق عن مكحول عن محمود
ابن الربيع عن عبادة، وتبين أن تابعي الحديث إنما هو نافع بن محمود، وليس
محموداً نفسه.
ونافع مجهول- كما تقدم-، فبقي الحديث على الضعف بسبب؛ جهالة
تابعيِّه.
148-
وفي أخرى عن مكحول عن عبادة
…
نحو حديث الربيع؛ قال:
فكان مكحول يقرأ في المغرب والعشاء والصبح بـ (فاتحة الكتاب) في
كل ركعة سِرّاً. قال مكحول: اقرأ فيما جهر به الامام إذا قرأ- بـ (فاتحة
الكتاب) -، وسكت- سِرّاً-، فإن لم يسكت اقرأ بها قبله ومعه وبعده، لا
تتركها على حال.
(قلت: هذا إسناده ضعيف منقطع، وبه أعله المنذرى. ثم هو مضطرب،
اختلف فيه الرواة على مكحول على وجوه ثلاثة، تقدم وجهان منها، وهذا هو
الثالث. وبالاضطراب أعله ابن التركماني، فقال (2/164) : " والحديث
مضطرب الاسناد، والبيهقي بيّن بعضه. قلت: لكن فاتهما طريق أخرى عن
عبادة بن الصامت
…
مختصراً بلفظ: قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
" تقرأُون القرآن إذا كنتم معي في الصلاة؟ ".
قالوا: نعم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم نهذّ هذّاً. قال:
" فلا تفعلوا إلا بأم القران ".
أخرجه البخاري في " جزء القراءة " بسند حسن. وله عنده شاهد بإسناد
صحيح بلفظ:
" فلا تفعلوا؛ إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب ". فهذا القدر هو الذى
يصح من الحديث. والله أعلم) .
إسناده: حدثنا علي بن سهل الرملي: ثنا الوليد عن ابن جابر وسعيد بن
عبد العزيز وعبد الله بن العلاء عن مكحول عن عبادة
…
نحو حديث الربيع.
قال: فكانْ مكحول
…
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ إلا أن سعيد بن عبد العزيز كان
اختلط في آخر عمره، ولكن روايته هنا مقرونة.
وإنما العلة الانقطاع بيهما مكحول وعبادة. وبه أعله المنذري في " مختصره "،
فقال:
" هذا منقطع، مكحول لم يدرك عبادة بن الصامت ".
قلت: وعلي بن سهل الرملي ثقة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
وقد خالفه في إسناده الوليد بن عتبة- وهو ثقة مثله-، فقال: ثنا الوليد بن
مسلم: حدثني غير واحد منهم- سعيد بن عبد العزيز التّنُوخِى- عن مكحول عن
محمود عن أبي نُعيْم أنه سمع عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" هل تقرءون في الصلاة معي؟ " قلنا: نعم. قال:
" فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب ".
أخرجه الحاكم (1/238) ، وعنه البيهقي، وقال:
" هذا خطأ، إنما المؤذن والإمام كان أبا نعيم. والحديث عن مكحول عن محمود
ابن الربيع عن عبادة، وعن مكحول عن نافع بن محمود عن عبادة. فكأًنه سمعه
منهما جميعاً. (قال) والحديث صحيح عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وله شواهد "!
قلت: وفي ذلك نظر عندي، يتبين مما سقناه من التحقيق في روايات الحديث!
وتلخيص ذلك: أن حديث مكحول- عن محمود عن عبادة- تفرد به ابن
إسحاق عنه.
وقد خالفه زيد بن واقد- وهو أوثق منه واحتج به البخاري-، فزاد بين مكحول
ومحمود: نافعاً، وزيادة الثقة مقبولة، لا سيما إذا كان أوثق من المزيد عليه- كما
هنا-. فإذا كان كذلك؛ فرواية ابن واقد تعِل رواية ابن إسحاق بالانقطاع.
ويؤيد ذلك: ان مكحولاً لم يصرح بالسماع من محمود- بل ولا من نافع- في
شيء من الروايات التي وقفت عليها، وهو مدلس كما تقدم، فعدم تصريحه
بالسماع- والحالة هذه- يكفي وحده لإعلاله بالانقطاع، فكيف إذا انضم إلى ذلك
رواية ابن واقد التي تؤكد الانقطاع؟
فكيف إذا انضم إلى ذلك كله متابعة حرام بن حكيم لمكحول على روايته عن
نافع؟! فذلك مرجح آخر لهذه الرواية كما تقدم. فإذا كان كذلك فالوجه الأول-
وهو حديث مكحول عن محمود- منكر أو شاذ. وأن الوجه الأخر- عن مكحول
عن نافع عن عبادة- هو المحفوظ أو المعروف.
وعليه؛ فالحديث ضعيف غير صحيح، والعلة هي جهالة نافع، وعنعنة
مكحول. والله أعلم.
وأما الشواهد التي أشار إليها البيهقي؛ فأحسنها وأقواها: ما ساقه من طريق
سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قِلابة عن محمد بن أبي عائشة عن رجل
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لعلكم تقرءون والإمام يقرأ؟ ". قالوا: إنا لنفعل. قال:
" فلا تفعلوا؛ إلا أن يقرأ أحدكم بـ (فاتحة الكتاب) ". وقال:
" هذا إسناد جيد. وقد قيل: عن أبي قلابة عن أنس بن مالك، وليس
بمحفوظ ".
قلت: وأخرجه البخاري في " القراءة "(16) من طريق يزيد بن زُريع قال: ثنا
خالد عن أبي قلابة عن محمد بن أبي عائشة عمن شهد ذلك قال:
صلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى صلاته قال
…
فذكره؛ وزاد في آخره:
" في نفسه ".
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وجهالة الصحابي لا تضر. وقال
الحافظ في " التلخيص "(1/231) - بعد أن ذكره من رواية خالد الحذاء: عند
أحمد-:
" إسناده حسن "!
ثم ذكر البيهقي شاهدين آخرين أعلهما بالإرسال.
وفاته شاهد جيد: أخرجه البخاري في " القراءة "، فقال (ص 15- 16) : ثنا
عتبة بن سعيد عن إسماعيل عن الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
عبادة بن الصامت: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
" تقرءون القران إذا كنتم معي في الصلاة؟ ". قالوا: نعم يا رسول الله! نهُذ
هذا. قال:
" فلا تفعلوا إلا بأمّ القران ".
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات؛ غير شعيب- وهو ابن محمد بن
عبد الله بن عمرو بن العاص-، وهو صدوق.
وإسماعيل: هو ابن عياش، وهو ثقة في روايته عن الشاميين خاصةً، وهذه
منها.
وجملة القول: أن حديث عبادة لا يصح منه إلا هذا القدر- الذي رواه عمرو
ابن شعيب- يشاهده الذي قدمناه. والله أعلم.
(تنبيهان) :
الأول: ذكر ابن القيم رحمه االله في " تهذيب السنن "(1/390) أن البخاري
قال في كتاب " القراءة خلف الإمام " في حديث ابن إسحاق المتقدم (147) :
" هو صحيح "!
وأنه رواه من غير حديث ابن إسحاق أيضاً، وقال:
" هو صحيح "!
ولم أر ذلك في النسخة المطبوعة في الهند- في لاهور- من الكتاب! بل أشار
(ص 35) إلى أنه منقطع!
الثاني: قال الحافظ في " التلخيص "(1/231) - في حديث عبادة هذا-:
" وصححه أبو داود والترمذي والدارقطني وابن حبان والحاكم والبيهقي من
طريق ابن إسحاق "!
ففيه مؤاخذات:
أولاً: ما حكاه من تصحيح أبي داود: فإن كان يعني في غير هذا الكتاب؛
فلا كلام؛ وإلا فليس فيه التصحيح المذكور، بل لو قال قائل: إنه ضعفه؛ لما أبعد
عن الصواب؛ لأنه أشار إلى اضطراب الحديث بذكره له ثلاثة طرق إلى مكحول: