الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد جرى ابن حزم على ظاهر إسناده، فحكم بصحة الحديث؛ حيث ذكر في
مكان آخر (3/202) هذا اللفظ المستنكر من الحديث، ثم ذكر لفْظيْ ثابت
السابقين، والقطعة التي أوردنا من حديث عمران، ثم قال:
" وكل هذا صحيح ومتفق المعنى، وإنما يشكل من هذه الألفاظ: " من أدرك
منكم صلاة الغداة؛ فليقض معها مثلها "، وإذا تُؤُمِّل فلا إشكال فيه؛ لأن الضمير
في لغة العرب راجع إلى أقرب مذكور- إلا بدليل-، فالضمير في " معها " راجع
إلى الغداة، لا إلى الصلاة؛ أي: فليقض مع الغداة مثل هذه الصلاة التي يصلي
بلا زيادة عليها؛ أي: فليؤدِّ ما عليه من الصلاة مثل ما فعل كل يوم "!
قلت: وهذا المعنى غير متبادر من هذا اللفظ! وأرى أن حمْلهُ عليه تكلف
واضح. والله أعلم.
11- من باب في بناء المساجد
66-
عن محمد بن عبد الله بن عِياضٍ عن عثمان بن أبي العاص
رضي الله تعالى عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجعل مسجد الطائف حيث كان طواغيتُهم.
(قلت: إسناده ضعيف؛ محمد بن عبد الله بن عِياض لا يُعْرفُ) .
إسناده: حدثنا رجاء بن المُرجّى: ثنا أبو همام الدلال: محمد بن مُحبّب: ثنا
سعيد بن السائب عن محمد بن عبد اللله بن عياض.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ غير محمد بن عبد الله بن عياض؛ قال
الذهبي:
" لا يُعْرفُ، روى عنه سعيد بن السائب ".
وأما ابن حبان؛ فذكره في " الثقات "! على قاعدته التي تفرد بها دون الأئمة،
وسبق التنبيه عليها مراراً!
واغتر بذلك، أو بسكوت المصنف عليه- أو بهما معاً-: النوويُّ، فقال في
" المجموع "(2/180) :
" رواه أبو داود بإسناد جيد "! وقال الشوكاني في " النيل "(1/122) :
" رجال إسناده ثقات، ومحمد بن عبد الله بن عياض ذكره ابن حبان في
" الثقات ". وكذلك أبو همام ثقة واسمه: محمد بن محمد الدلال البصري "!
قلت: وهذا خطأ آخر من الشوكاني؛ وإنما هو محمد بن محبب- بموحدتين،
وزن محمد- ويحتمل أنه خطأ من الناسخ أو الطابع!
وقال الحافظ في ترجمة ابن عياض هذا:
" مقبول "؛ أي: إذا توبع، وإلا؛ فليّن الحديث.
ولم أجد له متابعاً أو شاهداً، فكان حديثه ضعيفاً.
ويغني عنه حديث طلق بن علي قال:
خرجنا وفداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبايعناه وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بِيعة
لنا
…
الحديث، وفيه: فقال عليه السلام:
" آخرجوا؛ فإذا أتيتم أرضكم فاكسروا بِيعتكُمْ
…
واتخذوها مسجداً ".
أحرجه النسائي! 1/112) بإسناد حسن؛ وقد تكلمنا عليه في " الثمر
المستطاب ".
والحديث أخرجه ابن ماجه (1/251) ، والحاكم (3/618) ، والبيهقي
(2/439) من طرق عن أبي همام الدّلالِ
…
به.
67-
عن عطِية عن ابن عمر قال:
إنّ مسْجِد النبي صلى الله عليه وسلم كانت سواريه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من
جُذُوع النخل، أعلاه مُظلّلٌ بِجرِيدِ النّخْلِ، ثم إنها نخرتْ في خلافة أبي
بكر، فبناها بجذوع النخل وبجريد النخل، ثم إنها نخرتْ في خلافة
عثمان، فبناها بالأجُر، فلم تزلْ ثابتةً حتى الان.
(قلت: إسناده ضعيف؛ من أجل عطية- وهو العوفي-؛ قال المنذري: " هو
ضعيف الحديث ". قلت: وهو مدلس أيضاً، وقد عنعن، وحديثه هذا في
" صحيح البخاري " من رواية نافع عن ابن عمر بغير هذا السياق، وهو في
الكتاب الأخر (رقم 477)) .
إسناده: حدثنا محمد بن حاتم: ثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن فراس
عن عطية.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ غير عطية
- وهو ابن سعد العوفي-، ويتلخص من أقوال الأئمة فيه أنه في نفسه ثقة، ولكنه
ضعيف من قبل حفظه. وقد قال المنذري في " مختصره "(رقم 425) :
" هو ضعيف الحديث ". وقال الذهبي في " الميزان ":
" تابعي شهير ضعيف ". وقال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق يخطئ كثيراً، كان شيعياً مدلساً ". وقال في " طبقات المدلسين ":
" ضعيف الحفظ، مشهور بالتدليس القبيح ".