الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: نا أبان.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير محدث قتادة؛
فإنه لم يُسم؛ فهو مجهول.
وقد رواه قتادة وغيره بأسانيد صحيحة عن ابن أبزى؛ بلفظ: الكفين.
واضطرب فيه سلمة بن كهيل. فكان تارة يقول: ويديه إلى نصف الذراع.
وتارة يزيد: ولم يبلغ المرفقين. وتارة:
الكفين والذراعين.
وأخرى لا يذكر إلا الكفين.
وهو الصواب كما بيناه في الكتاب الآخر (رقم 344- 353) .
والحديث أخرجه البيهقي (1/210) من طريق المؤلف.
ثم قال ما نقلناه عنه آنفاً وأخرجه الدارقطني (67) .
123- من باب التيمم في الحضر
58-
عن محمد بن ثابت العبدي: نا نافع قال:
انطلقت مع ابن عمر في حاجة إلى ابن عباس، فقضى ابن عمر
حاجته، وكان من حديثه يومئذ أن قال:
مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سِكّةِ من السككِ- وقد خرج من
غائط أو بول-، فسلّم عليه، فلم يردّ عليه، حتى إذا كاد الرجل أن يتوارى
في السِّكّةِ، فضرب بيديه على الحائط، ومسح بهما وجهه، ثم ضرب
ضربة أخرى، فمسح ذراعيه، ثم ردّ على الرجل السلام، وقال:
" إنه لم يمنعني أن أرد عليك السلام؛ إلا أني لم أكُنْ على طُهْرٍ ".
قال ابو داود: " سمعت أحمد بن حنبل يقول: روى محمد بن ثابت
حديثاً منكرا في التيمم ".
(قلت: وكذا قال البخاري وابن معين، وذلك لأن ابن ثابت ضعيف،
عندهم. وقال الخطابي: " لا يصح؛ لأن محمد بن ثابت العبدي ضعيف جداً،
لا يحتج بحديثه ". وقال الحافظ: " سنده ضعيف ") .
قال ابن داسة: " قال أبو داود: لم يتابع محمد بن ثابت في هذه القصة
على: (ضربتين) عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورووه فِعْل ابن عمر ".
(قلت: رواه كذلك مالك وغيره، فانظره في الكتاب الآخر (رقم 356)) .
إسناده: حدثنا أحمد بن إبراهيم الموْصِلِيُ أبو علي: نا محمد بن ثابت
العبْدِي.
قلت: هذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير محمد بن ثابت العبدي، وهو
ضعيف عند الجمهور، وحديثه هذا منكر؛ لأنه قد خالف الثقات الذين رووه عن
نافع، فبعضهم روى هذه القصة عنه، فلم يذكر فيها:(الضربتين) ولا: (مسح
الذراعين) .
وكذلك جاءت من حديث أبي الجهيْمِ؛ فانظر الكتاب الأخر (رقم 355) .
والبعض الآخر روى عن نافع عن ابن عمر
…
موقوفاً عليه: الضربتين، مع
مسح الذراعين.
وقد اشار إلا ذلك المصنف، كما تراه آنفاً.
والحديث أخرجه الدارقطني (ص 65) ، وكذا الطحاوي (1/51) ، والبيهقي
(1/206) من طرق عن محمد بن ثابت
…
به.
وقد حاول البيهقي رحمه الله تقوية هذا الحديث؛ تعصباً لمذهبه! عفا الله
عنه، فقال:
" وقد أنكر بعض الحفاظ رفع هذا الحديث على محمد بن ثابت العبدي، فقد
رواه جماعة عن نافع من فعل ابن عمر. والذي رواه غيره عن نافع من فعل ابن
عمر إنما هو التيمم فقط. فأما هذه القصة؛ فهي عن النبي صلى الله عليه وسلم مشهورة برواية أبي
الجهيم بن الحارث بن الضمًةِ وغيره. وثبت عن الضحاك بن عثمان عن نافع عن
ابن عمر: أن رجلاً مر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبول، فسلّم عليه، فلم يردّ عليه. إلا أنه
قصر بروايته. ورواية يزيد بن الهاد عن نافع
…
أتم من ذلك "!
قلت: ثم ساقها من طريق المؤلف، وهي في الكتاب الآخر (رقم 355) ، وليس
فيها ذكر الذراعين ولا الضربتين. ثم قال البيهقي:
" فهذه الرواية شاهدة لرواية محمد بن ثابت العبدي؛ إلا أنه حفظ فيها
الذراعين، ولم يثبتها غيره، كما ساق هو وابن الهاد الحديث بذكر تيممه، ثم رده
جواب السلام، وإن كان الضحاك بن عثمان قصر به "!
ولا يخفى ما في هذا الكلام من الضعف؛ فإنه يجعل الرواية الصحيحة المجردة
مما تفرد به محمد بن ثابت شاهداً لحديثه، ثم يقول:
" إلا أنه حفظ فيها للذراعين ولم يثبتها غيره "!
فكيف يجوز أن يقال في حق زيادة في قصة- تفرد بها ضعيف مثل ابن ثابت-:
إنه حفظها؟! مع مخالفته لابن الهاد والضحاك بن عثمان، وهما ثقتان أحفظ منه