الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يسمع من صحابي غير أنس ".
فثبت أن الحديث منقطع؛ فهو ضعيف بالرغم من ثقة رجاله. وبذلك أعله
ابن التركماني؛ حيث قال:
" قلت: روى ابن أبي حاتم عن حرب بن إسماعيل عن ابن حنبل قال: ما
أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عن أنس. قيل له: فابن
سرجس؟ فكأنه لم يره سماعاً ". قال الحافظ في " التلخيص " (1/465) :
" وأثبت سماعه منه: علي بن المديني، وصححه ابن خزيمة وابن السكن ".
قلت: الشبهة لا تزال قائمة؛ فاعلم ذلك.
17- باب ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء
18- باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء
[ليس تحتهما حديث على شرط كتابنا هذا. (انظر " للصحيح ") ]
19- باب الاستتار في الخلاء
8-
عن الحُصيْنِ الحُبْراني عن أبي سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
" منِ اكتحل فلْيُوتِرْ؛ من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج. ومنِ
استجمر فْليوُترْ؛ من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج. ومنْ أكل؛ فما
تخلّل فليلْفِظْ، وما لاك بلسانه فليبتلعْ؛ من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا
حرج. ومن أتى الغائط فليستتر؛ فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيباً من رمل
فليستدبره؛ فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني أدم؛ من فعل فقد أحسن، ومن
لا فلا حرج ".
قال أبو داود: " أبو سعيد الخير: هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم "(1) .
(قلت: إسناده ضعيف، وضعفه البيهقي وابن حجر) .
أخرجه من طريق عيسى عن ثور عن الحُصيْنِ الحبْرانِي.
قال أبو داود: " رواه أبو عاصم عن ثور قال: حصين الحِمْيرِيّ. ورواه عبد الملك
ابن الصباح عن ثور فقال: أبو سعيد الخير ".
ثم ذكر أبو داود الجملة المذكورة في الأصل.
والحديث أخرجه الطحاوي (1/72) ، والبيهقي عن عيسى بن يونس
…
به.
وأخرجه أحمد أيضاً (2/371) هكذا: سُريْجٌ: ثنا عيسى بن يونس عن ثور
عن الحُصيْن- كذا قال- عن أبي سعْد الخير- وكان من أصحاب عمر- عن أبي
هريرة.
وأخرجه الدارمي عن شيخه أبي عاصم- وهو الضّحّاك بن مخْلد النبِيل-: ثنا
ثور بن يزيد: ثنا حُصيْنٌ الحِمْيرِي: أخبرنا أبو سعيد الخير.
(1) قال في " عون المعبود ": " غرض المؤلف من إيراد هذه الجملة: أن في رواية إبراهيم بن
موسى: أبا سعيد- بغير إضافة لفظ: الخير-؛ فهو ليس بصحابي؛ لأن أبا سعيد هذا- بغير
إضافة الخير- لا يعد في الصحابة، بل هو مجهول، وإنما يعد في الصحابة: أبو سعيد الخير "!
فلت: بل غرضه إثبات أن رواية إبراهيم مطلقة، ولذلك ساق بعدها رواية ابن الصباح
المقيدة: " أبو سعيد الخير "، وبنى المصنف عليها أنه من أصحاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
هذا هو الذي يتبادر لي من ذلك؛ والله أعلم.
وهكذا أخرجه ابن ماجه (1/140) من طريقين عن عبد الملك بن الصباح عن
ثور
…
به.
وهذا إسناد ضعيف لأمرين:
الأول: جهالة حصين الحميري؛ قال الذهبي:
" لا يعرف ". والحافظ والخزرجي:
" مجهول ".
ولا يُغتر بتوثيق ابن حبان له حيث ذكره في " الثقات "؛ فإنه يورد فيه كثيراً من
المجهولين كما سبق تقريره؛ ولذلك لم يعرج على توثيقه هذا الحافظ وغيره.
الأمر الثاني: جهالة أبي سعيد هذا. وبه أعله المنذري؛ فقال (رقم 32) :
" وفي إسناده أبو سعيد الخير الحمصي، قال أبو زرعة الرازي: لا أعرفه.
قلت (1) : لقي أبا هريرة؟ قال: على هذا يوضع ". وقال الحافظ في " التلخيص ":
(1/457) :
" ومداره على أبي سعد الحبراني الحمصي، وفيه اختلاف. وقيل: إنه
صحابي- ولا يصح-. والراوي عنه حصين الحبراني، وهو مجهول. وقال أبو زرعة:
شيخ. وذكره ابن حبان في " الثقات "! وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في
" العلل " ".
ثم استدركت فقلت: إن علة الحديث: هي جهالة حصين فقط.
وأما شيخه أبو سعيد الخير؛ فهو صحابي كما صرح به المؤلف وغيره؛ وإنما
(1) قلت: القائل؛ هو ابن أبي حاتم- كما في " التهذيب " -.
اشتبه على من به أعله بأبي سعيد- وهو مجهول-، وقد رأيت في تخريج الحديث
أن أحداً لم يقل فيه: الحبراني، بل كل من نسبه منهم قال: الخير. وقد قال
الحافظ في " تهذيب التهذيب ":
" قلت: الصواب التفريق بينهما؛ فقد نص على كون أبي سعيد الخير
صحابياً؛ البخاري وأبو حاتم وابن حبان والبغوي وابن قانع وجماعة. وأما أبو سعيد
الحبراني فتابعي قطعاً، وإنما وهم بعض الرواة فقال في حديثه: عن أبي سعيد
الخير، ولعله تصحيف وحذف. والله أعلم ".
قلت: إن كان يعني ببعض الرواة: حصيناً الحميري المجهول؛ فلا كلام.
وإن كان أراد بعض الرواة عنه؛ فقد علمت أن الذين وقفنا على رواياتهم قد
اتفقوا على أنه أبو سعيد الخير؛ فتوهيمهم وهم.
وقد أشار أبو داود إلى أنه الصحابي بقوله- بعد أن ذكر للرواية الني صرحت
بأنه الخير-:
" هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ".
وكما فرق الحافظ بين الحبراني والخير في " التهذيب "؛ فكذلك فرق بينهما في
" التقريب "، فقال ما صورته:
" (د، ق) أبو سعيد الحبراني- بضم المهملة وسكون الموحدة- الحمصي، اسمه
زياد، وقيل: عامر، وقيل عمر، مجهول، من الثالثة.
(تمييز) أبو سعيد الخير- بفتح المعجمة وسكون التحتانية- الأنماري،
صحابي له حديث. وقد وهم من خلطه بالذي قبله، ووهم أيضاً من صحف
الذي قبله به ".