الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" سمعت أحمد قال: ويروى في الحيض حديث ثالث: حديث عبد الله بن
محمد بن عقيل، في نفسي منه شيء ".
ذكر هذا في " باب المرأة يضطرب عليها حيضها ".
وهو يعني بذلك حديثه هذا حتماً؛ فإنه ليس لابن عقيل حديث غيره في
الباب.
110- من باب ما روي أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة
50-
قال أبو داود: " ورواه أبو الوليد الطيالسي- ولم أسمعه منه- عن
سليمان بن كثير عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:
استحيضت زينب بنت جحش، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:
" اغتسلي لكل صلاة
…
"، وساق الحديث ".
قال ابو داود: " ورواه عبد الصمد عن سليمان بن كثير
…
قال:
" توضئي لكل صلاة "
…
".
قال أبو داود: " وهذا وهم من عبد الصمد. والقول فيه قول أبي
الوليد ".
(وهو كما قال المصنف رحمه الله؛ وإنما يصح قوله صلى الله عليه وسلم: " توضئي
لكل صلاة " في حديث فاطمة بنت أبي حبيش: عند البخاري وغيره.
وأصله في الكتاب الآخر (رقم 281 و 282) . وأما قوله عليه الصلاة
والسلام: " اغتسلي لكل صلاة "؛ فقد صح في هذا الحديث، وتراه في
الكتاب المشار إليه (رقم 301 و 302) ، وانظر أيضاً (رقم 303) .
وفي هذه الرواية وهم أخر، وهو قول سليمان بن كثير: (زينب بنت
جحش) ! والصواب: (أم حبيبة بنت جحش) . كذلك رواه سائر أصحاب
الزهري عنه، كما بيناه في الكتاب الأخر) .
علقه المصنف كما ترى، ولم أره موصولاً!
والحديث صحيح؛ وإنما أوردته هنا لأمرين:
الأول: أن سليمان بن كثير وهم في قوله: (زينب بنت جحش) !
والصواب: (أم حبيبة بنت جحش) ، كما رواه سائر أصحاب الزهري، وقد
بينت ذلك في الكتاب الآخر.
الأمر الثاني: أن عبد الصمد- وهو ابن عبد الوارث- قد خالف أبا الوليد
الطيالسي في متن الحديث، فقال:" توضئي لكل صلاة ". وأما أبو الوليد
فقال:
" اغتسلي لكل صلاة ".
ورجح المصنف رحمه الله هذه الرواية، وحكم على رواية عبد الصمد بأنها
وهم؛ فأصاب. وذلك لأمور:
الأول: أن أبا الوليد الطيالسي- واسمه هشام بن عبد الملك الباهلي-: هو
أجل وأحفظ من عبد الصمد، حتى قال فيه الإمام أحمد:
" شيخ الإسلام، ما أُقدِّمُ اليوم عليه أحداً من المحدثين ".
ويظهر لك الفرق بين الرجلين من ترجمة بعض الأئمة لهما؛ فقال ابن قانع
في أبي الوليد: