الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
45- باب الإسراف في الماء
46- باب في إسباغ الوضوء
47- باب الوضوء في آنية الصُفْر
48- باب التسمية على الوضوء
49- باب في الرجل يُدْخِل يده في الإناء قبل أن يغسلها
[ليس تحت هذه الأبواب أحاديث على شرط كتابنا هذا. (انظر " الصحيح ") ]
50- ومن باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم
15-
عن طلحة بن مُصرِّفٍ عن أبيه عن جده قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح رأسه مرة واحدة، حتى بلغ القذال- وهو
أول القفا-. وفي رواية: ومسح رأسه من مُقدّمِهِ إلى مُؤخرِهِ، حتى أخرج
يديه من تحت أذنيه.
(قلت: إسناده ضعيف، وكذا قال النووي والعسقلاني، وقال ابن تيمية:
" حديث ضعيف "، وضعفه المصنف بقوله: " قال مسدد- وهو شيخه فيه-:
فحدثت به يحيى، فأنكره " قال المصنف: " سمعت أِحمد يقول: إن ابن عيينة
- زعموا- كان ينكره ويقول: أيْشٍ هذا: طلحة عن أبيه عن جده؟ ! ") .
إسناده: حدثنا محمد بن عيسى ومسدّدٌ قالا: ثنا عبد الوراث عن ليث عن
طلحة بن مُصرف عن أبيه عن جده.
وهذا سند ضعيف؛ لثلاثة أمور:
الأول: ضعف ليث- وهو ابن أبي سليم-؛ قال الحافظ في " التلخيص "
(1/399) :
" وهو ضعيف. وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، ويأتي
عن الثقات بما ليس من حديثهم، تركله يحيى بن القطان وابن مهدي وابن معين
وأحمد بن حنبل ". وقال النووي في " تهذيب الأسماء ":
" اتفق العلماء على ضعفه ".
والأمر الثاني: جهالة مصرفٍ- والد طلحة- فإنه مجهول، كما في " للتقريب ".
وبه أعله ابن القطان.
والثالث: الاختلاف في صحْبة والد مصرف هذا كما يأتي.
والحديث أخرجه الطحاوي (1/17) ، وأحمد (3/481) - من طريق عبد الصمد
ابن عبد الوارث قال: ثنا أبي-، والطحاوي أيضاً، والبيهقي (1/60) - عن حفص
ابن غياث- كلاهما عن ليث
…
به.
ثم روى البيهقي (1/51) - بإسناده- إلى علي بن المديني: قلت لسفيان: إن
ليثاً روى عن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟
فأنكر ذلك سفيان بن عيينة، وعجب أن يكون جد طلحة لقي النبي صلى الله عليه وسلم. قال
علي: وسألت عبد الرحمن- يعني: ابن مهدي- عن نسب جد طلحة؟ فقال:
عمرو بن كعب- أو كعب بن عمرو-، وكانت له صحبة. وقال غيره: عمرو بن
كعب لم يشك فيه.
ثم روى البيهقي- بإسناده الصحيح- إلى عبّاس بن محمد الدوري قال: قلت
ليحيى بن معين: طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده.. رأى جده النبي صلى الله عليه وسلم؟
فقال يحيى: المحدثون يقولون: قد رآه؛ وأهل بيت طلحة يقولون: ليست له صحبة.
ولذلك كله؛ قال الحافظ في " التلخيص "(1/433) - وسبقه النووي في
" المجموع "(1/360) -:
" إسناد الحديث ضعيف ". وقال النووي في مكان آخر (1/353) :
" ليس بقوي، فلا يحتج به ". وقال ابن تيمية في " الفتاوى " (1/47
و2/187) :
" حديث ضعيف ".
قلت: ومنه تعلم أن قول الشيخ علي القاري في " فتح باب العناية "(1/38) :
" وسكت عنه المنذري؛ فهو حديث حسن "!
غير حسن، بل هو من آثار تعصبه لمذهبه- عفا الله عنا وعنه-!
ومثله سكوت المعلق عليه أبي غدة- متجاهلاً كلام وتضعيف من ذكرنا من
الأئمة-. والله المستعان.
16-
عباد بن منصور عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس:
رأى النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ
…
فذكر الحديث كله ثلاثاً ثلاثاً، قال:
ومسح برأسه وأذنيه مسحة واحدة.
(قلت: إسناده ضعيف جداً، وقد ثبتت أحاديث في الوضوء ثلاثاً ثلاثاً إلا
الرأس والأذنين فمرة واحدة، كما ثبت المسح عليهما ثلاثاً؛ فانظر هذا الباب
من الكتاب الآخر (رقم 95 و 96 و 97 و 98 و 100 و 101 و 104 و 107
و108) .
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا يزيد بن هارون: أخبرنا عباد بن منصور
عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ غير عباد بن منصور؛
وهو علة الحديث، قال المصنف:
" ولي قضاء البصرة خمس مرات، وليس بذاك؛ وعنده أحاديث فيها نكارة،
وقالوا: تغير ". وقال ابن حبان:
" وكل ما روى عن عكرمة؛ سمعه من إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عن
داود بن الحصين عنه؛ فدلسها عن عكرمة ". وذكر نحوه أبو حاتم، وقال:
" كان ضعيف الحديث؛ يكتب حديثه ".
فإذا كانت أحاديثه عن عكرمة مدارها كلها- بشهادة هذين الإمامين- على
إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى؛ فهي أحاديث ضعيفة جداً؛ لأن ابن أبي يحيى
متروك، اتهمه غير واحد بالكذب.
نعم؛ الحديث صحيح من غير هذه للرواية.
والمصنف إنما أوردها شاهداً لأحاديث مسح الرأس مرة واحدة؛ فانظرها في هذا
الباب من الكتاب الأخر بالأرقام المذكورة آنفاً.
والأرقام الثلاثة الأخيرة إنما تشير إلى الأحاديث التي فيها المسح ثلاثاً.
ثم إن مما يدل على ضعف هذا الحديث عن ابن عباس: أن الثابت عنه في
صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم: أنه توضأ مرة مرة، كما أخرجه البخاري وغيره، وهو في
الكتاب الأخر برقم (126 و 127) .