الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8- باب المحافظة على الصلوات
9- باب إذا أخّر الامام الصلاة عن الوقت
[ليس تحت هذه الأبواب أحاديث على شرط كتابنا هذا. (انظر " الصحيح ") ]
10- من باب من نام عن صلاة أو نسِيها
65-
عن خالد بن سُميْرٍ قال:
قدِم علينا عبد الله بن رباح الأنصاري من المدينة- وكانت الأنصار
تُفقًهُه- فحدثنا قال: حدّثني أبو قتادة الأنصاري- فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأُمراء
…
بهذه القصة، قال: فلم توقظنا
إلا الشمسُ طالعةً؛ فقمنا وهِلِين لصلاتنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" رويداً رويداً ". حتى إذا تعالتِ الشمس؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من كان منكم يركع ركعتي الفجر فليركعهما "؛ فقام من كان
يركعهما ومن لم يكن يركعهما، فركعهما، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُنادى
بالصلاة، فنودي بها، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا، فلما انصرف قال:
" ألا إنا نحمد الله أنّا لم نكن في شيء من أمور الدنيا يشْغلُنا عن
صلاتنا، ولكن أرواحنا كانت بِيدِ اللهِ؛ فأرسلها أنّى شاء، فمن أدرك منكم
صلاة الغداة من غد- صالحاً-؛ فليقض معها مثلها ".
(قلت: رجال إسناده ثقات؛ لكن أخطأ خالد بن سميْرٍ في ثلاثة مواضع
منه: أولا قوله: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء
…
يعني: مُؤتة! والنبي
صلى الله عليه وسلم لم يحضرها. وقد جزم بخطئه في ذلك ابن جرير وابن عبد البر وغيرهما.
ثانياً: قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان منكم
…
" إلى قوله: فركعهما.
ثالثاً: قوله: " فمن أدرك
…
" إلخ. وهذا- خاصةً- يخالف نص النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا الأمر، فقد روى عمران بن حصين في هذه القصة- بعد قوله: فصلى
بنا- ما نصه: فقالوا: يا رسول الله! ألا نعيدها في وقتها من الغد؟ قال: " أينهاكم
ربكم تبارك وتعالى عن الربا ويقْبلُهُ منكم؟! ". وبهذا استدل البيهقي على
ضعف هذه الكلمة، والصواب فيها: " فإذا سها أحدكم عن صلاة؛ فليصلِّها
حين يذكرها، ومن الغد للوقت "؛ أي: ليصل غدا الصلاة الحاضرة في وقتها.
وهو في الكتاب الأخر (رقم 465)) .
إسناده: حدثنا علي بن نصر: نا وهب بن جرير: نا الأسو بن شيْبان: نا
خالد بن سُميْرٍ.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير خالد بن سمير؛ قال
في " عون المعبود ":
" بضم السين المهملة مصغراً؛ كذا ضبطه الذهبي في كتاب " المشتبه
والمختلف "، والزيلعي في " تخريجه "؛ وهو الصحيح المعتمد ".
فما في " الخلاصة ": أنه بمعجمة! خطأ. ثم قال في " الخلاصة ":
" روى عنه الأسود بن شيبان فقط؛ وثقه النسائي ".
ووثقه ابن حبان والعجلي أيضاً، كما في " التهذيب "، وقال:
" وذكر له ابن جرير الطبري وابن عبد البر والبيهقي حديثاً أخطأ في لفظة
منه؛ وهي قوله في الحديث: كنا في جيش الأمراء؛ يعني: مؤتة! والنبي صلى الله عليه وسلم لم
يحضرها ".
قلت: والحديث المثار إليه: هو هذا.
وقد أخطأ خالد في موضعين آخرين منه:
أحدهما: قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان منكم
…
" إلى قوله:
فركعهما.
والآخر: قوله: " فمن أدرك
…
" إلخ.
وإنما جزمنا بذلك؛ لأن هذه القصة قد رواها جماعة غير خالد هذا عن عبد الله
ابن رباح- منهم ثابت البناني وبكر بن عبد الله وقتادة-، فلم يذكر أحد منهم ما
روى خالد.
وكذلك رواها عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه.
وكذلك رواها جماعة من الصحابة- منهم أبو هريرة وعمران بن حصين وعمرو
ابن أمية الضمري-؛ وروايتهم في الكتاب الآخر (رقم 462- 471) .
وفي الباب عن غيرهم من الصحابة، سماهم في " عون المعبود "، كلهم لم
يذكروا فيها هذا الذي تفرد بروايته خالد عن عبد الله بن رباح.
ثم إن الصواب في الجملة الأخيرة رواية ثابت وغيره عن عبد الله بن رباح
بلفظ: " فإذا سها أحدكم عن صلاة؛ فليصلِّها حين يذكرها، ومِن الغدِ للوقت ".
هذا لفظه عند المصنف. ولفظه عند مسلم:
" فإذا كان الغد؛ فليصلها عند وقتها ".
وهذا إنما معناه الحث على أداء الصلاة المقبلة في اليوم الثاني في وقتها.
والظاهر أن خالداً لما سمع هذا اللفظ؛ فهم أن معناه أن يعيد الصلاة الفائتة مع
الصلاة الحاضرة في الغد، فروى الحديث بالمعنى الذي فهم، فأخطأً فيه.
ومما يؤكد خطأه هذا: حديث عمران بن حصين المذكور آنفاً، فهو نص صريح
في إنكار ما نسبه خالد إلى النبي عليه السلام. وسبحان ربي (لا يضل ربي ولا
ينسى) .
وقد قال البيهقي في " سننه "(2/217) - عقب هذا الحديث-:
" والذي يدل على ضعف هذه الكلمة، وأن الصحيح ما مضى من رواية
سليمان بن المغيرة: أن عمران بن حصين أحد الركب كما حدث عبد الله بن رباح
عنه، وقد صرح في رواية هذا الحديث بأنه لا يجب مع القضاء غيره
…
"، ثم
ساق حديث عمران المشار إليه.
واحتجاج البيهقي به على ما ذكر: دليل أن الحديث صحيح عنده، وهو كذلك
كما قد بيناه في الكتاب الآخر فراجعه (رقم 470) .
هذا؛ وقد وقع في هذا الخطأ- الذي وقع فيه خالد- بعض الرواة الذين رووا
هذه القصة أو غيرها عن ذِي مِخْبرِ الحبشي خادم النبي عليه السلام، وقد بينت
ذلك في الكتاب الآخر؛ فلا داعي لإعادته هنا، فانظر (رقم 472) .
ثم إن الحديث أخرجه البيهقي (2/216- 217) من طريق سليمان بن حرب:
ثنا الأسود بن شيبان
…
به.
وأخرجه ابن حزم (3/18- 19) من طريق عبد الله بن يزيد المقري
…
به؛
غير أنهما لم يسوقا الحديث بتمامه.