الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسناده: حدثنا العباس بن عبد العظيم. نا يزيد بن هارون: أنا شريك
…
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لأن شريكاً- وهو ابن عبد الله القاضي-، وعاصم
ابن عبيد الله- وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي- ضعيفان؛ لسوء
حفظهما.
وقد صح الحديث بنحوه من رواية رفاعة بن رافع، وليس فيه: " ما تناهت دون
عرش الرحمن "! فانظره في الكتاب الأخر (رقم 744/م و 747) .
ثم رأيت لها شاهداً بلفظ: " فما نهْنهها شي دون العرش ".
رواه ابن ماجه (3802) ، وأحمد (4/317) .
وسنده ضعيف.
120- باب من رأى الاستفتاح بـ: " سبحانك اللهم وبحمدك
"
[ليس تحته حديث على شرط كتابنا هذا. (انظر " الصحيح ") ]
121- من باب السكتة عند الافتتاح
135-
عن يونس عن الحسن قال: قال سمُرةُ:
حفظتُ سكتتين في الصلاة: سكتةً إذا كبّر الامام حتى يقرأ، وسكتةً
إذا فرغً من فاتحة الكتاب وسورة عند الركوع. قال: فأنكر ذاك عليه عمرانُ
ابن حُصيْن. قال: فكتبوا في ذلًك إلى المدينة إلى أُبي؟ فصدق سمُرة.
(قلت: إسناده ضعيف؛ لأن الحسن- وهو البصري- على جلالة قدره
مدلس، ولم يصرح بسماعه لهذا الحديث من سمرة، وقال الدارقطني
عقبه: " الحسن مختلف في سماعه من سمرة، وقد سمع منه حديثاً
واحداً، وهو حديث العقيقة ". يعني: الحديث الآتي في الكتاب الآخر
(رقم 381) . ثم إنه قد اختلف في متنه على الحسن: فقال يونس وأشعث
- كما يأتي-: إن السكتة الثانية بعد الفراغ من القراءة كلها قبل الركوع.
وقال قتادة عنه- في إحدى الروايتين الآتيتين عنه-: بعد الفراغ من قراءة
الفاتحة. والصحيح الأول، وهو الذي رجحه ابن القيم وشيخه. وقال أبو
بكر الجصاص: " حديث غير ثابت ") .
إسناده: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: أنا إسماعيل عن يونس.
قلت: وهذا إسناد رجاله فقات رجال الشيخين؛ لكنه منقطع؛ لأن الحسن
البصري مختلف في سماعه من سمرة، وقد حققنا القول فيه في كتابنا الآخر عند
الحديث (رقم 381) ، ذهبنا فيه إلى أنه سمع منه حديث العقيقة فقط، فكل
حديث غيره هو في حكم الأحاديث الضعيفة، لا سيما وأن الحسن معروف
بالتدليس، فلا يقبل منه الحديث ما لم يصرح فيه بسماعه- وهذا منه-.
ثم إن في الحديث علة أخرى، وهي الاضطراب في متنه. وقد أشار إلى ذلك
المصنف رحمه الله، حيث ساق طرقه وألفاظه:
ففي رواية يونس هذه- ورواية أشعث بعدها-: أن السكتة الثانية بعد الفراغ
من القراءة كلها قبل الركوع.
وقد تابعهما حميْدٌ الطويل- كما يأتي في تخريج الحديث-.
وخالفهم قتادة، واختلف عليه راويه سعيد بن أبي عروبة:
فمرة قال: إنها إذا فرغ من القراءة.
ومرة قال: إذا فرغ من قراءة (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) .
ولا شك أن القول الأول هو الصواب؛ لوافقته لرواية يونس ومن معه من
الثقات، وهو الذي صححه شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم رحمهما
الله تعالى. وقد أوضحت ذلك في " التعليقات الجياد على زاد المعاد ".
ومن العجائب قول النووي رحمه الله في " المجموع "(3/395) :
" وهذه الرواية لا تخالف السابقتين، بل يحصل من المجموع إثبات السكتات
الثلاث "!
فإنه جمع باطل مصادم لنص الحديث في جميع الروايات أن السكتات ثنتان؛
فكيف يصار إلى أنها ثلاث؟! لا سيما وأن الثالثة قد تردد بينها وبين الثانية
راويها، ولم يجعلها مزيدة على الثانية؟! فتأمل.
وكأنه من أجل ذلك كله قال أبو بكر الجصاص في " أحكام القران "(3/50) :
إنه " حديث غير ثابت ".
والحديث أخرجه البيهقي (2/196) من طريق المصنف.
وأخرجه أحمد (5/21) : ثنا إسماعيل
…
به
وأخرجه ابن ماجه (1/278) ، والدارقطني (ص 128) من طرق أخرى عن
إسماعيل
…
به. وقال للدارقطني:
" الحسن مختلف في سماعه من سمرة، وقد سمع منه حديثاً واحداً، وهو
حديث العقيقة- فيما زعم قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد- ".
ورواية قريش هذه أخرجها البخاري في " صحيحه "(9/487- 488) عن
حبيب بن الشهيد قال: أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن: ممن سمع حديث
العقيقة، فسألته؟ فقال: من سمرة بن جندب.
وحديث العقيقة سيأتي في الكتاب الآخر، وهو كل ما ثبت أن الحسن سمعه
من سمرة، كما تقدم قريباً.
وقد خالف إسماعيل في متنه: هشيم.
أخرجه الدارقطني وأحمد (5/23) عنه عن يونس
…
به؛ بلفظ:
وإذا قرأ (ولا الضالين) ؛ سكت سكتة
…
الحديث.
وفي هذا رد على ابن القيم؛ حيث قال في رسالة " الصلاة ":
" إنه لم يختلف على يونس "!
فقد اختلف عليه. لكن الرواية الأولى عنه أصح (1) ؛ لأنه قد تابعه عليها
حُميْدٌ الطويل- عند الدارمي (1/283) ، وأحمد (5/15 و 20 و 21) -، وأشعث
الحمراني- عند المصنف-، وهو:
136-
عن أشعث عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم:
أنه كان يسكت سكتتين: إذا استفتح وإذا فرغ من القراءة كلها
…
فذكر معنى يونس.
(قلت: علته عنعنة الحسن البصري، كما ذكرنا آنفاً) .
(1) ويؤيده أن يزيد بن زريع رواه عن يونس
…
نحو رواية إسماعيل عنه: أخرجه أحمد
(5/11 و 23) .
إسناده: حدثنا أبو بكر بن خلاد: حدثنا خالد بن الحارث عن أشعث.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير أنه منقطع بين الحسن وسمرة كما سبق.
وأبو بكر بن خلاد: اسمه محمد.
والحديث علقه البيهقي (2/196) : وقال أشعث عن الحسن
…
به.
137-
عن سعيد (وهو ابن أبي عرُوبة) : نا قتادة عن الحسن:
أن سمرة بن جندب وعمران بن حصين تذاكرا، فحدث سمرة بن
جندب:
أنه حفظ عن رسول صلى الله عليه وسلم سكتتين: سكتة إذا كبّر، وسكتة إذا فرغً من
قراءة (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) .
فحفظ ذلك سمرة، وأنكر عليه عمران بن حصين، فكتبا في ذلك إلى
أُبي بن كعب، فكان في كتابه إليهما- أو في ردِّهِ عليهما-: أن سمرة قد
حفظ.
(قلت: هو معلول كما سبق. وقوله: إن السكتة الثانية إذا فرغ من قراءة
(غير المغضوب
…
) إلخ! شاذ، والصواب أنها بعد الفراغ من القراءة كلها،
كما في الروايتين السابقتين. وكذلك كان قتاده يقول قديماً، كما تفيده الرواية
الآتية) .
إسناده: حدثنا مسدد: نا يزيد: نا سعيد
…
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أن فيه ما علمت من
الانقطاع.
وفيه شذوذ في المتن، كما تقدم، والصواب أن السكتة الثانية بعد الفراغ من
القراءة كلها. ويؤيده: أن قتادة كان يقول كذلك قديماً، ثم خالف، فقال بعد قراءة
(غير المغضوب عليهم) ؛ فكأنه نسي.
والحديث أخرجه البيهقي (2/195- 196) من طريق المصنف، ثم قال:
" ورواه محمد بن المنهال عن يزيد بن زُريْع فقال في الحديث: وسكتة إذا فرغ
من قراءة السورة؛ ولم يذكر الفاتحة ".
138-
وفي رواية عن سعيد
…
بهذا؛ قال: عن قتادة عن الحسن عن
سمرة قال:
سكتتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فيه: قال سعيد: قلنا
لقتادة: ما هاتان السكتتان؟ قال:
إذا دخل في صلاته، وإذا فرغ من القراءة. ثم قال بعدُ: وإذا قال:
(غير المغضوب عليهم ولا الضالين) .
(قلت: الصواب فيه قول قتادة قديماً: وإذا فرغ من القراءة
…
لما ذكرنا فيما
تقدم) .
إسناده: حدثنا ابن المثنى: نا عبد الأعلى: نا سعيد
…
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أنه معلل بعنعنة الحسن
البصري كما تقدم بيانه.