الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالظاهر أن الشوكاني رحمه الله حين الكتابة عن هذا الحديث الضعيف- انتقل
نظره إلى إسناد الحديث الصحيح؛ فوقع في هذا الخطأ الواضح! والمعصوم من
عصمه الله تعالى.
60- ومن باب التوقيت في المسح
21-
عن عبد الرحمن بن رزِينٍ عن محمد بن يريد عن أيوب بن قطن
عن أًبيِّ بن عًمارة- وكان قد صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القِبْلتيْنِ-: أنه قال:
يا رسول الله! أمْسحُ على الخفين؟ قال:
" نعم ". قال: يوماً؟ قال:
" يوماً ". قال: ويومين؟ قال:
" ويومين ". قال: وثلاثةً؟ قال:
" نعم؛ وما شئت ".
إسناده: حدثنا يحيى بن معِين: ثنا عمرو بن الربيع بن طارق: أخبرنا يحيى
ابن أيوب عن عبد الرحمن بن رزِين.
وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الرحمن بن رزين- والاثنان فوقه- مجهولون.
وله علة أخرى، وهي الاضطراب الذي أشار إليه المصنف، ويأتي بيانه.
والحديث أخرجه البيهقي (1/279) من طريق المصنف.
وأخرجه الحاكم (1/170) من طريق أبي المثنى العنبري: ثنا يحيى بن معين،
ومن طريق يحيى بن عثمان بن صالح السّهْمِيِّ قالا: ثنا عمرو بن الربيع بن
طارق
…
به؛ لكنهما لم يذكرا في السند: أيوب بن قطن؛ بل ذكرا مكانه: عُبادة
ابن نُسيً.. وقال الحاكم:
" أبي بن عمارة صحابي معروف، وهذا إسناد مصري لم ينسب واحد منهم
إلى جرح "! وتعقبه الذهبي بقوله:
" بل مجهول ". وقال ابن القيم في " التهذيب "(118) :
" والعجب من الحاكم كيف يكون هذا مستدركاً على " الصحيحين "؛ ورواته لا
يعرفون بجرح ولا تعديل؟! ".
قلت: فقد اختلف فيه على عمرو بن الربيع بن طارق؛ وهذا وجه من وجوه
الاختلاف.
ووجه ثان، وهو ما أخرجه الطحاوي (1/48) ، والدارقطني (72- 73) ،
والبيهقي- من طًريق سعيد بن عُفيْرٍ -، وابن ماجه (1/197) - من طريق عبد الله
ابن وهب- كلاهما عن يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن رزين عن محمد بن
يزيد بن أبي زياد عن أيوب بن قطن عن عبادة بن نُسي عن أُبيِّ بن عمارة.
فجمع في إسناده بين أيوب وعبادة؛ وقال الدارقطني:
" هذا إسناد لا يثبت، وقد اختلف فيه على يحيى بن أيوب اختلافاً كثيراً قد
بينته في موضع آخر. وعبد الرحمن ومحمد بن يزيد وأيوب بن قطن مجهولون
كلهم ". قال في " التلخيص ": (2/397) :
" وضعفه البخاري فقال: لا يصح. وقال أبو زرعة الدمشقي عن أحمد: رجاله
لا يعرفون. وقال أبو الفتح الأزدي: هو حديث ليس بالقائم. وقال ابن حبان:
لست أعتمد على إسناد خبره. وقال ابن عبد البر: لا يثبت، وليس له إسناد
قائم. ونقل النووي في " شرح المهذب "[1/482] اتفاق الأئمة على ضعفه. قلت:
وبالغ الجوزقاني، فذكره في " الموضوعات " ".
22-
وفي رواية عن عبد الرحمن بن رزين عن محمد بن يزيد بن أبي
زياد عن عبادة بن نسي عن أبيِّ بن عمارة
…
قال فيه: حتى بلغ سبعاً؛
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" نعم، وما بدا لك ".
قال أبو داود: " وقد اختلف في إسناده؛ وليس بالقوي (1) ".
(قلت: وهو كما قال. وقال الدارقطني: " هذا إسناد لا يثبت، وقد اختلف
فيه على يحيى بن أيوب اختلافاً كثيراً. وعبد الرحمن ومحمد بن يزيد وأيوب
ابن قطن مجهولون كلهم ". وقال البخاري: " لا يصح ". وضعفه أحمد وابن
حبان وابن عبد البر وغيرهم، حتى نقل النووي اتفاق الأئمة على ضعفه؛ وبالغ
الجوزقاني فذ كره في " الموضوعات ") .
إسناده: علقه الصنف فقال: رواه ابن أبي مريم المصري عن يحيى بن أيوب
عن عبد الرحمن بن رزين.
وقد وصله الطحاوي والبيهقي عن سعيد بن أبي مريم.
وتابعه عمرو بن الربيع في رواية عنه؛ كما ذكرنا في الكلام على الرواية
الأولى.
(1) قال الحافظ في " التهذيب ": " وفي بعض نسخ " أبي داود " عقب حديثه- يعني: هذا
- قال ابن معين: إسناده مظلم ".