الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد ترك في أبي داود ". نقله السندي.
وجملة القول؛ أن الحديث عندنا صحيح ثابت. والله أعلم.
ثم وقفت على وجه النكارة التي أطلقها الذهبي على الحديث، وهو قوله في
" المهذب "(1/80/2) :
" وهذا خبر منكر، وكيف يسوغ أن يبعث بزيت ليسرجه النصارى على
التماثيل والصلبان؟ وأيضاً؛ فالزيت منبعه من الأرض المقدسة، فكيف يأمرهم أن
يبعثوا به من الحجاز؛ محل عدمه إلى معدنه؟! ثم إنه عليه السلام لم يأمرهم
بوقود، ولا بقناديل في مسجده، ولا فعله، وميمونة لا يدرى من هي، ولا يعرف
لعثمان سماع منها ".
والحديث أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان "(2/1/1/82) من طريق سعيد
ابن عبد العزيز الدمشقي، وعثمان بن عطاء عن زياد بن أبي سودة عن ميمونة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً مختصراً بلفظ:
" من لم يأت بيت المقدس يصلي فيه؛ فليبعث بزيت يسرج فيه ".
14- من باب في حصى المسجد
69-
عن أبي الوليد قال:
سألت ابن عمر عن الحصى الذي في المسجد؟ فقال:
مُطِرْنا ذات ليلةٍ، فأصبحتِ الأرضُ مُبْتلّةً، فجعل الرجل يأتي بالحصى
في ثوبه فيبسطه تحته، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة؛ قال:
" ما أحسن هذا! ".
(قلت: إسناده ضعيف؛ لأن أبا الوليد مجهول، وقد ضعفة ابن
التركماني) .
إسناده: حدثنا سهْل بن تمّام بن بزِيع: ثنا عمر بن سُليْم الباهلي عن أبي
الوليد.
قلت: هذا إسناد ضعيف؛ قال العقيلي:
" أبو الوليد لا يُعْرفُ ". وقال الحافظ في " التقريب ":
إنه " مجهول ".
وبقية رجاله موثقون.
والحديث أخرجه البيهقي (2/440) من طريق عبد الوارث: ثنا عمر بن سُليْم
قال: قال أبو الوليد
…
ثم قال البيهقي:
" حديث متصل، وإسناده لا بأس به "! وتعقبه ابن التركماني بقوله:
" قلت: كيف يكون كذلك وأبو الوليد هذا مجهول؟! كذا قال ابن القطان
والذهبي. وفي " أحكام عبد الحق ": لا أعلم روى عنه إلا عمر بن سليم- ويقال:
عمرو- ثم إن عمر هذا لم يصرح بالسماع من أبي الوليد؛ وقد حكى ابن القطان
عن ابن الجارود أنه لم يسمعه ".
70-
عن أبي بدْرٍ شُجاعِ بن الوليد: ثنا شريك: ثنا أبو حصِين عن أبي
صالح عن أبي هريرة- قال أبو بدر: أراه- قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إن الحصاة لتُناشِدُ الذي يُخْرِجُها مِن المسجدِ ".
(قلت: إسناده ضعيف؛ أبو بدر له أوهام، ولم يجزم برفعه عن شريك.
وهذا- أعني شريكاً- سيئ الحفظ. وقد رواه غيره عن أبي حصين عن أبي
صالح عن أبي هريرة- أو عن كعب- موقوفاً. وهو الصواب. وقد قال
الدارقطني: " رفْعة وهمٌ من أبي بدر ". والله أعلم) .
إسناده: حدثنا محمد بن إسحاق أبو بكر- يعني: الصاغانِي-: ثنا أبو بدر
شجاع بن الوليد.
قلت: هذا إسناد ضعيف؛ شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ.
وأبو بدر شجاع بن الوليد ثقة؛ لكن له أوهام، كما في " التقريب "، ولم يجزم
برفعه.
والصواب أنه موقوف.
وقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث؟ فذكر أنه روي موقوفاً على أبي هريرة،
وقال: " رفعة وهمٌ من أبي بدر ". كذا ذكره المنذري في " الترغيب "(1/124) .
فقوله فيه:
" رواه أبو داود بإسناد جيد "(1) !
غير جيد؛ لأن مداره على شريك- وهو سيئ الحفظ، كما سبق-، وقد
خولف؛ فرواه البيهقي (2/441) من طريق إسرائيل عن أبي حصِين عن أبي صالح
عن أبي هريرة- أو عن كعب- قال
…
فذكره موقوفاً.
ولعله الذي أشار إليه الدارقطني آنفاً.
(1) ومثله- بل أغرب منه- قول النووي في " المجموع "(2/179) :
" إسناده صحيح "!