الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد زاد الروس 25 مليوناً في الثلاث عشرة سنة المنقضية.
* يصح أن يطلق على سنة 1910 اسم سنة المذنبات. فلا يزال القراء يذكرون مذنب هالي وما ألقاه من الرعب في النفوس. وسيظهر لنا قبل انقضاء السنة 6 مذنبات ولكنها كلها أصغر من الذي تقدم.
بين هنا وهناك
اجتمع صاحب الزهور ببعض أدباء بيروت، فدار الحديث على الأدب هنا وهناك، ولما كان ملاحظ جريدة البرق البيروتية قد وفى هذا الاجتماع حقه من الوصف، فقد رأينا نقل ما كتب:
وكانت شمس الأربعاء على جناح الشفق يوم اجتمع في مكتب البرق عصابة من الأدباء:
أنطون الجميل وأمين تقي الدين وأمين الغريب وإلياس فياض ويوسف ثابت وشكري السودا وبشارة الخوري وهلم جرا - هؤلاء كانوا من أركان العصابة.
وصاح بهم صائح: هلموا فقد ضاق صدر الغرفة، وبعد دقائق كنا في روضة جمعت الطيبات الصوالح وسمحت بثلاثة أصحاب هم نصر الله الحداد وشكري أرقش وداود مجاعص فقلنا، وكأنا كنا على ميعاد:
- هات يا فياض هجاءك في سركيس
- سمعاً وطاعة
الذي علق في ذهني أنشره احتراماً لذكر المقدوح فيه وهو من اقترح الهجاء لنفسه ودفع جائزة عليه.
دونكم هذه الأبيات القلائل:
عجباً تحاول أن تنال هجاء
…
أتراك قبل اليوم نلت ثناء
أين المشير وأين أيام مضت
…
أصليت فيها الخافقين عداء
أنسيت تلك الحرب حين أثرتها
…
وحملت تلك الحملة الشعواء
إذ تستعد من الجياد يراعة
…
ومن السلاح وقاحة وبذاء
وإذا الورى يتجنبونك مثلما
…
يتجنبون العنزة الجرباء
إلى أن يقول لا فض فوه
يا ويح ذا الأدب الذي أعطيته
…
لو كنت قد أعطيت معه حياء
تالله ما والاك إلا خائف
…
من ذا اللسان الطعن والإيذاء
والود إن تكن المخافة أسه
…
فالعنكبوت أشد منه ولاء
لا تغترر بعريض شهرتك التي
…
ملأت بك الأقطار والأرجاء
فالشر أسرع ما يكون تفشياً
…
والخير يمشي مشية عرجاء
هذا هجاؤك يا سليم وإنه
…
ليسوءني أني أقول هجاء
ما كنت أنحو نحوه لو لم تكن
…
عينت جائزة له غراء
وكما علمت فإننا في أزمة
…
لم تبق بيضاء ولا صفراء
فعساك تقترح المديح لكي ترى
…
مني مديحاً كالصباح ضياء
لكنني لا أتجيد لك الثنا
…
إلا إذا ضاعفت لي الإعطاء
فهجاء مثلك ليس فيه تكلف
…
وأرى مديحك كلفة وعناء
وتناول بعد ذلك بلبل رياض الطرب عوده وأنشد يا ليل الصب متى غده وأنشد وقفةً أيها القمر
لا أرى تقريظاً لعود السودا ألطف من كلمة قالها فيه الريحاني. منها ما تقرأ:
ما بين أناملك والأوتار، سحر يسحر حتى السحار
ما بين أناملك والأوتار، عرائس ألحان وأبكار
تلبسهن من يديك الورد سربالاً، وتكللهن بالجلنار
ويرحهن النزر من خمر أنفاسك، ويذيبهن الإكثار
ما بين أناملك والأوتار، أغصان أنغام وأوتار
ولدى اهتزاز الغصن تنور الليالي وتزهو الأسحار
وتجتمع حول العود أرواح المحبين من شاسع الأمصار
فإن سلك عودك لكسلك البرق يزيل المسافة بين الأقطار
وإن لفي وقتك الموسيقي العجيب زمان نعيم مضى وليالي وصل طوال قصار.
فقد جئتنا والله في فنك بآيات ومعجزات كبار
وقد خيل لي وأنت تداعب تلك الأسلاك وتطايبها بأن مرسح الأوبرا على صدرك يدار
فتراءت لي الغواني والراقصات كأنهن لهيب من نار.
وكان الجميل صلة مجسمة بين أدباء القطرين المصري والسوري بما كان يسمعنا من أشعارهم ويطرفنا من مأثورهم حتى سكرنا بالخمرتين.
- ملاحظ