الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شائعة في كتبهم. كتسميتهم للمكاء وهو بالفرنسية باسم ماص المعز مع أن العرب عفوه بأسماء متعددة منها المكاء والخرج وخاطف الرياح. - ومن هذا القبيل تسمية المحدثين للحيوان المعروف عند الإفرنج باسم لنكس كأن العرب لم يعرفوا هذا الحيوان. والحال أنهم عرفوه باسم وشق ولنا كلام طويل في هذا البحث أي بخصوص كون هذه الكلمة تعني اللفظة الإفرنجية
هذا ونحن نقف عند هذا الحد لأن الموضوع واسع الأكناف رحب الساحة، وقد اكتفينا بالإشارة تنبيهاً للغافل وتذكيراً للعاقل إذ قد قيل: وذكر فإن الذكرى تنفع كما قد قيل: واسمع غير مسمع.
بغداد
ساتسنا
في رياض الشعر
بكاء صديق
فقدت مصر في هذا الصيف قاضياً من خير قضاتها بوفاة المرحوم إسماعيل بك ماهر القاضي في المحكمة المختلطة بالإسكندرية. فبكاه سعادة إسماعيل صبري باشا بأبيات رقيقة - وكان رفيقه في المدرسة وعشير صباه - قال:
أناعي ما هر لم تدر ماذا
…
أثرت من الشجون الكامنات
نعيت إلي أياماً تقضت
…
بإسماعيل غراً صافيات
ألا من للضعيف إذا تقاضى
…
ولم ير شخصه بين القضاة
ومن للعدل إن رفعت بناة
…
دعائمه ولم يك في البناة
أماهر أن وعد الله حق
…
وما جزعي عليك من التقاة
فما لي والأناة ملاك نفسي
…
هلعت ولم تجملني أناتي
وما لي إن أمرت ببعض صبرٍ
…
رأيت الصبر إحدى المعجزات
أماهر كنت فيما مر أنسي
…
فمن لي في الليالي الباقيات
وكنت إذا شكوت تبيت وجداً
…
تردد ما يريبك من شكاتي
وتسأل ساري النسمات عني
…
حنواً والبروق الوامضات
ومن يفقد شبيهك يبك دنيا
…
تولت بالمودة والمقات
كذبتك لو صدقتك بعض ودي
…
لهد جوانبي صوت النعاة
ولاستقت حيال النعش عيني
…
وراءك راحلاً همم البكاة
برغمي أن تقلص منك ظل
…
وقاني حقبة لفح الحياة
وأن نضبت خلال كنت منها
…
أعب لديك في عذب فرات
وأن صفرت يميني من ودادٍ
…
غنيت به ليالي خاليات
أخي ما حيلتي إلا سلام
…
يزورك في المساء وفي الغداة
وإلا الدمع أنثره عقيقاً
…
على ذكرى حلاك الغائبات
قضيت فكنت أسرعنا مسيراً
…
إلى غرف الحنان العاليات
شكوى الميتم
عاد سمو أمير مصر من الأستانة، فرحب به شعراؤنا بقصائد جميلة حلوا بها جيد الصحف. وجادت قريحة نابغة مصر بيتيمة من شعره المعروف، افتتحها بأبيات غزلية، وهي:
كم تحت أذيال الظلام متيم
…
دامي الفؤاد وليله لا يعلم
ما أنت في دنياك أول عاشقٍ
…
راميه لا يحنو ولا يترحم
أهرمتني يا ليل في شرخ الصبا
…
كم فيك ساعات تشيب وتهرم
لا أنت تقصر لي ولا أنا مقصر
…
أتعبتني وتعبت هل من يحكم
لله موقفنا وقد ناجيتها
…
بعظيم ما يخفي الفؤاد ويكتم
* * *
قالت من الشاكي - تسائل سربها
…
عني - ومن هذا الذي يتظلم
فأجبنها وعجبن كيف تجاهلت
…
هو ذلك المتوجع المتألم
أنا من عرفت ومن جهلت ومن له
…
لولا عيونك حجة لا تقحم
أسلمت نفسي للهوى وأظنها
…
مما يجشمها الهوى لا تسلم
وأتيت يحدو بي الرجاء ومن أتى
…
متحرماً بفنائكم لا يحرم
أشكو لذات الخال ما صنعت بنا
…
تلك العيون وما جناه المعصم
لا السهم يرفق بالجريح ولا الهوى
…
يبقي عليه ولا الصبابة ترحم
لو تنظرين إليه في جوف الدجى
…
متململاً من هول ما يتجشم
يمشي إلى كنف الفراش محاذراً
…
وجلاً يؤخر رجله ويقدم
يرمي الفراش بناظريه وينثني
…
جزعاً ويقدم بعد ذاك ويحجم
فكأنه واليأس ينسف نفسه
…
للقتل فوق فراشه يتقدم
رشقت به في كل جنب مدية
…
وأنساب فيه بكل ركن أرقم
فكأنه في هوله وسعيره
…
واد قد أطلعت عليه جهنم
هذا وحقك بعض ما كابدته
…
من ناظريك وما كتمتك أعظم
قالت أهذا أنت ويحك فاتئد
…
حتى م تنجد في الغرام وتتهم
كم نفثةٍ لك تستثير بها الهوى
…
هاروت في أثنائها يتكلم
إنا سمعنا عنك ما قد رابنا
…
وأطال فيك وفي هواك اللوم
فاذهب بسحرك قد عرفتك واقتصد
…
فيما تزين للحسان وتوهم
أصغت إلى قول الوشاة فأسرفت
…
في هجرها وجنت علي وأجرموا
حتى إذا يئس الطبيب وجاءها
…
أني تلفت تندمت وتندموا
وأتت تعود مريضها لا بل أتت
…
مني تشيع راحلاً لو تعلم
حافظ إبراهيم
على ضريح فتاة
يا تراب الحبيب فيك فتاة
…
كل أرواحنا تحن إليها
هي كانت عليك ألطف ظل
…
أيها الترب لا تثقل عليها
إسكندر العازار
على ضريح فتى
شقيقك غيب في لحده
…
وتطلع يا بدر من بعده
فهلا خسفت فكان الخسوف
…
لباس الحداد على فقده
لأحد شعراء العرب