الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 1
- بتاريخ: 1 - 3 - 1910
ما هي هذه المجلة
؟
بدت منذ مدة من الزمن في كل الأقطار العربية طوالع حركة فكرية، ونهضة أدبية، لا يسع المكابر إنكارها. فلقد نفض الناطقون بالضاد غبار الخمول عنهم، وأفاقوا من سباتهم العميق، فألقوا نظرة إلى مجاوريهم أبناء سائر اللغات، فرأوهم قد ساروا شوطاً بعيداً في مضمار الآداب والفنون، ونظروا إلى العرب أجدادهم، فرأوا أنفسهم قد قصروا عنهم أيما تقصير: فلا السيوف المشرقية، ولا الرماح الهندية، ولا الجياد الأعوجية، يفاخرون بها الأقران، ويفتحون بها الأمصار والبلدان. . . . ولا البيان الدرّيّ، ولا الشعر السحري، ولا الهوى العذري، يخلبون به الألباب ويستولون به على ممالك الأذهان. . .
رأوا قد دالت من يدهم دولة الحسام، ودولة الأقلام، وأدركوا أن الأحفاد كادوا يضيعون ذلك الإرث المجيد الذي خلفه لهم الأجداد. فهالهم ما رأوا وما أدركوا عندما تفتحت منهم العيون، بعد مر الأجيال
والقرون. فنهضوا نهضة من يريد أن يعتاض بالاجتهاد، عما أضاعه من الأوقات. وأخذوا ينسجون بجد ونشاط ثوباً يسترون به عريهم قبل أن تسقط أسمالهم البالية. ونفخوا الرماد الذي ذرته الأيام على نار أذهانهم ليوقدوا من القبس الباقي مصباحهم.
هذه هي النهضة التي سرت روحها بين غروب القرن التاسع عشر وبزوغ القرن العشرين في مصر والشام والعراق والمغرب وسائر البلاد التي تتفاهم بالعربية.
بين غسق القرن الغابر، وغلس القرن الحاضر، بزغت شمس هذه النهضة الفكرية، في سماء البلاد العربية. بعد أن تقدمها شهاب من النور، في السنين السالفة كما يتقدم شروق البدور.
ولقد كان لإعلان الدستور في الممالك العثمانية كبير تأثير في هذه الحركة. فإن ثوره الأبلج بدد ما تبقى من السحب، في سماء العرب. فراق الجو، وانقشعت غيومه، وصاف أديمه. بعد أن كادت غياهب الاستبداد تطفئ كل نور ونار.
نبغ في الأقطار العربية كتاب أعلام، وشعراء عظام. أخذوا أهبتهم ونزلوا إلى الميدان. فجال فريق منهم جولات صادقة ذكرتنا مفاخر الماضين، فقلنا: إن أولاء الأبناء من أولئك الآباء. وهم - وإن كان عددهم قليلاً - سيكونون لنا خير أساتذة يؤملون بإرجاع العصور الذهبية، للآداب العربية.
ونزل فريق إلى المضمار على غير ما يكفى من التمرين والترويض
فجالوا غير آمنين
كبوة حصانهم، أو نبوة حسامهم. ومثل هؤلاء في حاجة إلى التنشيط وزيادة التمرين تحت إدارة من يروض جيادهم ويثقف سلاحهم.
وأنى يكون ذلك وكل فريق من الكتاب يجري في مضماره بعيداً عن الفريق الآخر فلا يرى أقراناً من ربع غير ربعه يجاريهم، ولا يلاقي فرساناً من حي غير حيه يباريهم. .؟
أنى يكون ذلك ويكاد كتاب القطر الواحد يجهلون حتى أسماء كتاب القطر الثاني. لأن لا صلة بينهم ولا رابطة تربطهم. فحملة الأقلام في مصر يكادون لا يعرفون شيئاً عن زملائهم في الشام، وهؤلاء يعرفون دون القليل عن كتاب العراق. وقس على ذلك في سائر الأقطار العربية.
ولقد تذهب هذه النهضة الجميلة بلا جدوى، وتضيع هذه المساعي الإفرادية بلا فائدة إذا لم تتضام وتتضافر ليتولد منها قوة واحدة كبيرة تنهض بالآداب العربية.
وإذا ظلت الحال على هذا المنوال يظل الكتاب في الأمصار كالجزر المبعثرة في عرض البحار: لا رابط يربط بعضها ببعض ليستمد بعضها من بعض. فلا تفي كل واحدة بحاجات أهليها، فتنضب وتجدب ويهجرها من فيها.
ولذلك فكرنا في العمل على سد هذا الفراغ الذي يشعر به الجميع وعزمنا بعون الله على إنشاء مجلة خاصة - على قدر الإمكان - بهذا الموضوع وبعد مفاوضة السواد الأعظم من مشاهير حملة الأقلام في مصر والشام.
عللنا النفس بأن نجعلها المضمار العام الذي ينزل إليه فرسان الأدب، ليجروا أشواطهم جنباً إلى جنب، فيكون هناك مباراة وتمرين واقتداء ولا فائدة بلا هذه الأمور.
أو هي تكون السفينة التي تصل الجزر بعضها ببعض، فتحمل إلى هذه ما تحتاج من تلك، وتحمل إلى تلك ما تحتاج من هذه. وهكذا يتم التعاون والتساند الأدبي.
نحن لم يخف علينا ما في ذلك من الصعوبة والمشقة، ولم تغرر بنا النفس حتى نتوهم أننا - على ضعفنا - قادرون على سد هذا الفراغ. لكننا عرضنا هذه الفكرة على أيمة الأدب في القطرين المصري والسوري فأنسنا منهم ارتياحاً كبيراً إلى هذا المشروع وتنشيطاً عظيماً على تحقيقه. ولما رأينا حينذاك أن لدينا القوة اللازمة من الأنصار والمساعدين أقدمنا على تحقيق هذه الأمنية متكلين على موفق الأمور.
يفهم القارئ مما تقدم مجمل موضوع هذه المجلة الجديدة وخطتها. فهي تعلل النفس بان تكون صلة تعارف بين كتاب العرب في كل الأقطار، وذلك بنشر ما تجود به قرائحهم الوقادة من النفثات الرائقة، وفتح الميدان وسيعاً بوجههم ليتباروا فيه في موضوعات مختلفة. وسننشر تباعاً رسوم حملة ألوية الأدب ونفتح باباً خصوصياً للتراسل والتباحث فيما بينهم وبالإجمال نتوخى كل ما له علاقة بالحركة الفكرية وما يهم الأدباء الاطلاع عليه. ولا حاجة إلى القول أننا سنقصر في هذه النشرة على الأدبيات والفنيات مبتعدين عن السياسيات والمذهبيات.
وإليك أهم الأبواب التي سنطرقها في هذه المجلة:
1 ً - باب للمقالات التي يدبجها مشاهير الكتاب في مواضيع متنوعة.
2 ً - في رياض الشعر - ننشر تحت هذا العنوان عرائس القصائد التي تجود في قرائح فحول شعرائنا.
3 ً - في جنائن الغرب - ننشر تباعاً في هذا الباب خير ما يؤخذ عن آداب اليونان والرومان والفرنساويين والإنكليز والألمان والإيطاليان والروس وغيرهم من الغربيين قديماً وحديثاً لأن ذلك يكسب لغتنا ثروة طائلة من المعاني الجديدة والمباني الحديثة. وسنعتمد في ذلك على تعريب فريق من الكتاب العارفين بهذا الفن.
4 ً - في حدائق العرب - ننشر فيه صفحات مطوية من خير ما قاله الغابرون من كتاب العرب لأن لدينا كنوزاً مدفونة نحن في أشد الحاجة إلى الانتفاع بها. وسنعمل على قدر الإمكان ليكون نشر هذه الصفحات بمناسبة الحوادث الحاضرة وعلى مقتضى سير الأمور حوالينا.
5 ً - أشواك وأزهار - باب خصوصي للانتقاد والملاحظات على الحوادث الجارية والتعليق عليها بقلم أديب متفنن يريد أن يكتم اسمه.
6 ً - حديقة الأخبار - نورد في هذا الباب ملخص الحوادث وخصوصاً التي لها علاقة بحياة الكتاب.
7 ً - باب خصوصي لدرس كل كتاب نفيس يظهر في عالم المطبوعات درساً أدبياً على طريقة الأوربيين في نقد كتبهم. أو البحث بحثاً وافياً في حياة كاتب من أئمة الكتبة الأقدمين
أو المحدثين.
8 ً - الروايات - ولما كان الجمهور قد أصبح كثير الميل إلى الروايات الخيالية المعروفة باسم الرومان لم نشأ أن نحرمه ذلك. ولكن لكي نقرن اللذة بالفائدة الواجب استخراجها من كل مطالعة لم نرض بتلك الروايات التافهة التي يضعها بعض تجار الكتب في أيدي القراء. بل عمدنا إلى اختيار نخبة من طرائف الروايات الأوروبية الشهيرة التي وضعها أشهر كتاب الغرب ووكلنا تعريبها إلى من نعرف فيهم الكفاءة اللازمة.
وسننشر تباعاً أشياء كثيرة عن الأدب والفنون والعلوم والتاريخ والاجتماع وغير ذلك مما يهم القراء الاطلاع عليه.
المحررون - قلنا أن غايتنا الأولى من هذه النشرة إيجاد صلة التعارف بني كتاب الأقطار العربية وتعريف عموم القراء بمشاهير كتبتنا لما في ذلك من الفوائد التي لا تخفى على أحد ولرغبة جمهور كبير فيم عرفة وحفظ ما تجود به القرائح العربية. ولذلك لم يكن بالإمكان الاقتصار على فريق قليل من المحررين. وعليه فقد أردنا أن نضمن لنفسنا مساعدة كل من أحرزوا شهرة في عالم الكتابة فكان في مقدمهم من اقترح علينا هذا الفكر وهم ليسوا بالنفر القليل. ثم كتبنا إلى فريق آخر فورد منهم الجواب بالإيجاب مع الارتياح العظيم إلى هذا المشروع وقد لبوا هذا الطلب عن طيبة خاطر غيرة منهم على الأدب، وحرصاً على كنوز العرب. وكان بودنا نشر الكتابات العديدة التي تلقيناها من مشاهير كتابنا لما فيها من التنشيط ولكن ضيق المقام يضطرنا إلى الاكتفاء بنشر أسمائهم الكريمة فقط مرجئين نشر جواباتهم إلى فرصة أخرى. وهكذا يمكننا أن نبشر القراء منذ
الآن بمساعدة الكتبة الآتية أسماؤهم مرتبة على حروف الهجاء:
إبراهيم أفندي الحوراني
إبراهيم أفندي شدودي (الدكتور)
أحمد بك شوقي
الشيخ أحمد حسن طبارة
أحمد أفندي الكاشف
أحمد أفندي محرم
أحمد أفندي نسيم
الشيخ إسكندر العازار
إسماعيل باشا صبري
إلياس أفندي فياض
أمين أفندي الريحاني
أمين أفندي الغريب
بشارة أفندي عبد الله الخوري
توفيق أفندي حبيب
حافظ أفندي إبراهيم
حفني بك ناصف
خليل أفندي مطران
داود أفندي بركات
شبلي أفندي شميل (الدكتور)
شبلي بك ملاط
فليكس أفندي فارس
الشيخ عبد القادر المغربي
محمد أفندي إمام العبد
محمد أفندي كرد علي
محمد أفندي مسعود
محمد أفندي السباعي
الشيخ محيي الدين الخياط
السيد مصطفى لطفي المنفلوطي
نعوم بك شقير
نقولا أفندي رزق الله
ولي الدين بك يكن
يوسف أفندي نخلة ثابت
وهناك أيضاً عدد كبير من أئمة الكتبة في مصر والشام وبغداد وتونس وطرابلس الغرب والجزائر وأمريكا إلخ قد باشرنا مفاوضتهم بهذا الشأن لتتم الغاية المطلوبة. فيجد القارئ إن شاء الله في مجلة الزهور خير ما تجود به الأقلام العربية في كل الأصقاع فيكون له فيها أحسن مجموعة أدبية جامعة يحق الاحتفاظ بها.
السباقات - وستفتح المجلة سباقات تتناول مواضيع شتى وتجعل الحكم فيها لنخبة من أعلام الأدباء. منها سباقان كبيران: الواحد في موضوع شعري، والثاني في موضوع نثري. وتعد للمجلين في هذا المضمار مداليات وجوائز ثمينة.
الاشتراك - ولما كانت غايتنا تعميم هذه النشرة على قدر الإمكان فقد جعلنا بدل الاشتراك زهيداً للغاية تتحمله كل الجيوب. وقيمته:
في القطر المصري: أربعون غرشاً صاغاً
في الممالك العثمانية: ثلاثة ريالات مجيدية
وفي الخارج: خمسة عشر فرنكاً
وجعلنا للمعاهد العلمية وأساتذتها وللأندية الأدبية حسم 30 في المئة.
حقوق المشترك - يحق لكل مشترك في مجلة الزهور:
1 -
حسم 50 في المئة من ثمن كل كتاب تنشره المجلة.
2 -
حسم 25 في المئة من ثمن كل كتاب يُطلب عن يد إدارتها.
3 -
الكتاب الخصوصي الذي تنشره المجلة سنوياً يرسل إليه مجاناً.
4 -
نشر إعلان خصوصي لا يتجاوز السطرين مرة في السنة.
5 -
الاشتراك في كل سباق تفتحه المجلة وذلك دون مقابل.
6 -
حضور الاحتفالات الأدبية التي تقيمها إدارة المجلة بمساعدة المعاونين بالتحرير.
هذا بعض الشيء عن خطة هذه المجلة الجديدة، والغاية التي ترمي إليها، والأبحاث التي ستتناولها بمساعدة خير من حرر، وأشهر من حبر من كتابنا العصريين. فعسى أن تلاقي رضى القراء وارتياحهم إليها. فيلاقوا فيها فائدة لأذهانهم، وتفكهة لخواطرهم، وعلى الله الاتكال في كل الأعمال.