الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعليها رسم أوروبا مع شارة كل دولة من الدول بألوان زاهية. وهي على نوعين: نوع بعشرة غروش ونوع بستة وهي والمفكرة تطلبان من مكتبة المعارف بأول شارع الفجالة لصاحبها نجيب أفندي متري.
أزهار وأشواك
أماني وتمنيات العيد
قابلته صباح العيد، وكان قد مر علي أربع سنوات دون أن أراه. وقعت عيني عليه فلم أكد أعرفه. رأيت بدل ذاك القوام الرشيق والقد النحيل والوجه الأصفر جسماً ممتلئاً صحة وعافية ومحيا يكاد الدم ينفر منه. صافحته طويلاً وقلت: وما الذي اعتراك يا صاح؟ فأجاب وعلى ثغره ابتسامة السرور: هي الأزمة يا أخي لم تبق ولم تذر - والعشرون ألف جنيه ريع أطيانك وأموالك؟ - ذهبت غير مأسوف عليها. . . قال هذا وقد تحولت ابتسامته إلى قهقهة عالية. فبقيت حائراً فيما أرى وأسمع وتمتمت: أتمنى لك في رأس السنة الصحة والسلامة ورجوع الثروة. . . فقاطعني قائلاً: حسبي القسم الأول من هذه التمنيات. فإننا دائماً في حاجة إلى الصحة، أما الثروة فأنا بغنى عنها، وقد رضيت بالسعادة بديلاً. . . اسمع لي، يذهب ما بك من العجب. كنت غنياً كما تعرف ولم أك سعيداً وأنا الآن قد جمعت بين الفقر والهناء. كنت وامرأتي نسكن قصراً شاهقاً يملأه الخدم والحشم، وتخطر المركبات في باحته، فكنت أقضي ليلي
ونهاري في الملاهي بين خلاني، وامرأتي من جهتها تفعل ذلك مع صديقاتها فلا أراها ولا تراني. أما الآن فنحن نسكن منزلاً صغيراً، ونذوق فيه أفراح المعيشة العائلية، ونملأه بالحب والسلام. فزوجتي لي بكليتها وأنا لها بكليتي، ولاكنا لأولادنا وهم لنا، فلا ندع أحداً يستولي على ذرة من فؤادنا. كان المرض ضيفنا المعتاد أما الآن فلا نعرف ضيفاً إلى الصحة بفضل ترتيب حياتنا كان خوفنا من الفقر شديداً، والآن لا نخاف شيئاً لأن الفقر نزل بنا فوجدناه خير نزيل. كنت في مثل هذا العيد أقضي نهاري راكضاً من بيت إلى بيت لمعادية من نسميهم أصدقاء، وأقضي شطراً من ليلي في كتابة بطاقات الزيارات والرد عليها، والشطر الآخر في المقامرة، أما الآن فأنا أحيي عيدي ليله ونهاره بين أولادي وزوجتي. فيا ما أسعد حالتي. فبالله عليك ادع لي وعلي بما تشاء ولكن لا تتمن لي رجوع الثروة والجاه، لئلا أرجع إلى ما كنت عليه من الشقاء والعناء. وأنا لا يسعني إلا أن أدعو لك بان تصير إلى ما صرت إليه. . . قال وودعني عند منعطف الشارع وهو يردد: يا صفا الأزمان. . .
الحصان والمودة
أنصح للكاتب الذي تخمد نار قريحته، وتنضب مياه مادته. أن يطرق الموضوعات النسائية وما يتعلق بربات الحجال من الأزياء والتفنن في مظاهر الجمال، فيفتح عليه، وتتوارد الأفكار إلى دماغه، بدليل أن شعراء العرب الأقدمين كانوا يستهلون كل القصائد من مدح ورثاء وفخر ووصف بالغزل لأن الغزل كما يقولون يشحذ القريحة. على أني لم