الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في رياض الشعر
دمعة
سكبها كبير شعرائنا سعادة إسماعيل باشا صبري يوم مقتل المرحوم بطرس باشا غالي، فجاءت دراً مسبوكاً في أبيات غراء تفضل سعاته بإرسالها إلى المجلة وكان العدد الأول قيد الطبع. ونحن ننشرها الآن موقنين إن مثل هذه الأقوال تكون خير بلسم على كل قلب ملكوم وأشد رابط للسلام. وما أحسن السلام. . .
لهف الرياسات على راحل
…
قد كان ملء العين والمسمع
لهف العلى قد عطلت من سنا
…
بدر هوى من اوجها الأرفع
تبكي المرؤات على بطرس
…
ذاك الهمام الماجد الأروع
فتشت - لما لم أجد مقلتي
…
كفوءاً - عن الفضل ليبكي معي
فقيل لي قد سار في إثره
…
يوم دفناه ولم يرجع
يا مجرياً دمع الملا أبحراً
…
أدركهمو يا مرقئ الأدمع
يا نازلاً بين وفود البلى
…
آنستهم يا موحش الأربع
عيني فيك اليوم قبطية
…
تروي الأسى عن مسلم موجع
يهيم من وجد ومن لوعة
…
في الجانب الأيسر من أضلعي
ويحفظ العهد كما شاءه
…
أحمد سمحاً واسع المشرع
يا من سقاني الجم من وده
…
هذا ودادي كله فاكرع
يا حاملا لقلب الكبير الذي
…
لم ينقض الميثاق قم واسمع
إسماعيل صبري
الزهرات الثلاث
أنشدها ناظمها الشاعر المصري في حفلة عقدت لتوديع عزتلو القاضي النزيه الفاضل عبد الهادي بك الجندي بمناسبة انتقاله من المحلة إلى طنطا. وقد صاغها الشاعر من بحر جديد الشطر الأول فيه أربع فاعلاتن والشطر الثاني فاعلاتن واحدة. وتفضل بإهداء هذه الزهرات النضرة إلى مجلة الزهور:
صبح الأزهار طيف ملكي يبهر
…
بالزهور
يا لها بكراً كحور الخلد هبت تخطر
…
في البكور
قلدت جبهتها في نسق زاهي البياض
…
تاج عهن
وأعارت ثوبها من خير ألوان الرياض
…
كل حسن
أمل باد وسعد مستعير شخص نور
…
للعيون
وبهاء في حياء مستعير للظهور
…
بالظنون
نجم صبح كل آن يجتلي فيه سناه
…
فهو فجر
من تكونين حماك الله يا هذه الفتاه؟
…
- أنا مصر
* * *
درت الأزهار ما جاءت له تلك العروس
…
من مرام
غن للأزهار أبصاراً ترى سر النفوس
…
من لمام
فأحست ذاك منهن وقالت قول فكر
…
لا لسان
أفمنكن ثلاث يتقدمن لأجر
…
يا حسان؟
* * *
قالت الوردة: ما للعدل مثلي من مثال
…
فاجتليني
في بياضي واحمراري آيتا الحكم الحلال
…
فاجتنيني
قالت الزنبقة الغراء: إني رسم حس
…
للنزاهة
هي شكلي وقوامي ولها عفة نفسي
…
والنباهة
قالت السوسنة البيضاء شفافاً سناها
…
عن سماحه
أنا والرحمة كالمرآة والوجه اشتباها
…
وصباحه
* * *
بعد ذاك اجتمعت تلك المجيبات الحسان
…
للهدية
في نظام اكسبتهن به تلك البنان
…
صوغ حليه
حلية باليد زانتك بها مصر الفتاه
…
رسم حال
رسم أبهى ما به يحلى على الدهر القضاه
…
من خلال
خليل مطران
يا شعراء الشام
يا طائر البان أثرت الغرام
…
هل أنت مثلي مغرم يا حمام
جددت بي دائي وغادرتني
…
كأنني سقم بصدر السقام
لو فرقوا ما بي على أمة
…
عزريل لا يحسن فيها القيام
جسم كظن المرء في ربه
…
لا تدرك الناس له من نظام
كأنني إن تعصف الربح في
…
ركب ابن داوود وبردي لتام
وغن ضعفي عز بأسيهما
…
لا الغاز بي قام ولا الجن قام
حظ كحظ البدر عند الضحى
…
وعزمة جازت طباق الغمام
وعزة قد أكبرت ربها
…
عن صحبة الجيش وحمل الحسام
وسيرة مثل افترار الحيا
…
أو كابتسام البدر تحت الظلام
لا كنت لي يا أدبي حرفة
…
إن كان من يعليك قدراً يضام
مصر بنا ضاقت فما حالكم
…
في أرضكم يا شعراء الشام؟؟؟
لو أنصفتنا قومنا طأطأت
…
- إن قيل راحوا أو غدوا - كل هام
هل انتم في أرضكم مثلنا
…
ترون سحب الجود تبدو جهام
(لأولا بنيات كزغب القطا)
…
ونسوة خطبي عليها جسام
وحب أرضٍ طال عودي بها
…
وبعض قوم في رباها كرام
لما وضعنا الدهر رحلاً بها
…
ولا ضربنا في رباها خيام
ولانتجعنا الشام حتى نرى
…
نضارة العيش وطيب المقام
- عبد الحليم المصري
أرسل إلينا حضرة الشاعر الأديب هذه الأبيات وطلب جواباً عليها من شعراء سورية. ثم جاءنا منه كتاب يذكر فيه اجتماعه بصديقه محمد أفندي إمام العبد وتلاوة هذه القصيدة عليه قال:. . . فما وصلت إلى ذكر الشعراء في مصر حتى نال منه الوجدان واغرورقت عيناه وارتد حزنه لإلى فؤادي بعد أن ارتسم على أسارير الجبهة، فأخذ يقرأ هذه السطور الخيالية بلسان الشاعرية ويسابقه في النطق بها لسان الدمع. . .
وقد نظم المصري في ذلك بيتين أضافهما إلى قصيدته وهما:
أصبحت لا أصبحت في حالة
…
وهكذا أمسى صديقي إمام
إن كان هذا الحظ لا ينجلي
…
يا دولة الشعر عليك السلام
وموعدنا العدد القادم إن شاء الله في نشر جواب شعراء سورية ليطلعونا على ما هم عليه. . .