الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 4
- بتاريخ: 1 - 6 - 1910
الكلمات الأجنبية
في اللغة العربية
من سوء الحظ ليس عندنا مجمع لغوي يبحث في تهذيب لغتنا ويعد لنا مفردات جديدة لما استجد من الاختراعات والاكتشافات شأن سائر الأمم. ولما كان هذا الأمر من الأهمية بمكان عظيم لإحياء اللغة وتطبيقها على حاجات زماننا الحاضر رأينا فريقاً من أدبائنا الأعلام يحاولون أن يسدوا هذا الفراغ ببحثهم وتنقيبهم، فوُفقوا في بعض الشيء وفشلوا في البعض الآخر.
وقد رأى نادي دار العلوم الزاهر منذ سنتين أن يقوم بهذه الخدمة الجلى بوضع مسألة الأسماء للمسميات الحديثة موضع بحثه ومناقشاته. وكان قد وضع عقب انتهاء المناقشات قراراً يكون منهجاً لسيره في التعريب. وذلك بأن يختار عشرة من الأسماء الأعجمية أو العامية فيرسل إلى كل عضو من أعضائه نسخة منها ليكتب كل منهم ما يراه لذلك الاسم من الكلمات
العربية البسيطة أو المركبة. ثم تعاد هذه الإجابات إلى النادي في موعد معين، وحينذاك تجتمع اللجنة العلمية للنادي فتنظر في ما لديها وتنتقي من الكلمات أقربها مناسبة لمعنى الكلمة الأعجمية أو العامية. ولما اجتمع لدى اللجنة جملة صالحة من تلك المفردات قررت أن تبدأ بنشرها ليطلع عليها أعضاء النادي ويبدوا ما عندهم من الملاحظات. وإذا مضى شهر كامل ولم يرد ملاحظات اعتبرت رأياً عاماً لجميع أعضاء نادي دار العلوم فكان عليهم أن يصقلوها بألسنتهم وأقلامهم حتى تكون لعامة من يشتغلون باللغة العربية.
ولم يشأ أعضاء النادي أن يبخسوا من تقدموهم بالعمل حقهم فإن المفردات التي سبقت الجرائد والمجلات إلى استعمالها في معنى من المعاني وكانت أفضل من سواها قد أبقوها على ما هي.
هذا هو العمل الذي أخذ النادي على نفسه القيام به ولعمر الحق أنه لعمل جليل مفيد يستحق القائمون به على كل ثناء وشكر.
على أننا نطلب من الأعضاء الكرم أن يمددوا أجل البحث حتى يتمكن أدباء معظم الأقطار العربية من الاشتراك فيه، ليكون الاختيار أصح، والاستعمال أعم.
وإننا نعرض اليوم على قرائنا ما توصل إليه أعضاء النادي من البحث في وضع المفردات
طالبين من الأدباء أن لا يضنوا بملاحظاتهم حتى تصل بواسطة هذه المجلة إلى النادي فتتم الفائدة التي نسعى إليها:
- (استمارة) يرى أعضاء النادي استعمال (استئمارة) وقد وجدت
هذه الكلمة في الكتب القديمة بلفظ استيمار بالتسهيل وحذف التاء ولكنهم رأوا إثبات التاء لالتزامها في الاستعمال الحاضر وعدم المانع منه والكلمة مرة من استأمر أي اخذ أمره.
- (انفيتياترو) ترجمت بلفظة (مدرَّج) منذ زمان وقد كاد اختيار الأعضاء يجمع عليها.
- (بلوك نوت) تعريبها (اضمامة) ومعناها الأوراق منضمة.
- (بويه) نظرت اللجنة فيما يستعمل للتلوين فوجدته على نوعين: نوع يتخلل أجزاء الأجسام فاختارت له كلمة (صبغ) كصبغ الثياب والورق وما أشبه. ونوع يعلو السطوح فاختارت له كلمة (طلاء) كطلاء المباني والأواني وغير ذلك.
- (تختة بوش) وهو ما يسميه الإفرنج وتعريبه (نجيرة) فقد جاء في لسان العرب أن النجيرة سقيفة من خشب ليس فيها قصب ولا غيره.
- (تربيزة أو طاولة) رأت اللجنة من هذا المسمى أنواعاً: فمنها ما هو للأكل وهذا (خوان) ويسمى حين وضع الأكل عليه (مائدة). ومنها ما توضع عليه الأشياء المختلفة وهذا (منضدة) مشتقة من النضد وهو جعل المتاع بعضه فوق بعضه ويخصصه بعض اللغويين بحرّ المتاع وخياره. ومنها ما هو للكتابة خاصة وهذا يطلق عليه كلمة (مكتب) المستعملة.
- (ترسينه) إن ما يخرج عن البناء منه ما هو مغطى وهذا يسمى (كُنَّة) ومنه ما هو مكشوف وهذا (طَنَف) والكلمتان في العربية
موضوعتان لما يخرج من الأجنحة في الدار. على أن هناك لفظة تؤدي المعنى وهي (شرفة) وقد كثر استعمالها. وقد ورد في الأغاني بهذا المعنى كلمة (مستشرف).
- (جول) اختارت لها اللجنة لفظة (مرمى) على أن كلمة (محج) الشائعة في سورية تؤدي نفس المعنى.
- (خارطة) وصحيحها (خريطة)
- (دوسيه) تعريبها (ملف)
- (شماعة أو تعليقة) وجدت اللجنة لما تعلق عليه الملابس نوعين: أولهما ذو عمود متوسط
وشعبات بارزة فاختارت له كلمة (غِدان) وهو في اللغة قضيب تعلق عليه الثياب. والثاني يثبت في الحائط فاختارت له لفظة (شجاب).
- (طابور) الكلمة عربية حرفت وصحيحها (تابور).
- (كارت فيزيت) سبق اختيار (بطاقة الزيارة) ولا مانع من الاستغناء عن المضاف إليه فيقال (بطاقة) كما يقول الإفرنج (كارت).
وقد رأت اللجنة أيضاً استبدال (سينماتوغراف) بكلمة (خيالة) وهي كل ما تراءى لك من الصور (وفونغراف) ب (الحاكي)
وسيموغراف (بمطبعة النضح) و (تيب ريتر) بمطبعة الأزرار) لأنها اتخذت قاعدة عامة في تسمية المطابع وهي أن تستعمل كلمة مركبة من (مطبعة) مضافة إلى أكبر مميز لتلك المطبعة. على أن كلمة (الآلة الكاتبة) أو (الكاتبة) فقط أقرب من مطبعة الأزرار.