الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في رياض الشعر
نفس مكرمة ونفس تُزدرى
غيرت عهدك في الهوى فتغيرا
…
ملك الهوى قلبي وقلبك ما درى
كوني كما أنا في الغرام وفية
…
لا تهجريني ما خلقت لأهجرا
أصبحت فيك من الولوع بغاية
…
إن زدت حسناً لا أزيد تحيرا
بلغ المدى بي كل شيء في الهوى
…
فإذا أردت زيادةً لن تقدرا
يسمو بك الحسن المدل إلى السما
…
ويمت بي الجد المذل إلى الثرى
ماذا التخالف في المحبة بيننا
…
نفس مكرمة ونفس تزدرى
ينفك عمري في الهوى متقدماً
…
ويظل سبقي في الهوى متأخرا
وأكاد أحسب في غرامك شقوتي
…
لو كان يسعد عاشق بين الورى
عندي حديث إ أردت ذكرته
…
من لي بأن تصغي إلي وأذكرا
عصفت به ريح الملامة موهناً
…
فجرى على وجه العذول وغيرا
لا تنكري نظرات عيني خلسة
…
الله قد خلق العيون لتنظرا
وقفت عليك فما انثنت عن منظر
…
فتنت به إلا لتطلب منظرا
أرسلت طيفك في المنام يزورني
…
فدنا وولى وهو يعثر بالكرى
لم يبق من أثر سوى تبسامة
…
خطرت على نفس الهوى فتأثرا
أتبعته أملي فأقصر دونه
…
ولو استمد بلفتة ما أقصرا
لا يعذلوني في غرامك ضلة
…
من هام فيك فحقه أن يعذرا
رقت حواشي الروع فيك صبابة
…
ونهى النهى عنك الفؤاد فأعذرا
قلبي يحس وهذه عيني ترى
…
ما حيلتي فيما يحس وما يرى
إن تصبري عني فقلبك هكذا
…
أما أنا فأخاف أن لا أصبرا
ولي الدين يكن
الحنين إلى مصر
لخير بلادي لا لنفسي اكتب
…
وفي الله لا في المال والجاه أرغب
ولست مبيحاً للدنايا طويتي
…
فلا ينثني عزمي ولا أتقلب
أحب بلادي والعدا يعذلونني
…
وكل محب بالعواذل متعب
بلاد يروق الخلد خضر مروجها
…
وترنو لها حور الجنان وتعجب
ويحسد نهر الكوثر العذب نيلها
…
وقد راح في أعطافها يتصبب
وما فارقتها النفس كارهة لها
…
بلى كل شيء في بلادي محبب
فها أنا للسودان من مصر عائد
…
وروحي لمصر من دمي تتسرب
فيا عجباً للنيل يجري بجانبي
…
ونفسي على أيامه تتلهب
فيا نيل بلغها سلامي وقل لها
…
على العهد ذاك النازح المتغيب
فلو أن ماء النيل مازج أدمعي
…
لما كان يحلو في الشفاه ويعذب
* * *
فكم مجلس لي بالجزيرة شائق
…
هو الخلد أو خلد على الأرض يطلب
تظلله الأدواح والطير فوقها
…
تبوح بأسرار الغرام وتعرب
تحف به الأزهار من كل جانب
…
وألوانها تملي علي وأكتب
فأخضر فينان وأبيض ناصع
…
وأحمر مرجان وأصفر مذهب
إذا الريح هبت عطر الأفق نشرها
…
وأنوارها أوحت إلى الشمس تغرب
إذا الأرض طرف دمعه النيل جارياً
…
على أنه بالعشب طرف مهدب
وللروح معنى في النسيم مخبأ
…
إذا مس ميتاً قام يسعى ويدأب
مقاعد ترتد العيون حسيرة
…
لديها ويسبى الرشد فيها ويسلب
ويوم لدى الأهرام قصرت ظله
…
يرئم له ملهى بقلبي وملعب
تكاد حمياً لفظه ودلاله
…
لرقته بالأذن والعين تشرب
لدى عجب من صنعة الجن شاهق
…
تتبعه ألحا عيني فتتعب
معاهد فرعون وآثاره التي
…
تروق على مر الزمان وتعجب
فيا قوم للأوطان زاد تشوقي
…
فجفني قريح والفؤاد معذب
فلولا هواها ما حملت بعادها
…
فما كنت لولا حبها أتغرب
أذود العدا عنها وأقتحم الردى
…
واطفوا على موج المنايا وأرسب
إذا ذكرتها النفس في الروع أقدمت
…
على الموت لا تخشى ولا تتهيب
فيا ليت شعري والزمان معاند
…
هل الدهر يصفو أم هل الدهر يعتب
وهل ركب مصر للحياة طريقه
…
فيشدى له أم للمنايا فيندب
فيا مصر للعلياء والمجد أقدمي
…
وما المجد إلا قوة وتغلب
ويا مصر للعرفان والعلم شمري
…
فهذا دواء للبلاد مجرب
وإن نحن أرضينا الإله أعاننا
…
وإن نحن أغضبناه يا قوم يغضب
وكل بناء في يد الله ركنه
…
فليس له في العالمين مخرب
محمد توفيق علي ضابط بالجيش المصري
يوم الفراق
(مطلع قصيدة لسعاد صاحب الإمضاء)
هل عند ذاك السرب أنا بعده
…
في الحي من آماقنا نتدفق
أو أن أضلعنا على ما استودعت
…
يوم الفراق من الجوى تتحرق
أمنازل الأقمار أهلك أسرفوا
…
في النأي إسراف الغني وأغرقوا
لو أنهم قد أنصفوك منازلاً
…
ما راقهم في الكون بعدك مشرق
(مصر) إسماعيل صبري
الرجاء واليأس
رجونا وكان اليأس لولاك راحة
…
فرد لنا بالله ما أنت سالبه
فأنت امرؤ أطمعتنا وحملتنا
…
على مركب لا يهدأ الدهر راكبه
حافظ إبراهيم
المشد
سألت فتاةً لم أرى منك معطفاً
…
يحيط به هذا المشد ويكنف
فقالت أرى غصن القوام مكلفاً
…
بحمل ثقيل منه قد كاد يقصف
فمنطقت خصري بالمشد كما ترى
…
ليحمل جور النهد قدي المهفهف
(مصر) فيليب مخلوف