الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تآليف ابن الفوطيّ
قال شمس الدين الذهبيّ في تذكرة الحفّاظ: «كتب من التواريخ ما لا يوصف، ومصنّفاته وقر بعير
…
وعمل تاريخا كبيرا لم يبيّضه، ثمّ عمل اخر دونه في خمسين مجلّدا أسماه (مجمع الآداب في معجم الأسماء على معجم الألقاب) وألّف (درر الأصداف في غرر الأوصاف) وهو كبير جدّا. ذكر أنّه جمعه من كتاب مصنّف من التواريخ والدواوين والأنساب والمجاميع، [وهو] عشرون مجلّدا، بيّض منها خمسة، وكتاب المؤتلف والمختلف، رتّبه مجدولا، وله كتاب (التواريخ على الحوادث) وكتاب (حوادث المائة السابعة) والى أن مات، وكتاب ([نظم] الدّرر الناصعة في شعراء المائة السابعة)، في عدّة مجلّدات».
وذكر غير الذهبيّ أنّه جمع الوفيّات من سنة ستمائة في كتاب سماه «الحوادث الجامعة والتجارب النافعة الواقعة في المائة السابعة» .وهو هو الكتاب الذي ذكره الذهبيّ. وذيّل على تاريخ ابن الساعي شيخه نحوا من ثمانين مجلّدة، عمله للصاحب علاء الدين عطا ملك الجويني، وله كتاب «تلقيح الأفهام في تنقيح الأوهام» وأشياء كثيرة في الأنساب وغيرها، ووفيات اخرى.
هذا ما ذكره المؤرّخون من تآليفه، وهم الذهبيّ، والصفديّ، وابن حجر العسقلانيّ، وابن رجب البغداديّ، وشمس الدين السخاويّ، مؤلّف «الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ» ، وجميع مؤلّفاته خالية من الحكمة والفلسفة، وكلّ شيء من علوم الأوائل. وها نحن أولاء نتكلّم على مؤلّفاته المذكورة في مواضع اخرى بالترتيب الذي ارتأيناه:
1 - مجمع الآداب المترتّب على معجم الأسماء في معجم الألقاب:
هكذا وردت تسميته في آخر الجزء الرابع منه، المؤرّخ بسنة 712 هـ والتسمية مصدّرة بكلمة «تلخيص
…
».وقد جاء في أوّل كتاب الغين منه: «كتاب
الغين من كتاب مجمع الآداب في معجم الألقاب» وجاء في أوّل كتاب القاف منه:
«كتاب القاف من كتاب مجمع الآداب على معجم الأسماء في معجم الألقاب» وجاء في أوّل كتاب الكاف من الجزء الخامس: «كتاب الكاف من كتاب مجمع الآداب في معجم الألقاب» .وكرّر ذلك في أوّل كتاب اللاّم، وأوّل كتاب الميم، فالمؤلف لم يقتصر على تسمية واحدة، ولم يذكر التلخيص إلاّ في آخر الجزء الرابع على حسب تجزئته. وممّن ذكر مجمع الآداب لا تلخيصه كاتب جلبي في «كشف الظنون» قال:«مجمع الآداب في معجم الأسماء والألقاب، لكمال الدين عبد الرزّاق ابن أحمد بن محمد المعروف بابن الفوطيّ البغدادي المتوفّى سنة 723 هـ ثلاث وعشرين وسبعمائة» ذكر أنّه في خمسين مجلّدا. وقد كان ذكره في باب الميم في كشف الظنون في ثبت التواريخ باسم «مجمع الآداب» فقد وقال في مادّة تاريخ: «تاريخ ابن الفوطيّ، متعدّد كالذيل على الجامع المختصر لشيخيه ابن الساعي، والحوادث الجامعة، ومجمع الآداب» .وذكره شمس الدين السخاوي باسم «معجم الآداب ومعجم الأسماء على الألقاب» .
وهذا الكتاب الضخم الذي هو أكبر كتاب في الألقاب في التاريخ الاسلامي لم نجد له ذكرا كثيرا ولا قليلا، بل وجدناه مذكورا نادرا في نقل متأخّر زمان ناقله وهو رئيس لجنة التصحيح بمطبعة دار الكتب العربية الكبرى، وهو الشيخ محمد الزهري الغمراوي، قال في آخر «شرح نهج البلاغة» تأليف عزّ الدين عبد الحميد ابن أبي الحديد المدائني الأديب المؤرّخ العلاّمة مترجما له: «نقلت من كتاب معجز الآداب في معجم الألقاب، تأليف الشيخ الإمام أحمد بن محمد بن أبي المعالي (كذا) الشيباني القوطي (كذا) الذي فاق في معرفة التاريخ جميع أقرانه وأربى في علم الآداب على أبناء زمانه
…
».
ونرى ما ذكره من ترجمة عزّ الدين عبد الحميد بن أبي الحديد موافقا لما ذكره محمد باقر الخونساري في كتابه «روضات الجنّات» من غير أن ينصّ على اسم كتاب ابن الفوطيّ الذي نقل منه، ولا شك في أنّ الذي ذكره الخونساري هو