الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصف النسخة التي في الظاهريّة
جاء في فهرس المخطوطات التاريخية وملحقات التاريخ بدار الكتب الظاهرية: «تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطيّ (1)، الجزء الرابع (2) من تلخيص كتاب مجمع الآداب المرتّب على معجم الأسماء في معجم الألقاب. مؤلّفه عبد الرزّاق بن أحمد الفوطيّ الشيباني [723 هـ: شذرات 6: 60] وهو كتاب لم يؤلّف مثله قبله ولا بعده، جمع فيه رجال الإسلام (3)، ورتّبهم على حروف ألقابهم، ثمّ في ألقابهم على أسمائهم، ورتّبه على خمسة جداول، أوّلها: لألقابهم، ثانيها: لأسمائهم، ثالثها: لنسبتهم، رابعها: لاختصاصهم، خامسها: لشيء من ترجمتهم اختصرها وأوجزها (4)؛ ولم يخلّ بهذا الترتيب أبدا. وقد جعل الجداول الأربعة في صفحة، والترجمة في الصفحة المواجهة [لها].يبتدئ هذا الجزء
(1)(اختصر المفهرس الدكتور يوسف العش اسم الكتاب كما يفهم من تنبيهه العام في مقدّمة الفهرس وذكره كاملا بعد ذلك).
(2)
(رمز المفهرس الى أنّ عدّة أوراقه 254 ورقة وأنّ نص الكتاب يبدأ بالورقة الثانية).
(3)
(لم يشترط المؤلّف الإسلام في الملقّب فالقيل مثلا لقب وائل بن حجر هو من ألقاب الجاهلية وإن أسلم صاحبه بعد جاهليّته. وكذلك القول في «القمر» لقب عمر العلى أبي نضلة هاشم بن عبد مناف بن قصيّ القرشيّ المكّي، فهو لم يكن مسلما ولكن الكتاب احتوى على لقبه وموجز سيرته)، ولم يشترط أيضا الرّجال فحسب، بل ترجم للنّساء أيضا، ولكنّه وعلى منوال المتقدّمين أفردهنّ عن الرّجال وربّما كان الفصل الأخير من هذا الكتاب مخصّصا لهنّ، قال في الرقم 4141 عند استطراده لذكر عصمة الدنيا بنت ملكشاه: كما ذكرناه في ترجمتها من النّساء، وفي الرقم 4862 قال: وسنذكر امّه في كتاب الذال إن شاء الله تعالى.
(4)
(انظر المثال المصوّر من الكتاب، فهو أوضح للمراد وأبين للوصف).
بعز الدين الحسن بن يوسف ابن الحسن الموصلي البغداديّ الفقيه؛ وينتهي بالقيل وائل بن حجر الحضرمي الصحابي. وفي كل صفحة عشرة أسماء، حدّد لها جداول مستعرضة (1) بعددها، وقد ترد الأسماء بين الجداول المستعرضة، وذلك ما أضافه المؤلّف على هذه النسخة بعد كتبه لها. أمّا الترجمة فترد ضمن جداولها، بخطّ يكبر ويصغر ويستوي على طول الورقة (2)، أو يأتي مستعرضا، أو مائلا حسبما يراه المؤلّف وتمضي يده، وكثيرا ما تخرج الترجمة من جدولها لكبرها أو لإضافات إليها وعدد التراجم في هذا الجزء ينوف على (25000 ترجمة)، وإذا فرض أنّ الكتاب في ثماني مجلّدات مثل هذا يكون مجموع التراجم قد نيّف على 10000 ترجمة.255 ورقة، 25 * 15 سم، عدد الاسطر لا يطرد، و 3 سم حاشية عليها تعليقات في كثير من محالها، خطّ فارسيّ متقن في الأسماء، مستعجل وصغير في التراجم، علّقه المؤلّف سنة 712 هـ.تاريخ 267 (3)».
وقد فاتته في هذه الفهرسة أربعة امور:
أوّلها: أنّ الجزء ناقص الأوّل، دلّ على ذلك أنّ العنونة التي اعتادها المؤلّف في أوّل كل حرف ليست موجودة في أوّل الجزء، كقوله وكتابته في أوّل العين والصاد:«العين والصاد وما يثلّثهما» .ودلّ أيضا أنّ مثل عزّ الدين إبراهيم بن أحمد ابن عبد المحسن الفاروثي، وعزّ الدين إبراهيم بن الحسن الجويني، وعزّ الدين إبراهيم بن عبد الله المقدسي الزاهد، وعزّ الدين إبراهيم بن علي بن عبد السلام، وعزّ الدين إبراهيم بن محمد السويديّ، وعزّ الدين إبراهيم بن أبي علي الشيرازي، وعزّ الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الملك بن المقدّم، وعزّ الدين إبراهيم بن محمد بن طرخان الطبيب، وعزّ الدين أحمد بن إبراهيم الفاروثي،
(1)(المستعرضة هي الطالبة لعرض الصفحة مع أنّ الجداول المذكورة عموديّة في الصفحة فهي في طولها لا في عرضها، والجداول الاولى هي المستعرضة).
(2)
(يريد عرض الورقة كما بيّنّاه).
(3)
(الفهرس المذكور 165).
وعزّ الدين أحمد بن أسعد بن المظفّر لم يذكر أحد منهم في هذا الجزء. وغير معقول أن يمهلهم كلّهم، مع أنّ أكثرهم عراقيّون، وهم أقرب الى الترجمة من غيرهم، لاشتهار تراجمهم.
والأمر الثاني: هو أنّه لم ينبّه على اختلال تجليد هذا الجزء، بحيث صارت جملة أسماء مقابلة لغير تراجم أصحابها، وجملة تراجم مقابلة لغير أسماء أصحابها، فأصبح الجزء موهمة ومزلّة ومزلقة. فقد وهم في النقل منه جماعة من الباحثين والناقلين والمعنيّين بالتراجم (1)، وصار بعضه خطرا على الثقافة التاريخية، كما نبّهنا عليه في منشوراتنا ومقالاتنا، وصرفنا الهمّة الى إصلاح هذا الجزء حتى أعدنا الأوراق الضوالّ الى مواضعها الأصلية. فمن الأسماء التائهة طائفة وجدنا تراجم أصحابها، ومن التراجم التائهة طائفة وجدنا أسماء أصحابها، وطائفة من هذه وتلك تعرّفنا أسماء أصحابها وتراجمهم، ونقلناها من كتب اخرى؛ وبقيت طائفة رابعة خلوا من مقابلها، وذلك لعجزنا عن تلافي نقصانها. وهذا المجهود الذي جهدناه لا يعلم حقيقته إلاّ الراسخون في هذا الفنّ من فنون التاريخ. وقد استأذنّا مدير دار الكتب الظاهرية في إصلاح خلل التجليد في النسخة، فوجدنا منه توقا وشوقا، فأصلحناها، ورقّمناها ترقيما جديدا صحيحا، وكانت مديرية الثقافة في سورية قد صوّرت نسخة على الأصل المختلّ، فأصلحناها لها لتسهيل المقابلة والتصحيح عند الطبع.
والأمر الثالث: هو أنّ الجزء الرابع يبدأ بعز الدين، وبحرف الألف من الأسماء، لا بعز الدين وحرف الحاء كما ذكر المفهرس الفاضل من أنّ أوّله «عزّ الدين الحسن بن يوسف بن الحسن الموصلي» ، نستدل على ذلك بأنّ في أوّل صفحة من الباقي من الكتاب ترجمة «عزّ الدين بن الحدّاد» ، تليها ترجمة
(1)(من ذلك الوهم ما وقع لمؤلّف «تاريخ علماء المستنصرية» الاستاذ الباحث الفاضل ناجي معروف استاذ التاريخ الاسلامي في كليّة الآداب يومئذ ص 32، 167، 179، 255، 291، 310، طبعة مطبعة العاني ببغداد سنة 1379 هـ - 1959 م).
«عزّ الدين أبي الفتح بن إسماعيل الشيرازي» ، ويأتي في الصفحة بعينها ترجمة «عزّ الدين أبي العبّاس أحمد بن سلمان بن أبي بكر المعروف بابن الأصفر المستعمل الحريمي» ، ومن البديهي أنّ «أحمد» قبل «الحسن» في الترتيب المعجميّ.
والأمر الرابع: هو أنّ النسخة قد أصاب أطرافها أوراقها تآكل وتمزّق، لأنّها لم تكن من الكاغد القويّ الفاخر؛ فقوّيت أطراف الأوراق بوريقات جديدة؛ وأجحفت تلك الوريقات بطائفة من أطراف الحواشي، فذهبت أخبار تاريخية قد تكون مفيدة جدّا وخصوصا تواريخ الوفيات.
والأمر الخامس: ذلك أنّ المؤلّف رحمه الله كتب في النسخة الأصلية اللّقب والاختصاص بالحمرة، كما أنّه جعل للاسم ثلاثة جداول، أوّلها: للكنية وللاسم. وثانيها: لاسم الأب. وثالثها: للجدود. وعلى ذلك فيشتمل الوجه الأيمن من المخطوطة على ستّة جداول والوجه الأيسر على جدول سابع.
ولتلخيص مجمع الآداب هذا ذكر في أنساب الطالبيّين المعروف (بعمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب)، وقد سمّى مؤلّف الأنساب مؤلّف مجمع الآداب تارة «قوام الدين عبد الرزّاق بن الفوطيّ» وتارة اخرى «جمال الدين ابن الفوطيّ (1). ونحن نقدّر أصل الكتاب بستة أجزاء، وقد طبع الجزء الخامس بلاهور فيما بين سنة 1939 وسنة 1947 م ملحقا بمجلّة الكليّة الشرقية المسماة «أورينتل كالج ميكزين» ، قام على طبعه الاستاذ محمد عبد القدّوس القاسميّ، وقد بدأ بطبع الجزء الرابع، إلاّ أنّ الطبع سقيم والتصحيح قليل وضئيل، وقد وقع إليّ من مطبوع الجزء الرابع أربعمائة وسبع وتسعون ترجمة، آخرها ترجمة «عزّ الدين أبي نصر محمود بن محمد بن خطيران الهمذاني الرئيس» .
وقد ارتكب ناشره الفاضل أوهاما لا يصحّ السكوت عليها، مع أنّه في
(1)(راجع الصفحة 192، 234 من طبعة بمبئي في الهند)، وص 263 من طبعة النجف.
رأينا، من أحقّ من يتصدّى لنشر مثل هذا الكتاب؛ ومن تلك الأوهام ما وقع في الترجمة الثانية عشرة (1) على حسب ترقيم الناشر. ونصّ الترجمة:«عزّ الدين أبو العبّاس أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي: من شيوخ صدر الدين إبراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيّد الحمويهيّ الجوينيّ في معجم شيوخه .. وكانت وفاته في النصف من شعبان، سنة ثلاث عشرة وستمائة ودفن بباب حرب» .
إنّ الفقرة في أوّلها: «وكانت وفاته» وآخرها «بباب حرب» ليست من ترجمة هذا الرجل، بل هي من ترجمة الوارد قبله. وقد أبقى الناشر نصّها أبتر، وهو عزّ الدين أبو المعالي أحمد بن أبي الرضا عبد الله بن علي بن علي يعرف بابن السمين البغدادي المحدّث:(ذكره) الحافظ محبّ الدين أبو عبد الله بن النجّار في تاريخه وقال: كان من أولاد المحدّثين المعروفين بالطب، سمع أبا نصر يحيى بن موهوب بن
…
وطبقته؛».
ودليلنا على ما قلنا هو نصّ المؤرّخين، قال جمال الدين محمد بن سعيد المعروف بابن الدّبيثيّ الواسطيّ:«أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي بن علي السمين أبو المعالي بن أبي الرضا بن أبي المعالي، هذا لم يكن مشهورا بالطلب، سمع شيئا يسيرا بإفادة أبيه من أبي نصر يحيى بن موهوب بن السّدنك وغيره، كتبنا عنه أحاديث يسيرة وكان خيّرا، وتوفّي ليلة الخميس تاسع عشر شعبان سنة أربع عشرة وستمائة ودفن بباب حرب (2)» .
وقال زكي الدين عبد العظيم بن عبد القويّ المصريّ في وفيات سنة 614 هـ: «وفي شعبان توفّي الشيخ الصالح أبو المعالي أحمد بن أبي الرضا عبد الله بن أبي المعالي أحمد بن علي بن علي بن عبد الله بن سلامة، المعروف بابن السمين
(1)(الصفحة «13» من الضميمة أي الملحق بالمجلّة المذكورة آنفا).
(2)
(ذيل تاريخ بغداد، نسخة دار الكتب الوطنية بباريس 2133، الورقة 22).
البغدادي، سمع بإفادة أبيه من أبي نصر يحيى بن موهوب بن السّدنك وغيره وحدّث، وهو من بيت الحديث (1)».
وقال شمس الدين الذهبي: «أحمد بن عبد الله بن أحمد بن السّمين أبو المعالي: من أولاد المحدّثين، سمع يحيى بن السّدنك، كتبنا عنه. توفّي في شعبان سنة ثلاث عشرة وستمائة (2)» .وذكر في ملحق ذيل طبقات الحنابلة «2: 465» .
هذا من جهة ابن السّمين، أمّا عزّ الدين أبو العبّاس أحمد بن عبد الحميد ابن عبد الهادي المقدسيّ الحنبليّ، فمن الرجال المعروفين في التاريخ؛ ولا يجوز أن تلتبس أخباره بأخبار غيره عند من بلغ من فنّ التراجم أطوريه. جاء في شذرات الذهب في وفيات سنة (700 هـ):«وفيها توفّي العزّ أبو العبّاس أحمد بن العماد عبد الحميد ابن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسيّ الصالحيّ الحنبليّ، روى عن الشيخ الموفّق وابن أبي لقمة وابن راجح وموسى بن عبد القادر وطائفة، وخرّج له مشيخة سمعها خلق؛ وزاره نائب السلطان، وتوفّي في ثالث المحرّم. وله ثمان وثمانون سنة (3)» .
فهذا مثال من الأوهام؛ ولا نود أن نطيل البحث بذكر غيره، فله موضع غير هذا.
(1)(التكملة لوفيّات النقلة «نسخة مكتبة البلدية بالإسكندرية» 1982 د، ج 1 ص 112).
(2)
(المختصر المحتاج إليه من تاريخ أبي عبد الله بن الدبيثي «1: 188»، طبعة المجمع العلمي العراقي، بتعليق كاتب هذه المقدّمة).
(3)
(شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبليّ «5: 455»، وذكر جامع ملحق ذيل طبقات الحنابلة الذي لابن رجب «2: 465» انّه سمع موسى بن عبد القادر وغيره وتفرّد وقاسى شدائد عظيمة في أيّام التّتار).