الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ملحق الجزء الثالث: السنة بيان الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم
-
بحث نشر في مجلة السيرة والسنة بجامعة قطر
تقديم
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون.
والحمد لله الذى لا يؤدى شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة منه، توجب على مؤدى ماضى نعمه بأدائها: نعمة حادثة يجب عليه شكره بها. ولا يبلغ الواصفون كنه عظمته. الذى هوكما وصف نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه. أحمده حمداً كما ينبغى لكرم وجهه وعز جلاله. وأستعينه استعانة من لا حول ولا قوة إلا به.
وأستهديه بهداه الذى لا يضل من أنعم به عليه.
وأستغفره لما أزلفت وأخرت، استغفار من يقر بعبوديته، ويعلم أنه لا يغفر ذنبه ولا ينجيه منه إلا هو.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله (1) .
أما بعد: فقد نزل القرآن الكريم مفرقاً فى ثلاث وعشرين سنة، قال تعالى فى سورة الإسراء:{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} (2) .
(1) نقلت هذا من مقدمة الإمام الشافعى لرسالته فى أصول الفقه.
(2)
الآية: 106.
والرسول صلى الله عليه وسلم. عندما يقرأ القرآن الكريم على الناس فإنما يقرأ، ويبين مراد الله تعالى.
وكان منهج الصحابة. رضى الله تعالى عنهم ـ كما قال ابن مسعود: " كنا لا نتجاوز عشر آيات حتى نعلم ما بهن، ونعمل بهن، فتعلمنا العلم والعمل جميعاً. " وكانوا يأخذون عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما يخفى عليهم من هذا العلم. وفى العهد المكى الذى نزلت فيه سورة الإسراء، نزل قوله تعالى فى الآية التاسعة والثمانين من سورة النحل:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ} . وفى الآية الرابعة والأربعين من سورة النحل أيضاً نزل قوله عز وجل: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} . فما البيان الذى جاء به القرآن الكريم؟ وما بيان الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وما العلاقة بين البيانين؟