الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنه أيوب السختياني وابن أبي عروبة ومعمر بن راشد والأوزاعي ومسعر بن كدام، وأمم سواهم. قال أحمد بن حنبل: كان قتادة عالما بالتفسير، وباختلاف العلماء، ثم وصفه بالفقه والحفظ، وأطنب في ذكره وقال: قلما تجد من يتقدمه. قال قتادة: ما قلت لمحدث قط أعد علي، وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي. قال ابن حبان: كان من علماء الناس بالقرآن والفقه، وكان من حفاظ أهل زمانه، على قدر فيه. قال أبو داود: لم يثبت عندنا عن قتادة القول بالقدر، والله أعلم. قال ابن أبي حاتم: كان قتادة بارع العلم، نسيج وحده في الحفظ في زمانه، لا يتقدمه كبير أحد. وعنه في قوله تعالى:{إِنَّمَا الله من عباده الْعُلَمَاءُ} (1) قال: كفى بالرهبة علما، اجتنبوا نقض الميثاق، فإن الله قدم فيه وأوعد، وذكره في آي من القرآن تقدمة ونصيحة وحجة، إياكم والتكلف والتنطع والغلو والإعجاب بالأنفس، تواضعوا لله لعل الله يرفعكم. توفي سنة سبع عشرة ومائة بواسط وقيل ثماني عشرة.
موقفه من المبتدعة:
- جاء في الإبانة أن قتادة كان إذا تلا: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا ربنا اللَّهُ ثُمَّ استقاموا} (2) قال: إنكم قد قلتم ربنا الله فاستقيموا على أمر الله وطاعته وسنة نبيكم وامضوا حيث تؤمرون، فالاستقامة أن تلبث على الإسلام
(1) فاطر الآية (28).
(2)
الأحقاف الآية (13).
والطريقة الصالحة ثم لا تمرق منها ولا تخالفها ولا تشذ عن السنة ولا تخرج عنها. فإن أهل المروق من الإسلام منقطع بهم يوم القيامة، ثم إياكم وتصرف الأخلاق واجعلوا الوجه واحدا والدعوة واحدة، فإنه بلغنا أنه "من كان ذا وجهين وذا لسانين كان له يوم القيامة لسانان من نار"(1). (2)
- جاء في أصول الاعتقاد: عن عاصم الأحول قال: قال قتادة: يا أحول! إن الرجل إذا ابتدع بدعة ينبغي لها أن تذكر حتى تحذر. (3)
" التعليق:
نعم ويبين بطلانها، وكذلك رؤوس المبتدعة وأفراخهم، ويعتبر ذلك من أفضل القرب إلى الله، ومن الجهاد في سبيله كما قال بعض السلف والحمد لله رب العالمين.
- روى الدارمي بسنده إلى أبي عوانة عن قتادة قال: ما قلت برأيي منذ
(1) رواه أبو يعلى (5/ 159/2771و2772) وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت (ص.282) والبزار (2/ 428/2025 كشف الأستار) والطبراني في الأوسط (9/ 409/8880) وأبو نعيم في الحلية (2/ 160) والخطيب في التاريخ (12/ 103) من طرق عن أنس بن مالك به، وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 95) وقال:"رواه الطبراني في الأوسط وفيه مقدام بن داود وقد ضعف، ورواه البزار بنحوه، وأبو يعلى وفيه إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف". وأخرجه أبو داود (5/ 191/4873) والبخاري في الأدب المفرد (1310) وابن حبان (الإحسان 13/ 68/5756) من حديث عمار بن ياسر وحسن إسناده العراقي في تخريج الإحياء (4/ 1777/2806). وفي الباب عن أبي هريرة وسعد بن أبي وقاص وجندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنهم. قال الشيخ الألباني رحمه الله بعد ذكر هذه الطرق: "وبالجملة فالحديث صحيح بمجموع هذه الطرق، والله أعلم". انظر الصحيحة (2/ 584 - 585).
(2)
الإبانة (1/ 2/317 - 318/ 156).
(3)
أصول الاعتقاد (1/ 154/256) والكفاية في علم الرواية (ص.44).
ثلاثون سنة، قال أبو هلال: منذ أربعون سنة. (1)
" التعليق:
انظر كيف كان السلف يتمسكون بالنص ولا يعدلون به إلى آرائهم الطيبة التي كانت مبنية على النصوص، ومع ذلك لشدة حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وورعهم عن الوقوع في الخطأ التزموا بالنصوص. وأما نحن فأعرضنا عن النصوص بالكلية وجعلنا حججنا في قول فلان وعلان مهما كان مصدر رأيه سواء كان مستاقا من ضلال اليونان؛ أو من الفكر الهندي والمسيحي؛ أو من متأخرة الفقهاء الذين لم يشموا رائحة السنة، أو من الفكر الاستشراقي النصراني، والله المستعان.
- عن قتادة في قوله عز وجل: {واذكرن ما يتلى عليكم في بيوتكن من آيات اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} (2)، قال: القرآن والسنة. (3)
- عن قتادة: {ويعلمهم الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (4)، قال: السنة. (5)
- وعنه: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يخوضوا في حديث غيره} (6)، قال: نهاه الله أن يجلس مع الذين يخوضون في آيات الله يكذبون بها وإن نسي
(1) سنن الدارمي (1/ 47).
(2)
الأحزاب الآية (34).
(3)
الإبانة (1/ 1/255/ 91) والسنة للمروزي (ص.108 - 109).
(4)
البقرة الآية (129).
(5)
أصول الاعتقاد (1/ 78/71) والإبانة (1/ 2/344 - 345/ 217).
(6)
الأنعام الآية (68).
فلا يقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين. (1)
- وعنه في قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} (2)، قال: لا تبتدعوا ولا تجالسوا مبتدعا. (3)
- قال قتادة: إنا والله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس إلا مثله وشكله فصاحبوا الصالحين من عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم. (4)
- عن قتادة: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يجادل في الله عِلْمٍ} (5)، قال: صاحب بدعة يدعو إلى بدعته. (6)
- عن قتادة: {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين} (71)(7)، قال: خصومة علمها الله محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه يخاصمون بها أهل الضلالة. (8)
- وعن قتادة في قوله تعالى: {كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا} (9): يعني أهل البدع. (10)
(1) الإبانة (2/ 3/430 - 431/ 352) والطبري (5/ 228).
(2)
النساء الآية (171).
(3)
الإبانة (2/ 3/440/ 380) وما جاء في البدع (ص.66).
(4)
الإبانة (2/ 3/479 - 480/ 511).
(5)
الحج الآية (3).
(6)
أصول الاعتقاد (1/ 129/178).
(7)
الأنعام الآية (71).
(8)
ذم الكلام (ص.128).
(9)
آل عمران الآية (105).
(10)
الاعتصام (1/ 75).