الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن أَبِي ذِئْب (1)(159 هـ)
محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب الإمام شيخ الإسلام، أبو الحارث القرشي العامري المدني الفقيه.
سمع الزهري ونافع مولى ابن عمر ومحمد بن المنكدر وسعيد بن أبي سعيد وخلقا سواهم.
وعنه عبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب وعبد الله بن مسلمة القعنبي وعبد الله بن نمير وطائفة.
رمي بالقدر وما كان قدريا. قال أحمد الأبار: سألت مصعبا عن ابن أبي ذئب فقال: معاذ الله أن يكون قدريا، إنما كان زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر وضربوهم ونفوهم، فنجا منهم قوم فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب فقيل هو قدري لذلك.
قال الإمام أحمد: كان ابن أبي ذئب رجلا صالحا قوالا بالحق يشبه بسعيد بن المسيب، وكان قليل الحديث.
توفي سنة تسع وخمسين ومائة.
موقفه من المبتدعة:
- روى الهروي في ذم الكلام بسنده إلى الشافعي قال: أخبرني أبو حنيفة بن سماك بن الفضل الشهابي حدثني ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي
(1) تاريخ خليفة (429) وتاريخ بغداد (2/ 296 - 305) ووفيات الأعيان (4/ 183) وتهذيب الكمال (25/ 630 - 644) والوافي بالوفيات (3/ 223 - 224) وتذكرة الحفاظ (1/ 191 - 193) والسير (7/ 139 - 149) ومشاهير علماء الأمصار (140) والفهرست لابن النديم (315) وشذرات الذهب (1/ 245).
شريح الكعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عام الفتح: "من قتل له قتيل فهو بخير النظرين إن أحب أخذ العقل وإن أحب فله القود"(1) قال الشافعي: قال أبو حنيفة: قلت لابن أبي ذئب تأخذ به يا أبا الحارث؟ قال: فضرب صدري وصاح بي صياحا كثيرا ونال مني فقال: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول تأخذ به؟ نعم آخذ، وذلك الفرض علي وعلى من سمعه؛ إن الله اختار محمدا صلى الله عليه وسلم من الناس فهداهم به وعلى يديه، واختار له وعلى لسانه (2)، فعلى الخلق أن يتبعوه طائعين وداخرين لا مخرج لهم من ذلك. قال: وما سكت حتى أحببت أن يسكت. (3)
- وعن أحمد بن حنبل: قيل لابن أبي ذئب: مالك بن أنس يقول: "ليس البيعان بالخيار ما لم يتفرقا"(4) فقال: يستتاب مالك فإن تاب وإلا
(1) أحمد (4/ 31 - 32) و (6/ 385) والترمذي (4/ 14/1406) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وأبو داود (4/ 643 - 644/ 4504) كلهم من طرق عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح الكعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكره بطوله وفيه: فمن قتل له قتيل بعد اليوم فأهله بين خيرتين إما أن يقتلوا أو يأخذوا العقل. وهو في الصحيحين من طريق الليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي شريح به بطوله دون ذكر موطن الشاهد. وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه: البخاري (1/ 273 - 274/ 112) ومسلم (2/ 988/1355) وأبو داود (4/ 645/4505) والترمذي (4/ 14/1405) والنسائي (8/ 407/4799 - 4800) وابن ماجه (2/ 876/2624).
(2)
في الكنى والحجة والفقيه والمتفقه: 'واختار لهم ما اختار له على لسانه'.
(3)
ذم الكلام (4/ 133 - 134 طبعة الأنصاري) والكنى للدولابي (1/ 145) والحجة للأصبهاني (1/ 244 - 245) والفقيه والمتفقه (1/ 287 - 288) وذكره الذهبي في السير (7/ 142).
(4)
حديث "البيعان بالخيار" أخرجه: أحمد (3/ 403) والبخاري (4/ 412/2110) ومسلم (3/ 1164/1532) وأبو داود (3/ 737 - 738/ 3459) والترمذي (3/ 548 - 549/ 1246) وقال: "هذا حديث صحيح". والنسائي (7/ 280 - 281/ 4469) كلهم من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه. وورد من حديث غيره من الصحابة رضي الله عنهم.