الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توفي في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة.
موقفه من المبتدعة:
- روى الخطيب في شرف أصحاب الحديث عن الأعمش أنه قال: إذا رأيت الشيخ لم يقرأ القرآن ولم يكتب الحديث فاصفع له، فإنه من شيوخ القمر. قال أبو صالح: قلت لأبي جعفر: ما شيوخ القمر؟ قال شيوخ دهريون يجتمعون في ليالي القمر يتذاكرون أيام الناس ولا يحسن أحدهم أن يتوضأ للصلاة. (1)
" التعليق:
وهذا شأن المبتدعة يجتمعون على مناقب شيوخهم وترهاتهم، أو يستغرقون العمر في حفظ أشياء ودراستها لا علاقة لها بالكتاب والسنة.
- قال الأعمش: إنما مثل أصحاب هذا الرأي مثل رجل خرج بليل فرأى سوادا فظن أنها تمرة فإن أخطأه يكون عقربا أو يكون جرو كلب. (2)
" التعليق:
قال ابن بطة عقبه: الله الله إخواني يا أهل القرآن ويا حملة الحديث لا تنظروا فيما لا سبيل لعقولكم إليه، ولا تسألوا عما لم يتقدمكم السلف الصالح من علمائكم إليه، ولا تكلفوا أنفسكم ما لا قوة بأبدانكم الضعيفة ولا تنقروا ولا تبحثوا عن مصون الغيب ومكنون العلوم، فإن الله جعل
(1) شرف أصحاب الحديث (ص.67 - 68) والمحدث الفاصل (ص.306).
(2)
الإبانة (1/ 2/423/ 350).
للعقول غاية تنتهي إليها، ونهاية تقصر عندها، فما نطق به الكتاب وجاء به الأثر فقولوه، وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه، ولا تحيطوا الأمور بحيط العشوا حنادس الظلماء بلا دليل هاد ولا ناقد بصير، أتراكم أرجح أحلاما وأوفر عقولا من الملائكة المقربين حين قالوا:{لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (1).
إخواني: فمن كان بالله مؤمنا فليردد إلى الله العلم بغيوبه، وليجعل الحكم إليه في أمره، فيسلك العافية ويأخذ بالمندوحة الواسعة، ويلزم المحجة الواضحة والجادة السابلة والطريق الآنسة، فمن خالف ذلك وتجاوزه إلى الغمط بما أمر به، والمخالفة إلى ما نهي عنه، يقع والله في بحور المنازعة وأمواج المجادلة، ويفتح على نفسه أبواب الكفر بربه والمخالفة لأمره والتعدي لحدوده، والعجب لمن خلق من نطفة من ماء مهين فإذا هو خصيم مبين كيف لا يفكر في عجزه عن معرفة خلقه أما تعلمون أن الله قد أخذ عليكم ميثاق الكتاب أن لا تقولوا على الله إلا الحق فسبحان الله أنى تؤفكون.
- عن الأعمش قال: كانوا لا يسألون عن الرجل بعد ثلاث: ممشاه ومدخله وإلفه من الناس. (2)
(1) البقرة الآية (32).
(2)
الإبانة (2/ 3/452/ 419).