الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن جبير ومجاهد بن جبر وعبد الله بن كثير وحميد بن قيس الأعرج وعكرمة مولى ابن عباس ويحيى ابن يعمر وعطاء. قرأ عليه خلق كثير منهم: عبد الله بن المبارك ويحيى بن المبارك والأصمعي وشجاع البلخي وعبد الوارث التنوري. روى عن أنس بن مالك والحسن البصري وداود بن أبي هند والزهري وطائفة. وعنه الأصمعي وشريك النخعي ووكيع بن الجراح ومعتمر بن سليمان وآخرون.
قال إبراهيم الحربي: كان أبو عمرو من أهل السنة. قال أبو بكر بن مجاهد: كان أبو عمرو مقدما في عصره عالما بالقراءة ووجوهها، قدوة في العلم باللغة، إمام الناس في العربية وكان مع علمه باللغة وفقهه في العربية متمسكا بالآثار لا يكاد يخالف في اختياره ما جاء عن الأئمة قبله، متواضعا في علمه. قرأ على أهل الحجاز وسلك في القراءة طريقهم ولم تزل العلماء في زمانه تعرف له تقدمه وتقر له بفضله، وتأتم في القراءة بمذاهبه، وكان حسن الاختيار، سهل القراءة غير متكلف يؤثر التخفيف ما وجد إليه سبيلا. وعن عمه قال: قال لي أبو عمرو بن العلاء: يا عبد الملك كن من الكريم على حذر إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك أو تسأل من لا يجيبك أو تحدث من لا ينصت لك.
توفي سنة أربع وخمسين ومائة.
موقفه من القدرية:
- جاء في الإبانة: عن حماد بن زيد قال: سألت أبا عمرو بن العلاء عن القدر؛ فقال: ثلاث آيات في القرآن: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يستقيم (28)
وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ أن يشاء الله رب العالمين} (1)، {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (2)، {كَلَّا إِنَّهَا تذكرة فَمَنْ شَاءَ ذكره} (3). اهـ (4)
- وجاء في أصول الاعتقاد عن أحمد بن موسى قال: مر عمرو بن عبيد على أبي عمرو بن العلاء فقال له عمرو: كيف تقرأ: {وَإِنْ يستعتبوا} (5)؟ فقال أبو عمرو: وإن يستعتبوا -بفتح الياء- فما هم من المعتبين -بفتح التاء فقال له عمرو: ولكني أقرأ: وإن يستعتبوا -بضم الياء- فما هم من المعتبين -بكسر التاء- فقال أبو عمرو: ومن هنالك أبغض المعتزلة لأنهم يقولون برأيهم. (6)
- وعن عبد الملك الأصمعي: كنا عند أبي عمرو بن العلاء قال: فجاء عمرو بن عبيد، فقال: يا أبا عمرو. يخلف الله وعده؟ قال: لا. قال: أرأيت من وعده الله على عمل عقابا؛ أليس هو منجزه له؟ فقال له أبو عمرو: يا أبا عثمان. من العجمة أوتيت لا يعد عارا ولا خلفا، أن تعد شرا ثم لا تفي به بل تعده فضلا وكرما، إنما العار أن تعد خيرا ثم لا تفي به، قال: ومعروف ذلك
(1) التكوير الآيتان (28و29).
(2)
الإنسان الآيتان (29و30).
(3)
عبس الآيتان (11و12).
(4)
الإبانة (2/ 11/294 - 295/ 1950).
(5)
فصلت الآية (24).
(6)
أصول الاعتقاد (4/ 816/1375).
في كلام العرب؟ قال: نعم، قال: أين هو؟ قال أبو عمرو: قال الشاعر (1):
لا يرهب ابن العُمْرِ ما عشت صولة
…
ولا أختفي من صولة المتهدد
وإني وإن أوعدته أو وعدته
…
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي (2)
مسعر بن كدام (3)(155 هـ)
مِسْعَر بن كِدَام بن ظُهَيْر بن عُبَيْدَة الهلالي العامري، الإمام الثبت شيخ العراق أبو سلمة الكوفي الأحول الحافظ. روى عن ثابت بن عبيد الأنصاري، وعدي بن ثابت، وسعد بن إبراهيم، وقتادة، وطائفة. وعنه السفيانان، والفضل ابن دكين، ويحيى القطان، ووكيع بن الجراح، ومحمد بن بشر العبدي، وآخرون.
قال سفيان: كان مسعر من معادن الصدق، وقال يحيى بن عبيد: كان مسعر قد جمع العلم والورع. وقال ابن حجر: ثقة ثبت فاضل.
قال مسعر رحمه الله:
نهارك يا مغرور سهو وغفلة
…
وليلك نوم، والردى لك لازم
وتتعب فيما سوف تكره غبه
…
كذلك في الدنيا تعيش البهائم
وقال أيضا:
ومشيد دارا ليسكن داره
…
سكن القبور وداره لم تسكن
(1) البيتان لعامر بن الطفيل. انظر المعجم المفصل لشواهد اللغة العربية (2/ 414).
(2)
الإبانة (2/ 11/301 - 302/ 1966).
(3)
طبقات ابن سعد (6/ 364 - 365) وتاريخ خليفة (426) والسير (7/ 163 - 173) وحلية الأولياء (7/ 209 - 270) والجرح والتعديل (8/ 368 - 369) ومشاهير علماء الأمصار (169) وتذكرة الحفاظ (1/ 188 - 190) وتهذيب الكمال (27/ 461 - 469) وميزان الاعتدال (4/ 99) وشذرات الذهب (1/ 238 - 239).