الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كما جاءت بلا كيف. (1)
موقفه من الخوارج:
- جاء في المعرفة والتاريخ: عن الأوزاعي أنه كتب إلى عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: أما بعد فقد كنت بحال أبيك لي وخاصة منزلتي منه، فرأيت أن صلتي إياه تعاهدي إياك بالنصيحة في أول ما بلغني عنك من تخلفك عن الجمعة والصلوات فجددت ولججت. ثم بررتك فوعظتك وأجبتني بما ليس لك فيه حجة ولا عذر، وقد أحببت أن أقرن بنصيحتي إياك عهدا عسى الله أن يحدث خيرا، وقد بلغنا أن خمسا كان عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان: اتباع السنة وتلاوة القرآن، ولزوم الجماعة وعمارة المساجد والجهاد في سبيل الله.
وحدثني سفيان الثوري أن حذيفة بن اليمان كان يقول: من أحب أن يعلم أصابته الفتنة أو لا فلينظر، فإن رأى حلالا كان يراه حراما، أو يرى حراما كان يراه حلالا، فليعلم أن قد أصابته. وقد كنت قبل وفاة أبيك رحمه الله ترى ترك الجمعة والصلوات في الجماعة حراما فأصبحت تراه حلالا، وكنت ترى عمارة المساجد من شرف الأعمال فأصبحت لها هاجرا، وكنت ترى أن ترك عصابتك من الحرس في سبيل الله حرجا فأصبحت تراه جميلا.
وحدثني سفيان منقطعا عن ابن عباس أنه قال: من ترك الجمعة أربعا
(1) أصول الاعتقاد (3/ 582/930) ومقدمة شرح السنة للبغوي (1/ 171) والفتاوى (5/ 39) والشريعة (2/ 104 - 105/ 765) والسير (7/ 274).
متواليات من غير عذر فقد نبذ الإسلام من وراء ظهره. (1)
وحدثني الزهري عن أبي هريرة أنه من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر طبع الله على قلبه. (2)
وقد خاطرت بنفسك من هذين الحديثين عظيما فاتهم رأيك فإنه شر ما أخذت به، وارض بأسلافك إيمانا. وقد كنت في ثلاث سنوات مررن -والمساجد والديار تحرق والدماء تسفك والأموال تنتهب- مع أبيك لا تخالفه في ترك جمعة ولا حضور صلاة مسجد، ولا ترغب عنه حتى مضى لسبيله، وأنت ترى أنك بوجه هذا الحديث:"كن حلس بيتك"(3) ومثله من الأحاديث أعلم بها من أبيك وممن أدرك من أهل العلم، فأعيذك بالله وأنشدك به أن تعتصم برأيك شاذا به دون أبيك وأهل العلم قبله، وأن تكون لأصحاب الأهواء قوة وللسفهاء في تركهم الجمعة فتنة يحتجون بك
(1) أخرجه مرفوعا ابن الحمامي الصوفي في منتخب من مسموعاته، كما في الضعيفة (2/ 112/657) وإسناده ضعيف. فيه شريك القاضي ضعفوه لسوء حفظه. وأخرجه موقوفا بهذا اللفظ ابن عبد البر في التمهيد (فتح البر 5/ 208) وأخرجه: عبد الرزاق في مصنفه (3/ 166/5169)، أبو يعلى في مسنده (5/ 102/2712) موقوفا بلفظ: من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات، فقد نبذ
…
الخ. ذكره الهيثمي في المجمع (2/ 193) وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح وصحح إسناده الحافظ المنذري في الترغيب (1/ 453/733).
(2)
لم أجده بهذا اللفظ، وأخرجه مرفوعا بلفظ: "ألا هل عسى أحدكم أن يتخذ الصبة من الغنم
…
ثم تجيء الجمعة فلا يجيء ولا يشهدها، وتجيء الجمعة فلا يشهدها، وتجيء الجمعة فلا يشهدها حتى يطبع على قلبه". أخرجه: ابن ماجه (1/ 357/1127) وابن خزيمة (3/ 177/1859) والحاكم (1/ 292) وقال: "صحيح على شرط مسلم وسكت عنه الذهبي". قال البوصيري في الزوائد: "إسناد ضعيف لضعف معدي بن سليمان". وحسن إسناده الحافظ المنذري في الترغيب. انظر صحيح الترغيب والترهيب (1/ 452/731).
(3)
أحمد (4/ 408) وأبو داود (4/ 459 - 460/ 4262) والترمذي (4/ 425/2204) بلفظ: "والزموا فيها أجواف بيوتكم" وقال: "هذا حديث حسن غريب صحيح". والحاكم (4/ 440) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد وسكت عنه الذهبي". كلهم من حديث أبي موسى.