الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الذهبي: هذا بيان بن سمعان النهدي من بني تميم، ظهر بالعراق بعد المائة، وقال بإلهية علي؛ وأن فيه جزءا إلهيا متحدا بناسوته ثم من بعده في ابنه محمد بن الحنفية، ثم في أبي هاشم ولد بن الحنفية، ثم من بعده في بيان هذا؛ وكتب بيان كتابا إلى أبي جعفر الباقر، يدعوه إلى نفسه، وأنه نبي. (1)
موقفه من الجهمية:
جاء في السير عن قتيبة بن سعيد وغيره قالا: حدثنا القاسم بن محمد عن عبد الرحمن بن محمد بن حبيب عن أبيه عن جده قال: شهدت خالدا القسري في يوم أضحى يقول: ضحوا تقبل الله منكم فإني مضح بالجعد بن درهم، زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما، تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه. (2)
" التعليق:
أصبح هذا الموقف خالدا لخالد خلده الله في جنات الخلد هو وأمثاله ممن أراحوا المسلمين من رؤوس البدع والضلالة في كل زمان ومكان.
موقفه من الخوارج:
جاء في البداية والنهاية: وفي هذه السنة (أي تسع عشرة ومائة) خرج رجل يقال له بهلول بن بشر ويلقب بكثارة، واتبعه جماعات من الخوارج دون المائة، وقصدوا قتل خالد القسري، فبعث إليهم البعوث فكسروا الجيوش واستفحل أمرهم جدا لشجاعتهم وجلدهم، وقلة نصح من يقاتلهم
(1) الميزان (1/ 357).
(2)
السير (5/ 432) والفتاوى (10/ 66 - 67).
من الجيوش، فردوا العساكر من الألوف المؤلفة، ذوات الأسلحة والخيل المسومة، هذا وهم لم يبلغوا المائة، ثم إنهم راموا قدوم الشام لقتل الخليفة هشام، فقصدوا نحوها، فاعترضهم جيش بأرض الجزيرة فاقتتلوا معهم قتالا عظيما، فقتلوا عامة أصحاب بهلول الخارجي. ثم إن رجلا من جديلة يكنى أبا الموت ضرب بهلولا ضربة فصرعه وتفرقت عنه بقية أصحابه، وكانوا جميعهم سبعين رجلا، وقد رثاهم بعض أصحابهم فقال:
بُدِّلت بعد أبي بشر وصحبته
…
قوما علي مع الأحزاب أعوانا
بانوا كأن لم يكونوا من صحابتنا
…
ولم يكونوا لنا بالأمس خلانا
يا عين أذري دموعا منك تهنانا
…
وأبكي لنا صحبة بانوا وجيرانا
خلوا لنا ظاهر الدنيا وباطنها
…
وأصبحوا في جنان الخلد جيرانا
ثم تجمع طائفة منهم أخرى على بعض أمرائهم فقاتلوا وقتلوا وقتلوا، وجهزت إليهم العساكر من عند خالد القسري، ولم يزل حتى أباد خضراءهم ولم يبق لهم باقية. (1)
عبد الكريم بن مالك الجزري (2)(127 هـ)
عبد الكريم بن مالك، أبو سعيد الجزري الحراني، مولى بني أمية، الحافظ الإمام، عالم الجزيرة، رأى أنس بن مالك رضي الله عنه. روى عن سعيد بن
(1) البداية والنهاية (9/ 336 - 337).
(2)
تهذيب الكمال (18/ 252 - 258) وتذكرة الحفاظ (1/ 140) وسير أعلام النبلاء (6/ 80) وتهذيب التهذيب (6/ 373 - 375) وشذرات الذهب (1/ 173) وتاريخ الإسلام (حوادث 121 - 140،ص.167).