الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لجاءنا به، فقال: كيف لو رأيتم عبد الله بن زيد أبا قلابة الجرمي؟ قال: فما ذهبت الأيام والليالي حتى قدم علينا أبو قلابة. وعن أبي خشينة صاحب الزيادي: ذكر أبو قلابة عند محمد بن سيرين، فقال: ذاك أخي حقا. توفي سنة أربع ومائة.
موقفه من المبتدعة:
- قال الدارمي: أخبرنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن أبي قلابة قال: ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف. (1)
- جاء في السنة للخلال قال: حدثنا أبو عبد الله، قال: ثنا إسماعيل، قال: ثنا أيوب، قال: قال أبو قلابة: ما وجدت مثل أهل الأهواء إلا مثل النفاق، فإن الله قد ذكر النفاق بقول مختلف وعمل مختلف، قال: غير أن جميع ذلك الضلال. (2)
- عن أيوب عن أبي قلابة قال: إن أهل الأهواء أهل الضلالة، ولا أرى مصيرهم إلا النار، فجربهم فليس أحد منهم ينتحل قولا -أو قال حديثا- فيتناهى به الأمر دون السيف، وإن النفاق كان ضروبا ثم تلا:{وَمِنْهُمْ مَنْ عاهد اللَّهَ} (3)، {وَمِنْهُمْ مَنْ يلمزك في الصدقات} (4)، {وَمِنْهُمُ الذين
(1) الدارمي (1/ 45) وأصول الاعتقاد (1/ 152/147) والشريعة (1/ 200/145) وطبقات ابن سعد (7/ 184) وانظر الاعتصام (1/ 113).
(2)
السنة للخلال (4/ 111).
(3)
التوبة الآية (75).
(4)
التوبة الآية (58).
يؤذون النَّبِيَّ} (1) فاختلف قولهم، واجتمعوا في الشك والتكذيب. وإن هؤلاء اختلف قولهم واجتمعوا في السيف، ولا أرى مصيرهم إلا النار. قال حماد: ثم قال أيوب عند ذا الحديث أو عند الأول: وكان والله من الفقهاء ذوي الألباب -يعني أبا قلابة-. (2)
" التعليق:
وإذا لم يكن أبو قلابة من الفقهاء فمن هم الفقهاء؟ هم أصحاب العمم المنتفخة المؤسسة على الجهل والضلال؟! فهذه المقارنة التي ذكرها أبو قلابة بين المبتدعة والمنافقين من أروع ما قرأت في ذم أهل البدع، فكما أن المنافق لا ثبات له كما وصفه الله تعالى:{مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ} (3) فالشك والحيرة والريب ملأ قلوبهم، فكذلك المبتدعة مثلهم نسأل الله العافية.
- جاء في طبقات ابن سعد بالسند إلى أيوب: قال أبو قلابة، لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو
(1) التوبة الآية (61).
(2)
الدارمي (1/ 45 - 46) والشريعة مختصرا (1/ 200/143) وطبقات ابن سعد (7/ 184).
(3)
النساء الآية (143).
يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون. (1)
- وعن أيوب عن أبي قلابة قال: إذا حدثت الرجل بالسنة، فقال: دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. (2)
- عن أيوب السختياني قال: قال لي أبو قلابة: يا أيوب احفظ عني أربعا: لا تقل في القرآن برأيك، وإياك والقدر، وإذا ذكر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأمسك، ولا تمكن أصحاب الأهواء من سمعك فينبذوا فيه ما شاءوا. (3)
- قال أبو قلابة: يا أيوب احفظ عني ثلاث خصال: إياك وأبواب السلطان، وإياك ومجالسة أصحاب الأهواء، والزم سوقك؛ فإن الغنى من العافية. (4)
- عن أيوب قال: كان أبو قلابة إذا قرأ هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} (5) قال: يقول أبو قلابة: فهذا جزاء كل مفتر إلى يوم القيامة: أن يذله الله. (6)
(1) طبقات ابن سعد (7/ 184) وأصول الاعتقاد (1/ 151/244) والإبانة (2/ 3/435/ 363) والشريعة (1/ 188/120) وذم الكلام (ص.201) والسنة لعبد الله (ص.24) وابن وضاح (ص.106) والدارمي (1/ 108). وانظر الاعتصام (1/ 112) وشرح السنة (1/ 227) والسير (4/ 472.).
(2)
ابن سعد (7/ 184) وكذا في السير (4/ 472) ذم الكلام (ص.74).
(3)
الإبانة (2/ 3/445/ 397) وأصول الاعتقاد (1/ 151 - 152/ 246) وذم الكلام (ص.139).
(4)
جامع بيان العلم وفضله (1/ 635).
(5)
الأعراف الآية (152).
(6)
أصول الاعتقاد (1/ 161/288) والطبري في التفسير (9/ 70).