الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عون وآخرون قال هشام بن حسان: أدرك محمد ثلاثين صحابيا، وقال هشام أيضا: حدثني أصدق من أدركته من البشر محمد بن سيرين، قال ابن عون: كان ابن سيرين يحدث بالحديث على حروفه. كان ثقة مأمونا عاليا رفيعا فقيها إماما كثير العلم ورعا. عن ابن عون قال: لم أر في الدنيا مثل ثلاثة محمد بن سيرين بالعراق والقاسم بن محمد بالحجاز ورجاء بن حيوة بالشام ولم يكن في هؤلاء مثل محمد. عن عثمان البتي قال: لم يكن بالبصرة أحد أعلم بالقضاء من محمد بن سيرين. قال بكر بن عبد الله المزني: من أراد أن ينظر إلى أورع من أدركنا فلينظر إلى محمد بن سيرين. كان يتجر فإذا ارتاب في شيء تركه. من أقواله: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه.
مات سنة عشر ومائة بعد موت الحسن البصري بمائة يوم وله سبع وسبعون سنة.
موقفه من المبتدعة:
- جاء عنه رضي الله عنه أنه قال: أول من قاس إبليس وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس. (1)
- وعنه رضي الله عنه أنه كان إذا سمع كلمة من صاحب بدعة وضع أصبعيه في أذنيه، ثم قال: لا يحل لي أن أكلمه حتى يقوم من مجلسي. (2)
- وروى اللالكائي بسنده إلى أسماء قال: دخل رجلان على محمد بن
(1) ذم الكلام (ص.102) والدارمي (1/ 65) والفقيه والمتفقه (1/ 466) وجامع بيان العلم (2/ 892) وذكره ابن القيم في إعلام الموقعين (1/ 254).
(2)
الإبانة (2/ 3/473/ 484).
سيرين من أهل الأهواء فقالا: يا أبا بكر، نحدثك بحديث، قال: لا. قالا: نقرأ عليك آية من كتاب الله. قال: لا. قال: تقومان عني وإلا قمت. فقام الرجلان فخرجا، فقال بعض القوم: ما كان عليك أن يقرءا آية. قال: إني كرهت أن يقرءا آية فيحرفانها فيقر ذلك في قلبي. (1)
- وجاء في ذم الكلام عنه قال: لو خرج الدجال في نفسي لاتبعه أصحاب الأهواء. (2)
- وروى الدارمي بسنده إلى قتادة قال: حدث ابن سيرين رجلا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل: قال فلان كذا وكذا، فقال ابن سيرين: أحدثك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: قال فلان وفلان كذا وكذا، لا أكلمك أبدا. (3)
- وروى الدارمي بسنده إلى ابن عون عن ابن سيرين قال: كانوا يرون أنه على الطريق ما كان على الأثر. (4)
- وجاء في الإبانة عن ابن عون قال: قال محمد: إن أسرع الناس ردة أهل الأهواء وكان يرى أن هذه الآية نزلت فيهم: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ
(1) أصول الاعتقاد (1/ 150 - 151/ 242) والسنة لعبد الله (ص.24) وبنحوه في الإبانة (2/ 3/445 - 446/ 398) والشريعة (1/ 191/127) والدارمي (1/ 109) وابن وضاح (ص.115 - 116) وانظر الاعتصام (2/ 792).
(2)
ذم الكلام (4/ 52 - 53 طبعة الأنصاري) وأصول الاعتقاد (1/ 148/235). وفيه: لو خرج الدجال لرأيت أنه سيتبعه أهل الأهواء.
(3)
سنن الدارمي (1/ 117).
(4)
سنن الدارمي (1/ 53 - 54) وذم الكلام (ص.99) وأصول الاعتقاد (1/ 97 - 98/ 109) والإبانة (1/ 2/356/ 241) والشريعة (1/ 132/32) وجامع بيان العلم (1/ 783).
فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}. اهـ (2)
- وروى الدارمي بسنده إلى ابن سيرين قال: ما أخذ رجل ببدعة فراجع سنة. (3)
- وعن شعيب بن الحبحاب، قلت لابن سيرين: ما ترى في السماع من أهل الأهواء؟ قال: لا نسمع منهم ولا كرامة. (4)
- قال مسلم في مقدمة صحيحه: حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح قال حدثنا إسماعيل بن زكرياء عن عاصم الأحول عن ابن سيرين قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد. فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم. (5)
" التعليق:
أقول: هكذا كان منهاج السلف رضي الله عنهم في التمييز بين أهل السنة وأهل البدع، فأهل البدع لا يُؤْمَنون في علمهم ولا في روايتهم، فيجب اجتنابهم والتحذير منهم والرد عليهم وبدعهم. وأما أهل هذا الزمان فلا يهمهم أن فلانا من أهل البدع أو فلانا من أهل السنة، فالأمر عندهم سيان،
(1) الأنعام الآية (68).
(2)
الإبانة (2/ 3/498/ 552) والشريعة (1/ 426/515) وذم الكلام (ص.190) وكذا في السير (4/ 610)، وأورده الشاطبي في الاعتصام (1/ 91).
(3)
الدارمي (1/ 69) والباعث (ص.72).
(4)
السير (4/ 611).
(5)
أخرجه: مسلم في المقدمة (1/ 15) وبنحوه في الدارمي (1/ 112) والحلية (2/ 278) والمحدث الفاصل (ص.208 - 209) والكفاية (ص.122).
فلا نفرق بين أفعى وسمكة؛ فكل ما سقط في الشبكة هو صالح للقوت وللغذاء، والله المستعان.
- عن ابن سيرين أنه سئل عن شيء، فقال: أكره أن أقول برأيي ثم يبدو لي بعد ذلك رأي آخر فأطلبك فلا أجدك. (1)
- وسئل أيضا ابن سيرين عن شيء فقيل له: ألا تقول فيه برأيك، فقال: إني أكره أن أجرب السم على نفسي. (2)
- وقال رجل لابن سيرين إن فلانا يريد أن يأتيك ولا يتكلم بشيء قال: قل لفلان لا ما يأتيني، فإن قلب ابن آدم ضعيف وإني أخاف أن أسمع منه كلمة فلا يرجع قلبي إلى ما كان. (3)
- عن مهدي بن ميمون قال: سمعت محمد بن سيرين وماراه رجل في شيء فقال له محمد: إني قد أعلم ما تريد وأنا أعلم بالمراء منك ولكني لا أماريك. (4)
- عن ابن عون قال: سمعت محمد بن سيرين ينهى عن الجدال إلا رجلا إن كلمته طمعت في رجوعه. (5)
- عن محمد قال: كانوا يرون أهل الردة وأهل تقحم الكفر: أهل الأهواء. (6)
(1) الإبانة (1/ 2/423/ 348).
(2)
الإبانة (1/ 2/423/ 349).
(3)
الإبانة (2/ 3/446/ 399).
(4)
الإبانة (2/ 3/522/ 623 والشريعة (1/ 196/140).
(5)
الإبانة (2/ 3/541/ 681 وهو في السير (4/ 614).
(6)
أصول الاعتقاد (1/ 148/234).
- عن سلمة بن علقمة قال: كان محمد بن سيرين ينهى عن كلام ومجالسة أهل الأهواء. (1)
- عن أشعث قال: كان محمد بن سيرين لا يكاد يقول في شيء برأيه. (2)
- وقال ابن سيرين: لأن يموت الرجل جاهلا خير له من أن يقول ما لا يعلم. (3)
- عن محمد بن سيرين قال: إن هذا العلم دين. فانظروا عمن تأخذون دينكم. (4)
" التعليق:
أقول: وقد اشترط علماء الحديث في من يؤخذ عنه العلم أن يكون ثقة عدلا ضابطا، وقد اختلفوا في رواية المبتدع، فمنعها البعض وقبلها البعض بشروط، والصحيح أنها تؤخذ فيما لم يكن داعية إلى بدعته أو يَكُنِ النص في خدمتها، هذا في المحدثين والذين عرفوا برواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما من لم يعرف بعلم ولا رواية فهذا ليس محل جدال في رد روايته.
- عن أيوب قال: كان رجل يرى رأيا فرجع عنه، فأتيت محمدا فرحا بذلك أخبره، فقلت: أشعرت أن فلانا ترك رأيه الذي كان يرى؟ فقال: أنظر إلام يتحول، إن آخر الحديث أشد عليهم من أوله: "يمرقون من الإسلام ثم
(1) الإبانة (2/ 3/522/ 624).
(2)
الفقيه والمتفقه (1/ 463).
(3)
إعلام الموقعين (2/ 185).
(4)
أخرجه مسلم في المقدمة (1/ 14) وابن سعد في الطبقات (7/ 194) والرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص.414) وأبو نعيم في الحلية (2/ 278) والخطيب في الكفاية (ص.121 - 122).