الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يوما بحديث، فلما قام قمت فأخذت بعنان دابته، فاستفهمته فقال: تستفهمني؟ ما استفهمت عالما قط، ولا رددت شيئا على عالم قط. وكان الزهري يوصف بالعبادة. قال رحمه الله إنما يذهب العلم النسيان وترك المذاكرة. قال الذهبي رحمه الله: بعض من لا يعتد به لم يأخذ عن الزهري لكونه كان مداخلا للخلفاء، ولئن فعل ذلك فهو الثبت الحجة وأين مثل الزهري رحمه الله. قال الزهري: لا يرضى الناس قول عالم لا يعمل، ولا عمل عامل لا يعلم. مات رحمه الله سنة أربع وعشرين ومائة. وقيل سنة خمس وعشرين.
موقفه من المبتدعة:
- روى الدارمي بالسند إليه رحمه الله قال: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض قبضا سريعا، فنعش العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله. (1)
" التعليق:
هذا الإمام الزهري يحكي عن علماء أهل بلده الذين هم أهل المدينة -الصحابة والتابعون- أن الاعتصام بالكتاب والسنة نجاة في الدنيا والآخرة، والابتداع هلاك في الدنيا والآخرة وهذا إجماع من علماء أهل الحق كلهم جزاهم الله خيرا.
(1) سنن الدارمي (1/ 45) والإبانة (1/ 2/319 - 320/ 159) وأبو نعيم في الحلية (3/ 369) وأصول الاعتقاد (1/ 106/136) والشريعة (2/ 104/764) وذم الكلام (ص.206) والطرف الأول منه في السير (5/ 337) وانظر مجموع الفتاوى (4/ 57).
- وجاء في ذم الكلام بالسند إليه قال: تعلم السنة أفضل من عبادة مائتي سنة. (1)
" التعليق:
لا تعلم الأشعار الصوفية، والمتون الغريبة البعيدة عن الدليل، والعقائد الباطلة الموروثة عن ضلال اليونان، وغير ذلك مما ضرره واضح على العقيدة السلفية الخالصة من شوائب الشرك والبدع، والله المستعان.
- عن مالك بن أنس قال: سمعت ابن شهاب يقول: سلموا للسنة ولا تعارضوها. (2)
- عن الزهري قال: لا يحب الحديث من الرجال إلا ذكرانها ولا يكرهه إلا إناثها. (3)
- جاء في فتح الباري عن محمد بن علي قال: دخل ابن شهاب على الوليد بن عبد الملك فسأله عن حديث "إن الله إذا استرعى عبدا الخلافة كتب له الحسنات ولم يكتب له السيآت"(4) فقال له: هذا كذب، ثم تلا {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} إلى قوله:{بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} (5)
(1) ذم الكلام (ص.204) ووعقيدة الصابوني (ص.318).
(2)
الفقيه والمتفقه (1/ 385) وبنحوه في إعلام الموقعين (1/ 74).
(3)
ذم الكلام (ص.78) وبنحوه في حلية الأولياء (3/ 365) وشرف أصحاب الحديث (ص.70).
(4)
لم أقف عليه.
(5)
ص الآية (26).