الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يستوي العبد -أو لا يسود العبد- حتى يكون فيه خصلتان اليأس مما في أيدي الناس، والتغافل عما يكون منهم. عن حماد بن زيد قال: سئل أيوب عن شيء فقال: لم يبلغني فيه شيء فقال: قل فيه برأيك، فقال: لم يبلغه رأيي. مات في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة.
موقفه من المبتدعة:
- جاء في سير أعلام النبلاء: عن حماد بن زيد قال: سمعت أيوب وقيل له: ما لك لا تنظر في هذا -يعني الرأي-؟ فقال: قيل للحمار ألا تجتر؟ فقال أكره مضغ الباطل. (1)
- وجاء في الإبانة قال: لا أعلم اليوم أحدا من أهل الأهواء يخاصم إلا بالمتشابه. (2)
- وفي السير عن حماد بن زيد قال: أيوب عندي أفضل من جالسته وأشد اتباعا للسنة. قال سعيد بن عامر الضبعي عن سلام بن أبي مطيع قال: رأى أيوب رجلا من أصحاب الأهواء، فقال: إني لأعرف الذلة في وجهه ثم تلا: {سينالهم غضبٌ من ربهم وذلة} (3)، ثم قال: هذه لكل مفتر، وكان يسمي أصحاب الأهواء خوارج، ويقول إن الخوارج اختلفوا في الاسم
(1) السير (6/ 17) وتذكرة الحفاظ (1/ 131) وجامع بيان العلم وفضله (2/ 1073) والفقيه والمتفقه (1/ 459 - 460) وانظر إعلام الموقعين (1/ 75).
(2)
الإبانة (2/ 3/501/ 560) والفقيه والمتفقه (1/ 205) بنحوه.
(3)
الأعراف الآية (152).
واجتمعوا على السيف. (1)
- جاء في أصول الاعتقاد: قال سلام: وقال رجل من أصحاب الأهواء لأيوب: أسألك عن كلمة، فولى أيوب وهو يقول: ولا نصف كلمة مرتين يشير بإصبعه. (2)
- وكان أيوب السختياني يقول: ما ازداد صاحب بدعة اجتهادا إلا ازداد من الله عز وجل بعدا. (3)
- وجاء في أصول الاعتقاد عنه قال: إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة. (4)
" التعليق:
وما أكثر صدق هذا القول على هذا الزمن، فإن دعاة الإسلام مع الأسف يبذلون جهودا جبارة في دعوة الكافرين إلى الإسلام، وبالفعل، أسلم الكثير منهم، ولكن قلما تجد من هؤلاء الذين أسلموا على منهج سلفي سني، فأكثره على طريقة المتصوفة، وحتى التقليد المذهبي الممقوت، نقلوه إلى هؤلاء المساكين، وكان الواجب على الدعاة إلى الإسلام أن يلقنوهم النهج السلفي الصحيح، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه، ومن شك في ما ذكرت فليتجول في
(1) السير (6/ 21) وأخرجه الهروي في ذم الكلام (ص.227) واللالكائي في أصول الاعتقاد (1/ 162/289و290) وذكره الشاطبي في الاعتصام (1/ 113).
(2)
أصول الاعتقاد (1/ 162/291) والإبانة (2/ 3/447/ 402) والشريعة (1/ 190/126) والسنة (ص.24) وشرح السنة (1/ 227) والدارمي (1/ 109) وانظر تلبيس إبليس (ص.22) والسير (6/ 21).
(3)
ابن وضاح (ص.67 - 68) وتلبيس إبليس (ص.22) وأورده الشاطبي في الاعتصام (1/ 113).
(4)
أصول الاعتقاد (1/ 66/30) والتلبيس (ص.17).
إسبانيا وألمانيا وأمريكا وغيرها يجد الدرقاوية والقادرية والتجانية والتبليغية وغيرها. وهؤلاء معذورون لأنهم ما لقنوهم غير هذا، واللوم يرجع إلى السلفيين الذين عندهم من الخير ما يستطيعون به تغطية بعض هذا، ولكنهم قصروا، وإن كنت لا أقول إنه ليس هناك أي جهد للسلفيين، بل هناك مجهودات مشكورة، ولكن أرى أن تكون التغطية الكبيرة للعقيدة السلفية. أرجو الله أن يوفقهم وأن يكثر من مددهم، وأن يهدي إخواننا الدعاة لتعلم العقيدة السلفية حتى تكون الدعوة موحدة ومثمرة وموافقة لما دعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة بعده والتابعون لهم بإحسان.
- جاء في أصول الاعتقاد: قال حماد بن زيد: حضرت أيوب السختياني وهو يغسل شعيب بن الحبحاب وهو يقول: إن الذين يتمنون موت أهل السنة يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون. (1)
- قال أيوب: إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة فكأني أفقد بعض أعضائي. (2)
- كان أيوب يبلغه موت الفتى من أصحاب الحديث فيرى ذلك فيه ويبلغه موت الرجل يذكر بعبادة فما يرى ذلك فيه. (3)
(1) أصول الاعتقاد (1/ 67 - 68/ 35).
(2)
أصول الاعتقاد (1/ 66/29) والحلية (3/ 9) وتلبيس إبليس (ص.17).
(3)
أصول الاعتقاد (1/ 67/34) وشرف أصحاب الحديث (ص.61) والحلية (3/ 9).