الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (الغي والإغواء)
1-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ إبليس قال لربّه عز وجل: وعزّتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم، فقال له ربّه عز وجل:
فبعزّتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني» ) * «1» .
2-
* (وعنه أيضا- رضي الله عنه في رواية أخرى عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «قال إبليس: أي ربّ، لا أزال أغوي بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسادهم، قال: فقال الرّبّ عز وجل: لا أزال أغفر لهم ما استغفروني» ) * «2» .
3-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «يكون خلف من بعد ستّين سنة أضاعوا الصّلاة واتّبعوا الشّهوات فسوف يلقون غيّا، ثمّ يكون خلف يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن، ومنافق وفاجر» ، قال بشير: فقلت للوليد «3» : ما هؤلاء الثّلاثة؟ فقال: المنافق كافر به، والفاجر يتأكّل به، والمؤمن يؤمن به» ) * «4» .
4-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليلة أسري بي رأيت موسى، وإذا هو رجل ضرب «5» رجل «6» كأنّه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى فإذا هو رجل ربعة أحمر كأنّه خرج من ديماس «7» ، وأنا أشبه ولد إبراهيم صلى الله عليه وسلم به، ثمّ أتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر، فقال: اشرب أيّهما شئت، فأخذت اللّبن فشربته، فقيل: أخذت الفطرة، أما إنّك لو أخذت الخمر غوت أمّتك» ) * «8» .
5-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احتجّ آدم وموسى عليهما السلام عند ربّهما فحجّ آدم موسى «9» . قال موسى: أنت آدم الّذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك في جنّته، ثمّ أهبطت النّاس بخطيئتك إلى الأرض، فقال آدم: أنت موسى الّذي
(1) أحمد في المسند (3/ 41)، وقال الهيثمي (4/ 207) : رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، والطبراني في الأوسط وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح.
(2)
المرجع السابق (3/ 76) .
(3)
بشير هو بشير بن أبي عمرو الخولاني، والوليد هو الوليد بن قيس الذي روى عن أبي سعيد هذا الحديث، وسلسلة الرواية كما أثبتها عبد الله بن أحمد في المسند: «حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا حيوة، حدثنا بشير بن أبي عمرو الخولاني أن الوليد بن قيس حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول
…
» .
(4)
أحمد في المسند (3/ 38، 39) ، ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 274) وصححه ووافقه الذهبي.
(5)
رجل ضرب: أي نحيف.
(6)
رجل الشعر: أي دهين الشعر مسترسله.
(7)
الديماس: بفتح الدال وكسرها الكنّ أي كأنه مخدّر لم ير شمسا، وقيل: هو السّرب المظلم.
(8)
البخاري- الفتح 6 (3394) ، واللفظ له، ومسلم (2168) .
(9)
حج آدم موسى: أي غلبه في الحجة.
اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيان كلّ شيء، وقرّبك نجيّا، فبكم وجدت الله كتب التّوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى: بأربعين عاما. قال آدم: فهل وجدت فيها وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى (طه/ 121)، قال: نعم. قال: أفتلومني على أن عملت عملا كتبه الله عليّ أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحجّ آدم موسى» ) * «1» .
6-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تحاجّ آدم وموسى، فحجّ آدم موسى، فقال له موسى: أنت آدم «2» الّذي أغويت النّاس وأخرجتهم من الجنّة؟، فقال آدم: أنت الّذي أعطاه الله علم كلّ شيء واصطفاه على النّاس برسالته؟، قال: نعم. قال: فتلومني على أمر قدّر عليّ قبل أن أخلق؟» ) * «3» .
7-
* (عن عديّ بن حاتم- رضي الله عنه أنّ رجلا خطب عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بئس الخطيب أنت. قل: ومن يعص الله ورسوله» . قال ابن نمير: فقد غوي «4» ) * «5» .
8-
* (عن أبي برزة الأسلميّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إنّ ممّا أخشى عليكم شهوات الغيّ في بطونكم وفروجكم، ومضلّات الهوى» ، وفي رواية أخرى «ومضلّات الفتن» ) * «6» .
9-
* (عن بهز بن حكيم- رضي الله عنه عن أبيه عن جدّه، أنّ أباه أو عمّه قام إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:
جيراني بم أخذوا «7» ؟ فأعرض عنه، ثمّ قال: أخبرني بم أخذوا؟ فأعرض عنه، فقال: لئن قلت ذاك، إنّهم يزعمون أنّك تنهى عن الغيّ وتستخلي به «8» . فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم ما قال «9» . فقام أخوه أو ابن أخيه فقال:
يا رسول الله إنّه قال (كذا)، فقال:«لقد قلتموها- أو قائلها منكم- ولئن كنت أفعل ذلك، إنّه لعليّ، وما هو عليكم، خلّوا له عن جيرانه» ) * «10» .
10-
* (عن ربيعة بن عبّاد الدّيليّ- رضي الله عنه قال: رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتّبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: إنّ هذا قد غوى فلا يغوينّكم «11»
(1) البخاري- الفتح 6 (3409) ، ومسلم (2652) ، واللفظ له.
(2)
المعنى أأنت آدم على الاستفهام المحذوف أداته، وقد حذفت أداة الاستفهام أيضا في الموضعين التالين وهما: أنت الذي أعطاه
…
، وقوله: فتلومني، والمعنى: أفتلومني.
(3)
مسلم (2652) ، واللفظ له، وأحمد في المسند (2/ 314) .
(4)
ورد الفعل غوي بكسر الواو وفتحها، قال المحقق (محمد فؤاد عبد الباقي) والصواب الفتح لأنه من الغيّ وهو الانغماس في الشّرّ.
(5)
مسلم (870) ، واللفظ له، والنسائي 6 (3279) .
(6)
أحمد في المسند (4/ 420، 423) وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد والبزار والطبراني في الثلاثة ورجاله رجال الصحيح.
(7)
سياق هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أخذ ناسا في تهمة فحبسهم فجاءه رجل وهو يخطب فسأله عن سبب هذا الحبس وقد جاء هذا بعد الحديث المستشهد به في المسند (5/ 2) .
(8)
تستخلي به: أي تفعله خاليا بينك وبين نفسك.
(9)
أي في الخطبة التي كان قد ابتدأها قبل مجيئه.
(10)
أحمد في المسند (5/ 2، 4) وقد ورد في بعض الروايات الشر بدل الغي.
(11)
الغيّ والإغواء هنا إنما هما من وجهة نظر أبي لهب لأن الإسلام وما يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم كان كذلك عنده.
عن آلهة آبائكم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يفرّ منه وهو على أثره ونحن نتّبعه
…
الحديث) * «1» .
11-
* (عن نضلة بن طريف- رضي الله عنه أنّ رجلا منهم يقال له: الأعشى، واسمه عبد الله ابن الأعور، كانت عنده امرأة يقال لها معاذة، خرج في رجب يمير أهله «2» من هجر، فهربت امرأته بعده، ناشزا عليه «3» ، فعاذت برجل منهم يقال له مطرّف بن بهصل (الحرمازيّ) ، فجعلها خلف ظهره، فلمّا قدم ولم يجدها في بيته، وأخبر أنّها نشزت عليه، وأنّها عاذت بمطرّف بن بهصل، أتاه، فقال: يابن عمّ، أعندك امرأتي معاذة؟ فادفعها إليّ، قال: ليست عندي، ولو كانت عندي لم أدفعها إليك، قال: وكان مطرّف أعزّ منه، فخرج حتّى أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فعاذ به وأنشأ يقول:
يا سيّد النّاس وديّان العرب «4»
…
إليك أشكوا ذربة من الذّرب «5»
كالذّئبة الغبشاء في ظلّ السّرب «6»
…
خرجت أبغيها الطّعام في رجب
فخلّفتني «7» بنزاع وهرب
…
أخلفت العهد ولطّت بالذّنب «8»
وقذفتني بين عيص مؤتشب «9»
…
وهنّ شرّ غالب لمن غلب
فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «وهنّ شرّ غالب لمن غلب» .
فشكا إليه امرأته وما صنعت به، وأنّها عند رجل منهم اسمه مطرّف بن بهصل، فكتب له النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«إلى مطرّف، انظر امرأة هذا (معاذة) ، فادفعها إليه» ، فأتاه كتاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقرىء عليه، فقال لها: يا معاذة، هذا كتاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيك، فأنا دافعك إليه، قالت:
خذ لي عليه العهد والميثاق وذمّة نبيّه: لا يعاقبني فيما صنعت، فأخذ لها ذاك عليه، ودفعها مطرّف إليه، فأنشأ يقول:
لعمرك ما حبّي معاذة بالّذي
…
يغيّره الواشي ولا قدم العهد
ولا سوء ما جاءت به إذ أزالها
…
غواة الرّجال، إذ يناجونها بعدي) * «10» .
(1) أحمد في المسند (3/ 492)، وقال الهيثمي في المجمع (6/ 22) : رواه أحمد وابنه والطبراني في الكبير بنحوه والأوسط باختصار أسانيد عبد الله بن أحمد ثقات.
(2)
يمير أهله: يطب لهم الميرة، وهي الطعام، وهجر قرية من قرى المدينة.
(3)
نشزت عليه أي خرجت عن طاعته وعصته.
(4)
ديان اعرب: الديّان هو من يقهر الناس على طاعته.
(5)
الذرية: يراد بها المرأة السيئة كني بذلك عن خيانتها وفسادها، وقيل أزاد سلاطة لسانها.
(6)
الغبشاء من الغبش وهو كلمة يخالطها بياض، والسّرب جحر الثعلب والأسد ونحوهما.
(7)
خلفتني: أي بقيت بعد، وتركتني بنزاع إليها وشدّة حال من الصبوة إليها.
(8)
لطت بالذّنب: من قولهم لطت الناقة بذنبها إذا ألزقته بحيائها، وهو كناية عن النشوز.
(9)
عيص مؤتشب: العيص: الشجر الكثيف الملتف، والمؤتشب: الملتبس، ضربه مثلا لالتباس أمره.
(10)
أحمد في المسند (11/ 6886) الشيخ أحمد شاكر، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 330- 332) وقال: رواه عبد الله بن أحمد ورجاله ثقات.