الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (الفتنة)
1-
* (قال حذيفة- رضي الله عنه: كنّا جلوسا عند عمر- رضي الله عنه فقال أيّكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قلت: أنا كما قاله، قال: إنّك عليه- أو عليها- لجريء. قلت:
فتنة الرّجل في أهله وماله وولده وجاره تكفّرها الصّلاة والصّوم والصّدقة والأمر والنّهي. قال:
ليس هذا أريد، ولكن الفتنة الّتي تموج كما يموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إنّ بينك وبينها بابا مغلقا. قال: أيكسر أم يفتح؟
قال: يكسر. قال: إذن لا يغلق أبدا. قلنا: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم. كما أنّ دون الغد اللّيلة. إنّي حدّثته بحديث ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأل حذيفة. فأمرنا مسروقا فسأله. فقال:
الباب عمر) * «1» .
2-
* (عن الزّبير بن العوّام- رضي الله عنه قال: لقد حذّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة لم نر أنّا نخلق لها، ثمّ قرأ: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً فقرأناها زمانا فإذا نحن المعنيّون بها) * «2» .
3-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه وكان تبع النّبيّ صلى الله عليه وسلم وخدمه وصحبه- أنّ أبا بكر كان يصلّي لهم في وجع النّبيّ صلى الله عليه وسلم الّذي توفّي فيه، حتّى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصّلاة، فكشف النّبيّ صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم، كأنّ وجهه ورقة مصحف، ثمّ تبسّم يضحك، فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النّبيّ صلى الله عليه وسلم فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصّفّ، وظنّ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصّلاة، فأشار إلينا النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن أتمّوا صلاتكم، وأرخى السّتر فتوفّي من يومه) * «3» .
4-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من السّاعي. من تشرّف لها تستشرفه. فمن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به» ) * «4» .
(1) البخاري (525) ، (1435) ، ومسلم (2218) .
(2)
أحمد (1/ 165)، وقال شاكر (3/ 23) : إسناده صحيح، ورواه البزار كما في كشف الأستار (4/ 91)، وقال الهيثمي في المجمع (7/ 27) : رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح.
(3)
البخاري- الفتح 2 (680) .
(4)
البخاري- الفتح 13 (7081) واللفظ له، ومسلم (2886) ، وأحمد في المسند (2/ 282) ، (1/ 169) من حديث سعد بن أبي وقاص، (4/ 110) من حديث خرشة- رضي الله عنه.
5-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول: «ألا إنّ الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشّيطان» ) * «1» .
6-
* (عن البراء- رضي الله عنه قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ينقل التّراب- وقد وارى التّراب بياض بطنه- وهو يقول:
«لولا أنت ما اهتدينا
…
ولا تصدّقنا ولا صلّينا
فأنزل السّكينة علينا
…
وثبّت الأقدام إن لاقينا
إنّ الألى قد بغوا علينا
…
إذا أرادوا فتنة أبينا» ) * «2» .
7-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج» قيل: يا رسول الله وما الهرج؟ فقال:
«هكذا» بيده فحرّفها، كأنّه يريد القتل) * «3» .
8-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال: سألوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتّى أحفوه بالمسألة، فصعد النّبيّ صلى الله عليه وسلم ذات يوم المنبر فقال:«لا تسألوني عن شيء إلّا بيّنت لكم» ، فجعلت أنظر يمينا وشمالا فإذا كلّ رجل رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه فقال: يا نبيّ الله، من أبي؟ فقال:«أبوك حذافة» . ثمّ أنشأ عمر فقال: رضينا بالله ربّا وبالإسلام دينا، وبمحمّد رسولا. نعوذ بالله من سوء الفتن، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«ما رأيت في الخير والشّرّ كاليوم قطّ، إنّه صوّرت لي الجنّة والنّار حتّى رأيتهما دون الحائط» وقال قتادة:
قال الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (المائدة/ 101)) * «4» .
9-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف «5» الجبال ومواقع القطر، يفرّ بدينه من الفتن» ) * «6» .
10-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: ما صلّيت وراء إمام قطّ أخفّ صلاة ولا أتمّ من النّبيّ صلى الله عليه وسلم وإن كان ليسمع بكاء الصّبيّ فيخفّف مخافة أن تفتن أمّه) * «7» .
11-
* (عن عمران بن حصين- رضي الله عنهما أنّه قال ذات يوم: إنّكم لتجاوزوني إلى رجال،
(1) البخاري- الفتح 13 (7093) ، ومسلم (2905) متفق عليه.
(2)
البخاري- الفتح 6 (2837) واللفظ له، ومسلم (1803) .
(3)
البخاري- الفتح 1 (85) واللفظ له، مسلم 4 (157) .
(4)
البخاري- الفتح 13 (7089) .
(5)
شعف الجبال: رؤوس الجبال والمراعي.
(6)
البخاري- الفتح 13 (7088) واللفظ له والنسائي 8 (5036) وأبو داود 4 (4267) .
(7)
البخاري- الفتح 2 (708) واللفظ له، والترمذي (376) .
ما كانوا بأحضر لرسول الله صلى الله عليه وسلم منّي ولا أعلم بحديثه منّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: «ما بين خلق آدم إلى قيام السّاعة خلق أكبر من الدّجّال» ) * «1» .
12-
* (عن عوف بن مالك- رضي الله عنه قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك- وهو في قبّة من أدم- فقال: «اعدد ستّا بين يدي السّاعة: موتي، ثمّ فتح بيت المقدس، ثمّ موتان يأخذ فيكم كعقاص «2» الغنم، ثمّ استفاضة المال حتّى يعطى الرّجل مائة دينار فيظلّ ساخطا، ثمّ فتنة لا يبقى بيت من العرب إلّا دخلته، ثمّ هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كلّ غاية اثنا عشر ألفا» ) * «3» .
13-
* (عن محمود بن لبيد- رضي الله عنه قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اثنان يكرههما ابن آدم، يكره الموت، والموت خير للمؤمن من الفتنة، ويكره قلّة المال، وقلّة المال أقلّ للحساب» ) * «4» .
14-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: لم أعقل أبويّ قطّ إلّا وهما يدينان الدّين، ولم يمرّ علينا يوم إلّا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النّهار بكرة وعشيّة. فلمّا ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا قبل الحبشة حتّى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدّغنة، وهو سيّد القارّة، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأنا أريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربّي، قال ابن الدّغنة: إنّ مثلك لا يخرج ولا يخرج، فإنّك تكسب المعدوم، وتصل الرّحم، وتحمل الكلّ، وتقري الضّيف، وتعين على نوائب الحقّ، وأنا لك جار. فارجع فاعبد ربّك ببلادك.
فارتحل ابن الدّغنة فرجع مع أبي بكر فطاف في أشراف كفّار قريش فقال لهم: إنّ أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم، ويصل الرّحم، ويحمل الكلّ، ويقري الضّيف، ويعين على نوائب الحقّ؟ فأنفذت قريش جوار ابن الدّغنة، وآمنوا أبا بكر، وقالوا لابن الدّغنة: مر أبا بكر فليعبد ربّه في داره، فليصلّ وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك،
(1) مسلم (2946)، والحديث رواه أبو عمر والبراني في كتاب السنن الواردة في الفتن وغوائلها بلفظ:«ما بين خلق آدم إلى قيام السّاعة فتنة أكبر من الدّجّال، قد أكل الطّعام، ومشى في الأسواق» (1/ 226) / 25.
(2)
كعقاص الغنم: هو داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة. كذا قاله ابن حجر بتقديم العين مضمومة علي القاف، قال المحقق: والذي في نسخ البخاري بتقديم القاف علي العين. انظر هامش 1 من فتح الباري (6/ 321) .
(3)
البخاري- الفتح 6 (3176) .
(4)
أحمد (5/ 427- 428) ، والبغوي في شرح السنة (14/ 267) / 4066، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 151) ، وأورده الألباني في الصحيحة (2/ 471) / 813، وقال: إسناده جيد، ورجاله ثقات رجال الشيخين.
ولا يستعلن به. فإنّا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا. قال ذلك ابن الدّغنة لأبي بكر. فطفق أبو بكر يعبد ربّه في داره، ولا يستعلن بالصّلاة ولا القراءة في غير داره. ثمّ بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره، وبرز، فكان يصلّي فيه ويقرأ القرآن، فيتقصّف «1» عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلا بكّاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فأرسلوا إلى ابن الدّغنة، فقدم عليهم فقالوا له: إنّا كنّا أجرنا أبابكر على أن يعبد ربّه في داره، وإنّه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره، وأعلن الصّلاة والقراءة، وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا، فأته، فإن أحبّ أن يقتصر على أن يعبد ربّه في داره فعل، وإن أبى إلّا أن يعلن ذلك فسله أن يردّ إليك ذمّتك، فإنّا كرهنا أن نخفرك «2» ، ولسنا مقرّين الاستعلان.
قالت عائشة: فأتى ابن الدّغنة أبابكر، فقال: قد علمت الّذي عقدت لك عليه، فإمّا أن تقتصر على ذلك، وإمّا أن تردّ إليّ ذمّتي، فإنّي لا أحبّ أن تسمع العرب أنّي أخفرت في رجل عقدت له. قال أبو بكر:
فإنّي أردّ إليك جوارك وأرضى بجوار الله- ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكّة- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد أريت دار هجرتكم، رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين «3» ، وهما الحرّتان» ، فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة وتجهّز أبوبكر مهاجرا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«على رسلك، فإنّي أرجو أن يؤذن لي» ، قال أبو بكر: هل ترجو ذلك- بأبي أنت-، قال:«نعم» . فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السّمر أربعة أشهر) * «4» .
15-
* (عن عائشة- رضي الله عنها: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى في خميصة «5» لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلمّا انصرف قال: «اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانيّة «6» أبي جهم، فإنّها ألهتني آنفا عن صلاتي» وعن عائشة: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
«كنت أنظر إلى علمها وأنا في الصّلاة فأخاف أن تفتنني» ) * «7» .
16-
* (عن معاوية- رضي الله عنه قال:
(1) فيتقصف عليه النساء: أي يزدحمن.
(2)
نخفرك: أن نغدر بك.
(3)
لابتين: اللابة الحرة ذات الحجارة السود.
(4)
البخاري- الفتح 4 (2297) .
(5)
خميصة: كساء مربع له علمان.
(6)
أنبجانية: كساء غليظ لا علم له.
(7)
البخاري- الفتح 1 (373) واللفظ له، والموطأ (1/ 97) .
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لم يبق من الدّنيا إلّا بلاء وفتنة فأعدّوا للبلاء صبرا) * «1» .
17-
* (عن نافع «أنّ رجلا أتى ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرّحمن ما حملك على أن تحجّ عاما وتعتمر عاما وتترك الجهاد في سبيل الله عز وجل وقد علمت ما رغّب الله فيه؟ قال: يا بن أخي، بني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، والصّلوات الخمس، وصيام رمضان وأداء الزّكاة وحجّ البيت.
قال: يا أبا عبد الرّحمن. ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ، وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ* قال: فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الإسلام قليلا فكان الرّجل يفتن في دينه: إمّا قتلوه، وإمّا يعذّبونه حتّى كثر الإسلام فلم تكن فتنة) * «2» .
18-
* (قال حذيفة بن اليمان- رضي الله عنهما: والله إنّي لأعلم النّاس بكلّ فتنة هي كائنة فيما بيني وبين السّاعة. وما بي إلّا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرّ إليّ في ذلك شيئا، لم يحدّثه غيري، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وهو يحدّث مجلسا أنا فيه عن الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعدّ الفتن: «منهنّ ثلاث لا يكدن يذرن شيئا، ومنهنّ فتن كرياح الصّيف، منها صغار ومنها كبار» ) * «3» .
19-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصّلاة: «اللهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدّجّال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهمّ إنّي أعوذ بك من المأثم والمغرم، فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم، فقال: «إنّ الرّجل إذا غرم حدّث فكذب، ووعد فأخلف» ) * «4» .
20-
* (عن أبي بكرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّها ستكون فتن: ألا ثمّ تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي فيها. والماشي فيها خير من السّاعي إليها. ألا. فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله. ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه. ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه» قال:
(1) ابن ماجه (4035)، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة: هذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات (2/ 305) / 1422، وأحمد (4/ 94) ، والطبراني في الكبير (19/ 368)، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (4/ 443) : حديث صالح الإسناد.
(2)
البخاري- الفتح 8 (4514) .
(3)
البخاري- الفتح 11 (6604) ، ومسلم (2891) واللفظ له، أبو داود 4 (4240) .
(4)
البخاري- الفتح 2 (832) واللفظ له، ومسلم (589) .
فقال رجل: يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال: «يعمد إلى سيفه فيدقّ على حدّه بحجر «1» ثمّ لينج إن استطاع النّجاء. اللهمّ هل بلّغت؟ اللهمّ هل بلغت اللهمّ هل بلّغت» قال: فقال رجل: يا رسول الله: أرأيت إن أكرهت حتّى ينطلق بي إلى أحد الصّفّين، أو إحدى الفئتين فضربني رجل بسيفه، أو يجيء سهم فيقتلني، قال «يبوء بإثمه «2» وإثمك- ويكون من أصحاب النّار» ) * «3» .
21-
* (عن المستورد- رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تقوم السّاعة والرّوم أكثر النّاس» فقال له عمرو: أبصر ما تقول. قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لئن قلت ذلك: إنّ فيهم لخصالا أربعا: إنّهم لأحلم النّاس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرّة بعد فرّة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة، وأمنعهم من ظلم الملوك) * «4» .
22-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الدنيا حلوة خضرة، وإنّ الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون. فاتّقوا الدّنيا، واتّقوا النّساء. فإنّ أوّل فتنة بني إسرائيل كانت في النّساء» ) * «5» .
23-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تشهّد أحدكم فليستعذ بالله من أربع- يقول: اللهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب جهنّم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شرّ فتنة المسيح الدّجّال» ) * «6» .
24-
* (عن عبد الله- رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: «أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلّا الله وحده لا شريك له،. اللهمّ إنّي أسألك من خير هذه اللّيلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما فيها، اللهمّ إنّي أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر، وفتنة الدّنيا وعذاب القبر» ) * «7» .
25-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما
(1) فيدق على حدّه بحجر: المراد كسر السيف حقيقة على ظاهر الحديث ليسد على نفسه باب هذا القتال وقيل: هو مجاهد والمراد ترك القتال والأول أصح.
(2)
يبوء بإثمه: أي يبوء الذي أكرهك بإثمه في اكراهك وفي دخوله في الفتنة.
(3)
مسلم (2887) واللفظ له وأبو داود 4 (4256) .
(4)
مسلم (2898) .
(5)
مسلم (2742) واللفظ له، الترمذي (2191) ، وابن ماجة 2 (4000) .
(6)
البخاري- الفتح- 13 (7129) ، ومسلم (588) . واللفظ له، وأبو داود (983) والنسائي (3/ 58) وابن ماجة (909) .
(7)
البخاري- الفتح 11 (6365، 6370، 6374، 6390) ، ومسلم (2723) واللفظ له.
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلّمهم هذا الدّعاء كما يعلّمهم السّورة من القرآن. يقول «قولوا: اللهمّ إنّا نعوذ بك من عذاب جهنّم، ونعوذ بك من عذاب القبر ونعوذ بك من فتنة المسيح الدّجّال، ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات» ) * «1» .
26-
* (عن جابر- رضي الله عنه قال: كان معاذ يصلّي مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ يأتي فيؤمّ قومه. فصلّى ليلة مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم العشاء. ثمّ أتى قومه فأمّهم. فافتتح بسورة البقرة. فانحرف رجل. فسلّم. ثمّ صلّى وحده وانصرف. فقالوا له: أنافقت يا فلان؟! قال: لا والله! لآتينّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأخبرنّه. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنّا أصحاب نواضح. نعمل بالنّهار. وإنّ معاذا صلّى معك العشاء، ثمّ أتى فافتتح بسورة البقرة فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على معاذ فقال «يا معاذ أفتّان أنت؟! اقرأ بكذا واقرأ بكذا» ) * «2» .
27-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع اللّيل المظلم. يصبح الرّجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدّنيا» ) * «3» .
28-
* (عن أسامة (بن زيد) رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أشرف «4» على أطم «5» من آطام المدينة، ثمّ قال:«هل ترون ما أرى؟ إنّي لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر» ) * «6» .
29-
* (عن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تركت بعدي فتنة هي أضرّ على الرّجال من النّساء» ) * «7» .
30-
* (عن جابر- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنّ إبليس يضع عرشه على الماء، ثمّ يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئا،
قال: ثمّ يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتّى فرّقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، ويقول:
نعم أنت» ) * «8» .
(1) مسلم 2 (590) واللفظ له، وأبو داود 2 (1542) ، والترمذي 5 (3494) والنسائي (4/ 104) .
(2)
مسلم (465) واللفظ له وأبو داود 1 (600) ، البخاري- الفتح (701) ، (705) .
(3)
مسلم (118) واللفظ له، الترمذي 4 (2195) .
(4)
أشرف: أي نظر من مكان مرتفع.
(5)
الأطم: هي الحصون المبنية بالحجارة.
(6)
البخاري- الفتح 4 (1878) ، ومسلم (2885) ، واللفظ له.
(7)
البخاري- الفتح 9 (5096) ، ومسلم 4 (2740) واللفظ له، والترمذي 5 (2780) ، وابن ماجة 2 (3998) .
(8)
مسلم (2813) .
31-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: كان جريج يتعبّد في صومعته. فجاءت أمّه. قال حميد «1» : فوصف لنا أبو رافع صفة أبي هريرة لصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّه حين دعته. كيف جعلت كفّها فوق حاجبها، ثمّ رفعت رأسها إليه تدعوه. فقالت يا جريج، أنا أمّك، كلّمني فصادفته يصلّي. فقال اللهمّ أمّي وصلاتي، فاختار صلاته، فرجعت ثمّ عادت في الثّانية، فقالت يا جريج أنا أمّك، فكلّمني. قال:
اللهمّ أمّي وصلاتي، فاختار صلاته فقالت اللهمّ إنّ هذا جريج وهو ابني وإنّي كلّمته فأبى أن يكلّمني.
اللهمّ فلا تمته حتّى تريه المومسات، قال: لو دعت عليه أن يفتن لفتن قال: وكان راعي ضأن يأوي إلى ديره قال فخرجت امرأة من القرية فوقع عليها الرّاعي. فحملت فولدت غلاما. فقيل لها: ما هذا؟
قالت: من صاحب هذا الدّير قال فجاءوا بفؤوسهم ومساحيهم. فنادوه فصادفوه يصلّي فلم يكلّمهم قال:
فأخذوا يهدمون ديره. فلمّا رأى ذلك نزل إليهم. فقالوا له: سل هذه. قال فتبسّم ثمّ مسح رأس الصّبيّ فقال:
من أبوك؟ قال: أبي راعي الضّأن فلمّا سمعوا ذلك منه قالوا. نبني ما هدمنا من ديرك بالذّهب والفضّة. قال:
لا. ولكن أعيدوه ترابا كما كان ثمّ علاه) * «2» .
32-
* (عن حذيفة- رضي الله عنه قال:
كنّا عند عمر. فقال: أيّكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه. فقال: لعلّكم تعنون فتنة الرّجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل قال: تلك تكفّرها الصّلاة والصّيام والصّدقة. ولكن أيّكم سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن الّتي تموج موج البحر؟ قال حذيفة: فأسكت «3» القوم. فقلت: أنا قال أنت. لله أبوك «4» قال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا «5» عودا فأيّ قلب أشربها «6» نكت «7» فيه نكتة سوداء. وأيّ قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء- حتّى تصير على قلبين على أبيض مثل الصّفا فلا تضرّه فتنة ما دامت السّماوات والأرض والآخر أسود مربادّا «8» كالكوز
(1) حميد هو ابن هلال بن أبي رافع أحد رواة هذا الحديث.
(2)
البخاري- الفتح 5 (2482) ، ومسلم (2550) واللفظ له.
(3)
أسكت: سكت وأسكت لغتان بمعنى صمت أو سكت بمعنى صمت وأسكت بمعنى أطرق.
(4)
لله أبوك: كلمة مدح تعتاد العرب الثناء بها.
(5)
كالحصير عودا عودا: أي أنها تلصق بعرض القلوب كما يلصق الحصر بجنب النائم ويؤثر فيه شدة التصاقها به وعودا عودا أي تكرر شيئا بعد شيء.
(6)
أشربها: أي دخلت فيه دخولا تاما وحلت منه محل الشراب.
(7)
نكت: كل نقطة في شيء بخلاف لونه فهو نكت.
(8)
أسود مرباد: أي شديد البياض في سواد.
مجخّيا «1» لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلّا ما أشرب من هواه» ) * «2» .
33-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم السّاعة حتّى ينزل الرّوم بالأعماق، أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافّوا قالت الرّوم:
خلّوا بيننا وبين الّذين سبوا منّا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله! لا نخلّي بينكم وبين إخواننا.
فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم، أفضل الشّهداء عند الله، ويفتتح الثّلث، لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينيّة، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علّقوا سيوفهم بالزّيتون، إذ صاح فيهم الشّيطان: إنّ المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون وذلك باطل. فإذا جاءوا الشّأم خرج. فبينما هم يعدّون للقتال، يسوّون الصّفوف، إذ أقيمت الصّلاة فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم. فأمّهم.
فإذا رآه عدوّ الله، ذاب كما يذوب الملح في الماء. فلو تركه لانذاب حتّى يهلك. ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته» ) * «3» .
34-
* (عن زيد بن ثابت- رضي الله عنه قال: بينما النّبيّ صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النّجّار، على بغلة له، ونحن معه، إذ حادت به فكادت تلقيه. وإذا أقبر ستّة أو خمسة أو أربعة (قال: كذا كان يقول الجريريّ) فقال: «من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟» فقال رجل:
أنا. قال «فمتى مات هؤلاء؟» قال: ماتوا في الإشراك.
فقال «إنّ هذه الأمّة تبتلى في قبورها. فلولا أن لا تدافنوا، لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الّذي أسمع منه» ثمّ أقبل علينا بوجهه، فقال:«تعوّذوا بالله من عذاب النّار» قالوا: نعوذ بالله من عذاب النّار.
فقال «تعوّذوا بالله من عذاب القبر» قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر، قال «تعوّذوا بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن» قالوا: نعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن. قال «تعوّذوا بالله من فتنة الدّجّال» قالوا:
نعوذ بالله من فتنة الدّجّال) * «4» .
35-
* (عن عليّ بن حسين أنّ المسور بن مخرمة أخبره، أنّ عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه خطب بنت أبي جهل. وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمّا سمعت بذلك فاطمة أتت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت له: إنّ قومك يتحدّثون أنّك لا تغضب لبناتك. وهذا عليّ ناكحا ابنة أبي جهل قال المسور: فقام النّبيّ صلى الله عليه وسلم
(1) مجخيا: أي منكوسا.
(2)
مسلم (144) .
(3)
مسلم (2897) .
(4)
مسلم (2867) .
فسمعته حين تشهّد. ثمّ قال: «أمّا بعد فإنّي أنكحت أبا العاص بن الرّبيع. فحدّثني فصدّقني وإنّ فاطمة بنت محمّد مضغة منّي وإنّما أكره أن يفتنوها وإنّها والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدوّ الله عند رجل واحد أبدا» قال: فترك عليّ الخطبة) * «1» .
36-
* (عن عبد الرّحمن بن عبد ربّ الكعبة، قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظلّ الكعبة والنّاس مجتمعون عليه. فأتيتهم فجلست إليه. فقال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر. فنزلنا منزلا. فمنّا من يصلح خباءه.
ومنّا من ينتضل، ومنّا من هو في جشره «2» . إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصّلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: «إنّه لم يكن نبيّ قبلي إلّا كان حقّا عليه أن يدلّ أمّته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شرّ ما يعلمه لهم وإنّ أمّتكم هذه جعل عافيتها في أوّلها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء فتنة فيرقّق «3» بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثمّ تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحبّ أن يزحزح عن النّار ويدخل الجنّة، فلتأته منيّته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى النّاس الّذي يحبّ أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع. فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر» فدنوت منه فقلت له:
أنشدك الله! آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه. وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي. فقلت له: هذا ابن عمّك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً «النساء/ 29» . قال: فسكت ساعة ثمّ قال: أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله) * «4» .
37-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج في آخر الزّمان رجال يختلون الدّنيا بالدّين يلبسون للّناس جلود الضّأن من اللّين ألسنتهم أحلى من السّكّر وقلوبهم قلوب الذّئاب يقول الله- عز وجل: أبي يغترّون أم عليّ يجترئون؟
فبي حلفت لأبعثنّ على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا» ) *.
(1) البخاري- الفتح 9 (5230) ، ومسلم (2449) واللفظ له، والترمذي 5 (3867) ، وابن ماجة 1 (1998) .
(2)
جشره: هي الدواب التي ترعى وتبيت في مكانها.
(3)
فيرقق: أي يخفف لعظم ما بعده.
(4)
مسلم (1844) .
وعن ابن عمر- رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
38-
* (عن كعب بن عياض قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ لكلّ أمّة فتنة وفتنة أمّتي المال) * «2» .
39-
* (عن ابن عبّاس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
من سكن البادية جفا ومن اتّبع الصّيد غفل. ومن أتى أبواب السّلطان افتتن) * «3» .
40-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة، فقال: يقتل فيها هذا مظلوما لعثمان) * «4» .
41-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني اللّيلة ربّي- تبارك وتعالى في أحسن صورة. قال أحسبه في المنام فقال:
يا محمّد. هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال:
قلت: لا. قال: فوضع يده بين كتفيّ حتّى وجدت بردها بين ثدييّ- أو قال في نحري- فعلمت ما في السّموات وما في الأرض. قال: يا محمّد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم. قال: في الكفّارات، والكفّارات المكث في المساجد بعد الصّلوات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمّه. وقال: يا محمّد إذا صلّيت فقل: اللهمّ إنّي أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحبّ المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون. قال: والدّرجات إفشاء السّلام وإطعام الطّعام. والصّلاة باللّيل والنّاس نيام» ) * «5» .
42-
* (عن حذيفة- رضي الله عنه قال:
(1) أخرجهما الترمذي (2404، 2405) ثم قال: حديث حسن غريب من حديث ابن عمر لا نعرفه إلّا من هذا الوجه. وفي سند حديث أبي هريرة: يحيى بن عبيد الله ابن عبد الله ابن موهب وهو متروك (التقريب (594)، ومن ثم أتبعه الترمذي بقوله: وفي الباب عن ابن عمر- وفي سنده أيضا حمزة بن أبي محمد المدني وهو ضعيف (التهذيب (3/ 33) ولهذا حسنه.
(2)
سنن الترمذي 4 (2336) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك، وصححه ووافقه الذهبي وحسّن إسناده محقق جامع الأصول (1/ 610) .
(3)
سنن الترمذي 4 (2256) ، ورواه أحمد وأورده السيوطي في الجامع الصغير وصحح إسناده الشيخ الألباني (6172) .
(4)
سنن الترمذي 5 (3708) ، وحسن إسناده محقق جامع الأصول (8/ 645) .
(5)
سنن الترمذي 5 (3234) واللفظ له، وقال: حسن غريب ثم روى بعده من حديث معاذ وقال: حسن صحيح وسياقه أطول، والموطأ (1/ 218) .
ما من أحد من النّاس تدركه الفتنة إلّا أنا أخافها عليه، إلّا محمّد بن مسلمة، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «لا تضرّك الفتنة» ) * «1» .
43-
* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه قال: عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من حفظ عشر آيات من أوّل سورة الكهف عصم من فتنة الدّجّال» ) * «2» .
44-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة فقال: «إذا رأيتم النّاس قد مرجت عهودهم وخفّت أماناتهم وكانوا هكذا» وشبّك بين أصابعه قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال «الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصّة نفسك ودع عنك أمر العامّة» ) * «3» .
45-
* (عن حذيفة- رضي الله عنه قال:
قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير شرّ؟ قال «فتنة وشرّ» قال: قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الشّرّ خير؟ قال «يا حذيفة، تعلّم كتاب الله واتّبع ما فيه» ثلاث مرّات قال: قلت: يا رسول الله هل بعد هذا الشّرّ خير؟ قال «هدنة «4» على دخن، وجماعة على أقذاء، فيها أو فيهم» قلت يا رسول الله الهدنة على الدّخن ما هي؟ قال «لا ترجع قلوب أقوام على الّذي كانت عليه» قلت يا رسول الله أبعد هذا الخير شرّ؟
قال «فتنة عمياء صمّاء عليها دعاة على أبواب النّار فإن تمت يا حذيفة وأنت عاضّ على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم» ) * «5» .
46-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما قال: كنّا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتّى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال هي هرب وحرب، ثمّ فتنة السّرّاء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنّه منّي وليس منّي وإنّما أوليائي المتّقون ثمّ يصطلح النّاس على رجل كورك على ضلع ثمّ فتنة الدّهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمّة إلّا لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت، يصبح الرّجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، حتّى يصير النّاس إلى فسطاطين
(1) أبو داود 4 (4663) ، وصحح إسناده محقق جامع الأصول (10/ 17) .
(2)
رواه مسلم (5455) ، وأبو داود 4 (4323) ، والحاكم في المستدرك (2/ 368) وصححه ووافقه الذهبي.
(3)
أبو داود 4 (4343) .
(4)
الهدنة: الصلح والموادعة بين المسلمين والكفار وبين كل متحاربين.
(5)
أبو داود 4 (4246) ، والحديث في الصحيحين البخاري (7084) ، ومسلم (1847) واللفظ لأبي داود.
فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدّجّال من يومه أو (من) غده» ) * «1» .
47-
* (عن المقداد بن الأسود- رضي الله عنه قال: آيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إنّ السّعيد لمن جنّب الفتن، إنّ السّعيد لمن جنّب الفتن إنّ السّعيد لمن جنّب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواها» ) * «2» .
48-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ستكون فتنة صمّاء بكماء عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللّسان فيها كوقوع السّيف» ) * «3» .
49-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أمّتي هذه أمّة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدّنيا: الفتن والزّلازل والقتل» ) * «4» .
50-
* (عن راشد بن سعد، عن رجل من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّ رجلا قال: يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلّا الشّهيد، قال «كفى ببارقة السّيوف على رأسه فتنة» ) * «5» .
51-
* (عن قيس بن عباد- رضي الله عنه قال: صلّى عمّار بن ياسر بالقوم صلاة فأخفّها فكأنّهم أنكروها فقال: ألم أتمّ الرّكوع والسّجود قالوا: بلى قال:
أما إنّي دعوت فيها بدعاء كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يدعو به «اللهمّ بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفّني إذا علمت الوفاة خيرا لي وأسألك خشيتك في الغيب والشّهادة، وكلمة الإخلاص في الرّضا والغضب، وأسألك نعيما لا ينفد وقرّة عين لا تنقطع وأسألك الرّضا بالقضاء وبرد العيش بعد الموت، ولذّة النّظر إلى وجهك، والشّوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضرّاء مضرّة وفتنة مضلّة اللهمّ زيّنّا بزينة الإيمان واجعلنا هداة
(1) أبو داود 4 (4242) ، وصحح إسناده محقق جامع الأصول (10/ 24) .
(2)
أبو داود 4 (4263) ، وصحح إسناده الشيخ الألباني- صحيح أبي داور (3/ 801) وانظر الصحيحة (973) .
(3)
أبو داود 4 (4265) ، وفي سنده عبد الرحمن بن العيلماني ويشهد له الحديث الذي بعده (4265) عن عبد الله بن عمرو وكلاهما يتقوى بالآخر.
(4)
أبو داود 4 (4278) ، وأحمد (4/ 410، 418) ، والحاكم (4/ 444)، وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، وحسنه الحافظ في بذل الماعون، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3/ 806) / 3597: صحيح.
(5)
النسائي 4 (2053) ، وأورده السيوطي في الجامع الصغير وصحح إسناده الشيخ الألباني، صحيح الجامع (4358) وانظر الترغيب (3/ 82) .
مهتدين» ) * «1» .
52-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة من اليهود وهي تقول: إنّكم تفتنون في القبور. فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «إنّما تفتن يهود» وقالت عائشة فلبثنا ليالي ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنّه أوحي إليّ أنّكم تفتنون في القبور» قالت عائشة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يستعيذ من عذاب القبر) * «2» .
53-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: فقدته (تعني النّبيّ صلى الله عليه وسلم فإذا هو بالبقيع فقال «السّلام عليكم دار قوم مؤمنين. أنتم لنا فرط وإنّا بكم لاحقون، اللهمّ لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنّا بعدهم» ) * «3» .
54-
* (عن عبد الله بن بريدة أنّ أباه حدّثه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فأقبل حسن وحسين، عليهما قميصان أحمران. يعثران ويقومان.
فنزل النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخذهما فوضعهما في حجره فقال:
«صدق الله ورسوله وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
(الأنفال/ 28) رأيت هذين فلم أصبر» ثمّ أخذ في خطبته) * «4» .
55-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «تكون فتنة تستنطف العرب، قتلاها في النّار. اللّسان فيها أشدّ من وقع السّيف» ) * «5» .
56-
* (عن معاوية- رضي الله عنه قال:
سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول «لم يبق من الدّنيا إلّا بلاء وفتنة» ) * «6» .
57-
* (عن أبي أمامة الباهليّ- رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر خطبته حديثا حدّثناه عن الدّجّال وحذّرناه، فكان من قوله أن قال «إنّه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرّيّة آدم أعظم من فتنة الدّجّال، وإنّ الله لم يبعث نبيّا إلّا حذّر
(1) النسائي 3 (1306) ، نرواه الحاكم في المستدرك وصححه والسيوطي في الجامع الصغير وصحح إسناده الشيخ الألباني، صحيح الجامع (1312) .
(2)
البخاري- الفتح 1 (33) ، ومسلم (32) .
(3)
مسلم (974) ، والنسائي (4/ 91- 94) ، وابن ماجه (1564) ومالك في الموطأ (1/ 242) .
(4)
ابن ماجه 2 (3600) ، وأبو داود (1109) ، وصححه الألباني في مجمع أبي داود (1/ 206) / 981.
(5)
أبو داود (4265) - وهو شاهد لحديث أبي هريرة الذي قبله، والترمذي (2178) ، وابن ماجة 2 (3967) واللفظ له، وأحمد (2/ 212) ، وصححه الشيخ أحمد شاكر (6980) .
(6)
ابن ماجه 2 (4035)، وقال في الزوائد: إسناده صحيح رجاله ثقات.
أمّته الدّجّال. وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة» ) * «1» .
58-
* (عن عديسة بنت أهبان- رضي الله عنها قالت: لمّا جاء عليّ بن أبي طالب ها هنا البصرة دخل على أبي. فقال: يا أبا مسلم ألا تعينني على هؤلاء القوم؟ قال: بلى. قال: فدعا جارية له. فقال: يا جارية أخرجي سيفي، قال: فأخرجته. فسلّ منه قدر شبر فإذا هو خشب، فقال: إنّ خليلي وابن عمّك صلى الله عليه وسلم عهد إليّ إذا كانت الفتنة بين المسلمين فأتّخذ سيفا من خشب فإن شئت خرجت معك. قال: لا حاجة لي فيك ولا في سيفك) * «2» .
59-
* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها قالت: استيقظ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: سبحان الله! ماذا أنزل اللّيلة من الفتن؟ وماذا فتح من الخزائن؟
أيقظوا صواحبات الحجر، فربّ كاسية في الدّنيا عارية في الآخرة» ) * «3» .
60-
* (عن الزّبير بن العوّام أن مولاه أخبره أنّه كان جالسا عند عبد الله بن عمر في الفتنة فأتته مولاة له تسلّم عليه، فقالت: إنّي أردت الخروج يا أبا عبد الرّحمن، اشتدّ علينا الزّمان، فقال لها عبد الله بن عمر: اقعدي لكع، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«لا يصبر على لأوائها وشدّتها أحد إلّا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة» ) * «4» .
(1) ابن ماجه 2 (4077) ، وأصل الحديث عند أبي داود بسند جيد وله شاهد. انظر الأحاديث (4315، 4322) .
(2)
ابن ماجه 2 (3960) واللفظ له، والترمذي 4 (2204)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
(3)
البخاري- الفتح 1 (315) ، والموطأ (2/ 913) .
(4)
الموطأ (2/ 3) ، وأصل الحديث عند مسلم (482) ، والترمذي (3924) ، وأحمد (2/ 397) .