الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تسرف؟ فعلم الطّنافسيّ أنّه قصد ذلك دون التّعلّم فدخل منزله فلم يخرج إلى النّاس أربعين يوما فلمّا دخل حاتم بغداد اجتمع إليه أهل بغداد فقالوا: يا أبا عبد الرّحمن أنت رجل؛ ولكن أعجميّ وليس يكلّمك أحد إلّا قطعته. قال: معي ثلاث خصال أظهر بهنّ على خصمي، أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن إذا أخطأ، وأحفظ نفسي أن لا أجهل عليه. فبلغ ذلك الإمام أحمد بن حنبل فقال: سبحان الله! ما أعقله! قوموا بنا إليه. فلمّا دخلوا عليه قال له: يا أبا عبد الرّحمن ما السّلامة من الدّنيا؟ قال: يا أبا عبد الله لا تسلم من الدّنيا حتّى يكون معك أربع خصال: تغفر للقوم جهلهم، وتمنع جهلك منهم، وتبذل لهم شيئك، وتكون من شيئهم آيسا. فإذا كنت هكذا سلمت، ثمّ سار إلى المدينة فاستقبله أهل المدينة فقال: يا قوم أيّة مدينة هذه؟ قالوا: مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأين قصر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى أصلّي فيه؟ قالوا: ما كان له قصر، إنّما كان له بيت لا طىء بالأرض، قال: فأين قصور أصحابه- رضي الله عنهم؟ قالوا: ما كان لهم قصور إنمّا كانت لهم بيوت لاطئة بالأرض؛ قال حاتم: يا قوم فهذه مدينة فرعون، فأخذوه وذهبوا به إلى السّلطان وقالوا. هذا العجميّ يقول هذه مدينة فرعون. قال الوالي: ولم ذلك؟ قال حاتم: لا تعجل عليّ أنا رجل أعجميّ غريب دخلت البلد فقلت:
مدينة من هذه؟ فقالوا: مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: فأين قصر
…
وقصّ القصّة، ثمّ قال: وقد قال الله تعالى لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فأنتم بمن تأسّيتم أبرسول الله صلى الله عليه وسلم أم بفرعون أوّل من بنى بالجصّ والآجرّ؟ فخلّوا عنه وتركوه. فهذه حكاية حاتم الأصمّ- رحمه الله تعالى-» ) * «1» .
6-
* (وأنشد بعضهم:
يا واعظ النّاس قد أصبحت متّهما
…
إذ عبت منهم أمورا أنت تأتيها
أصبحت تنصحهم بالوعظ مجتهدا
…
فالموبقات لعمري أنت جانيها
تعيب دنيا وناسا راغبين لها
…
وأنت أكثر منهم رغبة فيها) * «2» .
من مضار (القدوة السيئة)
(1)
من يكون قدوة سيّئة للنّاس يسخط الله عليه
(2)
يأتي في الآخرة يحمل لواء الخزي لأتباعه.
(3)
يتبرّأ يوم القيامة من أتباعه ويلعن بعضهم بعضا.
(4)
يمقته النّاس ويحترسون منه.
(5)
يكون سببا للغواية والضّلال ويدعو لاتّباع سبل الشّيطان.
(6)
يكره نفسه الّتي بين جنبيه إذ يعرف حقيقة نفسه.
(1) إحياء علوم الدين (1/ 81، 82) .
(2)
إحياء علوم الدين (1/ 78) ط. الريان.