الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (الكذب)
1-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان» ) * «1» .
2-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال:«إذا قضى الله الأمر في السّماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كالسّلسلة على صفوان» . قال عليّ: وقال غيره: صفوان ينفذهم ذلك. فإذا فزّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربّكم؟ قالوا للّذي قال: الحقّ وهو العليّ الكبير. فيسمعها مسترق السّمع- ومسترقوا السّمع هكذا واحد فوق آخر ووصف سفيان بيده وفرّج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض- فربّما أدرك الشّهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه وربّما لم يدركه حتّى يرمي بها إلى الّذي يليه، إلى الّذي هو أسفل منه، حتّى يلقوها إلى الأرض- وربّما قال سفيان: حتّى تنتهي إلى الأرض- فتلقى على فم السّاحر، فيكذب معها مائة كذبة، فيصدّق، فيقولون:
ألم يخبرنا يوم كذا وكذا، يكون كذا وكذا فوجدناه حقّا؟
للكلمة الّتي سمعت من السّماء» ) * «2» .
3-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» ) * «3» .
4-
* (عن عياض بن حمار المجاشعيّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته «ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم ممّا علّمني يومي هذا. كلّ مال نحلته عبدا حلال «4» . وإنّي خلقت عبادي حنفاء كلّهم «5» ، وإنّهم أتتهم الشّياطين فاجتالتهم «6» عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإنّ الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم «7» عربهم وعجمهم، إلّا بقايا من أهل
(1) البخاري- الفتح 1 (33) ، ومسلم (59) متفق عليه.
(2)
البخاري- الفتح 8 (4701) واللفظ له، ومسلم (2228) .
(3)
البخاري- الفتح 1 (34) واللفظ له، ومسلم (58) .
(4)
كل مال نحلته عبدا حلال: في الكلام حذف. أي قال الله تعالى: كل مال الخ.. ومعنى نحلته أعطيته. أي كل مال أعطيته عبدا من عبادي فهو له حلال. والمراد إنكار ما حرموا على أنفسهم من السائبة والوصيلة والبحيرة والحامي وغير ذلك. وأنها لم تصر حراما بتحريمهم. وكل مال ملكه العبد فهو له حلال حتى يتعلق به حق.
(5)
حنفاء كلهم: أي مسلمين، وقيل: طاهرين من المعاصي. وقيل: مستقيمين منيبين لقبول الهداية.
(6)
فاجتالتهم: كذا نقله القاضي عن رواية الأكثرين. أي استخفوهم فذهبوا بهم، وأزالوهم عما كانوا عليه، وجالوا معهم في الباطل. وقال شمر: اجتال الرجل الشيء ذهب به. واجتال أموالهم ساقها وذهب بها.
(7)
فمقتهم: المقت أشد البغض. والمراد بهذا المقت والنظر، ما قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الكتاب «1» . وقال: إنّما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك «2» .
وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء «3» . تقرؤه نائما ويقظان، وإنّ الله أمرني أن أحرّق قريشا فقلت: ربّ، إذا يثلغوا رأسي «4» فيدعوه خبزة. قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك «5» ، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك. قال: وأهل الجنّة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدّق موفّق، ورجل رحيم رقيق القلب لكلّ ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفّف ذو عيال. قال: وأهل النّار خمسة: الضّعيف الّذي لا زبر له «6» الّذين هم فيكم تبعا لا يتبعون «7» أهلا ولا مالا. والخائن الّذي لا يخفى له طمع «8» ، وإن دقّ إلّا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلّا وهو يخادعك عن أهلك ومالك» . وذكر البخل أو الكذب «9» «والشّنظير «10» الفّحّاش» ولم يذكر أبو غسّان في حديثه «وأنفق فسننفق عليك» ) * «11» .
5-
* (عن أبي أمامة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنّة «12» لمن ترك المراء وإن كان محقّا، وببيت في وسط الجنّة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنّة لمن حسن خلقه» ) * «13» .
6-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّ أناسا في زمن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «نعم. هل تضارّون في رؤية الشّمس بالظّهيرة ضوء ليس فيه سحاب؟» قالوا: لا. قال: «وهل تضارّون في رؤية
(1) إلا بقايا من أهل الكتاب: المراد بهم الباقون على التمسك بدينهم الحق، من غير تبديل.
(2)
إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك: معناه لأمتحنك بما يظهر منك من قيامك بما أمرتك به من تبليغ الرسالة، وغير ذلك من الجهاد في الله حق جهاده، والصبر في الله تعالى، وغير ذلك. وأبتلي بك من أرسلتك اليهم. فمنهم من يظهر إيمانه ويخلص في طاعته، ومنهم من يتخلف وينابذ بالعداوة والكفر، ومنهم من ينافق.
(3)
كتابا لا يغسله الماء: معناه محفوظ في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب، بل يبقى على ممر الزمان.
(4)
إذا يثلغوا رأسي: أي يشدخوه ويشجوه كما يشدخ الخبز، أي يكسر.
(5)
نغزك: أي نعينك.
(6)
لا زبر له: أي لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي. وقيل: هو الذي لا مال له. وقيل: الذي ليس عنده ما يعتمده.
(7)
لا يتبعون: مخفف ومشدد من الاتباع. أي يتبعون ويتبعون. وفي بعض النسخ: يبتغون أي يطلبون.
(8)
والخائن الذي لا يخفى له طمع: معنى لا يخفى لا يظهر. قال أهل اللغة: يقال خفيت الشيء إذا أظهرته. وأخفيته إذا سترته وكتمته. هذا هو المشهور.
(9)
وذكر البخل أو الكذب: هكذا هو في أكثر النسخ: أو الكذب. وفي بعضها: والكذب. والأول هو المشهو.
(10)
الشنظير: فسره في الحديث بأنه الفحاش، وهو السّيّىء الخلق.
(11)
مسلم (2865) .
(12)
ربض الجنة: أي فيما حولها من خارج عنها.
(13)
أبو داود (4800) وقال محقق جامع الأصول (11/ 734) : إسناده صحيح. وقال الألباني (3/ 911) : حسن، وهو في الصحيحة برقم (273) .
القمر ليلة البدر، ضوء ليس فيه سحاب؟ قالوا: لا.
قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «ما تضارّون في رؤية الله- عز وجل يوم القيامة إلّا كما تضارّون في رؤية أحدهما. إذا كان يوم القيامة أذّن مؤذّن: تتبع كلّ أمّة ما كانت تعبد، فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلّا يتساقطون في النّار، حتّى إذا لم يبق إلّا من كان يعبد الله من برّ أو فاجر وغبّرات أهل الكتاب، فيدعى اليهود فيقال لهم: من كنتم تعبدون؟ قالوا: كنّا نعبد عزير ابن الله، فيقال لهم: كذبتم. ما اتّخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ فقالوا: عطشنا ربّنا فاسقنا، فيشار ألا تردون؟ فيحشرون إلى النّار كأنّها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النّار، ثمّ يدعى النّصارى فيقال لهم: من كنتم تعبدون؟ قالوا:
كنّا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتّخذ الله من صاحبة ولا ولد. فيقال لهم: ماذا تبغون؟ فكذلك مثل الأوّل. حتّى إذا لم يبق إلّا من كان يعبد الله من برّ أو فاجر، أتاهم ربّ العالمين في أدنى صورة من الّتي رأوه فيها، فيقال: ماذا تنتظرون؟ تتبع كلّ أمّة ما كانت تعبد. قالوا: فارقنا النّاس في الدّنيا على أفقر ما كنّا إليهم ولم نصاحبهم، ونحن ننتظر ربّنا الّذي كنّا نعبد، فيقول: أنا ربّكم. فيقولون: لا نشرك بالله شيئا (مرّتين أو ثلاثا) » ) * «1» .
7-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ ثلاثة في بني إسرائيل:
أبرص وأقرع وأعمى. فأرادا الله أن يبتليهم. فبعث إليهم ملكا. فأتى الأبرص فقال: أيّ شىء أحبّ إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، ويذهب عنّي الّذي قد قذرني النّاس- قال فمسحه فذهب عنه قذره. وأعطي لونا حسنا، وجلدا حسنا. قال: فأيّ المال أحبّ إليك؟ قال: الإبل أو قال البقر (شكّ إسحاق) إلّا أنّ الأبرص أو الأقرع قال أحدهما:
الإبل. وقال الآخر: البقر. قال فأعطي ناقة عشراء.
فقال: بارك الله لك فيها. قال فأتى الأقرع فقال: أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عنّي هذا الّذي قذرني النّاس. قال فمسحه فذهب عنه وأعطي شعرا حسنا. قال: فأيّ المال أحبّ إليك؟
قال: البقر. فأعطي بقرة حاملا. فقال: بارك الله لك فيها. قال فأتى الأعمى فقال: أيّ شيء أحبّ إليك؟
قال: أن يردّ الله إليّ بصري فأبصر به النّاس. قال فمسحه فردّ الله إليه بصره. قال: فأيّ المال أحبّ إليك؟ قال: الغنم. فأعطي شاة والدا. فأنتج هذان وولّد هذا. قال: فكان لهذا واد من الإبل. ولهذا واد من البقر. ولهذا واد من الغنم. قال ثمّ إنّه أتى الأبرص في صورته وهيئته. فقال: رجل مسكين. قد انقطعت بي الحبال في سفري. فلا بلاغ لي اليوم إلّا بالله ثمّ بك.
أسألك بالّذي أعطاك اللّون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلّغ به في سفري. فقال: الحقوق كثيرة.
فقال له: كأنّي أعرفك. ألم تكن أبرص يقذرك النّاس؟
(1) البخاري- الفتح 8 (4581) واللفظ له، ومسلم (183) .
فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: إنّما ورثت هذا المال كابرا عن كابر. فقال: إن كنت كاذبا فصيّرك الله إلى ما كنت.
قال: وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال له مثل ما قال لهذا. وردّ عليه مثل ماردّ على هذا. فقال: إن كنت كاذبا فصيّرك الله إلى ما كنت. قال وأتى الأعمى في صورته. فقال: رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري. فلا بلاغ لي اليوم إلّا بالله ثمّ بك.
أسألك بالّذي ردّ عليك بصرك شاة أتبّلغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى فردّ الله بصري. فخذ ما شئت. ودع ما شئت. فو الله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله. فقال: أمسك مالك. فإنّما ابتليتم. فقد رضي عنك، وسخط على صاحبيك» ) «1» .
8-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّ رجلا أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: أخي يشتكي بطنه، فقال: اسقه عسلا. ثمّ أتاه الثّانية فقال: «اسقه عسلا» ثمّ أتاه الثّالثة فقال: «اسقه عسلا» . ثمّ أتاه فقال: فعلت. فقال: «صدق الله وكذب بطن أخيك.
اسقه عسلا» ، فسقاه فبرأ» ) * «2» .
9-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّ رجلا قال: يا رسول الله إنّ لي جارية وأنا أعزل عنها، وأنا أكره أن تحمل، وأنا أريد ما يريد الرّجال، وإنّ اليهود تحدّث أنّ العزل موءودة الصّغرى.
قال: «كذبت يهود. لو أراد الله أن يخلقه ما استطعت أن تصرفه» ) * «3» .
10-
* (عن أنس- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان. قال:
فتكلّم أبو بكر فأعرض عنه، ثمّ تكلّم عمر فأعرض عنه، فقام سعد بن عبادة فقال: إيّانا تريد يا رسول الله؟
والّذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا. قال: فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم النّاس فانطلقوا حتّى نزلوا بدرا، ووردت عليهم روايا قريش، وفيهم غلام أسود لبني الحجّاج، فأخذوه. فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه فيقول: ما لي علم بأبي سفيان، ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأميّة بن خلف، فإذا قال ذلك ضربوه.
فقال: نعم.، أنا أخبركم هذا أبو سفيان، فإذا تركوه فسألوه فقال: ما لي بأبي سفيان علم، ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأميّة بن خلف في النّاس، فإذا قال هذا أيضا ضربوه- ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلّي- فلمّا رأى ذلك انصرف. قال:«والّذي نفسي بيده لتضربوه إذا صدقكم، وتتركوه إذا كذبكم» «4» ، قال: فقال رسول
(1) البخاري- الفتح 6 (3464) ، ومسلم (2964) واللفظ له.
(2)
البخاري- الفتح 10 (5684) واللفظ له. وفي رواية: أخي استطلق بطنه 10 (5716) ، ومسلم (2217) .
(3)
أبو داود (2171) واللفظ له، وأصله عند مسلم (1438) بروايات متعددة، الترمذي (1136) قال: وفي الباب عن عمر والبراء وأبي هريرة وأبي سعيد، والذي ساقه من حديث جابر نحو حديث أبي سعيد.
(4)
(لتضربوه.. وتتركوه) : هكذا بغير نون وهي لغة والأكثر: تضربونه وتتركونه.
الله صلى الله عليه وسلم: «هذا مصرع فلان» ، قال: ويضع يده على الأرض ههنا وههنا. قال: فما ماط «1» أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم * «2» .
11-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما أنّ اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أنّ رجلا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما تجدون في التّوراة في شأن الرّجم؟» فقالوا: نفضحهم ويجلدون. فقال عبد الله بن سلام: كذبتم. إنّ فيها الرّجم، فأتوا بالتّوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرّجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها. فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده فإذا فيها آية الرّجم. فقالوا:
صدق يا محمّد. فيها آية الرّجم. فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما. قال عبد الله: فرأيت الرّجل يجنأ «3» على المرأة يقيها الحجارة» ) * «4» .
12-
* (عن عبد الله- رضي الله عنه قال:
إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا دعا قريشا كذّبوه واستعصوا عليه، فقال:«اللهمّ أعنّي عليهم بسبع كسبع يوسف، فأصابتهم سنة حصّت «5» كلّ شيء، حتّى كانوا يأكلون الميتة، وكان يقوم أحدهم. فكان يرى بينه وبين السّماء مثل الدّخان من الجهد والجوع. ثمّ قرأ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ* يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ حتّى بلغ إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ قال عبد الله: أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة؟ قال: «والبطشة الكبرى يوم بدر» ) * «6» .
13-
* (عن المغيرة بن شعبة- رضي الله عنه قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ كذبا عليّ ليس ككذب على أحد. من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار» ) * «7» .
14-
* (عن أبي موسى- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «إنّ الله- عز وجل إذا أراد رحمة أمّة من عباده قبض نبيّها قبلها. فجعله لها فرطا «8» وسلفا «9» بين يديه. وإذا أراد هلكة أمّة عذّبها- ونبيّها حيّ- فأهلكها وهو ينظر فأقرّ عينه بهلكتها حين كذّبوه وعصوا أمره» ) * «10» .
15-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، أي ربّ. حتّى إذا قرّره بذنوبه، ورأى في نفسه أنّه هلك. قال: سترتها عليك في الدّنيا، وأنا أغفرها لك اليوم. فيعطى كتاب حسناته. وأمّا
(1) ماط: تباعد.
(2)
مسلم (1779) .
(3)
يجنأ: يميل.
(4)
البخاري- الفتح 6 (3635) .
(5)
سنة حصت كل شىء: جردت والسنة: القحط والجدب. أذهبت.
(6)
البخاري- الفتح 8 (4823) .
(7)
البخاري- الفتح 3 (1291) واللفظ له، ومسلم (المقدمة/ 4) .
(8)
فرطا: بمعنى الفارط المتقدم الى الماء ليهيىء السقي. يريد أنه شفيع فيقدم.
(9)
سلفا: هو المقدم، من عطف المرادف أو أعم.
(10)
مسلم (2288) .
الكافر والمنافقون فيقول الأشهاد: هؤلاء الّذين كذبوا على ربّهم، ألا لعنة الله على الظّالمين» ) * «1» .
16-
* (عن المسور بن مخرمة ومروان- رضي الله عنهما قالا: في حديث صلح الحديبية المشهور: لمّا جاء سهيل بن عمرو. قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «قد سهل لكم من أمركم. قال معمر قال الزّهريّ في حديثه: فجاء سهيل بن عمرو فقال: هات اكتب بيننا وبينكم كتابا.
فدعا النّبيّ صلى الله عليه وسلم الكاتب فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «بسم الله الرّحمن الرّحيم» فقال سهيل: أمّا «الرّحمن» فو الله ما أدري ما هي؟ ولكن اكتب «باسمك اللهمّ كما كنت تكتب، فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلّا «بسم الله الرّحمن الرّحيم» . فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «اكتب باسمك اللهمّ» . ثمّ قال: «هذا ما قاضى عليه محمّد رسول الله» فقال سهيل: والله لو كنّا نعلم أنّك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب:«محمّد ابن عبد الله» ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «والله إنّي لرسول الله
وإن كذّبتموني، اكتب «محمّد بن عبد الله» . قال الزّهريّ: وذلك لقوله: «لا يسألونني خطّة يعظّمون فيها حرمات الله إلّا أعطيتهم إيّاها»
…
الحديث) * «2» .
17-
* (عن عبد الله بن الزّبير- رضي الله عنهما قال: قلت للزّبير: إنّي لا أسمعك تحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدّث فلان وفلان. قال: «أما إنّي لم أفارقه، ولكن سمعته يقول: من كذب عليّ فليتبوّأ مقعده من النّار» ) * «3» .
18-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال: يا قوم إنّي رأيت الجيش بعينيّ، وإنّي أنا النّذير العريان، فالنّجاء. فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا، وكذّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم. فذلك مثل من أطاعني فاتّبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذّب بما جئت به من الحقّ» ) * «4» .
19-
* (عن حكيم بن حزام- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البيّعان بالخيار ما لم يتفرّقا- أو قال: حتّى يتفرّقا فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما» ) * «5» .
20-
* (عن عقبة بن الحارث- رضي الله عنه قال: تزوّجت امرأة فجاءتنا امرأة سوداء فقالت:
أرضعتكما، فأتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقلت: تزوّجت فلانة بنت فلان فجاءتنا امرأة سوداء فقالت لي: إنّي قد أرضعتكما- وهي كاذبة «6» - فأعرض عنّي، فأتيته من قبل وجهه قلت: إنّها كاذبة. قال: «كيف بها وقد زعمت أنّها قد أرضعتكما؟ دعها عنك» ) «7» .
(1) البخاري- الفتح 5 (2441) واللفظ له، ومسلم (2768) .
(2)
البخاري- الفتح 5 (2731، 2732) ، وله أصل عند مسلم 3 (1783) من حديث البراء.
(3)
البخاري- الفتح 1 (107) .
(4)
البخاري- الفتح 13 (7283) .
(5)
البخاري- الفتح 4 (2079) واللفظ له، ومسلم (1532) .
(6)
كاذبة: بمعنى مخطئة.
(7)
البخاري- الفتح 9 (5104) .
21-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم (قال أبو معاوية: ولا ينظر إليهم) ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذّاب، وعائل مستكبر» ) * «1» .
22-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطي بها أكثر ممّا أعطي وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل مائه. فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك» ) * «2» .
23-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم» قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث مرار) . قال أبو ذرّ: خابوا وخسروا. من هم يا رسول الله؟ قال:" المسبل «3» والمنّان «4» والمنفق سلعته بالحلف الكاذب» ) «5» .
24-
* (عن أبي الحوراء السّعديّ قال: قلت للحسن بن عليّ: ما حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دع ما يريبك «6» إلى ما لا يريبك، فإنّ الصّدق طمأنينة وإنّ الكذب ريبة» ) «7» .
25-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق، فقال له: أسرقت؟ قال: كلّا، والله الّذي لا إله إلّا هو.
فقال عيسى: آمنت بالله، وكذّبت عيني» ) * «8» .
26-
* (عن سعيد بن جبير- رضي الله عنه قال: سئلت عن المتلاعنين في إمرة مصعب. أيفرّق بينهما؟ قال فما دريت ما أقول: فمضيت إلى منزل ابن عمر بمكّة. فقلت للغلام: استأذن لي. قال: إنّه قائل «9» . فسمع صوتي. قال: ابن جبير؟ قلت: نعم.
قال: ادخل. فو الله ما جاء بك هذه السّاعة إلّا حاجة.
فدخلت. فإذا هو مفترش بردعة. متوسّد وسادة حشوها ليف. قلت: أبا عبد الرّحمن! المتلاعنان أيفرّق بينهما؟ قال: سبحان الله! نعم. إنّ أوّل من سأل عن ذلك فلان بن فلان. قال: يا رسول الله أرأيت أن لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة كيف يصنع؟ إن تكلّم تكلّم بأمر عظيم، وإن سكت سكت على مثل ذلك.
قال: فسكت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يجبه. فلمّا كان بعد ذلك أتاه فقال: إنّ الّذي سألتك عنه قد ابتليت به. فأنزل
(1) مسلم (107) .
(2)
البخاري- الفتح 5 (2369) واللفظ له، ومسلم 1 (108) .
(3)
المسبل: الذي يرخي إزاره ويجره خيلاء.
(4)
والمنان: الذي يعطي الحاجة لأخيه ويشهر به أمام الناس ليمن عليه.
(5)
مسلم (106) .
(6)
يريبك: من الريب وهو الشك والتهمة.
(7)
رواه الترمذي (2518) واللفظ له وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي (8/ 327، 328) وقال محقق جامع الأصول: إسناده صحيح.
(8)
البخاري- الفتح 6 (3444) واللفظ له، ومسلم (2368) وعنده «نفسي» «بدل: عيني» .
(9)
قائل: أي نائم في وقت القيلولة وهو وقت الظهيرة.
الله عز وجل هؤلاء الآيات في سورة النّور: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ (24/ النور/ 6- 9) فتلاهنّ عليه ووعظه وذكّره. وأخبره أنّ عذاب الدّنيا أهون من عذاب الآخرة. قال: لا، والّذي بعثك بالحقّ ما كذبت عليها. ثمّ دعاها فوعظها وذكّرها وأخبرها أنّ عذاب الدّنيا أهون من عذاب الآخرة. قالت: لا. والّذي بعثك بالحقّ إنّه لكاذب. فبدأ بالرّجل فشهد أربع شهادات بالله إنّه لمن الكاذبين. والخامسة أنّ غضب الله عليها إن كان من الصّادقين. ثمّ فرّق بينهما» ) * «1» .
27-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصّدق، فإنّ الصّدق يهدي إلى البرّ، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة، وما يزال الرّجل يصدق ويتحرّى الصّدق حتّى يكتب عند الله صدّيقا. وإيّاكم والكذب، فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النّار، وما يزال الرّجل يكذب ويتحرّى الكذب حتّى يكتب عند الله كذّابا» ) * «2» .
28-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في ثقيف كذّاب ومبير» ) * «3» .
29-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله كذّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك. فأمّا تكذيبه إيّاي فزعم أنّي لا أقدر أن أعيده كما كان. وأمّا شتمه إيّاي فقوله لي ولد، فسبحاني أن أتّخذ صاحبة أو ولدا» ) * «4» .
30-
* (عن سعيد بن جبير؛ قال: قلت لابن عمر: رجل قذف امرأته. فقال: فرّق النّبيّ صلى الله عليه وسلم بين أخوي بني العجلان. وقال: الله يعلم أنّ أحدكما لكاذب، فهل منكما تائب؟ فأبيا، وقال: الله يعلم أنّ أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟ فأبيا، فقال: الله يعلم أنّ أحدكما لكاذب فهل منكما تائب؟ فأبيا. ففرّق بينهما» ) .
قال أيّوب: فقال لي عمرو بن دينار: إنّ في الحديث شيئا لا أراك تحدّثه. قال: قال الرّجل: مالي؟
قال قيل: لا مال لك. إن كنت صادقا فقد دخلت بها، وإن كنت كاذبا فهو أبعد منك «5» .
31-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان قطريّان غليظان، فكان
(1) البخاري- الفتح 8 (4745) ، ومسلم (1493) واللفظ له.
(2)
البخاري- الفتح 10 (6094) ، ومسلم (2607) واللفظ له.
(3)
مسلم (2545) ، والترمذي (3944)، قال: يقال الكذاب المختار بن أبي عبيد الثقفي والمبير بمعنى المهلك- هو الحجاج بن يوسف. وقال: في الباب عن أسماء بنت أبي بكر. وهذا حديث حسن غريب، وقال محقق جامع الأصول (10/ 99) : هو حديث صحيح.
(4)
البخاري- الفتح 8 (4482) .
(5)
البخاري الفتح 9 (5311) واللفظ له، ومسلم (1493) وقد تقدم معظمه من قبل.
إذا قعد فعرق، ثقلا عليه فقدم بزّ من الشّام لفلان اليهوديّ. فقلت: لو بعثت إليه فاشتريت منه ثوبين إلى الميسرة. فأرسل إليه فقال: قد علمت ما يريد. إنّما يريد أن يذهب بمالي، أو بدراهمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كذب، قد علم أنّي من أتقاهم لله وآداهم للأمانة» ) * «1» .
32-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكلّ ما سمع» ) * «2» .
33-
* (عن أبيّ بن كعب- رضي الله عنه قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلّي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثمّ دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلمّا قضينا الصّلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إنّ هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه. فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ.
فحسّن النّبيّ صلى الله عليه وسلم شأنهما. فسقط في نفسي من التّكذيب. ولا إذ كنت في الجاهليّة «3» . فلمّا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري. ففضت عرقا.
وكأنّما أنظر إلى الله- عز وجل فرقا. فقال لي: «يا أبيّ! أرسل إليّ أن اقرإ القرآن على حرف، فرددت إليه: أن هوّن على أمّتي، فردّ إليّ الثّانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه: أن هوّن على أمّتي فردّ إليّ الثّالثة: اقرأه على سبعة أحرف. فلك بكلّ ردّة رددتكها مسألة تسألنيها. فقلت: اللهمّ اغفر لأمّتي. اللهمّ اغفر لأمّتي. وأخّرت الثّالثة ليوم يرغب إليّ الخلق كلّهم.
حتّى إبراهيم صلى الله عليه وسلم» ) * «4» .
34-
* (عن زيد بن أرقم- رضي الله عنه قال: كنت مع عمّي فسمعت عبد الله بن أبيّ ابن سلول يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتّى ينفضّوا.
ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ.
فذكرت ذلك لعمّي، فذكره عمّي للنّبيّ صلى الله عليه وسلم وصدّقهم، فدعاني فحدّثته، فأرسل إلى عبد الله بن أبيّ وأصحابه فحلفوا ما قالوا، وكذّبني النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأصابني غمّ لم يصبني مثله قطّ. فجلست في بيتي، وقال عمّي: ما أردت إلى أن كذّبك النّبيّ صلى الله عليه وسلم ومقتك؟ فأنزل الله تعالى إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ (المنافقون/ 1) وأرسل إليّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقرأها وقال: «إنّ الله قد صدّقك» ) * «5» .
35-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تقوم السّاعة حتّى يقتتل فئتان فيكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة، ولا تقوم السّاعة حتّى يبعث دجّالون كذّابون قريبا من ثلاثين،
(1) الترمذي (1213) واللفظ له وقال: حديث حسن غريب صحيح، والنسائي (7/ 294)، وقال محقق جامع الأصول (10/ 660) : إسناده صحيح.
(2)
مسلم (المقدمة/ 5) .
(3)
فسقط.. الخ: أي أحسست بندم على ما حدث مني من التكذيب لم أحس بمثله على ذنب أذنبته قبل أن أسلم.
(4)
مسلم (820) .
(5)
البخاري- الفتح 8 (4904) واللفظ له، وفي رواية (4903) «فاجتهد يمينه ما فعل. قالوا كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
» الحديث، ومسلم 4 (2772) .
كلّهم يزعم أنّه رسول الله» ) * «1» .
36-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تكتبوا عنّي ومن كتب عنّي غير القرآن فليمحه. وحدّثوا عنّي ولا حرج، ومن كذب عليّ- قال همّام أحسبه قال متعمّدا- فليتبوّأ مقعده من النّار» ) * «2» .
37-
* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا تكذبوا عليّ؛ فإنّه من كذب عليّ فليلج «3» النّار» ) * «4» .
38-
* (عن معاوية- رضي الله عنه قال:
سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يزال من أمّتي أمّة قائمة بأمر الله لا يضرّهم من كذّبهم ولا من خذلهم حتّى يأتي أمر الله وهم على ذلك» ) * «5» .
39-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
لمّا فتحت خيبر أهديت للنّبيّ صلى الله عليه وسلم شاة فيها سمّ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«اجمعوا لي من كان هاهنا من يهود» فجمعوا له فقال: «إنّي سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقيّ عنه؟» فقالوا: نعم. قال لهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «من أبوكم؟» «قالوا: فلان. فقال: «كذبتم، بل أبوكم فلان» . قالوا:
صدقت. قال: «فهل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألت عنه؟» فقالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا. فقال لهم:«من أهل النّار؟» قالوا: نكون فيها يسيرا، ثمّ تخلفونا فيها. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«اخسؤوا فيها. والله لا نخلفكم فيها أبدا» .
ثمّ قال: «هل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألتكم عنه؟» قالوا: نعم يا أبا القاسم. قال: هل جعلتم في هذه الشّاة سمّا؟» قالوا: نعم. قال: «ما حملكم على ذلك؟» قالوا: إن كنت كاذبا نستريح، وإن كنت نبيّا لم يضرّك» ) * «6» .
40-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لمّا كذّبني قريش قمت في الحجر فجلّى الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه» ) * «7» .
41-
* (عن ثابت بن الضّحّاك- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ليس على رجل نذر فيما لا يملك. ولعن المؤمن كقتله. ومن قتل نفسه بشيء في الدّنيا عذّب به يوم القيامة، ومن ادّعى دعوى كاذبة «8» ليتكثّر بها لم يزده الله إلّا قلّة. ومن حلف على يمين صبر فاجرة «9» » ) * «10» .
42-
* (عن أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي
(1) البخاري- الفتح 6 (3609) .
(2)
مسلم (3004) .
(3)
فليلج: بصيغة الأمر، وهو للإخبار كما تؤيده الروايات الأخرى. ومعناها: يدخل.
(4)
البخاري- الفتح 1 (106) واللفظ له، ومسلم (1) مقدمة.
(5)
البخاري- الفتح 13 (7460) .
(6)
البخاري- الفتح 6 (3169) .
(7)
البخاري- الفتح 7 (3886) واللفظ له، ومسلم (170) .
(8)
دعوى كاذبة: يعني باطلة.
(9)
اليمين الصبر الفاجرة: هي التي ألزم بها الحالف عند حاكم ونحوه، والفاجرة بمعنى الكاذبة، وفي الحديث إيجاز بالحذف يدل عليه ما قبله إذ التقدير ومن حلف.. فهو مثله.
(10)
البخاري- الفتح 11 (6652) ، ومسلم (110) واللفظ له.
معيط- رضي الله عنها أنّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الكذّاب الّذي يصلح بين النّاس فينمي «1» خيرا أو يقول خيرا» ) * «2» .
43-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «ما بعث نبيّ إلّا أنذر أمّته الأعور الكذّاب. ألا إنّه أعور، وإنّ ربّكم ليس بأعور وإنّ بين عينيه مكتوب: كافر» ) * «3» .
44-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: ما رأيت أشبه باللّمم ممّا قال أبو هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله كتب على ابن آدم حظّه من الزّنا أدرك ذلك لا محالة. فزنا العين النّظر، وزنا اللّسان المنطق، والنّفس تتمنّى وتشتهي، والفرج يصدّق ذلك كلّه ويكذّبه» ) * «4» .
45-
* (عن طلحة- رضي الله عنه قال:
مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رؤوس النّخل.
فقال: «ما يصنع هؤلاء؟» فقالوا: يلقّحونه. يجعلون الذّكر في الأنثى فيلقح. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أظنّ يغني ذلك شيئا» قال: فأخبروا بذلك فتركوه. فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: «إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه؛ فإنّي إنّما ظننت ظنّا فلا تؤاخذوني بالظّنّ، ولكن إذا حدّثتكم عن الله شيئا فخذوا به؛ فإنّي لن أكذب على الله- عز وجل» ) * «5» .
46-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم: لا يخونه، ولا يكذبه، ولا يخذله. كلّ المسلم على المسلم حرام، عرضه وماله ودمه. التّقوى هاهنا بحسب امريء من الشّرّ أن يحتقر أخاه المسلم» ) «6» .
47-
* (عن المغيرة بن شعبة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من حدّث عنّي حديثا وهو يرى أنّه كذب فهو واحد الكاذبين» ) * «7» .
48-
* (عن ثابت بن الضّحّاك- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف بملّة غير الإسلام كاذبا متعمّدا فهو كما قال، ومن قتل نفسه بحديدة عذّب بها في نار جهنّم» ) * «8» .
49-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «من قال أنا خير من يونس بن متّى فقد كذب» «9» ) * «10» .
50-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
(1) فينمي: أي يبلغ على وجه الاصلاح وطلب الخير.
(2)
البخاري- الفتح 5 (2692) واللفظ له، ومسلم (2605) .
(3)
البخاري- الفتح 13 (7131) واللفظ له، ومسلم (2933) .
(4)
البخاري- الفتح 11 (6243) واللفظ له، ومسلم (2657) .
(5)
مسلم (2361) .
(6)
الترمذي (1927) وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال محقق جامع الأصول (6/ 563) : وهو حديث حسن، وأصله عند مسلم (2579) من حديث ابن عمر.
(7)
الترمذي (2662) واللفظ له. وقال: هذا حديث حسن صحيح ابن ماجه مقدمة (41) ، ورواه مسلم في المقدمة باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين (1/ 9) .
(8)
البخاري- الفتح 3 (1363) واللفظ له، ومسلم (110) .
(9)
كذب: بمعنى أخطأ.
(10)
البخاري- الفتح 8 (4604) .
قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «هاجر إبراهيم عليه السلام بسارة فدخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبّار من الجبابرة فقيل: دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النّساء. فأرسل إليه أن يا إبراهيم من هذه الّتي معك؟
قال: أختي، ثمّ رجع إليها فقال: لا تكذّبي حديثي، فإنّي أخبرتهم أنّك أختي، والله إن على الأرض من مؤمن غيري وغيرك، فأرسل بها إليه، فقام إليها، فقامت تتوضّأ وتصلّي فقالت: اللهمّ إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلّا على زوجي فلا تسلّط عليّ الكافر. فغطّ حتّى ركض برجله. قال الأعرج: قال أبو سلمة بن عبد الرّحمن إنّ أبا هريرة قال: قالت: اللهمّ إن يمت يقال هي قتلته. فأرسل ثمّ قام إليها، فقامت تتوضّأ وتصلّي وتقول: اللهمّ إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلّا على زوجي فلا تسلّط عليّ هذا الكافر فغطّ حتّى ركض برجله- قال عبد الرّحمن: قال أبو سلمة قال أبو هريرة: فقالت: اللهمّ إن يمت فيقال هي قتلته.
فأرسل في الثّانية أو في الثّالثة. فقال: والله ما أرسلتم إليّ إلّا شيطانا، أرجعوها إلى إبراهيم وأعطوها آجر.
فرجعت إلي إبراهيم- عليه السلام، فقالت: أشعرت أنّ الله كبت الكافر وأخدم وليدة» ) * «1» .
51-
* (عن سمرة بن جندب- رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ممّا يكثر أن يقول لأصحابه «هل رأى أحد منكم من رؤيا؟» - قال: فيقصّ عليه ما شاء الله أن يقصّ، وإنّه قال لنا ذات غداة:«إنّه أتاني اللّيلة آتيان، وإنّهما ابتعثاني، وإنّهما قالا لي: انطلق، وإنّي انطلقت معهما، وإنّا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصّخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا، فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتّى يصحّ رأسه كما كان، ثمّ يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل به المرّة الأولى، قال: قلت لهما: سبحان الله ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق. انطلق. فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلّوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقّي وجهه ليشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه» قال:
وربّما قال أبو رجاء فيشقّ- قال: «ثمّ يتحوّل إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأوّل فما يفرغ من ذلك الجانب حتّى يصحّ ذلك الجانب كما كان، ثمّ يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرّة الأولى.
قال: قلت: سبحان الله. ما هذان؟ قال: قالا لي:
انطلق. انطلق. فانطلقنا فأتينا على مثل التّنّور» قال:
وأحسب أنّه كان يقول: «فإذا فيه لغط وأصوات. قال:
فاطّلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا قال: قلت لهما: ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق.
انطلق. قال: فانطلقنا: فأتينا على نهر» حسبت أنّه كان يقول «أحمر مثل الدّم، وإذا في النّهر رجل سابح
(1) البخاري- الفتح 4 (2217) واللفظ له، ومسلم (2371) .
يسبح، وإذا على شطّ النّهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السّابح يسبح ما يسبح، ثمّ يأتي ذلك الّذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا، فينطلق يسبح ثمّ يرجع إليه، كلّما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجرا. قال: قلت لهما: ما هذان؟ قال: قالا لي:
انطلق. انطلق. قال: فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلا مرآة، وإذا عنده نار يحشّها ويسعى حولها. قال: قلت لهما: ما هذا؟ قال:
قالا لي: انطلق. انطلق. فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة فيها من كلّ لون الرّبيع، وإذا بين ظهري الرّوضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السّماء، وإذا حول الرّجل من أكثر ولدان رأيتهم قطّ. قال:
قلت لهما: ما هذا؟ ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق.
انطلق. قال: فانطلقنا فانتهينا إلى روضة عظيمة لم أر روضة قطّ أعظم منها ولا أحسن. قال: قالا لي: ارق.
فارتقيت فيها قال: فارتقينا فيها فانتهينا إلى مدينة مبنيّة بلبن ذهب ولبن فضّة، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا، فدخلناها فتلقّانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء.
قال: قال لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النّهر. قال: وإذا نهر معترض يجري كأنّ ماءه المحض من البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثمّ رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السّوء عنهم فصاروا في أحسن صورة. قال: قالا لي:
هذه جنّة عدن وهذاك منزلك. قال: فسما بصري صعدا. فإذا قصر مثل الرّبابة البيضاء. قال: قالا لي هذاك منزلك. قال: قلت لهما: بارك الله فيكما. ذراني فأدخله. قالا: أمّا الآن فلا، وأنت داخله. قال: قلت لهما: فإنّي قد رأيت منذ اللّيلة عجبا، فما هذا الّذي رأيت؟ قال: قالا لي: أما إنّا سنخبرك: أمّا الرّجل الأوّل الّذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنّه الرّجل يأخذ بالقرآن فيرفضه، وينام عن الصّلاة المكتوبة. وأمّا الرّجل الّذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنّه الرّجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق. وأمّا الرّجال والنّساء العراة الّذين في مثل بناء التّنّور فهم الزّناة والزّواني، وأمّا الرّجل الّذي أتيت عليه يسبح في النّهر ويلقم الحجر فإنّه آكل الرّبا، وأمّا الرّجل الكريه المرآة الّذي عند النّار يحشّها ويسعى حولها فإنّه مالك خازن جهنّم، وأمّا الرّجل الطّويل الّذي في الرّوضة فإنّه إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وأمّا الولدان الّذين حوله فكلّ مولود مات على الفطرة» قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وأولاد المشركين. وأمّا القوم الّذين كانوا شطرا منهم حسن وشطرا قبيح فإنّهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيّئا تجاوز الله عنهم» ) «1» .
52-
* (عن معاوية بن حيدة القشيريّ
(1) البخاري- الفتح 12 (7047) واللفظ له، وعند مسلم (2275) .