الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (الهجر)
1-
* (عن عوف بن مالك بن الطّفيل- هو ابن الحارث وهو ابن أخي عائشة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم لأمّها- أنّ عائشة حدّثت أنّ عبد الله بن الزّبير قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة: والله لتنتهينّ عائشة أو لأحجرنّ عليها. فقالت: أهو قال هذا؟ قالوا: نعم.
قالت: هو لله عليّ نذر أن لا أكلّم ابن الزّبير أبدا.
فاستشفع ابن الزّبير إليها حين طالت الهجرة، فقالت:
لا، والله لا أشفّع فيه أبدا، ولا أتحنّث إلى نذري. فلمّا طال ذلك على ابن الزّبير كلّم المسور بن مخرمة وعبد الرّحمن بن الأسود بن عبد يغوث- وهما من بني زهرة- وقال لهما: أنشدكما بالله لما أدخلتماني على عائشة، فإنّها لا يحلّ لها أن تنذر قطيعتي. فأقبل به المسور وعبد الرّحمن مشتملين بأرديتهما حتّى استأذنا على عائشة فقالا: السّلام عليك ورحمة الله وبركاته.
أندخل؟ قالت عائشة: ادخلوا. قالوا: كلّنا؟ قالت:
نعم، ادخلوا كلّكم- ولا تعلم أنّ معهما ابن الزّبير- فلمّا دخلوا دخل ابن الزّبير الحجاب فاعتنق عائشة، وطفق يناشدها ويبكي، وطفق المسور وعبد الرّحمن يناشدانها إلّا ما كلّمته وقبلت منه، ويقولان: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عمّا قد علمت من الهجرة؛ فإنّه لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، فلمّا أكثروا على عائشة من التّذكرة والتّحريج طفقت تذكّرهما وتبكي وتقول:
إنّي نذرت والنّذر شديد. فلم يزالا بها حتّى كلّمت ابن الزّبير. وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة.
وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتّى تبلّ دموعها خمارها» ) * «1» .
2-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّي لأعلم إذا كنت عنّي راضية، وإذا كنت عليّ غضبى، قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: «أمّا إذا كنت عنّي راضية فإنّك تقولين: لا، وربّ محمّد، وإذا كنت غضبى قلت: لا، وربّ إبراهيم، قالت: قلت: أجل، والله يا رسول الله، ما أهجر إلّا اسمك» ) * «2» .
3-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «تفتح أبواب الجنّة يوم الاثنين، ويوم الخميس. فيغفر لكلّ عبد لا يشرك بالله شيئا إلّا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء. فيقال: أنظروا هذين حتّى يصطلحا. أنظروا هذين حتّى يصطلحا.
أنظروا هذين حتّى يصطلحا» .
وفيه رواية عن عبد العزيز الدّراورديّ: «إلّا المتهاجرين» من رواية ابن عبدة. وقال قتيبة: «إلّا المهتجرين» ) * «3» .
4-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحلّ الهجرة فوق ثلاثة أيّام، فإن التقيا فسلّم أحدهما فردّ الآخر اشتركا في الأجر، وإن لم يردّ برىء هذا من الإثم، وباء به الآخر،
(1) البخاري- الفتح 10 (6073، 6074، 6075) .
(2)
البخاري- الفتح 9 (5228) واللفظ له، ومسلم (2439) .
(3)
مسلم (2565) .
وأحسبه قال: وإن ماتا وهما متهاجران لا يجتمعان في الجنّة» ) «1» .
5-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا تهجر امرأة فراش زوجها إلّا لعنتها ملائكة الله- عز وجل» ) * «2» .
6-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تهجّروا «3» ، ولا تدابروا، ولا تحسّسوا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض. وكونوا عباد الله إخوانا» ) * «4» .
7-
* (عن أبي أيّوب الأنصاريّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحلّ لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الّذي يبدأ بالسّلام» ) * «5» .
8-
* (عن هشام بن عامر بن أميّة الأنصاريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحلّ لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث ليال، فإنّهما ناكبان عن الحقّ ما داما على صرامهما وأوّلهما فيئا يكون سبقه بالفيء كفّارة له، وإن سلّم فلم يقبل وردّ عليه سلامه ردّت عليه الملائكة، وردّ على الآخر الشّيطان، فإن ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنّة جميعا أبدا» ) * «6» .
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة إلّا أنّه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحلّ أن يصطرما فوق ثلاث، فإن اصطرما فوق ثلاث لم يجتمعا في الجنّة أبدا، وأيّهما بدأ صاحبه كفّرت ذنوبه، وإن هو سلّم فلم يردّ عليه ولم يقبل سلامه ردّ عليه الملك، وردّ على ذلك الشّيطان» .
9-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات، دخل النّار» ) * «7» .
10-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يكون لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاثة، فإذا لقيه سلّم عليه ثلاث مرار كلّ ذلك لا يردّ عليه، فقد باء بإثمه» ) * «8» .
11-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: لم أزل حريصا أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم اللّتين قال الله تعالى: إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما (التحريم/ 4) . حتّى حجّ عمر وحججت معه. فلمّا كنّا ببعض الطّريق عدل عمر وعدلت معه بالإداوة فتبرّز، ثمّ أتاني فسكبت على يديه، فتوضّأ فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان من
(1) المنذري في الترغيب (3/ 457) وقال: رواه الطبراني في الأوسط والحاكم في المستدرك (4/ 163) واللفظ له وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
(2)
أحمد (2/ 348) وقال الشيخ أحمد شاكر (16/ 238) : رواه البخاري ومسلم بلفظ قريب منه. ولفظه: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح، وفي رواية حتى ترجع» .
(3)
لا تهجروا: أي لا تتكلموا بالهجر وهو الكلام القبيح.
(4)
مسلم (2563) .
(5)
البخاري- الفتح 10 (6077) . ومسلم (2560) .
(6)
المنذري في الترغيب (3/ 456) وقال: رواه أحمد، ورواته محتج بهم في الصحيح، وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال: لم يدخلا الجنة، ولم يجتمعا في الجنة.
(7)
أبو داود (4914) وقال الألباني (3/ 928) : صحيح والإرواء أيضا، المشكاة (5035) .
(8)
أبو داود (4913) وقال الألباني (3/ 928) : حسن الإرواء (7/ 94) صحيح الجامع (7775) .
أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم اللّتان قال الله- عز وجل لهما: إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما (التحريم/ 4) قال عمر:
وا عجبا لك يا ابن عبّاس (قال الزّهريّ: كره، والله ما سأله عنه ولم يكتمه) قال: هي حفصة وعائشة، ثمّ أخذ يسوق الحديث. قال: كنّا معشر قريش قوما نغلب النّساء. فلمّا قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم. قال: وكان منزلي في بني أميّة بن زيد بالعوالي «1» . فتغضّبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني. فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك؟ فو الله إنّ أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهنّ اليوم إلى اللّيل. فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت: أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: نعم.
فقلت: أتهجره إحداكنّ اليوم إلى اللّيل؟ قالت: نعم.
قلت: قد خاب من فعل ذلك منكنّ وخسر. أفتأمن إحداكنّ أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت؟ لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تسأليه شيئا، وسليني ما بدا لك، ولا يغرّنّك أن كانت جارتك «2» هي أوسم «3» وأحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك (يريد عائشة) . قال: وكان لي جار من الأنصار. فكنّا نتناوب النّزول «4» إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينزل يوما وأنزل يوما، فيأتيني بخبر الوحي وغيره، وآتيه بمثل ذلك، وكنّا نتحدّث أنّ غسّان تنعل الخيل «5» لتغزونا. فنزل صاحبي، ثمّ أتاني عشاء فضرب بابي، ثمّ ناداني، فخرجت إليه فقال: حدث أمر عظيم. قلت: ماذا؟
أجاءت غسّان؟ قال: لا. بل أعظم من ذلك وأطول.
طلّق النّبيّ صلى الله عليه وسلم نساءه. فقلت: قد خابت حفصة وخسرت. قد كنت أظنّ هذا كائنا. حتّى إذا صلّيت الصّبح شددت عليّ ثيابي. ثمّ نزلت فدخلت على حفصة وهي تبكي فقلت: أطلّقكنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقالت: لا أدري. ها هو ذا معتزل في هذه المشربة.
فأتيت غلاما له أسود فقلت: استأذن لعمر. فدخل ثمّ خرج إليّ. فقال: قد ذكرتك له فصمت، فانطلقت حتّى انتهيت إلى المنبر فجلست. فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم. فجلست قليلا ثمّ غلبني ما أجد، ثمّ أتيت الغلام فقلت: استأذن لعمر. فدخل ثمّ خرج إليّ فقال:
قد ذكرتك له فصمت. فولّيت مدبرا. فإذا الغلام يدعوني. فقال: ادخل فقد أذن لك. فدخلت فسلّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا هو متّكىء على رمل حصير «6» .
قد أثّر في جنبه. فقلت: أطلّقت، يا رسول الله نساءك؟
فرفع رأسه إليّ وقال: «لا» فقلت: الله أكبر. لو رأيتنا يا رسول الله وكنّا معشر قريش قوما نغلب النّساء، فلمّا قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم، فتغضّبت على امرأتي يوما فإذا هي تراجعني. فأنكرت أن تراجعني فقالت: ما تنكر أن
(1) بالعوالي: موضع قريب من المدينة.
(2)
جارتك: أي ضرتك.
(3)
أوسم: أي أحسن وأجمل. والوسامة الجمال.
(4)
فكنا نتناوب النزول: يعني من العوالي الى مهبط الوحي. والتناوب أن تفعل الشيء مرة، ويفعل الآخر مرة أخرى.
(5)
تنعل الخيل: أي يجعلون لخيولهم نعالا لغزونا. يعني يتهيأون لقتالنا.
(6)
على رمل حصير: هو بفتح الراء وإسكان الميم. وفي غير هذه الرواية: رمال، بكسر الراء. يقال: رملت الحصير وأرملته، إذا نسجته.