الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجهل، ونسيان نعمة الله فيما أنعم به عليه، ولو نظر مصيره لعلم أنّ المنّة للآخذ لما يترتّب له من الفوائد «1» .
المن اصطلاحا:
للمنّ اصطلاحا ثلاثة معان:
الأوّل: المنّ في الحرب وقد عرّفه الجرجانيّ فقال: المنّ: هو أن يترك الأمير الأسير الكافر من غير أن يأخذ منه شيئا «2» . أي إطلاقه بلا عوض كما يقول الرّاغب «3» .
وقال المناويّ: المنّ: أن يترك الأسير الكافر ولا يؤخذ منه شيء «4» .
الثّاني: المنّ الفعليّ وهو أن يثقل الإنسان بالنّعمة، وذلك على الحقيقة لا يكون إلّا لله تعالى، ومن ذلك قوله تعالى لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (آل عمران/ 164) وقوله سبحانه: كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ (النساء/ 94) .
الثّالث: أن يكون ذلك بالقول؛ بأن يذكر الإنسان ما يظنّ أنّه أنعم به على أخيه، وذلك مستقبح فيما بين النّاس، إلّا عند كفران النّعمة، ولقبح ذلك قيل: المنّة تهدم الصّنيعة، ولحسن ذكرها عند الكفران قيل: إذا كفرت النّعمة حسنت المنّة «5» .
أحكام المن:
المنّ إذا كان من النّوعين الأوّلين، كان محمودا، أمّا الثّالث فقد يكون محمودا أيضا عند كفران النّعمة، ولكنّه مذموم فيما عدا ذلك.
[للاستزادة: انظر صفات: الأذى- الإساءة- التنفير- الكبر والعجب- اتباع الهوى- النفاق.
وفي ضد ذلك: انظر صفات: الشهامة- الكلم الطيب- المروءة- النبل- تفريج الكربات- السماحة- الإحسان] .
(1) فتح الباري (3/ 299) والمن هنا يراد به النوع الثالث من أنواع المن، انظر التعريف الاصطلاحي.
(2)
التعريفات (254) .
(3)
المفردات (474) .
(4)
التوقيف (317) .
(5)
انظر المفردات للراغب (474) بتصرف وإضافة.