الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذه المساجد إلّا كتب الله له بكلّ خطوة يخطوها حسنة. ويرفعه بها درجة. ويحطّ عنه بها سيّئة. ولقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلّا منافق، معلوم النّفاق. ولقد كان الرّجل يؤتى به يهادى بين الرّجلين «1» حتّى يقام في الصّفّ» ) * «2» .
20-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سنّ سنّة ضلال فاتّبع عليها كان عليه مثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيء، ومن سنّ سنّة هدى فاتّبع عليها كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء» ) * «3» .
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في ذمّ (القدوة السيئة)
1-
* (قال عيسى- عليه السلام: «مثل علماء السّوء كمثل صخرة وقعت على فم النّهر لا هي تشرب الماء ولا هي تترك الماء يخلص إلى الزّرع، ومثل علماء السّوء مثل قناة الحشّ ظاهرها جصّ وباطنها نتن، ومثل القبور ظاهرها عامر وباطنها عظام الموتى» ) * «4» .
2-
* (عن عمير بن سعد، وكان عمر ولّاه حمص؛ قال: قال عمر لكعب: إنّي سائلك عن أمر فلا تكتمني، قال: والله ما أكتمك شيئا أعلمه، قال: ما أخوف ما تخاف على أمّة محمّد صلى الله عليه وسلم؟ قال: أئمّة مضلّين. قال عمر: صدقت قد أسرّ إليّ وأعلمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم» ) * «5» .
3-
* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه قال: «إنّ من أشرّ النّاس عند الله منزلة يوم القيامة عالما لا ينتفع بعلمه» ) * «6» .
4-
* (كان يحيى بن معاذ الرّازيّ- رحمه الله يقول لعلماء السّوء: «يا أصحاب العلم: قصوركم قيصريّة، وبيوتكم كسرويّة، وأثوابكم ظاهريّة، وأخفافكم جالوتيّة، ومراكبكم قارونيّة، وأوانيكم فرعونيّة، ومآثمكم جاهليّة، ومذاهبكم شيطانيّة، فأين الشّريعة المحمّديّة؟» ) * «7» .
5-
* (ويشهد لذلك ما حكي عن أبي عبد الله الخوّاص وكان من أصحاب حاتم الأصمّ قال:
دخلت مع حاتم، إلى الرّيّ ومعنا ثلاثمائة وعشرون
(1) يهادى بين رجلين: أي يمسكه رجلان من جانبيه بعضديه يعتمد عليهما.
(2)
مسلم (654) .
(3)
أحمد (2/ 505) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح وهو عند مسلم بلفظ آخر وعند الترمذي والنسائي وغيرهم.
(4)
إحياء علوم الدين (1/ 74) ط. الريان.
(5)
الهيثمي (5/ 239) وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
(6)
الدارمي (1/ 93، 94) برقم (262) .
(7)
إحياء علوم الدين (1/ 75) ط. الريان.
رجلا يريدون الحجّ وعليهم الزّرمانقات «1» وليس معهم جراب ولا طعام فدخلنا على رجل من التّجّار متقشّف يحبّ المساكين، فأضافنا تلك اللّيلة، فلمّا كان من الغد قال لحاتم: ألك حاجة فإنّي أريد أن أعود فقيها لنا هو عليل؟ قال حاتم: عيادة المريض فيها فضل والنّظر إلى الفقيه عبادة، وأنا أيضا أجيء معك.
وكان العليل محمّد بن مقاتل قاضي الرّيّ، فلمّا جئنا إلى الباب فإذا قصر مشرف حسن، فبقى حاتم متفكّرا يقول: باب عالم على هذه الحالة؟ ثمّ أذن لهم فدخلوا، فإذا دار حسناء قوراء واسعة نزهة وإذا بزّة وستور فبقي حاتم متفكّرا. ثمّ دخلوا إلى المجلس الّذي هو فيه وإذا بفرش وطيئة وهو راقد عليها وعند رأسه غلام وبيده مذبّة، فقعد الزّائر عند رأسه وسأل عن حاله- وحاتم قائم- فأومأ إليه ابن مقاتل أن اجلس فقال: لا أجلس. فقال: لعلّ لك حاجة فقال: نعم، قال: وما هي؟ قال: مسألة أسألك عنها. قال: سل، قال: قم فاستو جالسا حتّى أسألك. فاستوى جالسا. قال حاتم: علمك هذا من أين أخذته؟ فقال: من الثّقات حدّثوني به، قال: عمّن؟ قال: عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمّن؟ قال:
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم عمّن؟ قال:
عن جبرائيل- عليه السلام عن الله- عز وجل.
قال حاتم: ففيم أدّاه جبرائيل- عليه السلام عن الله عز وجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وأدّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه، وأصحابه إلى الثّقات، وأدّاه الثّقات إليك، هل سمعت فيه من كان في داره إشراف وكانت سعتها أكثر كان له عند الله- عز وجل المنزلة أكبر.
قال: لا. قال: فكيف سمعت؟ قال: سمعت أنّه من زهد في الدّنيا ورغب في الآخرة وأحبّ المساكين وقدّم لآخرته كانت له عند الله المنزلة، قال له حاتم: فأنت بمن اقتديت؟ أبالنّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه- رضي الله عنهم والصّالحين- رحمهم الله أم بفرعون ونمروذ أوّل من بنى بالجصّ والآجرّ؟ يا علماء السّوء مثلكم يراه الجاهل المتكالب على الدّنيا الرّاغب فيها فيقول: العالم على هذه الحالة أفلا أكون أنا شرّا منه؟ وخرج من عنده فازداد ابن مقاتل مرضا. وبلغ أهل الرّيّ ما جرى بينه وبين ابن مقاتل فقالوا له: إنّ الطّنافسيّ بقزوين أكثر توسّعا منه. فسار حاتم متعمّدا فدخل عليه فقال: رحمك الله أنا رجل أعجميّ أحبّ أن تعلّمني مبتدأ ديني ومفتاح صلاتي كيف أتوضّأ للصّلاة؟ قال: نعم وكرامة، يا غلام هات إناء فيه ماء.
فأتي به فقعد الطّنافسيّ فتوضّأ ثلاثا ثلاثا ثمّ قال:
هكذا فتوضّأ. فقال حاتم: مكانك حتّى أتوضّأ بين يديك فيكون أوكد لما أريد، فقام الطّنافسيّ وقعد حاتم فتوضّأ ثمّ غسل ذراعيه أربعا أربعا فقال الطّنافسيّ:
يا هذا أسرفت، قال له حاتم: فبماذا؟ قال غسلت ذراعيك أربعا. فقال حاتم: يا سبحان الله العظيم! أنا في كفّ من ماء أسرفت، وأنت في جميع هذا كلّه لم
(1) الزرمانقات: جمع زرمانقة وهي لفظة عجمية معرّبة وهي الجبّة من الصوف.