الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في خدورهنّ فقال: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه. لا تؤذوا المؤمنين، ولا تتبّعوا عوراتهم؛ فإنّه من تتبّع عورة أخيه المسلم هتك الله ستره، ومن يتّبع عورته يفضحه ولو في جوف بيته» ) * «1» .
5-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من انتفى من ولده ليفضحه في الدّنيا فضحه الله تبارك وتعالى يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، قصاص بقصاص» ) * «2» .
الأحاديث الواردة في ذمّ (الفضح) معنى
6-
* (أخبرنا ثابت عن أنس- رضي الله عنه قال: أتى عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان- قال فسلّم علينا، فبعثني إلى حاجة، فأبطأت على أمّي.
فلمّا جئت قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة. قالت: ما حاجته؟ قلت: إنّها سرّ.
قالت: لا تحدّثنّ بسرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا» ) * قال أنس: والله لو حدّثت به أحدا لحدّثتك يا ثابت «3» .
7-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا حدّث رجل رجلا بحديث ثمّ التفت فهو أمانة» ) * «4» .
8-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا زوّج أحدكم عبده أمته، فلا ينظر إلى عورتها» ) * «5» .
9-
* (وعن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أظلّكم شهركم هذا- بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مرّ بالمسلمين شهر قطّ خير لهم منه، وما مرّ بالمنافقين شهر أشرّ لهم منه.
بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّ الله ليكتب أجره ونوافله، ويكتب إصره وشقاءه قبل أن يدخله؛ وذلك أنّ المؤمن يعدّ فيه القوّة من النّفقة للعبادة، ويعدّ فيه المنافق ابتغاء غفلات المؤمنين، وعوراتهم، فهو غنم للمؤمن يغتنمه الفاجر» ) * «6» .
(1) أبو داود في سننه رقم (4880)، والهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 94) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(2)
أحمد (2/ 26) وقال الشيخ أحمد شاكر (7/ 16) إسناده صحيح. وعند الهيثمي (5/ 15) بلفظه وقال:: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال الطبراني رجال الصحيح خلا عبد الله بن أحمد وهو ثقة إمام.
(3)
البخاري- الفتح (11/ 6289) ، ومسلم (2482) واللفظ له.
(4)
أبو داود رقم (4868) وقال الألباني (2/ 922) : حسن. وهو في الصحيحة (1089) وفي صحيح الجامع (486) . والترمذي (1959) وقال: حديث حسن. وكذلك الحافظ العراقي في الإحياء (3/ 132) . وقال محقق جامع الأصول (6/ 545) : حديث حسن.
(5)
أبو داود (4113) وقال الألباني (2/ 775) : حسن
(6)
أحمد (2/ 524) واللفظ له والمنذري في الترغيب (2/ 96) وقال: رواه ابن خزيمة في صحيحه. وقال الشيخ أحمد شاكر (16/ 158) : إسناده صحيح.
10-
* (عن عمرو بن سلمة قال: «قال لي أبو قلابة: ألا تلقاه «1» فتسأله؟ قال: فلقيته فسألته فقال: كنّا بما ممرّ «2» النّاس، وكان يمرّ بنا الرّكبان فنسألهم: ما للنّاس؟ ما للنّاس؟ ما هذا الرّجل؟ فيقولون: يزعم أنّ الله أرسله. أوحى إليه، أو أوحى الله بكذا، فكنت أحفظ ذلك الكلام فكأنّما يقرّ في صدري، وكانت العرب تلوّم «3» بإسلامهم الفتح فيقولون: اتركوه وقومه؛ فإنّه إن ظهر عليهم فهو نبيّ صادق. فلمّا كانت وقعة أهل الفتح بادر كلّ قوم بإسلامهم، وبدر أبي قومي بإسلامهم. فلمّا قدم قال: جئتكم والله من عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم حقّا. فقال: «صلّوا صلاة كذا في حين كذا، وصلّوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصّلاة فليؤذّن أحدكم، وليؤمّكم أكثركم قرآنا» فنظروا، فلم يكن أحد أكثر قرآنا منّي؛ لما كنت أتلقّى من الرّكبان، فقدّموني بين أيديهم وأنا ابن ستّ أو سبع سنين، وكانت عليّ بردة كنت إذا سجدت تقلّصت عنّي «4» ، فقالت امرأة من الحيّ:
ألا تغطّون عنّا است «5» قارئكم، فاشتروا فقطعوا لي قميصا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص» ) * «6» .
11-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه أنّ رجلا اطّلع من بعض حجر «7» النّبيّ صلى الله عليه وسلم. فقام إليه بمشقص أو مشاقص «8» . فكأنّي أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يختله «9» ليطعنه» ) * «10» .
12-
* (عن سهل بن سعد الأنصاريّ رضي الله عنه أنّ رجلا اطّلع من جحر في باب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم مدرى «11» يرجّل به رأسه «12» . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أعلم أنّك تنظر طعنت به في عينك. إنّما جعل الله الإذن من أجل البصر» ) * «13» .
13-
* (عن سعد بن أبي وقّاص- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه يوم أحد. قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين «14» فقال له
(1) ألا تلقاه: أي النبي صلى الله عليه وسلم كما يفهم مما يأتي.
(2)
المعنى يمرّ بنا الناس إذا أتو النبي صلى الله عليه وسلم.
(3)
تلوم أصلها تتلوّم- بفتح أوله وتشديد اللام- أي تنتظر.
(4)
تقلصت عني: أي انجمعت وارتفعت.
(5)
الاست: العجز وقيل: حلقة الدبر والجمع أستاه، وأصله: سته حذفت الهاء واجتلبت له همزة الوصل في أوله.
(6)
البخاري- الفتح 7 (4302) .
(7)
حجر: جمع حجرة هي ناحية البيت.
(8)
المشقص: نصل السهم اذا كان طويلا غير عريض، فاذا كان عريضا فهو المعبلة.
(9)
يختله الرجل: يلتمس غفلته ليطعنه وهو غافل.
(10)
البخاري الفتح 11 (6242) ومسلم (2157) واللفظ له.
(11)
مدرى: حديدة يسوى بها شعر الرأس. وقيل: هو شبه المشط. وقيل: هي أعواد تحدد تجعل شبه المشط. وقيل: هو عود تسوي به المرأة شعرها. وجمعه مدارى. ويقال في الواحد مدراة ومدراية. ويقال: تدريت بالمدرى.
(12)
يرجل به رأسه. هذا يدل لمن قال: إنه مشط أو يشبه المشط. وترجيل الشعر تسريحه ومشطه.
(13)
البخاري- الفتح 11 (6241) ومسلم (2156) واللفظ له
(14)
أحرق المسلمين: أشتد عليهم في القتال، وعمل فيهم عمل النار.
النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «ارم. فداك أبي وأمّي» قال: فنزعت له بسهم «1» ليس فيه نصل «2» . فأصبت جنبه فسقط.
فانكشفت عورته. فضحك «3» رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتّى نظرت إلى نواجذه «4» » ) * «5» .
14-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، كان إذا أراد حاجة «6» لا يرفع ثوبه حتّى يدنو من الأرض» ) * «7» .
15-
* (عن معاوية- رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّك إن اتّبعت عورات النّاس أفسدتهم، أو كدت أن تفسدهم» فقال أبو الدّرداء: كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله تعالى بها) * «8» .
16-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجّة في مؤذّنين يوم النّحر نؤذّن بمنى: ألا لا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. قال حميد بن عبد الرّحمن: ثمّ أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّا فأمره أن يؤذّن ببراءة.
قال أبو هريرة: فأذّن معنا عليّ في أهل منى يوم النّحر: لا يحجّ بعد العام مشرك، لا يطوف بالبيت عريان» ) * «9» .
17-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: جلس إحدى عشرة امرأة «10» . فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهنّ شيئا. قالت الأولى: زوجي لحم جمل غثّ «11» على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل «12» . قالت الثّانية:
زوجي لا أبثّ خبره «13» . إنّي أخاف أن لا أذره. إن أذكره أذكر عجره وبجره «14» . قالت الثّالثة: زوجي العشنّق «15» . إن أنطق أطلّق، وإن أسكت أعلّق.
قالت الرّابعة: زوجي كليل تهامة «16» . لا حرّ ولا قرّ. ولا مخافة ولا سآمة. قالت الخامسة: زوجي إن
(1) فنزعت له بسهم: أي رميته بسهم.
(2)
ليس فيه نصل: أي ليس فيه حديدة.
(3)
فضحك: أي فرحا بقتل عدو الله لا لانكشافه.
(4)
نواجذه: أي أنيابه وقيل أضراسه.
(5)
مسلم (2412) .
(6)
أراد حاجة: أي يقضي حاجته من بول أو غائط.
(7)
أبو داود (14) وقال الألباني (1/ 6) : صحيح
(8)
أبو داود (4888) واللفظ له وقال الألباني (3/ 923) : صحيح. وقال محقق جامع الأصول (6/ 654) : إسناده حسن ورواه ابن حبان في صحيحه
(9)
البخاري الفتح 1 (369) واللفظ له. ومسلم (1347) .
(10)
جلس إحدى عشرة امرأة: التقدير: جلس جماعة إحدى عشرة على حد قوله تعالى: وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ؟ وفي رواية أبي عوانه: جلست.
(11)
غث: قال أبو عبيد وسائر أهل الغريب والشرح: المراد بالغث المهزول.
(12)
هكذا في فتح الباري، وفي المزهر للسيوطي (2/ 532) : فينتقى ولعله الصواب.
(13)
لا أبث خبره: أي لا أنشره وأشيعه.
(14)
عجره وبجره: المراد بهما عيوبه.
(15)
زوجي العشنق: العشنق هو الطويل. ومعناه ليس فيه أكثر من طول بلا نفع.
(16)
زوجي كليل تهامة: هذا مدح بليغ. ومعناه ليس فيه أذى بل هو راحة ولذاذة عيش كليل تهامة.
دخل فهد «1» وإن خرج أسد، ولا يسأل عمّا عهد.
قالت السّادسة: زوجي إن أكل لفّ «2» ، وإن شرب اشتفّ، وإن اضطجع التفّ. ولا يولج الكفّ ليعلم البثّ. قالت السّابعة: زوجي غياياء أو عياياء «3» طباقاء، كلّ داء له داء، شجّك «4» أو فلّك أو جمع كلّا لك. قالت الثّامنة: زوجي الرّيح ريح زرنب «5» والمسّ مسّ أرنب. قالت التّاسعة: زوجي رفيع العماد «6» طويل النّجاد. عظيم الرّماد. قريب البيت من النّادي. قالت العاشرة: زوجي مالك. وما مالك «7» ؟
مالك خير من ذلك. له إبل كثيرات المبارك. قليلات المسارح. إذا سمعن صوت المزهر «8» أيقنّ أنّهنّ هوالك. قالت الحادية عشرة: زوجي أبوزرع. فما أبو زرع؟ أناس من حليّ أذنيّ «9» وملأ من شحم عضديّ.
وبجّحني فبجحت إلىّ نفسي «10» وجدني في أهل غنيمة بشقّ. فجعلني في أهل صهيل وأطيط «11» ، ودائس ومنقّ «12» . فعنده أقول فلا أقبّح، وأرقد فأتصبّح،
(1) زوجي إن دخل فهد: هذا أيضا مدح. فقولها فهد، تصفه إذا دخل البيت بكثرة النوم والغفلة في منزله عن تعهد ما ذهب من متاعه وما بقي. وشبهته بالفهد لكثرة نومه. يقال أنوم من فهد. وهو معنى قولها ولا يسأل عما عهد. أي لا يسأل عما كان عهده في البيت من ماله ومتاعه. وإذا خرج أسد وهو وصف له بالشجاعة. ومعناه اذا صار بين الناس أو خالط الحرب كان كالأسد. يقال: أسد واستأسد.
(2)
زوجي إن أكل لف: قال العلماء: اللف في الطعام الإكثار منه مع التخليط من صنوفه حتى لا يبقى منها شيء. والاستشفاف في الشراب: أي يستوعب جميع ما في الإناء.
(3)
زوجي غياياء أو عياياء: وهو الذي لا يلقح وقيل هو العنين الذي تعيبه مباضعة النساء ويعجز عنها. وقال القاضي وغيره: غياياء، بالمعجمة، صحيح وهو مأخوذ من الغياية وهي الظلمة وكل ما أظل الشخص. ومعناه لا يهتدى إلى مسلك. وقيل هو الغبي الأحمق الفدم.
(4)
شجك: أي جرحك في الرأس. فالشجاج جراحات الرأس والجراح فيه وفي الجسد.
(5)
زوجي الريح ريح زرنب: الزرنب نوع من الطيب معروف. قيل أرادت طيب ريح جسده. وقيل طيب ثيابه في الناس.
(6)
زوجي رفيع العماد: قيل ان بيته الذي يسكنه رفيع العماد ليراه الضيفان وأصحاب الحوائج فيقصدوه. وهكذا بيوت الأجواد.
(7)
زوجي مالك وما مالك؟: استفهام يقصد به تعظيم زوجها ورفع مكانته ثم بينت سر عظمته وهو أن له إبلا كثيرة. لا يوجهها تسرح إلا قليلا. فإذا نزل به الضيفان كانت الإبل حاضرة فيقريهم من ألبانها ولحومها.
(8)
المزهر: هو العود الذي يضرب. أرادت أن زوجها عود إبله، إذا نزل به الضيفان نحر لهم منها وأتاهم بالعيدان والمعازف والشراب. فإذا سمعت الإبل صوت المزهر علمن أنه قد جاءه الضيفان، وأنهن منحورات هوالك.
(9)
أناس من حلي أذني: الحلي بضم الحاء وكسرها: لغتان مشهورتان. والنوس الحركة من كل شيء متدل. فهي تنوس أي تتحرك من كثرتها.
(10)
وبجحني فبجحت إليّ نفسي: بجحت بكسر الجيم وفتحها: لغتان مشهورتان أفصحهما الكسر. قال الجوهري: الفتح ضعيفة. ومعناه فرحني ففرحت. وقال ابن الأنباري: وعظمني فعظمت عند نفسي. يقال فلان يتبجح بكذا أي يتعظم ويفتخر.
(11)
الصهيل: صوت الخيل، والأطيط: صوت الإبل. فاكتفى بدلالة الصوت على صاحبه على طريق الكناية.
(12)
ودائس: الذي يدوس الطعام أرادت أنهم أصحاب زرع وأن عندهم طعاما منتقى. ومنقّ: من نقيق أصوات المواشي تصف كثرة ماله.
وأشرب فأتقنّح. أمّ أبي زرع. فما أمّ أبي زرع؟ عكومها رداح «1» ، وبيتها فساح. ابن أبي زرع. فما ابن أبي زرع؟
مضجعه كمسلّ شطبة «2» ، ويشبعه ذراع الجفرة «3» .
بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها وطوع أمّها، وملء كسائها، وغيظ جارتها. جارية أبي زرع. فما جارية أبي زرع؟ لا تبثّ حديثنا تبثيثا «4» ، ولا تنقّث ميرتنا تنقيثا «5» ، ولا تملأ بيتنا تعشيشا. قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض «6» . فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين. يلعبان من تحت خصرها برمّانتين. فطلّقني ونكحها. فنكحت بعده رجلا سريّا ركب شريّا «7» ، وأخذ خطيّا، وأراح علىّ نعما ثريّا، وأعطاني من كلّ رائحة زوجا. قال: كلي أمّ زرع وميري أهلك. فلو جمعت كلّ شيء أعطاني، ما بلغ أصغر آنية أبي زرع.
قالت عائشة: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم «كنت لك كأبي زرع لأمّ زرع» ) * «8» .
18-
* (عن المسور بن مخرمة- رضي الله عنه قال: أقبلت بحجر أحمله ثقيل- وعليّ إزار خفيف- قال: فانحلّ إزاري ومعي الحجر ولم أستطع أن أضعه حتّى بلغت به إلى موضعه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ارجع إلى ثوبك فخذه ولا تمشوا عراة» ) * «9» .
19-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: بينما أنا أوعك في مسجد المدينة إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فقال: «من أحسّ الفتى الدّوسيّ؟ من أحسّ الفتّى الدّوسيّ؟» فقال له قائل: هو ذاك يوعك في جانب المسجد حيث ترى يا رسول الله. فجاء فوضع يده عليّ، وقال لي معروفا فقمت فانطلق حتّى قام في مقامه الّذي يصلّي فيه- ومعه يومئذ صفّان من رجال، وصفّ من نساء، أوصفّان من نساء وصفّ من رجال- فأقبل عليهم فقال:«إن نسّاني الشّيطان شيئا من صلاتي فليسبّح القوم وليصفّق النّساء» فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينس من صلاته شيئا فلمّا سلمّ أقبل عليهم بوجهه فقال: مجالسكم هل منكم إذا أتى أهله أغلق بابه، وأرخى ستره ثمّ يخرج فيحدّث فيقول فعلت بأهلي كذا؟» فسكتوا. فأقبل على النّساء فقال:
(1) عكومها رداح: قال أبو عبيد وغيره: العكوم الأعدال والأوعية التي فيها الطعام والأمتعة.
(2)
مضجعه كمسل شطبة: مرادها أنه مهفهف خفيف اللحم كالشطبة وهو مما يمدح به الرجل. والشطبة ما شطب من جريد النخل، أي شق. وهي السعفة.
(3)
وتشبعه ذراع الجفرة": الذراع مؤنثة وقد تذكر. والجفرة الأنثى من ولد المعز. وقيل من الضأن. وهي ما بلغت أربعة أشهر وفصلت عن أمها. والذكر جفر. لأنه جفر جنباه: أي عظما. والمراد أنه قليل الأكل. والعرب تمدح به.
(4)
لا تبث حديثنا تبثيثا: أي لا تشيعه وتظهره، بل تكتم سرنا وحديثنا كله.
(5)
ولا تنقث ميرتنا تنقيثا: الميرة الطعام المجلوب. ومعناه: لا تفسده ولا تفرقه ولا تذهب به. ومعناه وصفها بالأمانة.
(6)
والأوطاب تمخض: الأوطاب جمع وطب وهو وعاء اللبن، تمخض: أي يستخرج منها الزبد تريد أنه انطوى في خبرها كثرة خير داره وأن عندهم من اللبن ما يكفيهم ويفضل حتى يمخضوه ويستخرجوا زبده.
(7)
شريّا: أي فرسا خيارا فائقا.
(8)
البخاري- الفتح 9 (5189) . ومسلم (2448) واللفظ له.
(9)
مسلم (341) .
هل منكنّ من تحدّث؟ فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها، وتطاولت ليراها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمع كلامها فقالت: إي والله إنّهم ليحدّثون، وإنّهنّ ليحدّثن فقال:«هل تدرون ما مثل من فعل ذلك؟ إنّ مثل من فعل ذلك مثل شيطان وشيطانة لقي أحدهما صاحبه بالسّكّة قضى حاجته منها والنّاس ينظرون إليه»
…
الحديث» ) * «1» .
20-
* (عن أبي المليح قال: دخل نسوة من أهل الشّام على عائشة- رضي الله عنها فقالت: ممّن أنتنّ؟ قلن: من أهل الشّام، قالت: لعلّكنّ من الكورة الّتي تدخل نساؤها الحمّامات؟ قلن: نعم.
قالت: أما إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلّا هتكت ما بينها وبين الله تعالى» ) * «2» .
21-
* (عن سهل بن سعد- رضي الله عنه قال: كان النّاس يصلّون مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهم عاقدو أزرهم من الصّغر على رقابهم. فقيل للنّساء: لا ترفعن رؤوسكنّ حتّى يستوي الرّجال جلوسا) * «3» .
22-
* (عن أبي الطّفيل- رضي الله عنه قال: لمّا بني البيت كان النّاس ينقلون الحجارة والنّبيّ صلى الله عليه وسلم ينقل معهم فأخذ الثّوب فوضعه على عاتقه فنودي: لا تكشف عورتك، فألقى الحجر ولبس ثوبه» ) * «4» .
23-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ موسى كان رجلا حييّا ستّيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل. فقالوا: ما يستتر هذا التّستّر إلّا من عيب بجلده: إمّا برص وإمّا أدرة «5» وإمّا آفة، وإنّ الله أراد أن يبرّئه ممّا قالوا لموسى، فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثمّ اغتسل، فلمّا فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإنّ الحجر عدا بثوبه «6» فأخذ موسى عصاه، وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر. ثوبي حجر «7» حتّى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله، وأبرأه ممّا يقولون. وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربا بعصاه، فو الله إنّ بالحجر لندبا «8» من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا فذلك قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً) * «9» .
24-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
(1) أبو داود (2174) . وأحمد (2/ 541) واللفظ له وقال محقق مساويء الأخلاق (164) : إسناده صحيح.
(2)
أبو داود (4010) وقال الألباني (2/ 758) : صحيح.
(3)
أي مخافة أن تنكشف عورة أحدهم- البخاري الفتح 2 (814) .
(4)
أحمد (5/ 454) واللفظ له والحاكم (4/ 179) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
(5)
الأدرة: انتفاخ الخصية.
(6)
عدا بثوبه: أي مضى مسرعا به.
(7)
أي أعطني ثوبي يا حجر.
(8)
ندبا أي أثرا من ضربه إياه- والنّدب- بالتحريك- أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد.
(9)
البخاري- الفتح 6 (3404) .
كنّ أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم عنده. لم يغادر منهنّ واحدة.
فأقبلت فاطمة تمشي. ما تخطىء مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا. فلمّا رآها رحّب بها. فقال: «مرحبا بابنتي» ثمّ أجلسها عن يمينه- أو عن شماله-. ثمّ سارّها فبكت بكاء شديدا. فلمّا رأى جزعها سارّها الثّانية، فضحكت. فقلت لها: خصّك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين نسائه بالسّرار، ثمّ أنت تبكين؟ فلمّا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ما كنت أفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سرّه. قالت: فلمّا توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحقّ لما حدّثتني. ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: أمّا الآن، فنعم. أمّا حين سارّني في المرّة الأولى فأخبرني أنّ جبريل كان يعارضه القرآن في كلّ سنة مرّة أو مرّتين «1» ، وإنّه عارضه الآن مرّتين، وإنّي لا أرى «2» الأجل إلّا قد اقترب. فاتّقي الله واصبري. فإنّه نعم السّلف «3» أنا لك» . قالت:
فبكيت بكائي الّذي رأيت. فلمّا رأى جزعي سارّني الثّانية فقال: «يا فاطمة أما ترضي «4» أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين، أو سيّدة نساء هذه الأمّة؟» قالت: فضحكت ضحكي الّذي رأيت» ) * «5» .
25-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يخرج الرّجلان يضربان الغائط كاشفين عورتهما يتحدّثان فإنّ الله يمقت على ذلك» ) * «6» .
26-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا ينظر الرّجل إلى عورة الرّجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرّجل إلى الرّجل في ثوب واحد. ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثّوب الواحد» ) * «7» .
27-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من ستر عورة أخيه المسلم، ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتّى يفضحه بها في بيته» ) * «8» .
28-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبستين وعن بيعتين: نهى عن الملامسة، والمنابذة في البيع، والملامسة لمس الرّجل ثوب الآخر بيده باللّيل أو بالنّهار ولا يقلّبه إلّا بذاك، والمنابذة أن ينبذ الرّجل إلى الرّجل بثوبه وينبذ الآخر ثوبه ويكون ذلك بيعهما عن غير نظر ولا تراض.
واللّبستان: اشتمال الصّمّاء- والصّمّاء أن يجعل ثوبه على أحد عاتقيه فيبدو أحد شقّيه ليس عليه ثوب- واللّبسة
(1) مرة أو مرتين: هكذا وقع في هذه الرواية. وذكر المرتين شك من بعض الرواة. والصواب حذفها كما في باقي الروايات.
(2)
لا أرى: أي لا أظن.
(3)
نعم السلف: السلف المتقدم. ومعناه أنا متقدم قدامك فستردين علي.
(4)
أما ترضي: هكذا هو في النسخ: ترضي. وهو لغة. والمشهور: ترضين.
(5)
البخاري الفتح 6 (3623) . ومسلم (0245) واللفظ له
(6)
أحمد (3/ 36) واللفظ له. وأبو داود (15) . والحاكم في المستدرك (1/ 157- 158) وصححه ووافقه الذهبي.
(7)
مسلم (338) .
(8)
ابن ماجة (2546) واللفظ له. والمنذري في الترغيب والترهيب (3/ 239) وقال: إسناده حسن. الجزء الأول من الحديث عند أبي داود (4893) من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما وبعض الحديث عند مسلم (2699) من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه.