الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أعجب بنفسه وبرأيه (مبنيّا للمجهول) فهو معجب، والاسم منه (العجب)«1» ، والمصدر: الإعجاب. أمّا العجب (بالتّحريك) فهو إنكار ما يرد عليك لقلّة اعتياده، وأصله في اللّغة أنّ الإنسان إذا رأى ما ينكره ويقلّ مثله قال: قد عجبت من كذا وإنّما يتعجّب الإنسان من الشّيء إذا عظم موقعه عنده، وخفي عليه سببه «2» .
العجب اصطلاحا:
العجب في الاصطلاح: هو استعظام النّعمة والرّكون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم عز وجل «3» .
الفرق بين العجب والكبر:
ذهب كثير من العلماء إلى أنّه لا فرق بين الأمرين وأنّهما شيء واحد، ولكن ذهب المحقّقون إلى أنّ بينهما فرقا لأنّ الكبر خلق باطن يصدر عنه أعمال، وذلك الخلق هو رؤية النّفس فوق المتكبّر عليه، والعجب يتصوّر ولو لم يكن أحد غير المعجب، والمتكبّر يرى نفسه أعلى من الغير فتحصل له هزّة وفرح وركون له إلى ما اعتقده «4» .
وقال الماورديّ: الكبر يكون بالمنزلة، والعجب يكون بالفضيلة، فالمتكبّر يجلّ نفسه عن رتبة المتعلّمين، والمعجب يستكثر فضله عن استزادة المتأدّبين «5» .
وقال أبو هلال: الفرق بين العجب والكبر أنّ العجب بالشّيء شدّة السّرور به حتّى لا يعادله شيء عند صاحبه يقال: هو معجب بنفسه إذا كان مسرورا بخصالها، ولهذا يقال أعجبه كما يقال: سرّ به، وليس ذلك من الكبر في شيء، وقال بعضهم: العجب عقد النّفس على فضيلة لها ينبغي أن يتعجّب منها وليست هي لها «6» .
الفرق بين العجب والإدلال:
قال الغزاليّ: الإدلال وراء العجب، فلا مدلّ إلّا وهو معجب، وربّ معجب لا يدلّ، إذ العجب يحصل بالاستعظام ونسيان النّعمة دون توقّع جزاء عليه، والإدلال لا يتمّ إلّا مع توقّع جزاء، فإن توقّع إنسان إجابة دعوته، واستنكر ردّها بباطنه وتعجّب منه كان مدلّا بعمله، لأنّه لا يتعجّب من ردّ دعاء الفاسق، ويتعجّب من ردّ دعاء نفسه، وكلاهما أي العجب والإدلال من مقدّمات الكبر وأسبابه «7» .
آفة العجب:
للعجب آفات مباشرة وغير مباشرة، أمّا غير المباشرة فإنّه يدعو إلى الكبر، والكبر يتولّد عنه، ومن الكبر الآفات الكثيرة الّتي لا تخفى «8» ، وإذا اجتمعا (الكبر والعجب) فإنّهما يسلبان الفضائل، ويكسبان الرّذائل، وليس لمن استوليا عليه إصغاء لنصح ولا قبول لتأديب «9» .
(1) مختار الصحاح ص 413 (ط. دار الكتب) .
(2)
لسان العرب 1/ 580 (بتصرف واختصار) .
(3)
إحياء علوم الدين 3/ 370.
(4)
غذاء الألباب 2/ 222.
(5)
أدب الدنيا والدين ص 231.
(6)
الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري ص 243.
(7)
إحياء علوم الدين 3/ 371.
(8)
إحياء علوم الدين 3/ 370.
(9)
أدب الدنيا والدين للماوردي ص 231.