الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آثارهما فسقاهما فعرفا أن لم يجد عليهما) * «1» .
39-
* (عن عبد الله بن مسعود وعبد الله ابن عمرو بن العاص- رضي الله عنهم أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله- عز وجل يبغض البليغ من الرّجال الّذي يتخلّل بلسانه تخلّل البقرة بلسانها» ) * «2» .
40-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّها قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا متستّرة بقرام «3» فيه صورة. فتلوّن وجهه. ثمّ تناول السّتر فهتكه. ثمّ قال: «إنّ من أشدّ النّاس عذابا يوم القيامة الّذين يشبّهون بخلق الله» ) * «4» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (الغضب)
1-
* (قال يحيى لعيسى- عليهما السلام لا تغضب، قال: لا أستطيع أن لا أغضب إنّما أنا بشر، قال: لا تقتن مالا، قال: هذا عسى) * «5» .
2-
* (عن ذي القرنين- رحمه الله تعالى-، وقد نقل عنه: أنّه لقي ملكا من الملائكة فقال: علّمني علما أزدد به إيمانا ويقينا، قال: لا تغضب فإنّ الشّيطان أقدر ما يكون على ابن آدم حين يغضب، فردّ الغضب بالكظم، وسكّنه بالتّؤدة، وإيّاك والعجلة فإنّك إذا عجلت أخطأت حظّك وكن سهلا ليّنا للقريب والبعيد، ولا تكن جبّارا عنيدا» ) * «6» .
3-
* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (فصلت/ 34) قال: الصّبر عند الغضب، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا عصمهم الله وخضع لهم عدوّهم» ) * «7» .
4-
* (قال عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه: «انظروا إلى حلم الرّجل عند غضبه، وأمانته عند طمعه، وما علمك بحلمه إذا لم يغضب، وما علمك بأمانته إذا لم يطمع؟» ) * «8» .
5-
* (قال زيد بن عمرو بن نفيل- رضي الله عنه لمّا خرج إلى الشّام يسأل عن الدّين ويتّبعه، فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينهم فقال: إنّي لعلّي أن أدين دينكم فأخبرني. فقال: لا تكون على ديننا حتّى تأخذ بنصيبك من غضب الله. قال زيد: ما أفرّ إلّا من غضب الله، ولا أحمل من غضب الله شيئا وأنا أستطيعه، فهل تدلّني على غيره؟ قال: لا أعلمه إلّا
(1) مسلم (302)
(2)
أبو داود (5005) واللفظ له، الترمذي (2853) وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
(3)
بقرام: هو الستر الرقيق.
(4)
البخاري- الفتح 10 (5954) ، ومسلم (2107) واللفظ له.
(5)
الإحياء (3/ 162) .
(6)
المرجع السابق (3/ 177) .
(7)
ذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: ذكره البخاري تعليقا (3/ 449) .
(8)
الإحياء (3/ 177) .
أن يكون حنيفا. قال زيد: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديّا ولا نصرانيّا ولا يعبد إلّا الله.
فخرج زيد فلقي عالما من النّصارى. فذكر مثله فقال:
لن تكون على ديننا حتّى تأخذ بنصيبك من لعنة الله.
قال: ما أفرّ إلّا من لعنة الله، ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئا، أبدا وأنّي أستطيع؟ فهل تدلّني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلّا أن يكون حنيفا. قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديّا ولا نصرانيّا ولا يعبد إلّا الله. فلمّا رأى زيد قولهم في إبراهيم- عليه السلام خرج فلمّا برز رفع يديه فقال: اللهمّ إنّي أشهد أنّي على دين إبراهيم» ) * «1» .
6-
* (قال عروة بن الزّبير- رضي الله عنهما:
«مكتوب في الحكم: يا داود إيّاك وشدّة الغضب، فإنّ شدّة الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم» ) * «2» .
7-
* (قال مجاهد- رحمه الله تعالى-: «قال إبليس لعنه الله: ما أعجزني بنو آدم فلن يعجزوني في ثلاث: إذا سكر أحدهم أخذنا بخزامته فقدناه حيث شئنا وعمل لنا بما أحببنا، وإذا غضب قال بما لا يعلم وعمل بما يندم، ونبخّله بما في يديه ونمنّيه بما لا يقدر عليه» ) * «3» .
8-
* (كتب عمر بن عبد العزيز- رحمه الله إلى عامله: «ألّا تعاقب عند غضبك، وإذا غضبت على رجل فاحبسه، فإذا سكن غضبك فأخرجه فعاقبه على قدر ذنبه، ولا تجاوز به خمسة عشر سوطا» ) * «4» .
9-
* (قال جعفر الصّادق- رحمه الله تعالى-:
«ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من قوله تعالى خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (الأعراف/ 199) ووجّه العلماء كلامه بقولهم: إنّ الأخلاق ثلاثة بحسب القوى الإنسانيّة: عقليّة، وشهويّة، وغضبيّة. فالعقليّة: الحكمة ومنها الأمر بالمعروف، والشّهويّة العفّة ومنها أخذ العفو، والغضبيّة:
الشّجاعة ومنها الإعراض عن الجاهلين» ) * «5» .
10-
* (وقال أيضا: «الغضب مفتاح كلّ شرّ» ) * «6» .
11-
* (قال عمران بن موسى المؤدّب- رحمه الله تعالى-: «قال بعض الحكماء: كما أنّ الأجسام تعظم في العين يوم الضّباب. كذلك يعظم الذّنب عند الغضب» ) * «7» .
12-
* (قال الماورديّ- رحمه الله تعالى-:
«كان بعض الملوك إذا غضب ألقي عنده مفاتيح ترب الملوك فيزول غضبه» ) * «8» .
13-
* (وقال: «مكتوب في التّوراة: يابن آدم، اذكرني حين تغضب. أذكرك حين أغضب، فلا أمحقك فيمن أمحق» ) * «9» .
14-
* (قال الغزاليّ- رحمه الله تعالى-: «ممّا
(1) البخاري- الفتح 7 (3827) .
(2)
مساوىء الأخلاق للخرائطي (131) ، دار السوادي.
(3)
الإحياء (3/ 177) .
(4)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(5)
فتح الباري (3/ 156) .
(6)
الإحياء (3/ 177) .
(7)
مساوىء الأخلاق للخرائطي (131) .
(8)
أدب الدنيا والدين (251) .
(9)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
يدلّ على أنّ الغضب من أخلاق النّاقصين: أنّ المريض أسرع غضبا من الصّحيح، والمرأة أسرع غضبا من الرّجل، والصّبيّ أسرع غضبا من الرّجل الكبير، والشّيخ الضّعيف أسرع غضبا من الكهل، وذا الخلق السّيّء والرّذائل القبيحة أسرع غضبا من صاحب الفضائل، فالرّذل يغضب لشهوته إذا فاتته اللّقمة، ولبخله إذا فاتته الحبّة، حتّى إنّه يغضب على أهله وولده وأصحابه. بل القويّ من يملك نفسه عند الغضب» ) * «1» .
15-
* (وقال- رحمه الله تعالى-: «حال القلب عند الغضب في الاضطراب أشدّ من حال السّفينة عند اضطراب الأمواج في لجّة البحر، إذ في السّفينة من يحتال لتسكينها وتدبيرها وسياستها أمّا القلب فهو صاحب السّفينة وقد سقطت حيلته بعد أن أعماه الغضب وأصمّه. ويظهر ذلك على أعضائه وكلامه وفعاله، ولو رأى الغضبان في حالة غضبه قبح صورته لسكن غضبه حياء من قبح صورته واستحالة خلقته، وقبح الباطن أعظم من قبح الظّاهر فإنّ الظّاهر عنوان الباطن، وإنّما قبحت صورة الباطن أوّلا ثمّ انتشر قبحها إلى الظّاهر ثانيا، وأمّا في اللّسان فأثره بالشّتم والفحش الّذي يستحي منه قائله عند سكون الغضب فضلا عن تخبّط النّظم واضطراب اللّفظ، وأمّا أثره على الأعضاء فالضّرب والتّهجّم والتّمزيق والقتل للمغضوب عليه وإذا فلت منه بسبب عجز أو غيره فقد يرجع إلى صاحبه فربّما مزّق ثوب نفسه أو لطم وجهه وربّما ضرب بيده على الأرض. وأمّا أثره في القلب على المغضوب عليه فالحقد والحسد واضحا والسّوء والشّماتة بالمساءات» ) * «2» .
16-
* (قال ابن القيّم- رحمه الله تعالى-:
17-
* (قال بعض الحكماء لابنه: «يا بنيّ لا يثبت العقل عند الغضب كما لا تثبت روح الحيّ في التّنانير المسجورة، فأقلّ النّاس غضبا أعقلهم، فإن كان لدنيا كان دهاء ومكرا وإن كان للآخرة كان حلما وعلما، فقد قيل: الغضب عدوّ العقل والغضب غول العقل» ) * «4» .
18-
* (وقال آخر: «من أطاع شهوته وغضبه قاداه إلى النّار» ) * «5» .
19-
* (قال بعض الحكماء: «الغضب على من لا تملك عجز، وعلى من تملك لؤم» ) * «6» .
20-
* (وقال آخر: «إيّاك وعزّة الغضب فإنّها تفضي إلى ذلّ الاعتذار» ) * «7» .
(1) مستفاد من الإحياء (3/ 184) .
(2)
المرجع السابق (179) بتصرف.
(3)
الفوائد (59) .
(4)
الإحياء (177) .
(5)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(6)
أدب الدنيا والدين (251) .
(7)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.