الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها، وصار بعضهم في أعلاها، فكان الّذين في أسفلها يمرّون بالماء على الّذين في أعلاها، فتأذّوا به، فأخذ فأسا، فجعل ينقر أسفل السّفينة، فأتوه فقالوا: مالك؟ قال: تأذّيتم بي ولا بدّ لي من الماء، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجّوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم» ) * «1» .
34-
* (عن أبي برزة الأسلميّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتّبعوا عوراتهم؛ فإنّه من اتّبع عوراتهم يتّبع الله عورته، ومن يتّبع الله عورته يفضحه في بيته» ) * «2» .
35-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «يخرّب الكعبة ذو السّويقتين «3» من الحبشة» ) * «4» .
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في ذمّ (الفساد)
1-
* (قال عمر- رضي الله عنه: «وإنّا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا، فإمّا بايعناهم على مالا نرضى وإمّا نخالفهم فيكون فسادا، فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الّذي بايعه تغرّة أن يقتلا» ) * «5» .
2-
* (عن عبد الله بن سبيع؛ قال: «سمعت عليّا يقول: لتخضبنّ هذه من هذا، فما ينتظر بي الأشقى؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، فأخبرنا به نبير «6» عترته. قال: إذن تالله- تقتلون بي غير قاتلي. قالوا:
فاستخلف علينا. قال: لا. ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: فما تقول لربّك إذا أتيته، وقال وكيع مرّة: إذا لقيته؟ قال: أقول: اللهمّ تركتني فيهم ما بدا لك، ثمّ قبضتني إليك وأنت فيهم، فإن شئت أصلحتهم، وإن شئت أفسدتهم» ) * «7» .
3-
* (عن عمرو بن العاص- رضي الله عنه قال: «لا تفسدوا علينا سنّة نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم.
عدّة أمّ الولد أربعة أشهر وعشرا» ) * «8» .
4-
* (عن أبي نوفل قال: رأيت عبد الله بن الزّبير على عقبة المدينة «9» . قال فجعلت قريش تمرّ عليه والنّاس. حتّى مرّ عليه عبد الله بن عمر. فوقف
(1) البخاري- الفتح 5 (2686) .
(2)
أبو داود (4880) وقال الألباني (3/ 923) : حسن صحيح.
(3)
ذو السويقتين: هما تصغير ساقي الإنسان لرقتهما وهي صفة سوق السودان غالبا.
(4)
البخاري- الفتح 3 (1591) ، ومسلم (2909) متفق عليه.
(5)
البخاري- الفتح 12 (6830) .
(6)
نبير: نهلك.
(7)
أحمد (1/ 130) وقال الشيخ أحمد شاكر (2/ 242) برقم (1078) إسناده صحيح.
(8)
ابن ماجه (2083) .
(9)
عقبة المدينة: هي عقبة بمكة.
عليه. فقال: السّلام عليك أبا خبيب «1» ، السّلام عليك أبا خبيب، السّلام عليك أبا خبيب. أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا. أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا. أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا. أما والله إن كنت ما علمت صوّاما. قوّاما. وصولا للرّحم. أما والله لأمّة أنت أشرّها لأمّة خير. ثمّ نفذ «2» عبد الله بن عمر. فبلغ الحجّاج موقف عبد الله وقوله. فأرسل إليه «3» . فأنزل عن جذعه. فألقي في قبور اليهود. ثمّ أرسل إلى أمّه أسماء بنت أبي بكر. فأبت أن تأتيه.
فأعاد عليها الرّسول: لتأتينّي أو لأبعثنّ إليك من يسحبك بقرونك «4» . قال فأبت وقالت: والله لا آتيك حتّى تبعث إليّ من يسحبني بقروني. قال فقال: أروني سبتيّ «5» . فأخذ نعليه. ثمّ انطلق يتوذّف «6» . حتّى دخل عليها. فقال: كيف رأيتني صنعت بعدوّ الله؟
قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك. بلغني أنّك تقول له: يابن ذات النّطاقين «7» ، أنا والله ذات النّطاقين. أمّا أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعام أبي بكر من الدّوابّ.
وأمّا الآخر فنطاق المرأة الّتي لا تستغني عنه. أما إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّثنا: «أنّ في ثقيف كذّابا ومبيرا» .
فأمّا الكذّاب فرأيناه. وأمّا المبير فلا إخالك إلّا إيّاه.
قال: فقام عنها ولم يراجعها» ) * «8» .
5-
* (عن أبي المنهال قال: «لمّا كان ابن زياد ومروان بالشّام وثب ابن الزّبير بمكّة، ووثب القرّاء بالبصرة، فانطلقت مع أبي إلى أبي برزة الأسلميّ حتّى دخلنا عليه في داره وهو جالس في ظلّ علّيّة له من قصب فجلسنا إليه، فأنشأ أبي يستطعمه الحديث فقال: يا أبا برزة ألا ترى ما وقع فيه النّاس؟ فأوّل شيء سمعته تكلّم به: إنّي احتسبت عند الله أنّي أصبحت ساخطا على أحياء قريش، إنّكم يا معشر العرب، كنتم على الحال الّذي علمتم من الذّلّة والقلّة والضّلالة، وإنّ الله أنقذكم بالإسلام وبمحمّد صلى الله عليه وسلم حتّى بلغ بكم ما ترون، وهذه الدّنيا الّتي أفسدت بينكم. إنّ ذاك الّذي بالشّام والله إن يقاتل إلّا على دنيا، وإنّ هؤلاء الّذين بين أظهركم والله إن يقاتلون إلّا على دنيا، وإنّ ذاك الّذي بمكّة والله إن يقاتل إلّا على الدّنيا» ) * «9» .
6-
* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها قالت: «خرج أبو بكر في تجارة إلى بصرى. قبل موت النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعام. ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة- وكانا شهدا بدرا- وكان نعيمان على الزّاد. وكان سويبط رجلا مزّاحا. فقال لنعيمان: أطعمني. قال:
حتّى يجيء أبو بكر. قال: فلأغيظنّك. قال، فمرّوا
(1) أبا خبيب: كنية ابن الزبير، كني بابنه خبيب، وكان أكبر أولاده.
(2)
ثم نفذ: أي انصرف.
(3)
أرسل إليه: أي إلى عبد الله بن الزبير.
(4)
من يسحبك بقرونك: أي يجرك بضفائر شعرك.
(5)
سبتي: النعلين اللتين لا شعر عليهما.
(6)
يتوذف: يسرع.
(7)
ذات النطاقين: النطاق: ما تشد به المرأة وسطها.
(8)
مسلم (2545) .
(9)
البخاري- الفتح 13 (7112) .