الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قطيعة الرحم
القطيعة لغة:
هي الاسم من قولهم: قطع فلان كذا يقطعه، وهو مأخوذ من مادّة (ق ط ع) الّتي تدلّ على صرم وإبانة شيء من شيء، يقال: تقاطع الرّجلان، إذا تصارما وبعثت فلانة إلى فلانة بأقطوعة، وهي شيء تبعثه إليها علامة للصّريمة، والقطع: الطّائفة من اللّيل كأنّه قطعة، وقطعت الطّير قطوعا، إذا خرجت من بلاد الحرّ إلى بلاد البرد، أو من تلك إلى هذه، ويقولون لليائس من الشّيء: قد قطع به، كأنّه أمل أمّله فانقطع.
والقطع: إبانة بعض أجزاء الجرم من بعض فصلا. قطعه قطعا وقطيعة وقطوعا.
والقطع والقطيعة: الهجران ضدّ الوصل، ورجل قطوع لإخوانه ومقطاع: لا يثبت على مؤاخاة، وتقاطع القوم: تصارموا.
وتقاطعت أرحامهم: تحاصّت «1» . وقطع رحمه قطعا وقطيعة وقطّعها: عقّها ولم يصلها.
والاسم القطيعة. ورجل قطعة وقطع ومقطع وقطّاع يقطع رحمه. وفي حديث صلة الرّحم: «هذا مقام العائذ بك من القطيعة» ، والقطيعة: الصّدّ وهي
فعيلة من القطع، ويريد به ترك البرّ والإحسان إلى الأهل والأقارب وهي ضدّ الصّلة.
وقوله تعالى: أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أي تعودوا إلى أمر الجاهليّة فتفسدوا في الأرض وتئدوا البنات، وقيل: تقطّعوا أرحامكم، تقتل قريش بني هاشم وبنو هاشم قريشا.
ويقال: رحم قطعاء بيني وبينك إذا لم توصل.
وقال القرطبيّ: تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ بالبغي والظّلم والقتل، من التّقطيع على التّكثير «2» ، وقال الطّبريّ: أي تعودوا لما كنتم عليه في جاهليّتكم من التّشتّت والتّفرّق بعدما جمعكم الله بالإسلام وألّف به بين قلوبكم «3» .
ويقال: مدّ فلان إلى فلان بثدي غير أقطع: أي توسّل إليه بقرابة قريبة «4» .
الرحم لغة:
انظر: صفة «صلة الرحم» .
قطيعة الرحم اصطلاحا:
لم تذكر كتب الاصطلاحات قطيعة الرّحم مصطلحا ويمكن أن نعرّف ذلك في ضوء ما ذكروه عن صلة الرّحم وقطيعته فنقول:
(1) أي انقطعت وذهبت وهو مأخوذ من الحاصّة وهو داء يتناثر منه الشعر. وتحاصّت: تقاطعت.
(2)
تفسير القرطبي (16/ 162) ، ومعنى قوله «من التّقطيع على التّكثير» أي أنه صيغة فعّل تدل على المبالغة والتكثير.
(3)
تفسير الطبري (2/ 35) .
(4)
مقاييس اللغة (5/ 101) ، ولسان العرب (6/ 36803674) ، وانظر الصحاح للجوهري (3/ 1266 1269) .