الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لرأى العجب. ولكنّه أخذته من صاحبه ذمامة «1» .
قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني. قد بلغت من لدنّي عذرا. ولو صبر لرأى العجب- قال:
وكان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه: «رحمة الله علينا وعلى أخي كذا. رحمة الله علينا- فانطلقا حتّى إذا أتيا أهل قرية لئاما فطافا في المجالس فاستطعما أهلها. فأبوا أن يضيّفوهما. فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقضّ فأقامه. قال: لو شئت لاتّخذت عليه أجرا. قال:
هذا فراق بيني وبينك وأخذ بثوبه. قال: سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً* أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ (الكهف/ 68- 79) . إلى آخر الآية. فإذا جاء الّذي يسخّرها وجدها منخرقة فتجاوزها فأصلحوها بخشبة. وأمّا الغلام فطبع يوم طبع كافرا. وكان أبواه قد عطفا عليه. فلو أنّه أدرك، أرهقهما طغيانا وكفرا «2» . فأردنا أن يبدلهما ربّهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما «3» . وأمّا الجدار، فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته» إلى آخر الآية) * «4» .
2-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «المؤمن غرّ كريم، والفاجر خبّ لئيم) * «5» .
3-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النّذر. وقال «إنّما يستخرج به من اللّئيم» ) * «6» .
من الآثار الواردة في ذمّ (اللؤم)
1-
* (كتب أحمد بن يوسف: أمّا بعد، فإنّي لا أعرف للمعروف طريقا أوعر من طريقه إليك؛ فالمعروف لديك ضائع، والشّكر عندك مهجور. وإنّما غايتك في المعروف أن تحقره، وفي وليّه أن تكفره) * «7» .
2-
* (للعتّابي: تأتّينا إفاقتك من سكرتك، وترقّبنا انتباهك من رقدتك، وصبرنا على تجرّع الغيظ فيك، حتّى بان لنا اليأس من خيرك، وكشف لنا الصّبر
(1) أخذته من صاحبه ذمامة: أي حياء وإشفاقا من الذم واللؤم.
(2)
أرهقهما طغيانا وكفرا: أي حملهما عليهما وألحقهما بهما. والمراد بالطغيان، هنا، الزيادة في الضلال.
(3)
خيرا منه زكاة وأقرب رحما، قيل: المراد بالزكاة الإسلام. وقيل: الصلاح. وأما الرحم فقيل معناه الرحمة لوالديه وبرهما. وقيل المراد يرحمانه.
(4)
البخاري- الفتح 8 (4726) . ومسلم (2380) واللفظ له.
(5)
أبو داود (4790) وقال الألباني (2/ 909) : حسن. والترمذي (1964) متفق عليه.
(6)
البخاري- الفتح 11 (6692- 6693- 6694) . ومسلم (1639) . وابن ماجة (2122) وهذا لفظ ابن ماجة.
(7)
العقد الفريد: (4/ 319) .
عن وجه الغلط فيك. فها أنا قد عرفتك حقّ معرفتك في تعدّيك لطورك، واطّراحك حقّ من غلط في اختيارك) * «1» .
3-
* (لإبراهيم بن المهديّ: أمّا بعد، فإنّك لو عرفت فضل الحسن لتجنّبت شين القبيح، ورأيتك آثر القول عندك ما يضرّك، فكنت فيما كان منك ومنّا، كما قال زهير بن أبي سلمى:
وذي خطل في القول يحسب أنّه
…
مصيب فما يلمم به فهو قائله
عبأت له حلما وأكرمت غيره
…
وأعرضت عنه وهو باد مقاتله «2» .
4-
* (إنّ مودّة الأشرار متّصلة بالذّلّة والصّغار، تميل معهما، وتتصرّف في آثارهما. وقد كنت أحلّ مودّتك بالمحلّ النّفيس، وأنزلها بالمنزل الرّفيع، حتّى رأيت ذلّتك عند القلّة، وضرعك عند الحاجة، وتغيّرك عند الاستغناء، واطّراحك لإخوان الصّفاء، فكان ذلك أقوى أسباب عذري في قطيعتك عند من يتصفّح أمري وأمرك بعين عدل، لا يميل إلى هوى ولا يرى القبيح حسنا) *» .
5-
* (كتب أبو العتاهية إلى الفضل بن معن ابن زائدة: أمّا بعد، فإنّي توسّلت في طلب نائلك بأسباب الأمل، وذرائع الحمد، فرارا من الفقر، ورجاء للغنى، فازددت بهما بعدا ممّا فيه تقرّبت، وقربا ممّا فيه تبعّدت. وقد قسّمت اللّائمة بيني وبينك؛ لأنّي أخطأت في سؤالك وأخطأت في منعي، وأمرت باليأس من أهل البخل فسألتهم، ونهيت عن منع أهل الرّغبة فمنعتهم. وفي ذلك أقول:
فررت من الفقر الّذي هو مدركي
…
إلى بخل محظور النّوال منوع
فأعطبني الحرمان غبّ مطامعي
…
كذلك من تلقاه غير قنوع
وغير بديع منع ذي البخل ماله
…
كما بذل أهل الفضل غير بديع
إذا أنت كشّفت الرّجال وجدتهم
…
لأعراضهم من حافظ ومضيع) * «4» .
6-
* (وقف رجل خراسانيّ بباب أبي دلف العجليّ حينا فلم يؤذن له، فكتب رقعة وتلطّف في وصولها إليه وفيها:
إذا كان الكريم له حجاب
…
فما فضل الكريم على اللّئيم) * «5» .
7-
* (ومن أطرف ما يروى في اللّؤم: قيل:
كان عمرو الأعجميّ يلي حكم السّند فكتب إلى موسى الهادي أنّ رجلا من أشراف أهل الهند من آل المهلّب ابن أبي صفرة اشترى غلاما أسود فربّاه وتبنّاه فلمّا كبر وشبّ اشتدّ به هوى مولاته فراودها عن نفسها فأجابته، فدخل مولاه يوما على غفلة منه من حيث لا
(1) العقد الفريد (4/ 320) .
(2)
المرجع السابق (4/ 320) .
(3)
المرجع السابق (4/ 320) .
(4)
المرجع السابق (4/ 319- 320) .
(5)
المستطرف (1/ 146) .
يعلم، فإذا هو على صدر مولاته فعمد إليه فجبّ ذكره، وتركه يتشحّط في دمه، ثمّ أدركته عليه رقّة وندم على ذلك، فعالجه إلى أن برأ من علّته، فأقام الغلام بعدها مدّة يطلب أن يأخذ بثأره من مولاه، ويدبّر عليه أمرا يكون فيه شفاء غليله، وكان لمولاه ابنان أحدهما طفل، والآخر يافع كأنّهما الشّمس والقمر، فغاب الرّجل يوما عن منزله لبعض الأمور، فأخذ الغلام الصّبيّين فصعد بهما على ذروة سطح عال فنصبهما هناك، وجعل يعلّلهما بالمطعم مرّة، وباللّعب أخرى إلى أن دخل مولاه فرفع رأسه فرأى ابنيه في شاهق مع الغلام فقال: ويلك عرّضت ابنيّ للموت.
قال: أجل، والله الّذي لا يحلف العبد بأعظم منه ولئن لم تجبّ ذكرك مثلما جببتني لأرمينّ بهما فقال: الله الله يا ولدي في تربيتي لك، قال: دع هذا عنك، فو الله ما هي إلّا نفسي وإنّي لا أسمح بها في شربة ماء، فجعل يكرّر عليه، ويتضرّع له، وهو لا يقبل ذلك ويذهب الوالد يريد الصّعود إليه فيدلّيهما من ذلك الشّاهق. فقال أبوهما: ويلك، فاصبر حتّى أخرج مدية وأفعل ما أردت، ثمّ أسرع وأخذ مدية فجبّ نفسه وهو يراه، فلمّا رأى الغلام ذلك رمى الصّبيّين من الشّاهق فتقطّعا.
وقال: إنّ جبّك لنفسك ثأري، وقتل أولادك زيادة فيه. فأخذ الغلام وكتب بخبره لموسى الهادي، فكتب موسى لصاحب السّند عمرو الأعجميّ بقتل الغلام.
وقال: ما سمعت بمثل هذا قطّ) * «1» .
8-
* (قيل لبعض الحكماء: ما الجرح الّذي لا يندمل. قال: حاجة الكريم إلى اللّئيم، ثمّ يردّه بغير قضائها. قيل: فما الّذي هو أشدّ منه، قال: وقوف الشّريف بباب الدّنيء ثمّ لا يؤذن له) * «2» .
9-
* (قال الشّاعر:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
…
وإن أنت أكرمت اللّئيم تمرّدا
ووضع النّدا في موضع السّيف بالعلا
…
مضرّ كوضع السّيف في موضع النّدا) * «3» .
10-
* (وقال آخر:
أحبّ بنيّتي ووددت أنّي
…
دفنت بنيّتي في جوف لحد
ومالي بغضها غرضا ولكن
…
مخافة ميتتي فتضيع بعدي
مخافة أن تصير إلى لئيم
…
فيفضح والدي ويشين جدّي) * «4» .
(1) المستطرف (2/ 79- 80) .
(2)
المرجع السابق (2/ 145) .
(3)
المرجع السابق (2/ 80) .
(4)
المحاسن والمساوىء (563) .