الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإنّي أنساك كما نسيتني. ثمّ يلقى الثّاني فيقول: أي فل، ألم أكرمك، وأسوّدك، وأزوّجك، وأسخّر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى. أي ربّ، فيقول: أفظننت أنّك ملاقيّ؟ فيقول: لا. فيقول: فإنّي أنساك كما نسيتني. ثمّ يلقى الثّالث فيقول له مثل ذلك.
فيقول: يا ربّ، آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصلّيت وصمت وتصدّقت ويثني بخير ما استطاع. فيقول:
ههنا إذا. ثمّ يقال له: الآن نبعث شاهدنا عليك.
ويتفكّر في نفسه من ذا الّذي يشهد عليّ؟ فيختم على فيه. ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله. وذلك ليعذر من نفسه. وذلك المنافق. وذلك الّذي يسخط الله عليه) * «1» .
18-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله- عز وجل:
يؤذيني ابن آدم يسبّ الدّهر، وأنا الدّهر، بيدي الأمر، أقلّب اللّيل والنّهار» ) * «2» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (نكران الجميل)
1-
* (قال عليّ- رضي الله عنه «كن من خمسة على حذر: من لئيم إذا أكرمته، وكريم إذا أهنته، وعاقل إذا أحرجته، وأحمق إذا مازجته، وفاجر إذا مازحته) * «3» .
2-
* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (العاديات/ 6) : أي كفور) *.
وكذا قاله جماعة. وقال أبو أمامة الباهليّ- رضي الله عنه: الكنود: الّذي يأكل وحده ويضرب عبده، ويمنع رفده.
وقال الحسن البصريّ- رحمه الله تعالى-: الكنود هو الّذي يعدّ المصائب، وينسى نعم الله عليه) * «4» .
3-
* (قال سعيد بن جبير- رحمه الله تعالى- عند تفسير قوله تعالى إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ (القلم/ 17) : كان أصحابها من قرية يقال لها ضروان على ستّة أميال من صنعاء، وكان أبوهم قد خلّف لهم هذه الجنّة وكانوا من أهل الكتاب، وقد كان أبوهم يسير فيها سيرة حسنة، فكان ما يستغلّ منها يردّ فيها ما تحتاج إليه ويدّخر لعياله قوت سنتهم ويتصدّق بالفاضل. فلمّا مات وورثه بنوه، قالوا: لقد كان أبونا أحمق إذ كان يصرف من هذه شيئا للفقراء ولو أنّا منعناهم لتوفّر ذلك علينا، فلمّا عزموا على ذلك عوقبوا بنقيض قصدهم فأذهب الله ما بأيديهم بالكلّيّة، رأس المال، والرّبح، والصّدقة، فلم يبق لهم شيء) * «5» .
(1) البخاري- الفتح 13 (7437) . ومسلم (2968) واللفظ له.
(2)
البخاري- الفتح 8 (4826) .
(3)
الآداب الشرعية (1/ 312) .
(4)
تفسير ابن كثير (4/ 542) .
(5)
تفسير ابن كثير (4/ 406- 407) ط. دار المعرفة. وقال عقب ذلك ابن كثير رحمه الله تعالى هذا عذاب من خالف أمر الله وبخل بما آتاه الله وأنعم به عليه ومنع حق المسكين والفقير وذوي الحاجات وبدل نعمة الله كفرا.
4-
* (قال وهب بن منبّه- رحمه الله تعالى-:
ترك المكافأة من التّطفيف) * «1» .
5-
* (قال كعب الأحبار- رحمه الله تعالى-:
ما أنعم الله على عبد من نعمة في الدّنيا فشكرها لله وتواضع بها لله إلّا أعطاه الله نفعها في الدّنيا ورفع له بها درجة في الآخرة. وما أنعم الله على عبد نعمة في الدّنيا، فلم يشكرها لله، ولم يتواضع بها، إلّا منعه الله نفعها في الدّنيا، وفتح له طبقات من النّار يعذّبه إن شاء أو يتجاوز عنه) * «2» .
6-
* (كتب ابن السّمّاك إلى محمّد بن الحسن رحمهما الله تعالى- حين ولّي القضاء بالرّقّة: أمّا بعد، فلتكن التّقوى من بالك على كلّ حال، وخف الله من كلّ نعمة أنعم بها عليك من قلّة الشّكر عليها مع المعصية بها، وأمّا التّبعة فيها فقلّة الشّكر عليها، فعفا الله عنك كلّما ضيّعت من شكر، أو ركبت من ذنب أو قصّرت من حقّ) * «3» .
7-
* (قال المتنبّيّ:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
…
وإن أنت أكرمت اللّئيم تمرّدا) * «4» .
8-
* (قال الأصمعيّ- رحمه الله تعالى-:
سمعت أعرابيّا يقول أسرع الذّنوب عقوبة كفر المعروف) «5» .
9-
* (قال إبراهيم بن مهديّ مخاطبا المأمون:
البرّ بي منك وطّا العذر عندك لي
…
فيما فعلت فلم تعذل ولم تلم
وقام علمك بي فاحتجّ عندك لي
…
وقام شاهد عدل غير متّهم
لئن جحدتك معروفا مننت به
…
إنّي لفي اللّؤم أحظى منك بالكرم
تعفو بعدل وتسطو إن سطوت به
…
فلا عدمتك من عاف ومنتقم
) * «6» .
10-
* (قال ابن المبارك- رحمه الله تعالى-:
يد المعروف غنم حيث كانت
…
تحمّلها شكور أو كفور
ففي شكر الشّكور لها جزاء
…
وعند الله ما كفر الكفور) * «7» .
11-
* (قال ابن الأثير في النّهاية: من كان عادته وطبعه كفران نعمة النّاس وترك شكره لهم كان من عادته كفر نعمة الله- عز وجل وترك الشّكر له» ) * «8» .
12-
* (قال ابن كثير- رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ
(1) الآداب الشرعية (1/ 314) .
(2)
عدة الصابرين (145) .
(3)
المرجع السابق (130) .
(4)
الآداب الشرعية (1/ 312) .
(5)
المرجع السابق (1/ 311) .
(6)
أدب الدنيا والدين للماوردي (31) .
(7)
الآداب الشرعية (1/ 311) .
(8)
جامع الأصول (2/ 560) ، ونقله عنه ابن مفلح في الآداب الشرعية (1/ 313) .