الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (الغضب)
1-
* (عن سليمان بن صرد- رضي الله عنه أنّه قال: استبّ رجلان عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسبّ صاحبه مغضبا قد احمرّ وجهه فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم» .
فقالوا للرّجل: ألا تسمع ما يقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إنّي لست بمجنون) * «1» .
2-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اشتدّ غضب الله على قوم فعلوا بنبيّه،- يشير إلى رباعيته «2» - اشتدّ غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله» ) * «3» .
3-
* (عن عديّ بن حاتم- رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو جالس في المسجد، فقال القوم: هذا عديّ بن حاتم وجئت بغير أمان ولا كتاب. فلمّا دفعت إليه أخذ بيدي، وقد كان قال قبل ذلك إنّي لأرجو أن يجعل الله يده في يدي، قال: فقام فلقيته امرأة وصبيّ معها. فقالا: إنّ لنا إليك حاجة.
فقام معهما حتّى قضى حاجتهما، ثمّ أخذ بيدي حتّى أتى بي داره، فألقت له الوليدة وسادة فجلس عليها، وجلست بين يديه فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال:«ما يفرّك «4» أن تقول لا إله إلّا الله. فهل تعلم من إله سوى الله؟» . قال: قلت: لا. قال: ثمّ تكلّم ساعة ثمّ قال: «إنّما تفرّ أن تقول: الله أكبر، وتعلم أنّ شيئا أكبر من الله؟» . قال: قلت: لا، قال:«فإنّ اليهود مغضوب عليهم وإنّ النّصارى ضلّال» ، قال: قلت: فإنّي جئت مسلما، قال: فرأيت وجهه تبسّط فرحا، قال: ثمّ أمر بي فأنزلت عند رجل من الأنصار جعلت أغشاه (آتيه) طرفي النّهار، قال: فبينا أنا عنده عشيّة إذ جاءه قوم في ثياب من الصّوف من هذه النّمار «5» قال: فصلّى وقام فحثّ عليهم ثمّ قال: «ولو بصاع، ولو بنصف صاع، ولو بقبضة، ولو ببعض قبضة يقي أحدكم وجهه حرّ جهنّم أو النّار ولو بتمرة ولو بشقّ تمرة، فإنّ أحدكم لاقي «6» الله وقائل له ما أقول لكم: ألم أجعل لك سمعا وبصرا؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أجعل لك مالا وولدا؟، فيقول: بلى. فيقول: أين ما قدّمت لنفسك؟
فينظر قدّامه وبعده، وعن يمينه وعن شماله، ثمّ لا يجد شيئا يقي به وجهه حرّ جهنّم. ليق أحدكم وجهه النّار ولو بشقّ تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيّبة فإنّي لا أخاف عليكم الفاقة، فإنّ الله ناصركم ومعطيكم حتّى تسير الظّعينة «7» فيما بين يثرب والحيرة أكثر ما تخاف على
(1) البخاري- الفتح 01 (6115) واللفظ له، ومسلم (2610) .
(2)
الرّباعية: السّنّ بين الثّنيّة والنّاب.
(3)
البخاري- الفتح 7 (4073) واللفظ له، ومسلم (1793) .
(4)
ما يفرّك: أي ما يحملك على الفرار.
(5)
النمار: كل شملة مخططة من مآزر الأعراب كأنها أخذت من لون النمر.
(6)
هكذا وردت في النص، ولعل صوابها لاق بالتنوين.
(7)
الظعينة: المرأة في الهودج.
مطيّتها السّرق» ، قال: فجعلت أقول في نفسي: فأين لصوص طيّيء؟) * «1» .
4-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا الرّجل امرأته إلى فراشه فأبت. فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتّى تصبح» ) * «2» .
5-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه أنّه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلّا فليضطجع» ) * «3» .
6-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه قال: أرسلني أصحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسأله لهم الحملان «4» ، إذ هم معه في جيش العسرة (وهي غزوة تبوك) فقلت: يا نبيّ الله. إنّ أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم. فقال: «والله لا أحملكم على شيء» ووافقته وهو غضبان ولا أشعر. فرجعت حزينا من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن مخافة أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجد في نفسه عليّ. فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم الّذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم ألبث إلّا سويعة إذ سمعت بلا لا ينادي: أي عبد الله بن قيس! فأجبته. فقال: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك. فلمّا أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:«خذ هذين القرينين «5» وهذين القرينين، وهذين القرينين (لستّة أبعرة ابتاعهنّ حينئذ من سعد) فانطلق بهنّ إلى أصحابك، فقل: إنّ الله- أو قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملكم على هؤلاء فاركبوهنّ» . قال أبو موسى: فانطلقت إلى أصحابي بهنّ، فقلت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملكم على هؤلاء، ولكن والله لا أدعكم حتّى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين سألته لكم، ومنعه في أوّل مرّة ثمّ إعطاءه إيّاي بعد ذلك، لا تظنّوا أنّي حدّثتكم شيئا لم يقله. فقالوا لي: والله إنّك عندنا لمصدّق. ولنفعلنّ ما أحببت. فانطلق أبو موسى بنفر منهم، حتّى أتوا الّذين سمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنعه إيّاهم، ثمّ إعطاء هم بعد. فحدّثوهم بما حدّثهم به أبو موسى سواء) * «6» .
7-
* (عن عائذ بن عمرو- رضي الله عنه أنّه قال: إنّ أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر. فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدوّ الله مأخذها. قال: فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيّدهم؟. فأتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأخبره.
فقال: «يا أبا بكر. لعلّك أغضبتهم. لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربّك» . فأتاهم أبو بكر فقال:
(1) الترمذي (2953) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب.
(2)
البخاري- الفتح 6 (3237) واللفظ له، ومسلم (1436) .
(3)
أبو داود (4782) واللفظ له، أحمد (5/ 152)، وقال مخرج جامع الأصول: إسناده حسن (8/ 440) . وذكره المنذري في الترغيب والترهيب. وعزاه كذلك لابن حبان (3/ 450) .
(4)
الحملان: أي الحمل.
(5)
هذين القرينين: أي البعيرين المقرون أحدهما بصاحبه.
(6)
البخاري- الفتح 7 (4415) ، ومسلم (1649) واللفظ له.
يا إخوتاه، أغضبتكم؟. قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخيّ) * «1» .
8-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: إنّ أعرابيّا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنّي في غائط مضبّة «2» وإنّه عامّة طعام أهلي قال: فلم يجبه.
فقلنا: عاوده. فعاوده فلم يجبه ثلاثا ثمّ ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الثّالثة فقال:«يا أعرابيّ. إنّ الله لعن أو غضب على سبط من بني إسرائيل. فمسخهم دوابّ يدبّون في الأرض فلا أدري لعلّ هذا منها. فلست آكلها ولا أنهى عنها» ) * «3» .
9-
* (عن زيد بن خالد الجهنيّ- رضي الله عنه أنّه قال: إنّ رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللّقطة. فقال: «عرّفها سنة، ثمّ اعرف وكاءها وعفاصها، ثمّ استنفق بها، فإن جاء ربّها فأدّها إليه» .
قال: يا رسول الله. فضالّة الغنم؟. قال: «خذها فإنّما هي لك أو لأخيك أو للذّئب» . قال: يا رسول الله، فضالّة الإبل؟. قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى احمرّت وجنتاه- أو احمرّ وجهه- ثمّ قال: «مالك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها حتّى يلقاها ربّها» ) * «4» .
10-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رجلا قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: أوصني. قال: «لا تغضب» .
فردّد مرارا. قال: «لا تغضب» ) * «5» .
11-
* (عن عمر- رضي الله عنه أنّه قال:
إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرّعد والصّواعق قال: «اللهمّ لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك» ) * «6» .
12-
* (عن المسور بن مخرمة- رضي الله عنه أنّه قال: إنّ عليّا خطب بنت أبي جهل فسمعت بذلك فاطمة، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقالت: يزعم قومك أنّك لا تغضب لبناتك، وهذا عليّ ناكح بنت أبي جهل. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعته حين تشهّد، يقول:«أمّا بعد، أنكحت أبا العاص بن الرّبيع فحدّثني وصدقني، وإنّ فاطمة بضعة منّي، وإنّي أكره أن يسوءها، والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدوّ الله عند رجل واحد» فترك عليّ الخطبة» ) * «7» .
13-
* (عن عطيّة (وهو ابن سعد القرظيّ) رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الغضب من الشّيطان، وإنّ الشّيطان خلق من النّار، وإنّما تطفأ النّار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ» ) * «8» .
14-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه
(1) مسلم (2504) .
(2)
إني في غائط مضبّة: أي في أرض ذات ضباب كثيرة.
(3)
مسلم (1951) .
(4)
البخاري الفتح 10 (6112) .
(5)
البخاري الفتح 10 (1616) .
(6)
الترمذي (3450) واللفظ له، أحمد (2/ 100) رقم (5765) وقال شاكر: إسناده صحيح (8/ 127) برقم (5763) ، البخاري في الأدب المفرد (251) رقم (721) .
(7)
البخاري- الفتح 7 (3729) واللفظ له، ومسلم (2449) .
(8)
أبو داود (4784) واللفظ له، وفيه قصة وقال مخرج جامع الأصول: حسن (8/ 439) ، وأحمد (4/ 226) .
قال: بينما يهوديّ يعرض سلعة له أعطي بها شيئا، كرهه أو لم يرضه، قال: لا: والّذي اصطفى موسى- عليه السلام على البشر، فسمعه رجل من الأنصار فلطم وجهه. قال: تقول: والّذي اصطفى موسى- عليه السلام، على البشر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا؟
قال: فذهب اليهوديّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
يا أبا القاسم،. إنّ لي ذمّة وعهدا، وقال: فلان لطم وجهي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم لطمت وجهه؟» قال: قال: (يا رسول الله) : والّذي اصطفى موسى- عليه السلام على البشر وأنت بين أظهرنا؛ قال:
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتّى عرف الغضب في وجهه.
15-
* (عن سهل بن سعد- رضي الله عنه أنّه قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليّا في البيت فقال: أين ابن عمّك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: «انظر أين هو؟» فجاء، فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقّه وأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يمسحه عنه ويقول: «قم أبا تراب، قم أبا تراب» ) * «2» .
16-
* (عن أبي قتادة- رضي الله عنه أنّه قال: رجل أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف تصوم؟
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا رأى عمر- رضي الله عنه غضبه. قال: رضينا بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد نبيّا. نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله. فجعل عمر- رضي الله عنه يردّد هذا الكلام حتّى سكن غضبه. فقال عمر: يا رسول الله كيف بمن يصوم الدّهر كلّه؟ قال: «لا صام ولا أفطر (أو قال) «لم يصم ولم يفطر» . قال: كيف من يصوم يومين ويفطر يوما؟. قال: «ويطيق ذلك أحد؟» قال:
كيف من يصوم يوما ويفطر يومين. قال: «وددت أنّي طوّقت ذلك» ، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كلّ شهر. ورمضان إلى رمضان. فهذا صيام الدّهر كلّه.
صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السّنة الّتي قبله. والسّنة الّتي بعده. وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفّر السّنة الّتي قبله» ) * «3» .
17-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّها قالت: رخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر فتنزّه عنه ناس من النّاس. فبلغ ذلك النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فغضب حتّى بان
(1) البخاري- الفتح 6 (3414) ، ومسلم (2373) واللفظ له.
(2)
البخاري الفتح 1 (441) واللفظ له، مسلم (2409) .
(3)
مسلم (1162) .
الغضب في وجهه. ثمّ قال: «ما بال أقوام يرغبون عمّا رخّص لي فيه. فو الله لأنا أعلمهم بالله وأشدّهم له خشية» ) * «1» .
18-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة العصر بنهار. ثمّ قام خطيبا فلم يدع شيئا يكون إلى قيام السّاعة إلّا أخبرنا به. حفظه من حفظه. ونسيه من نسيه، وكان فيما قال:«إنّ الدّنيا حلوة خضرة، وإنّ الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون، ألا فاتّقوا الدّنيا «2» واتّقوا النّساء» ، وكان فيما قال:«ألا لا يمنعنّ رجلا هيبة النّاس أن يقول بحقّ إذا علمه» قال:
فبكى أبو سعيد. فقال: قد والله رأينا أشياء فهبنا، فكان فيما قال:«ألا إنّه ينصب لكلّ غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته، ولا غدرة أعظم من غدرة إمام عامّة يركز لواؤه عند استه» ، فكان فيما حفظنا يومئذ:
19-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علّموا ويسّروا ولا تعسّروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت» ) * «4» .
20-
* (عن أبي مسعود- رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله. إنّي لأتأخّر عن الصّلاة في الفجر ممّا يطيل بنا فلان فيها. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيته غضب في موضع كان أشدّ غضبا منه
(1) البخاري الفتح 10 (6101) ، ومسلم (2356) واللفظ له.
(2)
اتقوا الدنيا: اجعلوا بينكم وبينها وقاية بترك الحرام وترك الإكثار منها والزهد فيها.
(3)
الترمذي (2191) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(4)
أحمد (1/ 239) وفي رقم (2136) قال شاكر: إسناده صحيح (4/ 12)، وجاء بلفظ أطول من هذا كما في (4/ 191) رقم (2556) وهذا لفظه:«علموا ويسروا ولا تعسروا وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت» وقال: صحيح أيضا.
يومئذ. ثمّ قال: «يا أيّها النّاس إنّ منكم منفّرين فمن أمّ النّاس فليتجوّز «1» ، فإنّ خلفه الضّعيف والكبير وذا الحاجة» ) * «2» .
21-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّي لأعلم إذا كنت عنّي راضية وإذا كنت عليّ غضبى» . قالت: فقلت: ومن أين تعرف ذلك؟ قال: «أمّا إذا كنت عنّي راضية فإنّك تقولين: لا وربّ محمّد، وإذا كنت غضبى قلت:
لا وربّ إبراهيم» . قالت: قلت: أجل: والله يا رسول الله ما أهجر إلّا اسمك) * «3» .
22-
* (عن رجل من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل: يا رسول الله: أوصني. قال: «لا تغضب» . قال الرّجل: ففكّرت حين قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم ما قال. فإذا الغضب يجمع الشّرّ كلّه) * «4» .
23-
* (عن عوف بن مالك- رضي الله عنه أنّه قال: قتل رجل من حمير رجلا من العدوّ فأراد سلبه، فمنعه خالد بن الوليد وكان واليا عليهم، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عوف بن مالك. فأخبره فقال لخالد:
«ما منعك أن تعطيه سلبه؟» قال: استكثرته يا رسول الله. قال: «ادفعه إليه» . فمرّ خالد بعوف فجرّ بردائه ثمّ قال: هل أنجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاستغضب «5» . فقال:
«لا تعطه يا خالد! لا تعطه يا خالد! هل أنتم تاركون لي أمرائي؟ إنّما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعي «6» إبلا أو غنما فرعاها ثمّ تحيّن سقيها «7» فأوردها حوضا.
فشرعت فيه. فشربت صفوه وتركت كدره، فصفوه لكم وكدره عليهم» ) * «8» .
24-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّها قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربع مضين من ذي الحجّة أو خمس فدخل عليّ وهو غضبان. فقلت: من أغضبك يا رسول الله أدخله الله النّار؟ قال: «أو ما شعرت أنّي أمرت النّاس بأمر فإذاهم يتردّدون.
(قال الحكم: كأنّهم يتردّدون أحسب) ولو أنّي استقبلت من أمري ما استدبرت، ما سقت الهدي معي حتّى أشتريه ثمّ أحلّ كما حلّوا» ) * «9» .
25-
* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه أنّه قال: كانت بين أبي بكر وعمر محاورة فأغضب أبو بكر عمر فانصرف عنه مغضبا فأتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له فلم يفعل حتّى أغلق بابه في وجهه فأقبل أبوبكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو الدّرداء: ونحن
(1) في رواية مسلم «فليوجز» والمراد تخفيفها.
(2)
البخاري- الفتح 2 (704) واللفظ له، ومسلم (466) .
(3)
البخاري- الفتح 9 (5228) ، ومسلم (2439) واللفظ له.
(4)
أحمد (5/ 373) واللفظ له، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وعزاه لأحمد وقال: رواته محتجّ بهم في الصحيح (3/ 445) .
(5)
فاستغضب: أي صار- عليه السلام مغضبا.
(6)
استرعى إبلا: أي طولب برعيها.
(7)
ثم تحين سقيها: أي طلب ذلك الراعي وقت سقيها حتى يسقيها في وقت معين.
(8)
مسلم (1753) .
(9)
البخاري الفتح 3 في مواضع منها (1757، 1758، 1759، 1762، 1771، 1772) ، ومسلم (1211) واللفظ له.
عنده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّا صاحبكم فقد غامر «1» .
وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتّى سلّم وجلس إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وقصّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر. قال أبو الدّرداء: وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله، لأنا كنت أظلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هل أنتم تاركو لي صاحبي، هل أنتم تاركو لي صاحبي؟ إنّي قلت: «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً فقلتم: كذبت» ، وقال أبو بكر:
صدقت) * «2» .
26-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه أنّه قال: كانت عند أمّ سليم يتيمة. فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال: «آنت هيه» . لقد كبرت لاكبر سنّك» . فرجعت اليتيمة إلى أمّ سليم تبكي. فقالت أمّ سليم: ما لك يا بنيّة؟. قالت الجارية: دعا عليّ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سنّي فالآن لا يكبر سنّي أبدا.
فخرجت أمّ سليم مستعجلة تلوث خمارها حتّى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما لك يا أمّ سليم؟» . فقالت: يا نبيّ الله أدعوت على يتيمتي؟
قال: «وما ذاك يا أمّ سليم؟» . قالت: زعمت أنّك دعوت أن لا يكبر سنّها ولا يكبر قرنها. قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ قال: «يا أمّ سليم! أما تعلمين أنّ شرطي على ربّي، أنّي اشترطت على ربّي. فقلت: إنّما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر. فأيّما أحد دعوت عليه من أمّتي دعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقرّبه بها منه يوم القيامة» ) * «3» .
27-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما أنّه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرّت عيناه وعلا صوته واشتدّ غضبه حتّى كأنّه منذر جيش يقول: «صبّحكم ومسّاكم» . ويقول: «بعثت أنا والسّاعة كهاتين» ويقرن بين إصبعيه السّبابة والوسطى. ويقول: «أمّا بعد فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمّد وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ بدعة ضلالة» ، ثمّ يقول: «أنا أولى بكلّ مؤمن من نفسه. من ترك مالا فلأهله. ومن ترك دينا أو ضياعا «4» فإليّ وعليّ» ) * «5» .
28-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
كنّا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في دعوة، فرفعت إليه الذّراع- وكانت تعجبه- فنهس «6» منها نهسة وقال: «أنا سيّد النّاس يوم القيامة. هل تدرون بمن يجمع الله الأوّلين والآخرين في صعيد واحد. فيبصرهم النّاظر، ويسمعهم الدّاعي، وتدنو منهم الشّمس، فيقول بعض النّاس: ألا ترون إلى ما أنتم فيه، إلى ما بلغكم؟
ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربّكم؟ فيقول بعض
(1) غامر: سبق بالخير.
(2)
البخاري الفتح 8 (4640) والآية قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً (الأعراف/ 158) ..
(3)
مسلم (2603) .
(4)
الضياع: العيال وأصله مصدر ضاع يضيع ضياعا فسمّي العيال بالمصدر. انظر: النهاية لابن الأثير (3/ 107) .
(5)
مسلم (867) .
(6)
فنهس: أي أخذ منها بأطراف أسنانه.
النّاس: أبوكم آدم. فيأتونه فيقولون يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنّة. ألا تشفع لنا إلى ربّك؟ ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا؟ فيقول: ربّي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، ونهاني عن الشّجرة فعصيت. نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح أنت أوّل الرّسل إلى أهل الأرض، وسمّاك الله عبدا شكورا. أما ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما بلغنا؟ ألا تشفع لنا إلى ربّك؟ فيقول: ربّي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله. نفسي نفسي، ائتوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم. فيأتوني.
فأسجد تحت العرش، فيقال: يا محمّد ارفع رأسك، واشفع تشفّع، وسل تعطه
…
الحديث» ) * «1» .
29-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنّه لقي ابن صائد في بعض طرق المدينة. فقال له قولا أغضبه. فانتفخ حتّى ملأ السّكّة فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها. فقالت له: رحمك الله! ما أردت من ابن صائد؟ أما علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّما يخرج من غضبة يغضبها» ) * «2» .
30-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لمّا خلق الله الخلق كتب في كتابه وهو يكتب على نفسه وهو وضع عنده على العرش: إنّ رحمتي تغلب غضبي» ) * «3» .
31-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس الشّديد بالصّرعة، إنّما الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب» ) * «4» .
32-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّها قالت: ما غرت على نساء النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلّا على خديجة، وإنّي لم أدركها. قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشّاة فيقول: «أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة» قالت:
فأغضبته يوما فقلت: خديجة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنّي قد رزقت حبّها» ) * «5» .
33-
* (عن الشّريد بن سويد- رضي الله عنه أنّه قال: مرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا. وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتّكأت على ألية يدي. فقال: «أتقعد قعدة المغضوب عليهم» ) * «6» .
34-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمين وهو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرىء مسلم لقي الله وهو عليه غضبان. وقال الأشعث: فيّ والله كان ذلك. كان بيني وبين رجل من اليهود أرض، فجحدني. فقدّمته إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألك بيّنة؟ قلت: لا. قال: فقال لليهوديّ:
«احلف» . قال: قلت: يا رسول الله: إذن يحلف
(1) البخاري- الفتح 6 (3340) واللفظ له، ومسلم (194) .
(2)
مسلم (2932) .
(3)
البخاري- الفتح 13 (7404) واللفظ له، ومسلم (2751) .
(4)
البخاري- الفتح 10 (6114) ، ومسلم (2609) .
(5)
البخاري- الفتح 6 (3818) ، ومسلم (2435) واللفظ له.
(6)
أبو داود (4848) ، وأحمد (4/ 388) ، والبيهقي (3/ 236) ، وصحح إسناده الشيخ الألباني في صحيح أبي داود (3/ 919) .