الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (النفاق)
1-
* (عن أنس- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «آية الإيمان حبّ الأنصار، وآية النّفاق بغض الأنصار» ) * «1» .
2-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان» ) * «2» .
3-
* (عن أسماء- رضي الله عنها قالت:
أتيت عائشة وهي تصلّي، فقلت: ما شأن النّاس؟
فأشارت إلى السّماء، فإذا النّاس قيام. فقالت: سبحان الله! قلت: آية، فأشارت برأسها- أي نعم- فقمت حتّى تجلّاني الغشي»
، فجعلت أصبّ على رأسي الماء. فحمد الله- عز وجل النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ثمّ قال: «ما من شيء لم أكن أريته إلّا رأيته في مقامي، حتّى الجنّة والنّار. فأوحي إليّ أنّكم تفتنون في قبوركم مثل، أو قريب- لا أدري أيّ ذلك قالت أسماء- من فتنة المسيح الدّجّال، يقال: ما علمك بهذا الرّجل؟
فأمّا المؤمن، أو الموقن- لا أدري بأيّهما قالت أسماء- فيقول هو محمّد رسول الله جاءنا بالبيّنات والهدى، فأجبنا واتّبعنا، هو محمّد (ثلاثا) . فيقال: نم صالحا، قد علمنا إن كنت لموقنا به. وأمّا المنافق، أو المرتاب- لا أدري أيّ ذلك قالت أسماء- فيقول: لا أدري، سمعت النّاس يقولون شيئا فقلته) * «4» .
4-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا. ومن كانت فيه خلّة منهنّ كانت فيه خلّة من نفاق. حتّى يدعها: إذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف. وإذا خاصم فجر» غير أنّ في حديث سفيان «وإن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق» ) * «5» .
5-
* (عن قيس قال: قلت لعمّار: أرأيتم صنيعكم هذا الّذي صنعتم في أمر عليّ. أرأيا رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى النّاس كافّة.
ولكن حذيفة أخبرني عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «في أصحابي اثنا عشر منافقا «6» . فيهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط «7» . ثمانية منهم تكفيكهم الدّبيلة «8» وأربعة. لم أحفظ ما قال شعبة فيهم» ) * «9» .
6-
* (عن أبي مسعود- رضي الله عنه قال:
(1) البخاري- الفتح 1 (17) واللفظ له، ومسلم (74) .
(2)
البخاري- الفتح 5 (2682) ، ومسلم 1 (59) واللفظ له.
(3)
تجلاني الغشي: الغشي الإغماء: والمعنى كاد أن يغمى عليّ.
(4)
البخاري- الفتح 1 (86) واللفظ له، ومسلم (905) .
(5)
البخاري- الفتح 1 (34) ، ومسلم 1 (58) واللفظ له.
(6)
منافقا: معناه الذين ينسبون إلى صحبتي.
(7)
سم الخياط: سم بفتح السين وضمها وكسرها، والفتح أشهر وهو ثقب الإبرة. ومعناه: لا يدخلون الجنة أبدا.
(8)
الدبيلة: سراج من نار.
(9)
مسلم (2779) .
أمرنا بالصّدقة. قال: كنّا نحامل «1» . قال: فتصدّق أبو عقيل بنصف صاع. قال: وجاء إنسان بشيء أكثر منه.
فقال المنافقون: إنّ الله لغنيّ عن صدقة هذا. وما فعل هذا الآخر إلّا رياء. فنزلت: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ (التوبة: 79) » ) * «2» .
7-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه: أنّ رجالا من المنافقين، في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا خرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلّفوا عنه. وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه. وحلفوا وأحبّوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا.
فنزلت: لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ (آل عمران: 188) * «3» .
8-
* (عن جابر- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم من سفر. فلمّا كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الرّاكب. فزعم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بعثت هذه الرّيح لموت منافق» فلمّا قدم المدينة، فإذا منافق عظيم من المنافقين، قد مات) * «4» .
9-
* (عن عبد الرّحمن بن عوف: أنّ قوما من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فأسلموا، وأصابهم وباء المدينة، حمّاها، فأركسوا «5» ، فخرجوا من المدينة، فاستقبلهم نفر من أصحابه، يعني أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا لهم: ما لكم رجعتم؟ قالوا: أصابنا وباء المدينة فاجتوينا «6» المدينة. فقالوا: أما لكم في رسول الله أسوة؟ فقال بعضهم: نافقوا، وقال بعضهم: لم ينافقوا، هم مسلمون، فأنزل الله عز وجل: فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا
…
(النساء/ 88) الآية) * «7» .
10-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ المؤمن يأكل في معى واحد، وإنّ الكافر، أو المنافق، فلا أدري أيّهما قال عبيد الله- يأكل في سبعة أمعاء» )«8» .
11-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ النّاس قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟
قال: «هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب» ؟ قالوا: لا. يا رسول الله. قال: «فهل تمارون في الشّمس ليس دونها سحاب» ؟ قالوا: لا. قال:
فإنّكم ترونه كذلك. يحشر النّاس يوم القيامة فيقول:
(1) نحامل: نحمل على ظهورنا بالأجرة ونتصدق من تلك الأجرة.
(2)
البخاري- الفتح 8 (4668) ، ومسلم 2 (1018) واللفظ له.
(3)
البخاري- الفتح 8 (4567) ، ومسلم 4 (2777) واللفظ له.
(4)
مسلم 4 (2782) .
(5)
أركسوا: يقال ركست الشيء وأركسته اذا رددته ورجعته، أركسوا رجعوا إلى ما كانوا عليه.
(6)
اجتووا: أصابهم الجوى، وهو المرض. ويقال: اجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه.
(7)
أحمد (1/ 192) وقال الشيخ أحمد شاكر (3/ 131- 132) : إسناده صحيح.
(8)
البخاري- الفتح 9 (5394) واللفظ له، ومسلم (2062) .
من كان يعبد شيئا فليتّبع، فمنهم من يتّبع الشّمس، ومنهم من يتّبع القمر، ومنهم من يتّبع الطّواغيت، وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها، فيأتيهم الله- عز وجل فيقول: أنا ربّكم، فيقولون: هذا مكاننا حتّى يأتينا ربّنا، فإذ جاء ربّنا عرفناه. فيأتيهم الله فيقول: أنا ربّكم، فيقولون: أنت ربّنا، فيدعوهم فيضرب الصّراط بين ظهراني جهنّم، فأكون أوّل من يجوز من الرّسل بأمّته، ولا يتكلّم يومئذ أحد إلا الرّسل، وكلام الرّسل يومئذ: اللهمّ سلّم سلّم. وفي جهنّم كلاليب مثل شوك السّعدان «1» ، هل رأيتم شوك السّعدان؟
قالوا: نعم. قال: «فإنّها مثل شوك السّعدان، غير أنّه لا يعلم قدر عظمها إلّا الله، تخطف النّاس بأعمالهم، فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل «2» ثمّ ينجو. حتّى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النّار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله، فيخرجونهم، ويعرفونهم بآثار السّجود، وحرّم الله على النّار أن تأكل أثر السّجود. فيخرجون من النّار، فكلّ ابن آدم تأكله النّار إلّا أثر السّجود، فيخرجون من النّار قد امتحشوا «3» ، فيصبّ عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحبّة في حميل السّيل «4» ، ثمّ يفرغ الله من القضاء بين العباد، ويبقى رجل بين الجنّة والنّار، وهو آخر أهل النّار دخولا الجنّة مقبلا بوجهه قبل النّار، فيقول: يا ربّ، اصرف وجهي عن النّار، قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها «5» . فيقول: هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك؟ فيقول: لا.
وعزّتك. فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق، فيصرف الله وجهه عن النّار، فإذا أقبل به على الجنّة رأى بهجتها، سكت ما شاء الله أن يسكت، ثمّ قال:
يا ربّ، قدّمني عند باب الجنّة. فيقول الله له: أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الّذي كنت سألت؟ فيقول: يا ربّ، لا أكون أشقى خلقك.
فيقول: فما عسيت إن أعطيت ذلك أن لا تسأل غيره.
فيقول: لا. وعزّتك لا أسأل غير ذلك. فيعطي ربّه ما شاء من عهد وميثاق، فيقدّمه إلى باب الجنّة، فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النّضرة والسّرور.
فيسكت ما شاء الله أن يسكت، فيقول: يا ربّ، أدخلني الجنّة. فيقول الله: ويحك يا ابن آدم، ما أغدرك! أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الّذي أعطيت؟ فيقول: يا ربّ لا تجعلني أشقى خلقك. فيضحك الله- عز وجل منه، ثمّ يأذن له في دخول الجنّة، فيقول: تمنّ، فيتمنّى. حتّى إذا انقطع أمنيّته قال الله- عز وجل: زد من كذا وكذا- أقبل يذكّره ربّه- عز وجل حتّى إذا انتهت به الأمانيّ قال الله تعالى: لك ذلك ومثله معه» .
(1) السعدان: نبت ذو شوك يكون شوكه كالحا إذا يبس ومنبته سهول الأرض وهو من أطيب مراعي الإبل مادام رطبا.
(2)
ومنهم من يخردل: المخردل المصروع المربيّ، وقيل المقطع، تقطعه كلاليب الصراط.
(3)
امتحشوا: احترقوا وصاروا فحما.
(4)
حميل السيل: ما يحمل من الغثاء والطين.
(5)
قشبنى ريحها وأحرقنى ذكاؤها: قشبنى أي آذانى وذكاؤها: شدّة وهج نارها.
قال أبو سعيد الخدريّ لأبي هريرة- رضي الله عنهما إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله: لك ذلك وعشرة أمثاله» قال أبو هريرة: لم أحفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا قوله «لك ذلك ومثله معه» قال أبو سعيد الخدريّ: إنّي سمعته يقول: «ذلك لك وعشرة أمثاله) * «1» .
12-
* (عن زيد بن ثابت- رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد. فرجع ناس ممّن كان معه.
فكان أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين. قال بعضهم:
نقتلهم. وقال بعضهم: لا. فنزلت: فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ (النساء: 88) * «2» .
13-
* (عن العلاء بن عبد الرّحمن، أنّه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة. حين انصرف من الظّهر. وداره بجنب المسجد. فلمّا دخلنا عليه قال:
أصلّيتم العصر؟ فقلنا له: إنّما انصرفنا السّاعة من الظّهر. قال: فصلّوا العصر. فقمنا فصلّينا. فلمّا انصرفنا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تلك صلاة المنافق. يجلس يرقب الشّمس. حتّى إذا كانت بين قرني الشّيطان. قام فنقرها «3» أربعا. لا يذكر الله فيها إلّا قليلا» ) * «4» .
14-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما أنّه لقي ناسا خرجوا من عند مروان، فقال:
من أين جاء هؤلاء؟ قالوا: خرجنا من عند الأمير مروان، قال: وكلّ حقّ رأيتموه تكلّمتم به وأعنتم عليه، وكلّ منكر رأيتموه أنكرتموه ورددتموه عليه؟ قالوا: لا والله، بل يقول ما ينكر، فنقول: قد أصبت أصلحك الله. فإذا خرجنا من عنده قلنا: قاتله الله، ما أظلمه! وأفجره! قال عبد الله: كنّا بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نعدّ هذا نفاقا لمن كان هكذا) * «5» .
15-
* (عن عليّ- رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزّبير والمقداد. فقال: «انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخ «6» ، فإنّ بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها. قال فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتّى أتينا الرّوضة، فإذا نحن بالظّعينة. قلنا لها: أخرجي الكتاب، قالت:
ما معي كتاب. فقلنا: لتخرجنّ الكتاب أو لنلقينّ الثّياب. قال فأخرجته من عقاصها «7» ، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة- إلى ناس بمكّة من المشركين- يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حاطب، ما هذا؟ قال يا رسول الله، لا تعجل عليّ، إنّي كنت امرأ ملصقا في قريش- يقول: كنت حليفا، ولم أكن من أنفسها- وكان من معك من المهاجرين من لهم بها قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذا فاتني ذلك من النّسب فيهم أن أتّخذ عندهم يدا يحمون قرابتي،
(1) البخاري- الفتح 2 (806) ، واللفظ له ومسلم (182) .
(2)
البخاري- الفتح 8 (4589) ، ومسلم (2776) واللفظ لمسلم.
(3)
فنقرها: المراد بالنقر سرعة الحركات.
(4)
مسلم (622) .
(5)
مسند أحمد بتحقيق أحمد شاكر (7/ 5373) وقال محققه: إسناده صحيح وأصله عند البخاري.
(6)
روضة خاخ: موضع بين الحرمين.
(7)
عقاصها: شعرها أو ضفائر شعرها.
ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنّه قد صدقكم.
فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: إنّه قد شهد بدرا. وما يدريك لعلّ الله اطّلع على من شهد بدرا. قال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. فأنزل الله السّورة (الممتحنة: 1) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ
…
إلى قوله فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ» ) «1» .
16-
* (عن صفوان بن محرز المازنيّ- رضي الله عنه قال: بينما أنا أمشي مع ابن عمر- رضي الله عنهما آخذ بيده إذ عرض رجل فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النّجوى؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟
فيقول: نعم. أي ربّ. حتّى إذا قرّره بذنوبه ورأى في نفسه أنّه هلك قال: سترتها عليك في الدّنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته. وأمّا الكافر والمنافقون فيقول الأشهاد: هؤلاء الّذين كذبوا على ربّهم، ألا لعنة الله على الظّالمين» ) * «2» .
17-
* (عن زيد بن أرقم- رضي الله عنه أنّه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، أصاب النّاس فيه شدّة. فقال عبد الله بن أبيّ لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى ينفضّوا من حوله.
قال زهير: وهي قراءة من خفض حوله.
وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ. قال: فأتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم. فأخبرته بذلك.
فأرسل إلى عبد الله بن أبيّ فسأله فاجتهد يمينه ما فعل.
فقال: كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فوقع في نفسي ممّا قالوه شدّة. حتّى أنزل الله تصديقي: إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ (المنافقون/ 1) . قال: ثمّ دعاهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم. قال فلوّوا رؤوسهم. وقوله: كأنّهم خشب مسنّدة. وقال: كانوا رجالا أجمل شيء) * «3» .
18-
* (عن أنس- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «العبد إذا وضع فى قبره وتولّي وذهب أصحابه- حتّى إنّه ليسمع قرع نعالهم- أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرّجل محمّد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: أشهد أنّه عبد الله ورسوله. فيقال: انظر إلى مقعدك من النّار، أبدلك الله به مقعدا من الجنّة.
قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا. وأمّا الكافر- أو المنافق- فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول النّاس. فيقال: لا دريت، ولا تليت. ثمّ يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلّا الثّقلين» ) * «4» .
19-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ قال: «هل
(1) البخاري- الفتح 7 (4274) ، ومسلم (2494) .
(2)
البخاري- الفتح 5 (2441) واللفظ له، ومسلم (2768) .
(3)
البخاري- الفتح 8 (4903) ، ومسلم (2772) واللفظ له.
(4)
البخاري- الفتح 3 (1338) واللفظ له، ومسلم (2870) .
تضارّون في رؤية الشّمس في الظّهيرة، ليست في سحابة؟» قالوا: لا. قال: «فهل تضارّون في رؤية القمر ليلة البدر ليس فى سحابة؟» قالوا: لا. قال: «فو الّذي نفسي بيده لا تضارّون في رؤية ربّكم إلّا كما تضارّون في رؤية أحدهما» . قال: «فيلقى العبد فيقول: أي فل «1» ، ألم أكرمك، وأسوّدك، وأزوّجك، وأسخّر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى. قال فيقول:
أفظننت أنّك ملاقيّ؟ فيقول: لا. فيقول: فإنّي أنساك كما نسيتني. ثمّ يلقى الثّاني فيقول: أي فل، ألم أكرمك، وأسوّدك؟، وأزوّجك، وأسخّر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى. أي ربّ، فيقول:
أفظننت أنّك ملاقيّ؟ فيقول: لا. فيقول: فإنّي أنساك كما نسيتني. ثمّ يلقى الثّالث فيقول له مثل ذلك. فيقول:
يا ربّ، آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصلّيت وصمت وتصدّقت، ويثني بخير ما استطاع، فيقول: هاهنا إذا.
قال: ثمّ يقال له: الآن نبعث شاهدنا عليك. ويتفكّر في نفسه: من ذا الّذي يشهد عليّ؟ فيختم على فيه. ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انطقي. فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله. وذلك ليعذر من نفسه، وذلك المنافق.
وذلك الّذي يسخط الله عليه» ) *» .
20-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه، فأيّتهنّ خرج سهمها خرج بها معه. فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج سهمي فخرجت معه بعد ما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه. فسرنا حتّى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرّحيل، فقمت حين آذنوا بالرّحيل فمشيت حتّى جاوزت الجيش، فلمّا قضيت شأني أقبلت إلى الرّحل فلمست صدري، فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي، فحبسني ابتغاؤه. فأقبل الّذين يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الّذي كنت أركب وهم يحسبون أنّي فيه، وكان النّساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ولم يغشهنّ اللّحم، وإنّما يأكلن العلقة من الطّعام. فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه، وكنت جارية حديثة السّنّ، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمرّ الجيش، فجئت منزلهم وليس فيه أحد، فأممت منزلي الّذي كنت به فظننت أنّهم سيفقدونني فيرجعون إليّ. فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت، وكان صفوان بن المعطّل السّلميّ ثمّ الذّكوانيّ من وراء الجيش، فأصبح عند منزلي، فرأي سواد إنسان نائم، فأتاني وكان يراني قبل الحجاب- فاستيقظت باسترجاعه حتّى أناخ راحلته فوطىء يدها فركبتها. فانطلق يقود بي الرّاحلة حتّى أتينا الجيش بعد ما نزلوا معرّسين في نحر الظّهيرة. فهلك من هلك.
وكان الّذي تولّى الإفك عبد الله بن أبيّ ابن سلول.
فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا، والنّاس يفيضون من قول أصحاب الإفك، ويريبني في وجعي أنّي لا
(1) أي فل: أي يا فلان. قال ابن مالك رحمه الله تعالى في ألفيته: وفل بعض ما يخص بالندا فلا يقال: فل بالتسكين، بل: يا فل أو: يا فل.
(2)
مسلم (2968) ، وله أصل عند البخاري برقم (4581) .
أرى من النّبيّ صلى الله عليه وسلم اللّطف الّذي كنت أرى منه حين أمرض، إنّما يدخل فيسلّم ثمّ يقول: كيف تيكم؟ لا أشعر بشيء من ذلك حتّى نقهت فخرجت أنا وأمّ مسطح قبل المناصع متبرّزنا، لا نخرج إلّا ليلا إلى ليل، وذلك قبل أن نتّخذ الكنف قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في البرّيّة أو في التّنزّه. فأقبلت أنا وأمّ مسطح بنت أبي رهم نمشي، فعثرت في مرطها فقالت:
تعس مسطح. فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبيّن رجلا شهد بدرا؟ فقالت: يا هنتاه، ألم تسمعي ما قالوا؟
فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا على مرضي. فلمّا رجعت إلى بيتي دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تيكم؟ فقلت: ائذن لي إلى أبويّ- قالت:
وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما- فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتيت أبويّ، فقلت لأمّي: ما يتحدّث به النّاس؟ فقالت: يا بنيّة، هوّني على نفسك الشّأن، فو الله لقلّما كانت امرأة قطّ وضيئة عند رجل يحبّها ولها ضرائر إلّا أكثرن عليها. فقلت: سبحان الله! ولقد يتحدّث النّاس بهذا؟ قالت: فبتّ تلك اللّيلة حتّى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم. ثمّ أصبحت. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله. فأمّا أسامة فأشار عليه بالّذي يعلم في نفسه من الودّ لهم. فقال أسامة: أهلك يا رسول الله، ولا نعلم والله إلّا خيرا. وأمّا عليّ بن أبي طالب فقال: يا رسول الله، لم يضيّق الله عليك. والنّساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال: يا بريرة، هل رأيت فيها شيئا يريبك؟ فقالت بريرة: لا والّذي بعثك بالحقّ، إن رأيت منها أمرا أغمصه عليها قطّ أكثر من أنّها جارية حديثة السّنّ تنام عن العجين فتأتي الدّاجن فتأكله. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه.
فاستعذر من عبد الله بن أبيّ ابن سلول. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي؟ فو الله ما علمت على أهلي إلّا خيرا، وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلّا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلّا معي. فقام سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله، والله أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك. فقام سعد بن عبادة وهو سيّد الخزرج- وكان قبل ذلك رجلا صالحا، ولكن احتملته الحميّة- فقال: كذبت لعمر الله، والله لا تقتله ولا تقدر على ذلك. فقام أسيد بن الحضير فقال: كذبت لعمر الله، والله لنقتلنّه، فإنّك منافق تجادل عن المنافقين. فثار الحيّان الأوس والخزرج حتّى همّوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر. فنزل فخفضهم حتّى سكتوا وسكت. وبكيت يومي لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، فأصبح عندي أبواي وقد بكيت ليلتي ويوما حتّى أظنّ أنّ البكاء فالق كبدي. قالت: فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي. فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل فيّ ما قيل قبلها. وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء.
قالت: فتشهّد ثمّ قال: «يا عائشة، فإنّه بلغني عنك كذا وكذا. فإن كنت بريئة فسيبرّئك الله، وإن كنت ألممت
بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإنّ العبد إذا اعترف بذنبه ثمّ تاب تاب الله عليه. فلمّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتّى ما أحسّ منه قطرة، وقلت لأبي: أجب عنّي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: والله لا أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت لأمّي: أجيبي عنّي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: وأنا جارية حديثة السّنّ لا أقرأ كثيرا من القرآن، فقلت: إنّي والله لقد علمت أنّكم سمعتم ما يتحدّث به النّاس ووقر في أنفسكم وصدّقتم به، وإن قلت لكم إنّي بريئة- والله يعلم أنّي بريئة- لا تصدّقونني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر- والله يعلم أنّي بريئة- لتصدّقنّي. والله ما أجد لي ولكم مثلا إلّا أبا يوسف إذ قال: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (يوسف/ 18) . ثمّ تحوّلت على فراشى وأنا أرجو أن يبرّئني الله، ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا، ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلّم بالقرآن في أمري.
ولكنّنى كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النّوم رؤيا تبرّئني، فو الله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتّى أنزل عليه الوحي. فأخذه ما يأخذه من البرحاء، حتّى إنّه ليتحدّر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات. فلمّا سرّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكان أوّل كلمة تكلّم بها أن قال لي:«يا عائشة، احمدي الله، فقد برّأك الله» . قالت لي أمّي: قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: لا والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلّا الله.
فأنزل الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ (النور/ 11) الآيات. فلمّا أنزل الله هذا في براءتي، قال أبو بكر الصّدّيق- رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه- والله لا أنفق على مسطح بشيء أبدا بعد أن قال لعائشة، فأنزل الله تعالى وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا إلى قوله غَفُورٌ رَحِيمٌ (النور/ 22) . فقال أبو بكر: بلى والله، إنّي لأحبّ أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح الّذي كان يجري عليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري، فقال:
يا زينب، ما علمت؟ ما رأيت؟ فقالت: يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلّا خيرا. قالت:
وهي الّتي كانت تساميني. فعصمها الله بالورع» ) * «1»
21-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: كان معاذ يصلّى مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ يأتي فيؤمّ قومه. فصلّى ليلة مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم العشاء، ثمّ أتى قومه
فأمّهم، فافتتح بسورة البقرة، فانحرف رجل فسلّم، ثمّ صلّى وحده وانصرف، فقالوا له: أنافقت يا فلان؟ قال: لا. والله لآتينّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأخبرنّه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنّا أصحاب نواضح «2» . نعمل بالنّهار، وإنّ معاذا صلّى معك العشاء، ثمّ أتى فافتتح بسورة البقرة. فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على معاذ فقال:«يا معاذ، أفتّان أنت؟ اقرأ بكذا، واقرأ بكذا» ) * «3» .
(1) البخاري- الفتح 5 (2661) واللفظ له، ومسلم (2770) .
(2)
أصحاب نواضح أي نسقى زرعنا بالدّلاء.
(3)
البخاري- الفتح 2 (705) ، ومسلم (465) واللفظ له.
22-
* (عن بريدة بن الحصيب- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقولوا للمنافق سيّد فإنّه إن يك سيّدا فقد أسخطتم ربّكم- عز وجل» ) * «1» .
23-
* (عن البراء يحدّث عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال- في الأنصار-: «لا يحبّهم إلّا مؤمن ولا يبغضهم إلّا منافق. من أحبّهم أحبّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله» ) * «2» .
24-
* (عن حنظلة الأسيديّ «3» قال- وكان من كتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقيني أبو بكر فقال:
كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة. قال:
سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكّرنا بالنّار والجنّة، حتّى كأنّا رأي عين «4» ، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا «5» الأزواج والأولاد والضّيعات «6» فنسينا كثيرا. قال أبو بكر:
فو الله إنّا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبوبكر حتّى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: نافق حنظلة، يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«وما ذاك؟» قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكّرنا بالنّار والجنّة، حتّى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك، عافسنا الأزواج والأولاد والضّيعات، نسينا كثيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«والّذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذّكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، يا حنظلة، ولكن ساعة وساعة (ثلاث مرّات) » ) * «7» .
25-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: لمّا توفّي عبد الله بن أبيّ ابن سلول، جاء ابنه، عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسأله أن يعطيه قميصه يكفّن فيه أباه. فأعطاه. ثمّ سأله أن يصلّي عليه. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلّي عليه. فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: يا رسول الله، أتصلّي عليه وقد نهاك الله أن تصلّي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّما خيّرني الله فقال: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً (التوبة/ 80) . وسأزيده على سبعين» قال: إنّه منافق.
فصلّى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأنزل الله عز وجل: وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ (التوبة/ 84) » ) * «8» .
26-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء. ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو
(1) أبو داود 4 (4977) واللفظ، وقال محقق جامع الأصول (11/ 731) : وإسناده صحيح.
(2)
البخاري. الفتح 7 (3783) ، ومسلم (75) واللفظ له.
(3)
الأسيدي: ضبطوه بوجهين: أحدهما واشهرهما ضم الهمزة وفتح السين وكسر الياء المشددة. والثاني كذلك إلا أنه بإسكان الياء. ولم يذكر القاضي إلا هذا الثاني. وهو منسوب إلى بني أسيد، بطن من بني تميم.
(4)
حتى كأنا رأي عين: قال القاضي: ضبطوه رأي عين، بالرفع. أي: كإنا بحال من يراها بعينه. قال: ويصح النصب على المصدر، أي نراها رأي عين.
(5)
عافسنا: قال الهروي وغيره: معناه حاولنا ذلك ومارسناه واشتغلنا به، أي عالجنا معايشنا وحظوظنا.
(6)
والضيعات: جمع ضيعة، وهي معاش الرجل من مال أو حرفة أو صناعة.
(7)
مسلم (2750) .
(8)
البخاري- الفتح 8 (4672) ، ومسلم (2774) واللفظ له.
حبوا. لقد هممت أن آمر المؤذّن فيقيم، ثمّ آمر رجلا يؤمّ النّاس، ثمّ آخذ شعلا من نار فأحرّق على من لا يخرج إلى الصّلاة بعد) * «1» .
27-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليس من بلد إلّا سيطؤه الدّجّال. إلّا مكّة والمدينة. وليس نقب من أنقابها إلّا عليه الملائكة صافّين تحرسها. فينزل بالسّبخة «2» .
فترجف المدينة ثلاث رجفات. يخرج إليه منها كلّ كافر ومنافق» ) * «3» .
28-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «مثل المنافق كمثل الشّاة العائرة «4» بين الغنمين. تعير إلى هذه مرّة، وإلى هذه مرّة» ) * «5» .
29-
* (عن كعب بن مالك- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن كمثل الخامة من الزّرع، تفيئها الرّياح، تصرعها مرّة وتعدلها، حتّى يأتيه أجله. ومثل المنافق مثل الأرزة المجذية «6» التّي لا يصيبها شيء، حتّى يكون انجعافها «7» مرّة واحدة» ) * «8» .
30-
* (عن أبي موسى- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن الّذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجّة «9» طعمها طيّب وريحها طيّب. والمؤمن الذّي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتّمرة طعمها طيّب ولا ريح لها. ومثل المنافق الّذي يقرأ القرآن كالرّيحانة ريحها طيّب وطعمها مرّ. ومثل المنافق الّذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مرّ أو خبيث وريحها مرّ» ) * «10» .
31-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما يسأل عن الورود فقال: نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا انظر أي ذلك فوق النّاس «11» .
قال فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد الأوّل فالأوّل. ثمّ يأتينا ربّنا بعد ذلك فيقول: من تنظرون؟
فيقولون: ننظر ربّنا. فيقول: «أنا ربّكم. فيقولون: حتّى ننظر إليك، فيتجلّى لهم يضحك. قال فينطلق بهم ويتّبعونه. ويعطى كلّ إنسان منهم، منافق أو مؤمن نورا. ثمّ يتّبعونه. وعلى جسر جهنّم كلاليب وحسك، تأخذ من شاء الله. ثمّ يطفأ نور المنافقين، ثمّ ينجو
(1) البخاري. الفتح 2 (657) واللفظ له، ومسلم (651) .
(2)
بالسبخة: في القاموس: السبخة، محركة ومسكنة. أرض ذات نزّ وملح: سبخة وسبخة.
(3)
البخاري- الفتح 13 (7124) ، ومسلم (2943) واللفظ له.
(4)
العائرة: المترددة.
(5)
مسلم (2784) .
(6)
الأرزة المجذية: المكسورة أو المقطوعة.
(7)
انجعافها: أي انقلاعها من الأرض.
(8)
البخاري- الفتح 10 (5643) ، ومسلم (2810) واللفظ له.
(9)
الأترجّ: فاكهة معروفة.
(10)
البخاري- الفتح 9 (5059) واللفظ له، ومسلم (797) .
(11)
«يوم القيامة عن كذا وكذا انظر أي ذلك فوق النّاس» : هكذا وقع هذا اللفظ في جميع الأصول من صحيح مسلم، واتفق المتقدمون والمتأخرون على أنه تصحيف وتغيير واختلاط في اللفظ، يقول القاضي عياض وصوابه:«نجيء يوم القيامة على قوم» وفي كتاب ابن خيثمة من طريق كعب بن مالك: «يحشر الناس يوم القيامة على تل، وأمتى على تل» وذكر الطبري من حديث ابن عمر «فيرقى هو- يعني محمد صلى الله عليه وسلم وأمته على قوم فوق الناس يقول القاضي عياض: وقد أظلم هذا الحرف على الراوي أو امّحى فعبر عنه بكذا وكذا، وفسره بقوله: أي فوق الناس. وكتب عليه: انظر. تنبيها، فجمع النقلة الكل، ونسبوه على أنه من متن الحديث كما تراه.