الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طريقتهم، فلما حصل الصلح، واختلطوا بهم وعرفوا أحواله صلى الله عليه وسلم من المعجزات الباهرة، وحسن السيرة، وجميل الطريقة مالت نفوسهم إلى الإيمان، فأسلم قبل الفتح كثير، ويوم الفتح كلهم، وكان العرب في البوادي ينتظرون إسلام أهل مكة، فلما أسلموا أسلمت العرب كلهم، والحمد لله رب العالمين.
* * *
2702 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: انْطَلَقَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَهْلٍ، وَمُحَيِّصَةُ ابْنُ مَسْعُودِ بْنِ زيدٍ إِلَى خَيبر، وَهْيَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ.
الحديث الثاني:
(ابن مسعود بن زيد) كذا وقع للبخاري، ولعله الصحيح عنده، وإلا فابن عبد البر، وابن الأثير وغيرهما لم يذكروا إلا مسعود بن كعب.
* * *
8 - بابُ الصُّلْحِ فِي الدِّيَةِ
(باب: الصُّلْح في الدِّية)
2703 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ:
أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ: أَنَّ الرُّبَيِّعَ -وَهْيَ ابْنَةُ النَّضْرِ- كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَطَلَبُوا الأَرْشَ وَطَلَبُوا الْعَفْوَ، فَأَبَوْا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأمَرَهُمْ بِالْقِصَاصِ، فَقَالَ أَنسُ بْنُ النَّضْرِ: أتكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ لَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ! لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا، فَقَالَ:"يَا أَنسُ! كِتَابُ اللهِ الْقِصَاصُ"، فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَعَفَوْا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّه". زَادَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنسٍ: فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَقَبِلُوا الأَرْشَ.
(ثنية)؛ أي: سن.
(جارية) هي الشابة، لا أن المراد أمَة، وإلا لما كان بينهما قصاص.
(فطلبوا)؛ أي: قوم الربيع من أهل الجارية العفو على الأرش.
(لا تُكْسَر) إما أنه قاله قبل أن يعرف أن كتاب الله القصاص على التعيين، وظن التخيير بين القصاص والدية، أو المراد الاستشفاع من رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، أو لم يرد به الإنكار والرد، بل توقعًا ورجاءً من فضل الله أن يرضى ويلقي في قلوبهم أن يعفو عنها، وقال الطيبي: ليس ردًّا للحكم، بل نفي لوقوعه بلفظ:(لا تُكْسَر) إخبار عن عدم الوقوع، ولذلك لِمَا كان له من الله من القرب والثقة بفضل الله ولطفه في حقه أنه لا يحنّثه، بل يلهمهم العفو، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "إن من عباد الله من لو
أقسم على الله لأبرّه"، حيث جعله من زمرة عباده المخلصين.
(كتاب الله القصاص) مرفوعان على الابتداء والخبر، ويجوز نصبهما إما لما وضع فيه المصدر موضع الفعل؛ أي: كتاب الله القصاص بقوله تعالى {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [النساء: 24]، وإما على الإغراء، ويكون القصاص بدلًا أو منصوبًا بفعل، أو هو مرفوع خبر مبتدأ محذوف، ولا يجوز ذلك في الآية، إذ يمتنع أن يكون (كتاب) نصب بـ (عليكم) المتأخر عنه، أي: حكم كتاب الله القصاص، فهو على حذف مضاف، وذلك إشارة إلى قوله تعالى {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة: 45]، أو {وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ} [المائدة: 45]، بأنا متعبدون بشرع من قبلنا، أو قوله تعالى:{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} الآية [النحل: 126] أو الكتاب بمعنى الفرض والإيجاب، وفيه جواز الحلف فيما يظن وقوعه، والثناء على من لا يخاف الفتنة بذلك، واستحباب العفو عن القصاص، والشفاعة في العفو، وأن الخيرة في القصاص والدية إلى مستحقه لا إلى المستحق عليه، وإثبات القصاص بين النساء، وفي الأسنان، والكسر بمعنى القلع ليتصور فيه القصاص.
قلت: أو كان مضبوطًا وأمكن، وفضيلة أنس، وهذا من الثلاثيات.
* * *